الشرع لـ"واشنطن بوست": نزع السلاح جنوب دمشق صعب التنفيذ وترامب يدعم وجهة نظرنا

في مقابلة جديدة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع يعتبر أنه من الصعب الحديث عن نزع السلاح جنوب دمشق في إطار المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل".

0:00
  • صورة نشرتها
    صورة نشرتها "واشنطن بوست" للرئيس الانتقالي السوري في فندق سانت ريجيس بواشنطن

أكد الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع أن "نزع السلاح في المنطقة الواقعة جنوب دمشق صعب التنفيذ"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام فوضى أمنية جديدة، وتضع مسؤولية حماية المنطقة موضع تساؤل.

وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قال الشرع: "من الصعب الحديث عن نزع السلاح في منطقة كاملة، لأن أي حالة فوضى قد تنشأ، من سيحميها؟ وإذا استُخدمت هذه المنطقة المنزوعة السلاح كنقطة انطلاق لضرب إسرائيل، فمن سيتحمل المسؤولية؟"، مضيفاً: "في نهاية المطاف، هذه أرض سورية، ويجب أن يكون لسوريا الحق في التعامل مع أراضيها بحرية".

وانتقد الشرع الحجج الإسرائيلية بالقول: "إسرائيل احتلت الجولان بحجة حماية نفسها، واليوم تفرض شروطاً في جنوب سوريا بحجة حماية الجولان. وبعد سنوات، ربما ستحتل وسط سوريا بحجة حماية الجنوب، وبهذا المنطق قد تصل إلى ميونخ في النهاية".

"لم نرد على القصف الإسرائيلي لأننا نريد إعادة الإعمار"

ورأى الرئيس الانتقالي أن "التقدم الذي أحرزته إسرائيل في سوريا لا ينبع من مخاوفها الأمنية بل من طموحاتها التوسعية"، مؤكداً أن دمشق منخرطة في مفاوضات مباشرة مع "تل أبيب"، "إلا أن عليها الانسحاب إلى حدود 8 كانون الأول/ديسمبر حتى يتم إحراز تقدم في هذا الملف".

وقال الشرع" "شنّت إسرائيل أكثر من 1000 غارة جوية في سوريا منذ 8 كانون الأول/ديسمبر، وشمل ذلك قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع. ولكن لأننا نريد إعادة إعمار سوريا، لم نرد على هذه الاعتداءات".

وبالنسبة إلى الدور الأميركي أكد الشرع أن "الولايات المتحدة معنا في هذه المفاوضات، والعديد من الأطراف الدولية تدعم وجهة نظرنا في هذا الصدد. واليوم، وجدنا أن الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب يدعم وجهة نظرنا أيضاً، وسيدفع بأسرع وقت ممكن للتوصل إلى حل لهذه المسألة".

"القوات الأميركية في سوريا يجب أن تشرف على عملية دمج قسد"

وحول المفاوضات الجارية بين حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية من أجل دمج عناصرها بالجيش السوري، رأى الشرع بأن القوات الأميركية الموجودة في سوريا يجب أن تتولى الإشراف على عملية الدمج، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل الحل الأمثل لضمان وحدة البلاد وأمنها.

وقال: "سوريا اليوم قادرة على تحمل هذه المسؤولية. إن إبقاء سوريا مقسمة، أو وجود أي قوة عسكرية لا تخضع لسيطرة الحكومة، يمثل أفضل بيئة لازدهار تنظيم داعش".

"نحتاج الدعم الروسي"

وفيما يخص العلاقة مع روسيا أكد الشرع أن بلاده تتقاسم مصالح استراتيجية مع روسيا، مشيراً إلى أن دمشق بحاجة إلى دعم موسكو داخل مجلس الأمن الدولي في عدد من الملفات المهمة.

وقال الشرع "نحن بحاجة إلى روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن، ونحتاج أن يكون تصويتها إلى جانبنا في بعض القضايا".

وأضاف: "لدينا مصالح استراتيجية مشتركة معها، ولا نريد دفعها إلى اتخاذ خيارات بديلة أو مختلفة في تعاملها مع سوريا".

يُذكر أن الشرع موجود في الولايات المتحدة منذ عدة أيام، حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجرى العمل على تعليق قانون "قيصر" الأميركي الذي يفرض عقوبات صارمة على سوريا.

اقرأ أيضاً: الشرع دخل البيت الأبيض من دون ضجة.. وبحث مع ترامب تعزيز العلاقات ورفع العقوبات واتفاقاً أمنياً مع "إسرائيل"