يقع على عاتق اللبنانيين جميعاً، ولا سيما من هم في موقع القرار، أن يبيّنوا لـ "رجل الأعمال" هذا أنّ المناطق الاقتصادية ومشاريع الاستثمار لا تُعمي الجنوبيين عن حقائق الجغرافيا والتاريخ.

لقد قال الإمام الصدر كل شيء وحدد الأسقف ورسم المسارات.
لقد صاغ بكلماته ونصوصه استراتيجية الأمن الوطني منذ أكثر من خمسين عاماً.

التجارب في أكثر من بلد تؤكد مصير من تعاملوا مع الولايات المتحدة الأميركية. فقد انسحب الأميركيون من فيتنام وأفغانستان تاركين عملاءهم لمصير مجهول، من دون أي مراعاة لأبسط القضايا الإنسانية.

ما يجري في لبنان اليوم هو محاولة لإعادة كتابة تاريخه على مقاس مشروع سياسي خارجي، يُقصي المقاومة ويُهمّش التضحيات، ويزرع الشكّ في رموزه وبطولاته.

التجارب أثبتت أن المقاومة هي السبيل الوحيد للحفاظ على الهوية والكرامة، وضمان بقاء لبنان كيانًا مستقلًا ووطنًا جامعًا.

تفقد المنطقة جزءاً من التوازن الذي شكّله محور المقاومة، فيما الدول التي شكّلت جبهة مضادة له، تجد نفسها في مرمى المشروع الأميركي-الإسرائيلي، الذي لا يستثني أحداً وليس بالضرورة أن تنجو منه.

هل تتعاطى مصر انطلاقاً من المعطيات الاستراتيجية التي تؤكد أن أمن غزة هو من محددات الأمن القومي المصري؟ وهل تدرك أن مقاومة قوية هي مصلحة عليا للقاهرة؟

الاستثمار الصهيوني في الإعلام نجح بنسبة غير قليلة بدليل جيش الصحافيين، وأيضاً من يعرفون أنفسهم بالمفكرين الذين احتلوا منذ عملية طوفان الأقصى إلى عملية يوم الأربعين عدداً من الشاشات والمنصات الإعلامية.

حزب الله ساهم من خلال تجربته السياسية والإعلامية في الحد من القدرة الإسرائيلية على الاستثمار في الإعلام، فالجمهور الإسرائيلي الذي كان يقبل الصور التي تقدمها وسائل إعلامه وجد نفسه أمام صور وأفلام يبثها الإعلام الحربي لحزب الله. 

الإدارة الأميركية للحرب الإعلامية لا تختلف عن إدارتها الحرب العسكرية. تعتمد الولايات المتحدة الأميركية في هذا المجال خططاً لا تقل دهاء ومراوغة وتنظيماً عن العسكرية منها.