تتحوّل غزة من ساحة صمود إلى مختبر اجتماعي للاستعمار الحديث، حيث الزومبي يمثّل الشعب المُجَوَّع، والزعماء المتوحشون أدوات الاحتلال، والمساعدات وقود الانهيار الجماعي.

من يظن أن الحرب على إيران منحت "إسرائيل" مفتاح الحسم في غزة، يتجاهل أن غزة لم تعد فقط جبهة قتال، بل أصبحت منصة مركزية لإعادة تشكيل النظام السياسي في "إسرائيل".

استطاع نتنياهو، بذكاء وقسوة، أن يحوّل مسار الصراع، ويعيد رسم خريطة الشرق الأوسط: لا عبر طاولة مفاوضات، بل من خلال استثمار لحظة الضعف العربي.

بينما يستطيع الإيرانيون الصمود لأسابيع بل لأشهر في مواجهة القصف، فإن "إسرائيل" تحتاج إلى حسم الحرب خلال أيام أو أسابيع قليلة، وإلا فقد تنقلب الحرب من ضربة استراتيجية إلى نزيف داخلي طويل.

نحن لا نعيش حرباً فقط. نحن نعيش لحظة تفكيك كبرى، لحظة يجري فيها تحويل الفلسطيني إلى كائن منزوع التاريخ والجغرافيا، يُطلب منه فقط أن يطيع!

"إسرائيل" عالقة في حلقة مفرغة من التوتر والتصعيد، بينما تتراكم التحدّيات الإقليمية، وتفقد "تل أبيب" تدريجياً قدرتها على فرض سرديّتها التقليدية في ظل عالم آخذ في التغيّر.

هل ستساهم التحولات الأوروبية في وقف حرب الإبادة على غزة وإفشال مخططات التهجير، أم أن أقصى ما تطمح إليه أوروبا هو إنقاذ المشروع الإسرائيلي من جنون حُماته الجدد؟

كيف يمكن لمجتمع بشري، مهما كانت دوافعه السياسية أو مخاوفه الأمنية، أن يفعل هذا... من دون أن يرتجف؟ أي عقول تلك التي تبرر قصف أطفال نائمين؟ وأي قلوب تلك التي لا يزلزلها صراخ أمّ تحت الأنقاض؟

هل نشهد تحوّلات جذرية في العقيدة الاستراتيجية الأميركية؟ أم أنّ ما يحدث ليس أكثر من تقاسم أدوار بين واشنطن و"تل أبيب" في سياق أوسع؟

الخطة الأميركية  تفتح الباب أمام نقاشات جديدة حول طبيعة الإدارة المدنية والإنسانية للقطاع، ما يمنح الدول العربية فرصة حقيقية للتأثير على المعايير الحاكمة لليوم التالي.