لا تخفي بكين قلقها من "التعاطي" مع القيادة السورية الجديدة نتيجة انتمائها السابق إلى هيئة تحرير الشام، التي ضمت في صفوفها نحو 5  آلاف مقاتل إيغوري يقاتلون في سوريا.

اليوم، وأكثر من أي وقتٍ مضى، يحتاج السوريون إلى بناء وعيٍ جمعي يدركون من خلاله أن معركة السيادة لا تُحسم بالبيانات ولا بالولاءات، بل بالقدرة على بناء "دولة مؤسسات" تُقنع العالم بأنها "شريك مسؤول".

بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي، تكون الحكومة السورية قد استجابت لأحد أبرز المطالب الدولية، الذي يتمثّل في إثبات جدّيتها في مكافحة الإرهاب بشكل عملي ومنع انتشاره مجدّداً.

تصر الصين على أنها بلد نامٍ له الحق في الحصول على معاملة نامية وتفضيلية، بينما ترى الولايات المتحدة أن الصين في مسعاها هذا تعمل على التهرب من مسؤولياتها تجاه العالم.

موسكو ترى أن موقفها ثابت ونابع من دعمها الحكومة الشرعية في سوريا، هو ما كان في الماضي مع نظام الأسد، وما يتكرر اليوم في تعاطيها مع الحكومة الانتقالية في دمشق.

على الرغم من أن الاقتصاد الصيني يعاني تباطؤاً، فإن بكين تدرك حجم اعتماد واشنطن الصناعي عليها. ومن خلال ضوابط التصدير، يمكنها توجيه ضربة غير مباشرة للشركات الأميركية الحساسة.

الظروف التي تمرّ بها سوريا ليست طبيعية، والتحدّيات كبيرة، لكنّ ذلك لا يمنع أن تكون انتخابات مجلس الشعب خطوة في الاتجاه الصحيح، لا طريقاً لتكريس المزيد من الانقسامات داخل المجتمع السوري. 

يواجه الكيان الصهيوني أزمة داخلية عميقة، تفاقمت مع وجود حكومة يمينية متطرفة تتبنى مواقف متصلبة، وترفض تقديم أي تنازلات.

ستشهد سوريا في الفترة المقبلة ظهور جوقة من المطبّلين الداعمين للتطبيع مع "إسرائيل" تحت ذرائع الواقعية والبراغماتية وغيرها، وفي الوقت نفسه، يجب احترام الآراء الرافضة لذلك والمحذرة منه.

لم يعد هناك مجال للشك بأن الحكومة الإسرائيلية لا تريد التسوية، بل تسعى للحرب، ولا سيما أن الواقع العربي يشجعها على ارتكاب المزيد من الحماقات، "فمن أمن العقاب أساء العمل".