من كاراكاس إلى بيروت: رئيسة قناة "تيلي سور" توجّه رسالة صمود وتفاؤل لبن جدو

رئيسة قناة "تيلي سور"، السيدة باتريسيا فياغاس، تكتب رسالة لرئيس مجلس إدارة شبكة الميادين غسان بن جدو تعبر فيها عن واقع فنزويلا اليوم والتحديات التي تواجهها.

  • من كاراكاس إلى بيروت: رئيسة قناة
    من كاراكاس إلى بيروت: رئيسة قناة "تيلي سور" توجّه رسالة صمود وتفاؤل لبن جدو

بعثت رئيسة قناة "تيلي سور"، السيدة باتريسيا فياغاس، لرئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية، الأستاذ غسان بن جدو، رسالةً خطية مؤثرة، من العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وعبّرت فيها عن واقع فنزويلا اليوم، بين أجواء الفرح الشعبي والتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد.

كما حيّت في ختام رسالتها انتخاب بن جدو في المؤتمر القومي العربي، معتبرة ذلك مكسباً لقضايا الشعوب الحرة.

وفي ما يلي نص الرسالة:

كاراكاس، في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

صديقي العزيز
أستاذي العزيز غسان بن جدو

أكتب إليك من مكتبي في كاراكاس

في وقت متأخر من عصر يوم الاثنين هذا، الواقع فيه العاشر من نوفمبر، تشرق الأضواء فوق تلال هذه المدينة التي يصعب فهمها تمامًا، لا في ماضيها المجيد ولا في حاضرها المليء بالضجيج والاحتفالات والأهازيج، في الوقت الذي تقاوم فيه خطر الحرب والغزو، دون أن تغير إيقاعها.

أحيانًا تظن وأنت ترى الألعاب النارية الملونة في السماء، وهو احتفال مألوف في المناطق الاستوائية، أن صواريخ عدو شعوب العالم قد بدأت تنهال. لكن كلا يا أستاذي، تلك الأسلحة الخبيثة لم تسقط بعد؛ بل نراها تتفجر فرحة شعب يُدرك أن الابتسامات والرقص حقٌّ مُكتسب بشق الأنفس.

هذه السطور هي نوع من خواطر بمثابة تطهير نفسي شخصي، وفي الوقت نفسه، يُمكنك اعتبارها تقريرًا من أول مراسل لك في هذا البلد. هكذا أرى نفسي، هكذا أنا بالنسبة للقناة التي تُديرها بجدارة.

كاراكاس تنعم بالسلام. ففي الشوارع، تدور الأحاديث حول الوضع الاقتصادي؛ الأسعار ترتفع بسرعة، وعيد الميلاد يقترب، ومعه الهدايا، والمأكولات الخاصة، ولعب البيسبول، حيث بدأ الموسم السنوي لهذه الرياضة، وهي رياضة لا تزال تُحدد هوية هذه البلاد، مهما قيل عنها.

الأكثر انخراطًا سياسيًا، أي أولئك المنتمون إلى هيكليات ومنظمات الحزب الاشتراكي الموحد PSUV، هم الأكثر نشاطًا في الفعاليات التي تُنظمها القيادة العسكرية والحكومية العليا لإبقائنا على أهبة الاستعداد لمواجهة التهديد الحقيقي للعدو، الذي يُبرز وجهه اليوم دونالد ترامب.

كما تعلمون، هناك خطة تعبئة وتنظيم على المستوى الشعبي وهي جارية منذ ثمانية أسابيع، بالتوازي مع الانتعاش الاقتصادي والتماسك الاجتماعي في البلاد، والتي بلغت مستوى تاريخيًا من الرفض والتنديد بأي غزو أمريكي محتمل أو متوقع. فمن خلال استراتيجية تواصل جريئة وعمل سياسي شعبي عميق وشاسع، توصلت الحكومة إلى تحقيق موقف موحد تجاه هذه الأحداث، يكاد يكون مماثلاً لموقفها الرافض للعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.

كما يجري حالياً تنفيذ برنامج وطني لتسجيل المواطنين وتنظيمهم للدفاع الشامل عن أراضيهم. وقد لاقت هذه المبادرة استجابة واسعة، مما عزز الوحدة المدنية العسكرية كركيزة أساسية للسيادة الوطنية. كما أنها رسخت في أذهاننا صوراً مؤثرة لأشخاص تصل أعمارهم إلى مئة عام، بالكاد يستطيعون المشي، مصممين على بذل قصارى جهدهم دفاعاً عن الوطن. "هنا، لا أحد يستسلم!" يهتفون خلال التدريبات. قد يُنظر إلى هذا على أنه مجرد شعار عادي، ولكن بالنسبة لنا نحن الذين عايشنا سنوات فنزويلا الصعبة الأخيرة، فإنه يعبر عن مشاعر صادقة وكلمة مصممة على أن تصبح فعلاً.

وفي الوقت نفسه، تشهد البلاد نمواً مستداماً في إنتاج النفط، الذي يقترب، وفقاً للأرقام الرسمية، من مليون برميل يومياً. علاوة على ذلك، يشهد الاقتصاد غير النفطي نمواً مستمراً، مسجلاً أحد عشر فصلاً متتالياً من النمو.

في جميع أنحاء فنزويلا، يُقام جدولٌ حافلٌ بالفعاليات الثقافية والفنية والرياضية المكثفة، تجسيداً للحيوية والهدوء اللذين نتنفسهما اليوم وندافع عنهما بحياتنا.

قررتُ أن أكتب لك هذه الكلمات لمواجهة حملات التضليل التي تُصوّر واقع البلاد مشوهاً عبر وسائل إعلامٍ مُتحالفة مع الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب عمومًا.

كما تتخيلون، نعيش نحن الصحفيون في زمنٍ يشهد تدقيقًا مُتزايدًا؛ لدينا جميع أنواع الخطط الاحتياطية، لكننا نواصل أيضًا نشاطنا في الدفاع عن الحق في الراحة والفرح والسلام.
أتمنى أن أراكم قريبًا في هذه الأرض المباركة.

مع إيماني وتمنياتي بأنه عند لقائنا، ستظل هذه الرسالة انعكاسًا لواقع هذا البلد الذي نحبه كثيرًا،

مع خالص التحيات،
لك دائماً..
باتريسيا فيّاغاس مارين
رئيسة قناة "تيليسور"

*ملاحظة: في الختام، أود أن أعرب عن فرحي بانتخابكم مؤخراً في المؤتمر القومي العربي، وأنا على يقين بأن شعوب العالم قد اكتسبت نصيراً شجاعاً لقضاياها.