الحرب الصهيو-أميركية على إيران.. إلى أي مدى ستصل؟

استمرار الحرب بهذه الوتيرة لا يخدم أهداف كل من ترامب ونتنياهو بل يزيد الوضع سوءاً، ولا يمكن حل هذا الإشكال سوى بالتدخل الأميركي المباشر في الحرب، وهو ما طالب به قادة الكيان الصهيوني علناً.

  • استمرار الحرب بهذه الوتيرة لا يخدم أهداف كل من ترامب ونتنياهو.
    استمرار الحرب بهذه الوتيرة لا يخدم أهداف كل من ترامب ونتنياهو.

كما كان متوقعاً، ومع تعثر مفاوضاتها النووية مع إيران، سمحت أميركا للكيان الصهيوني بتوجيه ضربته إلى إيران كنتيجة لمتغيّرات شهدتها الأوضاع في أميركا والكيان الصهيوني معاً، مع حفاظها من الناحية العلنية على مسافة بينها وبين هذه الضربة، وتأكيدها بأنها قرار صهيوني لم تشارك فيه الولايات المتحدة رغم معرفتها به، الأمر الذي يشير إلى أن الأميركيين ما زالوا غير راغبين في التورط في الحرب، بل يعدّون هذه الضربات مجرد إرهاب للإيرانيين كي يقبلوا الشروط الأميركية في المفاوضات النووية.

 ومن الواضح أن التشدد الإيراني في المفاوضات وتعثر العمليات العسكرية الصهيونية في غزة، بالإضافة إلى المتغيرات التي شهدتها الساحة الداخلية في كل من أميركا والكيان الصهيوني، وتصاعد العداء إزاء ترامب ونتنياهو هو ما دفع الرئيس الأميركي إلى القبول بفكرة السماح للكيان الصهيوني بتوجيه ضربة إلى إيران مع الحيلولة دون التورط في حرب موسّعة.

 لكن، يبدو أن أهداف الأميركيين من هذا الإجراء مختلفة في بعض اتجاهاتها عن أهداف الكيان الصهيوني، فالأميركيون يعتقدون أن هذه الضربة الصهيونية ذات الدوّي الإعلامي يمكن أن تحقق لهم أكثر من هدف:

1- إجبار الإيرانيين على القبول بالشروط الأميركية في المفاوضات بخصوص: البرنامجين النووي والصاروخي؛ التخلي عن دعم فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان ودعم اليمن؛ القبول بحق الكيان الصهيوني في البقاء، والقبول بحالة السكون في الأوضاع في الفترة الحالية التي يريدها الأميركيون في الشرق العربي بهدف التفرغ لمواجهة النفوذ الصيني المتصاعد.

2- بصورة علنية، لم تشارك الولايات المتحدة في الضربة، وبالتالي ستسعى، بمشاركة أوروبا، للضغط وإقناع إيران بأن يكون ردها محدوداً بهدف استعادة ماء الوجه وإيقاف التصعيد عند هذا الحد، والعودة إلى المفاوضات، خاصة أن الكيان الصهيوني لن يتحمّل حرباً طويلة مع دولة كإيران.

3- توجيه ضربة إلى مشروع طريق الحرير الصيني والذي تعدّ إيران جزءاً أساسياً منه، بالإضافة إلى ضرب طريق تشابهار – سان بيترسبورغ بين إيران وروسيا بما يعني محاصرة الدولتين.

4- إنقاذ الوضع الداخلي المتأزم لترامب مع خصومه، خاصة مع زيادة وتيرة المظاهرات المعادية له، والتي بدأت تتخذ مظاهر عرقية في لوس أنجلوس وسياتل (معظم المتظاهرين في كاليفورنيا من السكان الأصليين، وفي سياتل بواشنطن من الأفارقة).

 في المقابل، كانت لرئيس حكومة الكيان الصهيوني حساباته الخاصة للقيام بهذا الاعتداء:

1- توجيه ضربة قوية إلى إيران الذي يعدّها الكيان الراعي الأساسي لقوى المقاومة في المنطقة، والعمل على إسقاط نظامها السياسي، وبالتالي القضاء على كل مقاومة للكيان الصهيوني.

2- إنقاذ حكومته، ولو مؤقتاً، خاصة أن توجيه الضربة إلى إيران كان من بين الأوراق التي استخدمها نتنياهو في مفاوضاته مع الحريديين للإبقاء على حكومته.

3- في حالة إسقاط النظام الإيراني أو إضعافه سيكون المجال مفتوحاً أمام الكيان الصهيوني لتحقيق المزيد من التوسعات في سوريا ولبنان ومواصلة القضاء على كل المجموعات المقاومة.

4- إنقاذ مشروع الطريق البحري/البري بين الهند وميناء حيفا مروراً بالسعودية والإمارات والأردن.

5- في حالة عدم القدرة على إضعاف إيران فإنه سيتمكن من إجبار الولايات المتحدة على التدخل لإنقاذ الكيان الصهيوني من السقوط، وهذا الهدف هو الأهم بالنسبة إلى نتنياهو.

 إذاً، وبالرغم من أن كليهما (ترامب ونتنياهو) قد اتفقا مسبقاً على هذه الخطوة، فإن لكل منهما حساباته الخاصة التي يحتاجها من نتائج الحرب، وقد تصل في مرحلة ما إلى التصادم، الأمر الذي سيؤدي إلى تعقيدات أكبر وخسائر أسوأ سواء للكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة. 

 إن الملاحظ في الضربات الصهيونية التي وجهت إلى إيران استهدافها عدداً من القادة العسكريين في الجيش وحرس الثورة، بالإضافة إلى العلماء النوويين، وهو تكتيك عسكري قديم لجأ إليه الإسكندر الأكبر لتحقيق انتصار كامل على أعدائه، لكنها تجنبت في اليوم الأول استهداف المنشآت المدنية كشبكات الكهرباء ومصافي النفط والمصانع، كما تجنبت استهداف السيد علي خامنئي قائد الثورة، بما يعني أن الغرض الأساسي من هذه الضربات، في بداياتها على الأقل، هو الضغط على إيران للقبول بالشروط الأميركية.

يبدو أن واشنطن والكيان الصهيوني لم يكونا يتوقعان سرعة إيران في استيعاب الضربات وحجم الرد عليها، وربما توقعا رداً إيرانياً محدوداً يمكن أن يتم تحجيمه عبر التدخلات الدولية والدبلوماسية مع تقديم بعض المكتسبات الهامشية للإيرانيين مقابل خضوعهم للشروط الأميركية.

 لكن، ما لم يضعه الأميركيون في الاعتبار أن دولة كإيران تمتلك بعداً حضارياً ضخماً لا يمكن لها أن تتقبل إهانة بهذا المستوى، ومهما كانت هوية النظام المسيطر على السلطة فيها فإنه سيكون ملزماً بالرد القوي وإلا ستسقط شرعيته بين الجماهير الإيرانية ذاتها. وبرزت القيمة الحضارية للدولة في إيران بوضوح عبر التضامن مع القيادة الإيرانية حتى من فصائل المعارضة الداخلية، في الوقت الذي كان العدو الصهيوني يراهن على انفلات في الشارع الإيراني يؤدي إلى إضعاف موقف القيادة الإيرانية، ومن هنا كانت دعوة رئيس الوزراء الصهيوني للجماهير الإيرانية بإسقاط النظام مثيرة للسخرية جداً، حيث يبدو مدى جهل الأميركيين والصهاينة بقيمة البعد الحضاري للدول الشرقية وأهمية الشعور الوطني لدى جماهيرها.

من المؤكد أن الأميركيين والصهاينة يدركون أن عامل الجغرافيا يقف في صف إيران في هذه المواجهة، فإيران دولة مترامية الأطراف تتجاوز مساحتها مليوناً وستمئة ألف كيلو متر مربع، بينما لا تتجاوز مساحة الكيان الصهيوني 21 ألف كيلو متر مربع، بما يعني أن إيران يمكنها أن تتحمل هجمات من هذا النوع بينما لا يمكن للكيان الصهيوني أن يتحمل رداً إيرانياً قاسياً بالمستوى نفسه. ومن هنا، فقد لجأ الكيان الصهيوني بدعم أميركي وغربي إلى الهجوم بهذه الكثافة واستخدام الاغتيالات لتحقيق نصر حاسم وسريع.

 لكن أهمية عامل الجغرافيا برزت بوضوح في مدى قدرة الإيرانيين على استيعاب الضربات الصهيونية بسرعة، وهو ما سمح لهم بإعادة تشكيل القيادة وتفعيل الدفاعات الجوية التي نجحت حتى الآن في إسقاط 3 طائرات مقاتلة F-35 التي تُعد رمز الجيل الخامس من المقاتلات، وقد تم تطويرها لتكون طائرة شبحية غير قابلة للرصد بواسطة أنظمة الرادار التقليدية، كما تمتلك قدرة كبيرة على التشويش والاختراق، الأمر الذي يعد إنجازاً عسكرياً لإيران كونها الدولة الأولى التي تمكنت من إسقاط هذه الطائرة مستخدمة رادارات إيرانية الصنع.

 وبعيداً من الضجيج الصهيوني، فالواقع أن نجاح إيران في إسقاط هذه الطائرات يعد خسارة كبيرة بالنسبة إلى الأميركيين وسلاح الجو الصهيوني. وفي المقابل، لم يتمكن "الجيش" الصهيوني من تحقيق إنجازات واقعية لا بخصوص البرنامج النووي الإيراني أو البرنامج الصاروخي، حيث تلقى الكيان الصهيوني في الليل وابلاً من الصواريخ الإيرانية التي أحدثت دماراً هائلاً في "تل أبيب" ومناطق أخرى من الكيان ظهرت أمام العالم، بالرغم من حالة التكتم ومنع النشر المفروضة من قبل القيادة الصهيونية.

 لقد أدى الرد الإيراني القوي على الكيان الصهيوني إلى أزمة بالنسبة إلى الصهاينة والأميركيين، حيث بدأت كرة الثلج في التدحرج ببطء ليتخذ الصراع صورة دولية، فأعلنت كل من باكستان وكوريا الشمالية بالإضافة إلى الصين وروسيا دعم إيران في مواجهة الكيان الصهيوني، ولكل منها أسبابها بكل تأكيد؛ فباكستان تدرك جيداً موقف الكيان الصهيوني المنحاز إلى الهند في الحرب الأخيرة، كما تتذكر تصريحات نتنياهو بضرورة منع الدول الإسلامية من امتلاك القنبلة النووية في سنة 2011 بما يعني أنها موضوعة في القائمة كذلك، وربما كانت هذه هي أسباب كوريا الشمالية التي تعي مدى تربص الأميركيين بها. 

 أما الصين فإن علاقاتها مع إيران مهمة، إذ تمثل إيران مصدراً من مصادر تزودها بالطاقة، وجزءاً من طريق الحرير الذي توّج مؤخراً بإطلاق طريق بري بين الصين وإيران يقلص الوقت المستغرق في نقل البضائع إلى 15 يوماً بدلاً من 40 يوماً عن طريق البحر، كما يسمح للسلع الصينية والنفط الإيراني بتجاوز مضيق ملقا الذي تسيطر عليه البحرية الأميركية. 

 أما بالنسبة إلى روسيا فإن إيران تمثل شريكاً تجارياً وعسكرياً مهماً، خاصة بعد بدء العمل في طريق تشابهار – سان بيترسبورغ، وكان لهذه الشراكة دورها في دعم إيران لروسيا في الحرب الأوكرانية. 

 وبالتالي، تدرك الصين وروسيا أن من أهم أسباب هذه الحرب هو أهمية إيران بالنسبة إلى المشروعات الاقتصادية للدولتين سواء طريق الحرير أو تشابهار – بيترسبورغ، خاصة أن هذه الطرق تتجاوز مواضع السيطرة الأميركية، كما يشير المحلل الروسي ألكسندر نزاروف.

 هذا التطور المزعج بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، سيجبر الكيان الصهيوني على محاولة إنهاء عملياته بسرعة أكبر قبل أن يتطور الأمر إلى تحالف عسكري بين هذه الدول، لذلك بدأ في اليوم التالي قصف مصافي البترول وحقول الغاز وشركات صناعية كنوع من زيادة الضغوط على الإيرانيين، وفي الوقت الذي أكد فيه قادة "الجيش" الصهيوني أن عملياتهم قد تستغرق أسبوعين أو ثلاثة، فالواقع أنه لا يبدو أن لديهم مثل هذه الرفاهية مع المستوى المتصاعد في الردود الإيرانية. فلا جغرافية الكيان تساعدهم على التحمل كل هذا الوقت من دون الدعم الأميركي، ولا الرئيس الأميركي يمكنه الانتظار وتحمّل خسائر أخرى في سلاحه الجوي الذي يفاخر به، أو تحمّل اضطراره للمشاركة في هذه الحرب والتورط في استنزاف سوف تستغله كل من الصين وروسيا لتصدير الأزمة إلى الداخل الأميركي ذاته أكثر مما هو مأزوم، ولا أوروبا يمكنها تحمّل ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط مع الأزمات الاقتصادية التي تشهدها، أو موجة نزوح صهيونية معاكسة إلى أراضيها. وفي المقابل، يبدو أن إيران قد قررت بالفعل بردها القوي أن تقوم بتصدير الأزمات إلى الداخل الأميركي والصهيوني عبر إطالة أمد المعركة وبردود قوية قد تشارك فيها مجموعات من المقاومة، بالإضافة إلى اليمن.

 لقد عاش العدو الصهيوني وداعموه نشوة انتصار مؤقت، على أمل أن تعلن إيران استسلامها، لكن في هذه اللحظة ومع ظهور ملامح تحالف عسكري معاد للمشروعات الأميركية، ومع هشاشة الوضع الأوروبي، لا يملك هذا الكيان والأميركيون الكثير من الفرص لتحقيق مكاسب واقعية من هذه الضربة، بل في حالة إطالة أمد الحرب إلى أسبوعين أو ثلاثة كما يردد الإعلام الصهيوني ربما تؤدي إلى سقوط حكومة نتنياهو فعلياً، والسماح لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين باستعادة زمام المبادرة مرة أخرى. 

 لقد بدأت الأحلام الأميركية بتحقيق مكاسب من خلال الضربات الصهيونية لإيران بالتبخر سريعاً، إذ أعلن ترامب ضرورة إيقاف الحرب والعودة إلى المفاوضات، كما تدخلت الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا في محاولة للتوصل إلى حلول، بينما كشف إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن الكيان الصهيوني بعث برسائل إلى إيران عبر بعض الدول يطلب وقف الضربات الإيرانية في عمقه الداخلي.

 لكن، يبقى التساؤل عن مستقبل هذه الحرب وما ستؤدي إليه من نتائج، سواء في الداخل الإيراني أو في الشرق العربي والعالم:

 لعل أهم النتائج التي أدت إليها هذه الحرب سقوط خيارات النخبة البرجوازية في إيران، والتي راهنت كثيراً على استعادة العلاقات مع كل من الغرب وأميركا، وبعد هذه الضربة التي تم توجيهها بينما إيران على طاولة المفاوضات مع الأميركيين لم يعد لأنصار العلاقات مع الغرب الكثير من المؤيدين. وسقوط هذا التوجه يصب في مصلحة الدعم الإيراني لقوى المقاومة في الشرق العربي بشكل عام، وكذلك في مصلحة الانصياع لتوجيهات قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، والذي كان صريحاً منذ البداية في رفضه التفاوض مع الأميركيين.

 إن المظهر الأول من مظاهر هذا التغير هو تصاعد المطالبات بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وخروج تظاهرات جماهيرية تطالب الدولة الإيرانية بالعمل على صنع الأسلحة النووية، وهي تظاهرات شارك فيها الإيرانيون حتى المعارضون للنظام الإسلامي، الأمر الذي سيمثل ضغطاً جماهيرياً يسمح للدولة بتغيير عقيدتها النووية، وهو أكثر ما يخشاه الأميركيون والصهاينة.

 على مستوى الشرق العربي، فإن هذه الحرب ربما تمثل الفرصة لقوى المقاومة لإعادة بناء قوتها مرة أخرى والعودة إلى استنزاف قوى الكيان الصهيوني وتكبيده خسائر كبيرة. لكن الأهم هو أن ثمة تغيرات ستشمل الوضع في كل من سوريا والعراق بعد أن أسهم الوجود الأميركي والصهيوني في إسقاط قدرات دفاعها الجوي بما سمح للكيان الصهيوني بمهاجمة إيران عبر أراضيها، ومن المؤكد أن إيران سوف يكون لها ردود فعل تجاه هذه الأوضاع بعد انتهاء الحرب. ومن ناحية أخرى، هناك تغيرات ستحدث بالتأكيد في موقف دول الخليج تجاه التطبيع، وعلى الأقل ستصبح وتيرته أضعف في الفترة القادمة. وهذه التغيرات ستؤدي إلى إنهاء الطريق البحري – البري بين الهند والكيان الصهيوني، والذي لا يمكن أن يتم بوجود هذه المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين.

 بالنسبة إلى الكيان الصهيوني، فعدم قدرته على تحقيق أهداف الحرب سوف تؤدي إلى إبراز التناقضات كافة داخله، سواء بين العلمانيين والمتدينيين الذين يرفضون التجنيد حتى الآن، والأهم ما يتعلق بالطوائف اليهودية التي تعامل بازدراء في الكيان وأهمها يهود الفلاشا الأحباش. وهذه التناقضات كانت صامتة حتى الآن بسبب الحرب على إيران والمقاومة، لكن في حال فشلت الحرب التي يشنها نتنياهو ضد إيران فإنها ستنفجر بكل تأكيد.

 على المستوى العالمي، يبدو أن هناك تحالفاً على وشك التشكل من الناحية العسكرية بين الصين، روسيا، كوريا الشمالية، باكستان وإيران، بالإضافة إلى دول أخرى في أوروبا وأفريقيا. وتشكل مثل هذا التحالف أمام الهيمنة الأميركية والبلطجة الصهيونية لا يساعد المساعي الأميركية لمواجهة الصين في الفترة القادمة، خاصة بعد تراجع ترامب عن معظم تهديداته تجاه الصين واضطراره لمحاولة التفاوض والوصول إلى حلول وسطية مع الصينيين.

 إن استمرار الحرب بهذه الوتيرة لا يخدم أهداف كل من ترامب ونتنياهو بل يزيد الوضع سوءاً، ولا يمكن حل هذا الإشكال سوى بالتدخل الأميركي المباشر في الحرب، وهو ما طالب به قادة الكيان الصهيوني علناً، لكن تداعيات هذا التدخل لن تكون جيدة بالنسبة إلى ترامب ومشروعه ضد الصين وروسيا وسيمثل فرصة كبيرة للدولتين بهدف إسقاط الولايات المتحدة في حرب استنزافية قد تنهي وجودها في الشرق العربي والمحيط الهندي.

 ويبقى أنه في حالة استمرار الضربات الإيرانية القاسية على الكيان الصهيوني فإن الصدام سيكون حتمياً بين ترامب ونتنياهو حول إيقاف الحرب والتنازلات التي ستقدم لإيران كمكاسب لدفعها إلى التوقف، وهو ما سيدفع ترامب إلى التخلي عن نتنياهو في منتصف الطريق وترك حكومته تواجه مصيراً سيئاً يبدو أكثر اقتراباً.

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.