"الشاطر".. عودة الأفلام الكوميدية الساذجة

سريعاً تذكرنا أفلام المقاولات التي كان لها نجوم أمثال الراحلين: سعيد صالح، وحيد سيف، يونس شلبي، وغيرهم من الكوميديين الذين ظُلموا حين أنتجوا لهم أفلاماً لإضحاك الجماهير ليجيء الرد عكسياً. ومع ذلك، عرفت هذه النماذج جمهوراً يشبهها، مما جعل الإنتاج وبهذا المستوى لا يحقق المأمول منها في الصالات العربية. ووجدنا في الكثير من إنتاجات القاهرة الجديدة ما اعتبرناه صورة عنها وآخر الغيث فيلم "الشاطر"، وكان المقصود بالعنوان معنيين: إسم عائلة بطل العرض أدهم – الفنان أمير كرارة – الذي كان قد تميز جداً بإدارة المخرج بيتر ميمي، وليته يتفرغ للعمل بإدارته.

"الشاطر" للمخرج أحمد الجندي، عن نص تشارك على صياغته مع كريم يوسف، في إنتاج لشركة سينرجي، وتمثيل: كرارة، هنا الزاهد، أحمد عصام السيد، محمد القس،  واللبناني عادل كرم، في دور الأناضولي، وهو ميليشياوي وكان الممثل الوحيد الذي قدم شخصيته بوقار وهدوء أعصاب. لكن هذا الممثل الذي وقف مرتين أمام كاميرا المخرجة نادين لبكي في "هلأ لوين"، و"سكر نبات". ومع المخرج ميشال كمون في "فلافل"، و"بيروت هولدم". ومع مروان حامد في: "تراب الماس"، ومع زياد دويري في: "القضية 23". لا يأخذ حقه الفني هنا.

تشمل لائحة المشاركين أسماء كل من: أحمد عصام السيد، ومصطفى غريب، وتمت الإستعانة بعدد من ضيوف الشرف: خالد الصاوي، أحمد مكي، معتز التوني، تميم يونس، ومحمد عبد الرحمن، ذهب أبو الذهب، ومحمد القس.

كل هذا الحشد يتم الدفع به ليضرب ويقوم بحركات – خزعبلية – غير مضحكة، من دون نتيجة إيجابية لجذب الانتباه والتفاعل مع الفيلم الذي لا تهدأ روحه طوال 110 دقائق من كل أنواع الهرطقة والحركات المصطنعة  غير المجدية، مع صخب مدو وتصرفات لا معنى لها. فنحن مع أدهم الدوبلير المتخصص في فنون القتال والذي يسعد بتلقي العلقات الساخنة عن الشخصية التي يتقمصها، ويكون مجبراً على مواجهة عصابة اختطفت شقيقه فيعمل كل ما في وسعه لتحريره. وهنا نشهد أكثر من قتال واضح الفبركة بحيث يصعب على المشاهد تصديقه.