ENEMIGOS: صادق المسيء إليه وأنقذه من الموت
شريط إسباني يحمل الكثير من الدروس الأخلاقية عن صداقة تحققت بعد عداوة عندما تدخّل القدر وعاقب المسيء الذي أصبح مقعداً، وجاءت ردة فعل الآخر مفاجئة، تقرّب منه وساعده في تحركاته ثم أنقذه من الموت.
-
ENEMIGOS ملصق الفيلم
ربما كانت الأفلام التي تحمل رسائل إجتماعية وتوجهات تدعو إلى الصفح قليلة في الأشرطة العالمية، لكنها متاحة وحاضرة في إنتاجات دول أخرى تخترنا منها إسبانيا من خلال فيلم بعنوان: ENEMIGOS للمخرج ديفيد فاليرو الذي تعاون في كتابة النص مع آلفونسو أمادور، وجاءت النتيجة فيلماً له وزن، مؤثر، جديد في فكرته، يصوب على الإيجابيات، ويعلن أنّ الحياة تتسع للرحمة والغفران وتجاوز الإساءات، لأنّ مساحات الود متاحة حتى مع أكثر الناس سلبية وأذية.
-
وقت التعدي والإساءة بين روبيو و تشيمو
نحن إزاء شابين في سن المراهقة عرفا بعضهما منذ الصغر في مدينة أليكانتي الأسبانية الساحلية. الشرير الخارج على الأعراف والقانون: روبيو – هوغو ويلزل – يتيم الأم التي توفيت متأثرة بمضاعفات السرطان، ويعيش مع والده التائه والذي يعتمد على السرقة والتعدي، وهو لا يكف عن الإساءة إليه وتحطيم معالم شخصيته، ورغم العيش والملح والعشرة يواظب روبيو على التعرض لـ تشيمو – كريستيان شيكا – الهادىء الذي يعيش مع جديه ووالدته وشقيقته بسعادة.
-
روبيو - هوغو ويلزل - مقعد، وتشيمو - سيباستيان شيكا - يدفعه
عندما أهدته العائلة دراجة نارية في عيد ميلاده استولى عليها روبيو حيث انقلبت حياته رأساً على عقب فقد تعرض لحادث كبير أفقده القدرة على المشي وبات يتنقل فوق كرسي متحرك.. والمفاجىء أنّ تشيمو تقرب منه معلناً تأثره بما أصابه، وزاره تباعاً في المستشفى، لكن التبدل الجذري كان خلال زيارته له في منزله، حيث واكب شخصية والده الذي يتصرف بحماقة ويضربه ويهينه ويسخر منه بطريقة مذلة، عندها لم يتوقف عن عادة الخروج به للتنزه وهو يدفعه بكرسيه المتحرك ويتعامل معه بكثير من الود والكياسة.
-
المخرج الأسباني ديفيد فاليرو يتوسط بطليه
وفي إحدى نزهاته أخذه إلى مكان للراحة والاستجمام والسباحة بعدما تعاونا على سرقة سيارة الوالد. لكن هذا الرباط سرعان ما أدى إلى إتفاق أبدي: روبيو طلب من تشيمو إنهاء حياته بعدما علم أن لا مجال لشفائه وأنه سيظل مقعداً طوال حياته. قصدا معاً المنطقة الساحلية إياها وجهز تشيمو حقنة تخدير تلقاها روبيو في عنقه ثم جعله يتمدد على فراش هوائي قابل لتفربغ ما فيه من هواء تمهيداً لغرقه وإنهاء حياته التي لم تعد تعنيه طالما أنه سيعيش من دون القدرة على الحركة وخدمة نفسه.
فعلها تشيمو وتركه لمصيره، لكنه سرعان ما عاد إليه سباحة واستعاده إلى الشاطىء وتعب حتى تأكّد من أنفاسه أنه ما زال حياً. وهنا ينتهي الشريط لكن جنريك الختام وفوق كل الأسماء توالت العبارات الحكمية من وحي هذه الصداقة والمثال على ذلك: صداقتنا متينة فلا يفرق بيننا حتى الموت. أفقد رباطة جأشي حين أخسر أحلامي. لطالما تبسمت لأن الغد لن يأتي. واجه الشدائد بعزيمة فأنت من يقرر. أترك أثراً أينما حللت ولا أقصد أثراً ملموساً، وغيرها.
الشريط صُور في ليكانتي، وفالنسيا، بإسبانيا وتعرضه الصالات الأميركية منذ 29 آب/أغسطس في نسخة مدتها ساعة و53 دقيقة.