Him: الأب مثل أعلى حتى بعد وفاته
شريط قاس، ينطلق من حنان وحب الأب ليبلغ مرحلة التضحية بكل شيء من أجل الالتزام بتوجيهاته ونصائحه حتى في غيابه. إنه: him – هو – المحفز والمثل الأعلى لطفل صار رجلاً ولم ينس إرشادات أبيه ليبقى حراً.
-
Him: الملصق
استغربنا في البداية أن توزع شركة "يونيفرسال" العالمية، فيلماً لممثلين غير معروفين لدى رواد السينما، كما أنه صور بميزانية صغيرة لم تتعد الـ27 مليون دولار، وعنوان غير جاذب "him"، للمخرج جاستن تيبينغ، الذي تشارك مع آخريْن في صياغة السيناريو: سكيب برونكي، وزاك آكرز. لندخل في صميم عائلة من أصول أفريقية. الأب واحد من نجوم لعبة كرة القدم الأميركية، الذي ركز في يومياته مع نجله الطفل كاميرون أو كام - تيريك ويذرز – على جعله يهتم طوال الوقت بكل المباريات.
-
البطل كام - تيريك ويذرز - يتدرب خلال الدورة
هذا النموذج من التعاطي مع الطفل كام زرع في أعماقه على مدار الأيام مشاعر حب خالص لوالده الذي فارق الحياة مبكراً، مما جعل كل ما قاله لابنه محفوراً في ذهنه حتى أصبح شاباً تتركز الأنظار عليه كخليفة لوالده في الملاعب، في وقت لم نر الشاب في أي مشهد وهو يمارس اللعبة لأنّ الأهم كان أي رجل صنع البطل الراحل، وهو ما حصل من خلال إلتحاق كام بدورة تنظمها إدارة الفريق الأقوى في اللعبة سيفيورز، وتمّ قبوله بناء على سمعة ونجومية والده.
-
كام بعدما انتفض ضد النادي
الفيلم ليس بريئاً هنا من انتقاد كواليس النوادي الكبيرة والعريقة التي يتزاحم على الفوز بمناصب وحظوة فيها عدد كبير من العاملين فيها أو المنتسبين إليها بأساليب شرسة همها منع الآخرين من أخذ الفرص ونيل ما يريدون. السبب يكمن في الطريقة التي تمّ التعامل فيها مع كام العصامي والمبدئي والقانوني والرافض حتى لأي مغريات عاطفية تبعده عن خطيبته التي يحترم ويحب. كل هذا النبل ووجه لدى القيمين على الدورة الاعدادية بعدائية ومحاولة لكسر شوكته وإخضاعه.
-
مخرج الفيلم جاستن تيبينغ
هنا يظهر غضب الحليم الصبور.. وبعد أن يهزم مدربه إيزياه - ماريون وايانز - يتابع عملية تطهير صاحب النادي ومديره العام والسكرتيرة وكل من تدخل لإجباره على توقيع عقد مع النادي بعدما شهد كل الإنتهاكات بأم العين معتمداً على نصيحة والده التي تقول: "إن المجد يتطلب شجاعة"، لذا كان جريئاً حين واجه الجميع وهزمهم ثم رفض التوقيع مع النادي رغم الدماء التي سالت لإخضاعه وتهديده بإيذاء عائلته.
انقسم الفيلم إلى عدة أجزاء، الأيام التي قضاها كام في المعسكر المغلق للنادي تحت عناوين: المتعة، الاستعداد، ليدر شيب، الصعود، البصيرة، والتبعية. وكنا في خلالها نواكب الأسلوب الملتوي لتطويعه واستغلال موهبته في اللعب ومحو شخصيته ليكون فقط في خدمة ما يقرره النادي، ولو على حساب كرامته ومستقبله.
الحضور النسائي تجميلي فقط في الفيلم، فلا فاعلية ولا محورية في حضورهن. الإيطالية جوليا فوكس، الأميركية الهندية إنديرا ج ويلسون، وهيثر لين هاريس. والفيلم يعرض منذ 19 أيلول/سبتمبر الماضي، في الصالات الأميركية، وقد استرد ميزانية إنتاجه – 27 مليون دولار - حتى أمس القريب، وفوقها حتى الآن نصف مليون دولار.