Rabbit trap: في الطبيعة أصوات يجهلها الموسيقيون
فيلم من نمط مختلف، نخبوي في فكرته التي تعتمد على غنى الطبيعة بأصوات مذهلة في تأثيرها يكتشف مؤلفان موسيقيان أنهما يجهلانها تماماً، ويستمران في رصدها بكمية هائلة من الأجهزة، في خلوة مع كنز الكون من الثراء السمعي.
-
Rabbit trap: الملصق
زوجان بريطانيان: دارسي – الإنكليزي الهندي ديف باتل – و دافني – الإنكليزية روزي ماك إيوان – يشتغلان في الحقل الموسيقي يقرران الابتعاد عن لندن لفترة مفتوحة ينجزان فيها ألبومهما الجديد، فيقصدان مقاطعة ويلز ويستأجران منزلاً معزولاً وسط الغابة، حيث لا صوت غير أصوات طيور وحشرات وهواء الطبيعة وحيواناتها المختلفة، وهو مناخ أراداه لبلوغ نهج جديد في الأنغام ليفاجآ بموسيقات لم يتعرفا عليها قبلاً.
-
الزوجان: دارسي - ديف باتل - ودافني -روزي ماك إيوان -
المكان الذي اختاراه للإقامة أشبه بغرفة عمليات أمنية أكثر من كونها فنية لكنها معاً تشكل شبكة متصلة منفصلة في آن لجمع ورصد ودراسة الأصوات التي يتعرفان عليها في فضاء الغابة، حيث لنسيم الهواء صوت، ولكل حشرة صوت، وللحيوانات المفترسة نماذج أصوات مميزة عن بُعد، كما للماء الساكن صوت. وهناك صوت خافت جداً لكنه مريح لأجنحة الفراشات، وتمايل الأغصان الوارفة التقطته أجهزة الرصد، واحتفظت به من سلسلة واسعة من ثروة العناصر الصوتية.
-
دارسي مع فتى الغابة - جاد كروت
الفيلم على مدى 97 دقيقة لا يحيد قيد أنملة عن موضوعه، عن الثراء الذي يكتشفه مخرج وكاتب الفيلم برين شايني، فيما تتدخل المؤلفة الموسيقية لوكريسيا دالت في إنجاز موسيقى تصويرية تملأ فراغ المشاهد حين لا تكون هناك ضرورة لوقت مستقطع لأنغام الفضاء الرحب من حولنا. كما يلعب مدير التصويرآندرياس شانسون دوراً مواكباً في تقديم ما يكمل معاني الأنغام الطبيعية في الأسماع ، وهو مايبدو مقصوداً في لعبة الإيحاء ما بين الصوت والصورة حيث تماهيا في المبنى والمعنى.
-
مخرج وكاتب الفيلم برين تشيناي مع روزي وجاد
ويدخل فتىً – جاد كروت - على المشهدية الجاذبة من دون أن يزعج أو يبدل في مزاج العمل، فهو أيضاً من المناخ نفسه مسحور بأصوات الطبيعة ومفتون بكل تفاصيلها، وأضاف على الرؤية السمعية خيالات أخرى بينها تماثيل أرامل في قلب إحدى المغاور توحي بأنهن معنيات بكل الأصوات التي تملأ الغابة وتمنحها سحراً خاصاً، بما يعني أنّ هذا الاهتمام بالأصوات له خلفية تاريخية تؤكّد أنّ الأجداد عرفوا قيمته أيضاً.
Rabbit trap تعرضه الصالات العالمية منذ 12 أيلول/سبتمبر الماضي، وليس فيه من جاذب سينمائي جماهيري إلا عند المتبحرين في الفن السابع. ومن علامات الفيلم وتفاعله الكامل مع الأصوات قوله: "إنّ الطبيعة لا تتخلى عن أطفالها فتهديهم موسيقى لا تُسمع إلا في الأحلام.. ويمكنك سماعها إن شئت لكن عليك أن تنصت بدون خوف، لكي تسمع صوت التراب، لأنّ الأرض جسد، والجسد حيث تعيش الآن".