Sketch: وحوش تخرج من رسومات طفلة إلى الواقع

مخيلة الأطفال عالم قائم بذاته، ينطلق منه المخرج سيث وورلي ليقدم نموذجاً متخيلاً لطفلة دأبت على رسم مخلوقات مرعبة تخفيها عن والديها، لتفاجأ في إحدى المرات برؤية بعضها مجسدة أمامها في الواقع.

  • Sketch: الملصق
    Sketch: الملصق

عائلة صغيرة مؤلفة من الأبوين تايلور – توني هال – وليز – دارسي كوردن – مع ولديهما: جاك –كو لورانس – والغريبة الأطوار آمبر – بيانكا بيل – التي تمضي وقتها في خلوات مع دفتر وريشة ومجموعة لا حصر لها من المخلوقات المرعبة تتفنن في رسمها وإظهار تفاصيلها، وتتعمد اخفاءها عن والديها، وينكشف هذا المناخ بالكامل أمام والدها عندما تنسى دفتر يومياتها في المنزل.

ويحصل عتاب بين آمبر وأبيها حول أحقيته في الاطلاع على خصوصياتها دون موافقتها، ليطوى هذا الإشكال بسرعة بعد الذهول الذي أصاب آمبر وهي ترى بالعين المجردة أمامها معظم أبطال رسوماتها وقد تجسدوا حقائق أمامها تماماً كما سبق ورسمتهم.

فخلال عودة الباص المدرسي بالطلاب اعترضه مخلوق عملاق وهاجمه، لتنتهي الجولة بأضرار مادية فقط، عندما حطم مقدمة الآلية وحاول إيذاء الصغار الذين اكتشفوا أن سماعه بعض الموسيقى يخفف من غلواء هجماته، فتم تفادي مضاعفات أخطر.

  • مخرج وكاتب ومونتير الفيلم سيث وورلي
    مخرج وكاتب ومونتير الفيلم سيث وورلي

وفتحت هذه الحادثة الباب رحباً أمام ظهور باقي مخلوقات دفتر الطفلة آمبر أمامها في كل مكان تتواجد فيه وهي تتكالب عليها وعلى أفراد عائلتها ما بين الغابة وغرف المنزل، وتتقاطر الجهود لصد هذه الهجمة من ذوي آمبر ورفاقها  حتى دحروا هذه المخلوقات بعد جهد مضاعف.

ومثلّت آمبر جهداً مضاعفاً فهي من حمّست هذه المخلوقات على الظهور، وهي نفسها من قادت حملة شعواء للقضاء عليها عبر قاذفة لهب صغيرة ذات فعالية كبيرة.

عندما تواجه آمبر المخلوق عن قرب يحاول إخافتها فتبادره بثقة: "أنا لست خائفة منك، فأنا رسمتك".

واللافت هنا إعطاء الأولوية للصغار، فالبطولة في الشريط والمحور القصصي هم، من دون أي استخفاف، أو تهاون في معالجة هواجسهم حتى ولو كانت متخيّلة أو مرعبة، لآنها تحمل واحداً من معاني القلق الذي يعتري نفوس هؤلاء من الظروف الضاغطة التي يرزح تحتها الصغار بكل نقائهم وسعة قلوبهم.

من خلال هذه الفانتازيا يعج الفيلم بالمعاني والرسائل، أهمها ترك الأطفال يفكرون ويتخيلون على سجيتهم وعدم الخوف عليهم أو منهم كونهم يعكسون بصدق واقعاً مأزوماً، في 93 دقيقة، صورت مشاهده في تينبسي بميزانية صغيرة جداً بلغت 4 ملايين و 800 ألف دولار جنى منها حتى أمس القريب أقل بقليل من 10 ملايين دولار، وقد شارك في باقي الأدوار الفاعلة: كالون كوكس بومان يانش، جاكسن كينير، جينيسيس روز براون، باندا نيومان، وناديا بينافيديس.

اخترنا لك