The lost bus: باص للأطفال إقتحم حرائق كاليفورنيا
من وحي الحرائق المدمرة التي اشتعلت في مساحات شاسعة من كاليفورنيا، قصة حقيقية لباص مدرسي اقتحم سائقه ألسنة النيران تفادياً لكارثة تهدد حياة 22 طفلاً على متنه لو لم يتحرك من موقعه مخافة امتداد الحرائق إلى الطلبة.
-
The lost bus الملصق
الشريط الجديد للمخرج الإنكليزي بول غرينغراس: the lost bus، بوشر عرضه العالمي في 3 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وهو يستند إلى واحدة من الوقائع الحقيقية التي أضاءت عليها الكاتبة ليزي جونسون، من خلال الحرائق الأضخم التي اندلعت في غابات كاليفورنيا على الإطلاق، في كتاب بعنوان: paradise on towns struggle to survive an American wildfire – بارادايز معاناة بلدة للنجاة من حريق غابات في أميركا – وقد تولى المخرج غرينغراس بمشاركة براد أنجلسبي، من صياغة سيناريو ساخن متحرك وحيوي يوازي المخاطر التي هددت حياة 22 طفلاً داخل باص مدرسي كان ينقلهم إلى محطة آمنة في منطقة تشيكو - كاليفورنيا.
-
كيفن - ماك كونوغي - يقود باص الأطفال
على مدى 129 دقيقة لم يهدأ تفاعل المشاهد وسط نيران تملأ كادر الفيلم ولا تتراجع حدتها، بينما لا تهدأ أيضاً محاولات هروب السكان المدنيين في كل إتجاه للنجاة، وهو ما أسفر عن أكبر عدد من الضحايا، 85 قتيلاً ودمار 13 ألفاً و500 منزل، وخلص قسم مطافئ كاليفورنيا لاحقاً إلى نتيجة تقول إنّ "شركة الغاز والكهرباء كانت مسؤولة عن الكارثة التي كلفت 13 ملياراً ونصف المليار دولار دفعتها الشركة معترفة بـ 84 تهمة وجهت إليها في حريق كامب و22 حريقاً آخر".
-
كما بدا وهو يخترق النيران من كل جانب
الفيلم ساهمت بنسبة عالية من ميزانيته النجمة جيمي لي كيرتيس، وهو يسرد قصة السائق كيفن ماكاي – ماثيو ماك كونوغي – الذي يعمل في شركة الباصات المدرسية التي تؤمن نقل طلاب المدرسة الإبتدائية في بارادايز من وإلى منازلهم وهو متزوج، وأب لفتى في الخامسة عشر من عمره علاقته به فاترة تماماً مثل تواصله المتوتر دائماً مع زوجته. وزاد الطين بلة أنه في وقت تصاعد خطر الحرائق كان اشترى دواءً لإبنه شون - ليفي ماكونوغي وهو نجل ماثيو في الواقع - لكن تكليفه بإنقاذ الـ 22 طفلاً من خطر النيران ونقلهم إلى مكان آمن جعله لا يتمكن من توصيل الدواء لإبنه.
-
جيمي لي كبرتيس ساهمت بنسبة عالية من ميزانية الإنتاج
يصعد الأطفال إلى الحافلة ويصر كيفن على أن تصحبهم إحدى المعلمات فيقع الاختيار على ماري – أميركا فيرارا – التي تواجه مع كيفن مخاطر جمة لحماية الصغار من النار ومن خطر الإختناق وتأمين مياه الشرب، واختيار أكثر المسالك أماناً للخروج من دائرة الحرائق التي كانت تكافح بالطائرات وعشرات سيارات الإطفاء من دون جدوى، وسط فوضى عارمة بفعل العمل على إخلاء عشرات الآلاف من المواطنين بأسرع ما يمكن.
-
مخرج الفيلم والمشارك في نصه، الإنكليزي بول غرينغراس
وأخيراً منفذ أمن للخروج إلى طريق لم تبلغها النيران، وبالتالي سلك الباص طريقه إلى منطقة تجمع أهالي الأطفال في تشيكو حيث كان اللقاء حاراً جداً.. وهنا يلعب المخرج دوراً مهماً أولاً في الحفاظ على خلفية المشاهد والنيران لا تغادرها، بينما الجموع كانت مدارة بشكل مثالي لكي تكون المشاهد حقيقية مئة في المئة. وهنا لا بد من الإشادة بحضور ماك كونوغي في كل المشاهد وهو موزع الفكر بين الباص والأطفال ومرض نجله وسخط زوجته التي لم تعر اهتماماً للمخاطر التي كان يواجهها.