لعلّ هذه آخر سطورنا، ولكن صاحب الحكاية يقول: " ما حدثتكم عنه غيضٌ من فيض عما يحدث داخل الحركة الأسيرة ما بعد السابع من أكتوبر 2023". ما القصة؟

التاريخ يُعيد نفسه من جديد، إذ على مدار أكثر من 75 عاماً من الصراع مع الاحتلال، لم تتوقّف المقاومة عن ممارسة عملياتها المختلفة بحسب الظروف المختلفة، ولم يحقّق الاحتلال نصراً ساحقاً ومثالياً خلال سنوات هذا الصراع.

أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بالخصوص لم ينجوا حتى يقوموا بوصم أنفسهم بأنهم يعيشون حالة العجز، بل هم جزء من المعاناة، ولذلك هم الأجدر بالتحرّر من هذه الحالة عبر المشاركة الميدانية في هذا الصراع.

بات واضحاً أمام مشهد الحرب في قطاع غزة أنّ كل شيء بات مدفوعاً نحو التحليل وصناعة المبررات في المصانع السياسية من أجل الاستهلاك لدفع الحياة نحو التطبيع والمرونة.

دشن أحمد ياسين سفينة الطوفان، والدليل أسلوب الرحيل، حيثُ كان مؤمناً أن الموت حتمياً، ولكن كان يُفضل الموت بالأباتشي بدلاً من السكتة القلبية كما قال رفيق دربه الشيخ الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.

ما يصحو الإنسان في غزة، يذهب إلى شبه النوم، لكن الحرب تبقى دائرة على الأرض، وفي الدماغ، والقلب، وعلى الوجه أيضاً.

كيف لا نعتاد ولا ننسى أحمد بدير؟، أما عن الإجابة فتكمن في أن نقرأ أحمد بدير، القصد أن نقرأ ماذا كان يكتب قبل كل شيء، أي قبل الرحيل، ومن ثم نقرأ الرحيل كقوة قائمة بذاتها.

كان العاروري يُجيد نزع فتيل القرارات الصعبة، وقيادة أصعب وأدقّ اللحظات في معركة الاشتباك، إضافة إلى أنه صاحب الروح الوطنية، إذ بكى عليه الشاب الفتحاوي قبل الحمساوي تحديداً في الضفة الغربية المحتلة.

نجحت فكرة الحركة الصهيونية بإقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين وتأسيس الأسرة والعمل داخل "الكيبوتس". ولكن عبر معركة "طوفان الأقصى" كسرت المقاومة العمود الفقري لبنية المجتمع الصهيوني.

من تحت ركام البيوت المهدمة يقول الشعب الفلسطيني إنهُ سيبقى هنا إلى الأبد حتى ينال حريته، وهذا الأبد ليس ببعيد.