معلومات قد تدهشنا حول شجرة "اللزّاب"النادرة
يجهل غالبية الناس الأهمية البيئية لشجرة اللزّاب المعمّرة التي تفرز كميات كبيرة من الأوكسجين والأوزون تصل إلى نحو 50 طناً سنوياً للشجرة الواحدة. وتمتصّ في المقابل كميات كبيرة من الغازات الأخرى الضارة مثل ثاني أوكسيد الكربون وأول أوكسيد الكربون.
-
شجرة "اللزّاب"النادرة (الصور: بلانتورا )
حذّرت جمعية الأرض – لبنان في بيانها من خطورة التعدّي على أشجار اللزّاب، مؤكدة أنّ القانون اللبناني يشدّد العقوبات على كلّ من يقطع أو يقتلع شجرة لزّاب يتجاوز محيطها 20 سم، وفقاً للمادة 144 من قانون الغابات.
وأوضح البيان أنّ المعتدين يواجهون غرامة مالية قد تصل إلى 600 مليون ليرة لبنانية، بالإضافة إلى عقوبة سجن قد تمتدّ إلى 10 سنوات، وهي عقوبات تبلغ 20 ضعف تلك المفروضة على التعدّي على أنواع الأشجار الأخرى.
وختمت الجمعية بيانها بتأكيد أنّ: "حماية غاباتنا مسؤولية مشتركة، فلنحافظ على هذا الإرث الطبيعي الفريد".
وتتعرّض غابات لبنان إلى موجة قطع وحرق، ولا سيّما في فصل الشتاء، حيث باتت مهنة التحطيب بالنسبة إلى بعض اللبنانيين مصدرَ رزقٍ، وفي الوقت نفسه يؤمّنون وسائل التدفئة، في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة الحادّة التي يعاني منها لبنان، وارتفاع سعر المازوت، وتقنين الكهرباء.
شجر اللزّاب الذي يضاهي بقيمته الوطنية والطبيعية شجرة الارز اللبناني ، الفيديو صورته في أعالي جبال إهدن شمال لبنان 🇱🇧 #وجه_لبنان_الجميل #الله_كريم_برجع_على_بلادي #الموسيقار_ملحم_بركات #lebanon #nature #ehden pic.twitter.com/xD35MK6IYF
— kamil Al Rayess (@kamilAlRayess) January 9, 2024
بالإضافة إلى ذلك، شهد لبنان في السّنوات الأخيرة، موجة حرائق التهمت جزءاً كبيراً من مساحاته الخضراء… ولم تسلم أحراج لبنان من العدوان الإسرائيلي، حيث عمد الاحتلال إلى إحراق الأحراج اللّبنانية بقنابل فوسفوريّة، من دون أيّ إدانة.
عمرها أكثر من 1000 عام!
العرعر المتعالي أو عرعر المرتفعات أو اللَّزَّاب نوع نباتي شجري من جنس العرعر يتبع الفصيلة السروية. ينتشر في المشرق العربي وتركيا وجنوب اليونان. يوجد منه ضرب (عرعر المرتفعات متعدّد الثمار (باللاتينية: J. excelsa subsp.)
وهي نوع من الأشجار النادرة حيث يصل عمر بعضها إلى أكثر من 1000 عام.
وتشكّل منطقة جرود عرسال (سلسلة لبنان الشرقية في محافظة بعلبك) بطبيعتها الصخرية المرتفعة وبرودتها القاسية بيئة مناسبة لانتشار شجرة اللزاب حيث تمتد جذورها إلى أعماق كبيرة جداً لتتمكّن من اختراق الشقوق الصخرية وصولاً إلى التربة.
وتتحمّل الشجرة درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة وهو ما لا تستطيعه شجرة أخرى، عدا أنها أطول عمراً من بقية أقرانها من الأشجار الحرجية بما فيها الأرز.
ويجهل غالبية الناس الأهمية البيئية لهذه الشجرة المعمّرة التي تفرز كميات كبيرة من الأوكسجين والأوزون تصل إلى نحو 50 طناً سنوياً للشجرة الواحدة.
Halbata - Baalbeck ‘ 🌳
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) July 19, 2023
شجرة اللزاب من محمية جرد بلدة حلبتا - قضاء بعلبك
عروسة الاشجار
اللهمّ ابعد عنها الحطّاب والفحّام والغبي!
📷 Ghazi Seifeddine pic.twitter.com/vW8v8IYEeT
وتمتصّ في المقابل كميات كبيرة من الغازات الأخرى الضارة مثل ثاني أوكسيد الكربون وأول أوكسيد الكربون إضافة إلى تسهيلها لتغذية باطن الأرض بالمياه.
استفادة طبية فيزيائية
وعن فوائد هذه الشجرة أنه يمكن الاستفادة طبياً من الصمغ الذي يظهر على الجذوع والأغصان حيث يستخدم في عمليات توسيع الشرايين القلبية، ويعتبر غذاء أساسياً للنحل وعسله من أفضل الأنواع في العالم، وهو ما يفسّر جليّاً المناخ الصحي والجاف لبلدة عسال الورد والشهرة الواسعة الكبيرة للعسل الذي يستخرج من هذه المنطقة جرود عسال الورد أو ما يسمّى جبال القلمون التي تقع في شمال مدينة دمشق، على ارتفاع 1850 متراً فوق سطح البحر.
وشجّرة اللزّاب تتيح ظلاً وافراً نتيجة كثرة فروعها وأغصانها وامتدادها الأمر الذي يساعد في تكوين مادة التوربت التي تساعد على تحسين خواص التربة الفيزيائية ويمكن استخدامها في إنتاج نباتات الزينة، كما أنّ خشبها استخدم قديماً من قبل الفينيقيين في صناعة السفن وذلك لمتانته وعدم إصابته بالحشرات نهائياً.
إبادة جماعية
وتتعرّض شجرة اللزّاب أو العرعر إلى إبادة منظّمة ومنهجية لأنّ تكاثره صعب ونموه بطيء، وهي لا تنمو ولا تنتج شجرة أخرى إذا لم تمرّ بذورها على الجهاز الهضمي لأنواع محدّدة من الطيور، ومنها أبو الحن والفري والسنونو حيث يأكلها ثم يتخلّص منها فتخضع البذرة بداخله لتفاعل كيميائي كي تتأهّل للنمو، كما تحتاج إلى بضع مئات من السنين لتتخذ شكل الشجرة الناضجة، ويصل قطر جذعها من المتر إلى المترين وارتفاعها من 14 إلى 18 متراً، وعلى الرغم من ضخامتها وارتفاعها إلا أنّ ثمارها لا تتجاوز السنتيمتر ونصف السنتيمتر وهي بحجم حبّة العنب .
صخر كربوناتي مشقق وذائب بمياه الأمطار وخازن ل٤٠% من الهاطل المطري اللبناني يسمى علميا بالكارست يشكل قاعدة مادية صخرية لنشوء الحياة.
— Samir Zaatiti (@samir_zaatiti) April 10, 2020
من قلب الصخر الجامد القاسي تنبت شجرة اللزاب بإذن الله بدون تربة تحضنها وتغذيها .الصورة لعاشق الطبيعة خالد طالب
بيروت ١٠ نيسان ٢٠٢٠
د. سمير زعاطيطي pic.twitter.com/BTBwE2dNfY
شجر اللزّاب من فصيلة الصنوبريات وله نوعان يتميّزان عن بعضهما بفروق مورفولوجية طفيفة ويختلفان نسبياً في جغرافية الانتشار والشروط البيئية الأخرى.
وهي منتشرة بكثرة في جبال عسال الورد وعلى امتداد السلسلة الشرقية والغربية للبنان دائم الخضرة، وهي عبارة عن أشجار كبيرة الحجم وممتدة العمر.
اقرأ أيضاً: أول محمية عربية تتصدر القائمة الخضراء العالمية لمرتين
وعلى الرغم من أنّ أشجار اللزّاب تعطي طاقة حرارية كبيرة جداً لدى استخدامها كوقود، إضافة إلى أنها تشتعل وهي خضراء لوجود مادة دهنية قابلة للاشتعال على أوراقها، فإن المحافظة على هذه الشجرة وحمايتها يجب أن تشكّل تنمية مستدامة للبيئة.