"قمر الغزال" يستعد لعرض سماوي أكثر إثارة هذا العام

يُعرف بدر شهر تموز/يوليو باسم "قمر الغزال"، وهو سيتألّق يوم الخميس المقبل ليعلن بداية موسم سماوي ساحر، حيث سيقدم عرضاً بصرياً مذهلاً بفضل موقعه الفريد في السماء، ويتسم بأهمية ثقافية وأبعاد علمية.

  • بدر شهر تموز/يوليو يعرف باسم
    بدر شهر تموز/يوليو يُعرف باسم "قمر الغزال" (Buck Moon)

سيتألّق أول بدر كامل في الصيف الفلكي في نصف الكرة الشمالي، معلناً بداية موسم سماوي ساحر،  ليلة الخميس المقبل. 

ويُعرف بدر شهر تموز/يوليو، باسم "قمر الغزال" (Buck Moon)، وسيقدم عرضاً بصرياً مذهلاً بفضل موقعه الفريد في السماء، حيث سيصنّف كواحد من أكثر الأقمار المكتملة انخفاضاً هذا العام.

وسيصل القمر إلى ذروة اكتماله الساعة 20:38 بتوقيت غرينتش مساء الخميس 10 تموز/يوليو، لكن المشهد الحقيقي سيبدأ مع لحظة شروقه الساحرة عند الغسق. عندها سيظهر القمر ككرة نارية برتقالية كبيرة تزحف ببطء فوق الأفق الشرقي، في مشهد يخطف الأنفاس. وهذه اللحظة السحرية تُعد الأفضل لمشاهدة الظاهرة، حيث يكتسي القمر بلونه الذهبي الدافئ بسبب مرور ضوئه عبر طبقات الغلاف الجوي الكثيفة بالقرب من الأفق.

ما يجعل هذا البدر مميزاً هذا العام هو مساره المنخفض في السماء، الذي يأتي نتيجة لموقعه الفلكي المقابل للشمس. فبعد ثلاثة أسابيع فقط من الانقلاب الصيفي، حيث تصل الشمس إلى أعلى نقطة في السماء، يأتي القمر ليعكس هذا المسار تماماً، فيحاكي مسار الشمس الشتوي المنخفض.

وهذا التموضع الفريد سيجعل القمر يبدو أكبر حجماً وأكثر إشراقاً بفضل ظاهرة "الوهم القمري" الشهيرة (Moon Illusion)، حيث يخدع دماغنا البشري عند مقارنة حجم القمر مع المعالم الأرضية القريبة من الأفق.

وتعود التسمية التقليدية "قمر الغزال" إلى عادات قبائل الأميركيين الأصليين الذين لاحظوا أنّ هذا التوقيت من السنة هو فترة اكتمال نمو قرون غزلان "ذكر الأدغال"، أو كما يعرف أيضاً بـ"الأيل" (Buck).

أما في التراث الأوروبي، فيُعرف هذا البدر باسم "قمر القش" نسبةً إلى موسم حصاد القش في منتصف الصيف.

وتتعدد التسميات الثقافية لهذا القمر بين "قمر السلمون" و"قمر العواصف الرعدية"، ما يعكس التنوع الثقافي في تفسير الظواهر الفلكية.

أمّا من الناحية العلمية، فيتميز هذا البدر بكونه الأبعد عن الشمس خلال العام، وذلك لأنّ الأرض كانت قد وصلت إلى نقطة "الأوج" - أبعد مسافة في مدارها حول الشمس - قبل أسبوع فقط من اكتمال القمر. وهذه المصادفة الفلكية تضيف بعداً علمياً مثيراً لهذه الظاهرة، التي تتيح لنا فرصة نادرة لتأمل جمال الكون واتساعه.

وبالنسبة لعشّاق الفلك، فإنّ هذه الليلة (ليلة الخميس) ستمثل فرصةً مثالية لالتقاط صور مذهلة للقمر، وهو يلامس الأفق، حيث تتفاعل العوامل الجوية مع الضوء القمري لتخلق لوحة فنية طبيعية. كما يمكن للراغبين في متابعة الظاهرة بدقة استخدام الحاسبات الفلكية الإلكترونية لتحديد وقت الشروق الدقيق، بحسب موقعهم الجغرافي.

وبعد هذا البدر، يترقّب علماء الفلط ظهور "قمر الحفش" (Sturgeon Moon) في آب/أغسطس المقبل، ليستمر موسم الأقمار الصيفية الساحرة. لكّن "قمر الغزال" يبقى من أكثر الأقمار إثارة هذا العام، حيث يجمع بين السحر البصري والأهمية الثقافية والأبعاد العلمية، في عرض سماوي لن يتكرر بهذا الشكل إلّا العام المقبل.

اقرأ أيضاً: علماء بكتشفون كوكباً نادراً يختبئ في حافة مجرتنا بفضل نظرية أينشتاين

اخترنا لك