"الأسبستوس" بين أنقاض غزة!

يقول مدير المركز الوطني لأبحاث ورم المتوسطة في لندن: "إن أنقاض غزة بيئة شديدة السمّية. سيعاني الناس بشدة، وعلى المدى البعيد أيضاً، من آثار قد يحملها الأطفال طوال حياتهم".

  • "الأسبستوس"  يُستخدم على نطاق واسع في مواد البناء

أطلقت الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمّرة على غزة قاتلاً صامتاً وهو "الأسبستوس".

وهذا المعدن، الذي كان يُستخدم على نطاق واسع في مواد البناء، يُطلق عند تحريكه أليافاً سامة في الهواء، وقد تلتصق بالرئتين، وتسبّب السرطان على مدى عقود، في الوقت الحاضر، يُحظر استخدامه في معظم أنحاء العالم، ولكنه لا يزال موجوداً في العديد من المباني القديمة.

في غزة، يوجد "الأسبستوس" بشكل أساسي في أسقف مخيمات اللاجئين الثمانية في المناطق الحضرية بالقطاع - وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

 في تشرين الأول/أكتوبر 2024، قدّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ما يصل إلى 2.3 مليون طن من الأنقاض في جميع أنحاء غزة قد تكون ملوّثة بالأسبستوس.

يقول البروفيسور بيل كوكسون، مدير المركز الوطني لأبحاث ورم المتوسطة في لندن: "إن أنقاض غزة بيئة شديدة السمّية. سيعاني الناس بشدة، وعلى المدى البعيد أيضاً، من آثار قد يحملها الأطفال طوال حياتهم".

وتقول ليز دارليسون، الرئيسة التنفيذية لجمعية ميزوثيليوما في المملكة المتحدة: "لن تنتهي الخسائر في الأرواح هنا، بل سيستمر هذا الإرث".

عندما يتحرّك المعدن بسبب الغارات الجوية، فإنّ أليافه - وهي صغيرة جداً بحيث لا تُرى بالعين المجرّدة - يمكن أن يستنشقها القريبون، ثم تشقّ طريقها إلى بطانة الرئتين.

اقرأ أيضاً: "لوموند": في غزة قد تكون الأزمة الصحية أكثر فتكاً من القنابل

على مدى سنوات عديدة - عادةً عقود - يمكن أن تُسبّب ندوباً تؤدي إلى حالة رئوية خطيرة تُعرف باسم داء الأسبستوس، أو في بعض الحالات، تكون على شكل عدواني من سرطان الرئة يُسمّى ورم المتوسطة.

اخترنا لك