"غرينبيس" تعلّق على حرائق سوريا: أين المنطقة من التكيّف المناخي؟

تقول "غرينبيس" في بيانها إن "سوريا تواجه منذ سنوات العديد من الحرائق وعواقبها الوخيمة ، ولكن الحرائق الحالية في محافظة اللاذقية تُعدّ من أخطر الأزمات البيئية والإنسانية التي واجهتها سوريا في الآونة الأخيرة".

  • تواجه سوريا منذ سنوات العديد من الحرائق وعواقبها الوخيمة (ا ف ب)
    تواجه سوريا منذ سنوات العديد من الحرائق وعواقبها الوخيمة (ا ف ب)

حذّرت منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أن المنطقة تشهد موسماً مقلقاً من الحرائق، تزداد حدته نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف الناجمَين عن تغيّر المناخ.

جاء هذا في بيانٍ تزامن مع استمرار الحرائق في غابات محافظة اللاذقية في سوريا، والتي أسفرت عن نزوح ما لا يقل عن 1,120 شخصاً، وتدمير أكثر من 7000 هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، وتأثّر أكثر من 5,000 من السكان.

عزمي: الحرائق تُعدّ من أخطر الأزمات 

وقالت كنزي عزمي، مسؤولة حملة "الملوّث يدفع" في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تواجه سوريا منذ سنوات العديد من الحرائق وعواقبها الوخيمة ، ولكن الحرائق الحالية في محافظة اللاذقية تُعدّ من أخطر الأزمات البيئية والإنسانية التي واجهتها سوريا في الآونة الأخيرة.

و رغم جهود فرق الإطفاء من عدة بلدان، ومن ضمنها لبنان والأردن، إلا أن هناك عوائق لوجستية تجعل عملية الإطفاء والاستجابة معقدة. وكذلك، يتفاقم الوضع بسبب الظروف التي مرّت بها سوريا في السنوات الأخيرة والتي خلّفت وراءها بنية تحتية ضعيفة وغياب خطة استجابة للطوارئ ونظم الرصد، ما يعرّض الأرواح وسبل العيش وصحة المواطنين والبيئة والاقتصاد لمخاطر مضاعفة".

سبب معظم الحرائق هو تغير المناخ

وأضافت: "هذه الحرائق باتت أكثر تكراراً وشدّة بسبب ارتفاع حرارة الأرض، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي ترتفع حرارتها بمعدل ضعف المتوسط العالمي. والسبب الأساسي لحدة وتواتر معظم الحرائق هو تغير المناخ -  الناتج بشكل أساسي عن حرق النفط والغاز والفحم. نحن نواجه بالفعل شحّاً في المياه، وتصحّراً، وتراجعاً في الغطاء النباتي، وكلها عوامل تزيد من مخاطر اندلاع الحرائق. 
ودعت عزمي الحكومات إلى وضع خطط تكيّف مناخي شاملة وعاجلة، مؤكدة الحاجة إلى تمويل مناخي من الدول ذات الانبعاثات التاريخية العالية وشركات النفط العالمية، لمساعدة الدول في منطقتنا على الاستعداد لمثل هذه الكوارث والتعافي منها.
وشددت عزمي على ضرورة الالتزام بـ"إرشادات الوقاية من الحرائق" التي توصي بها غرينبيس، واتباع إجراءات السلامة عند حدوثها.

تضرر أكثر من 10 آلاف هكتار

وتستمر الحرائق الحراجية في ريف اللاذقية الشمالي منذ الثالث من الشهر الجاري، و وصلت اليوم إلى منطقة الشيخ حسن في ناحية كسب، بينما تكافح فرق الإطفاء للسيطرة عليها، ومنع توسعها بشكلٍ أكبر.

ولا تزال فرق الإطفاء تحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في الساحل السوري منذ الخميس الماضي، عبر أكثر من 80 فريقاً في الميدان ونحو 180 آلية متنوعة، ضمن غرفة عمليات مشتركة شكلتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تضم جميع الوزارات والمنظمات المحلية المعنية، وبمشاركة وحدات من القوات البرية والجوية ومروحيات في الجيش  السوري، وبمؤازرة من الأهالي والمتطوعين ومنظمات المجتمع.

وتسببت الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي بتضرر أكثر من 10 آلاف هكتار حتى الآن في أسوأ موجة حرائق تشهدها المنطقة في ظل تحديات كبيرة تواجهها فرق الإطفاء، تشمل الظروف المناخية القاسية، وشدة الرياح، و وعورة التضاريس، وجود الألغام ومخلفات الحرب، ما شكّل عوائق أمام استكمال عملية الإطفاء وفق المعنيين.

اخترنا لك