إعصار "تشيدو" يدمّر الأحياء الفقيرة في أرخبيل "مايوت" الفرنسي
يكشف مسؤول إن أسوأ دمار شوهد في الأحياء الفقيرة ذات الأكواخ المعدنية في جزيرة مايوت. وفي إشارة إلى العدد الرسمي للضحايا حتى الآن، يقول إن: "هذا الرقم غير معقول عندما ترى صور الأحياء الفقيرة".
ما زال عدد القتلى جراء إعصار "تشيدو" الذي ضرب أرخبيل مايوت الفرنسي فيما وراء البحار غير واضح، حيث سوّيت مدن الصفيح التي كانت موطنا للمهاجرين غير الشرعيين بالأرض وما زال يتعذّر الوصول إلى العديد من المناطق.
وقال مسؤولون محليون وعاملون في مجال الصحة إن المئات أو حتى الآلاف ربما لقوا حتفهم بسبب أسوأ عاصفة تضرب الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي منذ 90 عاماً.
في الأثناء، تقول السلطات الفرنسية إنها كثفّت عمليات الإغاثة لجزيرة مايوت التابعة لها والتي دمرها الإعصار حيث من المقرر توزيع 120 طناً من الأغذية اليوم الأربعاء على السكان المعرضين لخطر الجوع والمرض.
أفقر أقاليم فرنسا الخارجية
وتقع جزيرة مايوت في المحيط الهندي قبالة سواحل شرق أفريقيا بين مدغشقر وموزمبيق، وتعد الجزيرة أرخبيلاً صغيراً تبلغ مساحته 376 كيلومتراً مربعاً.
يأتي ذلك بعدما أمضى أرخبيل المحيط الهندي، وهو أفقر أقاليم فرنسا الخارجية، ليلته الأولى تحت حظر التجول الذي تم فرضه ردّاً على عمليات النهب والفوضى بعد أن ضرب الإعصار تشيدو المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي صباح اليوم الأربعاء، قام سكان العاصمة مامودزو الذين نجت منازلهم من العاصفة بتغطية الأسطح المتضررة بألواح معدنية. بحيث دُمرت آلاف الأكواخ الهشة في مختلف أنحاء الأحياء الفقيرة في المدينة بالكامل، تاركة وراءها حقولاً من التراب والحطام.
Tropical Cyclone Chido Deaths May Be In Thousands - Videos from The Weather Channel
— News Hub (@NewsHubGlobe) December 16, 2024
🔴 Follow us for 24/7 world news. https://t.co/3APSaWFaFU
Tropical Cyclone Chido ripped through the French archipelago of Mayotte as the equivalent of a major hurricane… https://t.co/4mwdBwJGYa pic.twitter.com/9QqtRKDLK1
من جهتهم، قال مسؤولون فرنسيون إن مئات أو حتى آلاف الأشخاص ربما لقوا حتفهم بسبب الإعصار، وهو أقوى إعصار يضرب مايوت منذ 90 عاماً.
ضحايا في موزمبيق
كما أودى الإعصار بـ 34 شخصاً على الأقل في موزمبيق و 7 آخرين في ملاوي بعد وصوله إلى القارة الأفريقية.
ولكن تم تأكيد 22 حالة وفاة فقط تم تسجيلها في المستشفى حتى الآن، بسبب صعوبة الوصول إلى العديد من المناطق وربما تم دفن بعض الضحايا قبل إحصاء وفياتهم، حسبما قال مسؤولون.
وتزداد الأمور صعوبة بسبب حالة عدم اليقين بشأن العدد الدقيق لسكان مايوت. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد سكان الجزيرة يبلغ 320 ألف نسمة، لكن كثيرين يعتقدون أن العدد أعلى من ذلك بسبب زيادة الهجرة غير الشرعية، وخاصة من جزر القمر ومدغشقر.
في الأثناء، يقول العاملون في مجال الصحة إنهم يستعدون لموجة من الأمراض مع وجود جثث ملقاة دون انتشالها ويكافح الناس للحصول على مياه شرب نظيفة، بينما قالت الحكومة الفرنسية مساء أمس الثلاثاء إنه لم يحدث أي تفشٍ للمرض حتى الآن.
زيارة مرتقبة لماكرون
وفي وقتٍ قالت الحكومة الفرنسية إنها سترسل الإمدادات عبر جسر جوي من جزيرة ريونيون، وهي جزيرة تابعة لها تقع في المحيط الهندي، ينتظر أن يزور الرئيس إيمانويل ماكرون جزيرة مايوت يوم غدٍ الخميس.
The cyclone Chido had wind speeds of more than 220 kilometers per hour. In extreme hurricane gusts of 150 km/h and above, no one can stand on their feet.
— Andreas Holger 🇺🇦 (@andreasholger22) December 15, 2024
Hundreds of deaths are feared on the Mayotte archipelago.
Extreme weather is increasing.#Mayotte#Chido#Climate pic.twitter.com/nlRC79iRWb
يأتي ذلك في ظل انتقاد سياسيين معارضين في فرنسا ما يقولون إنه إهمال الحكومة لجزيرة مايوت وفشلها في الاستعداد للكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ.
ماذا نعرف عن أرخبيل مايوت؟
تقع جزيرة مايوت في المحيط الهندي قبالة سواحل شرق أفريقيا بين مدغشقر وموزمبيق، وتعد الجزيرة أرخبيلاً صغيراً تبلغ مساحته 376 كيلومتراً مربعاً.
ويتألف الأرخبيل من جزيرتين رئيسيتين هما "غراند تير" الكبرى، و"بوتيت تير" الصغرى، وتبعدان عن بعضهما مسافة بحرية قصيرة لا تتجاوز 2 كيلومتر.
جغرافياً، تقع جزيرة مايوت ضمن أرخبيل جزر القمر الذي يتكون من أربع جزر رئيسية هي: القمر الكبرى، أنجوان، موهيلي، ومايوت.
وتبعد مايوت نحو 70 كيلومتراً عن جزيرة أنجوان التي تشكل مع جزيرتي القمر الكبرى وموهيلي وجزر صغيرة جمهورية جزر القمر العربية.
فرنسا غيّرت اسم الجزيرة
تبسط فرنسا سيادتها على أراضي جزيرة مايوت وهي أرض عربية منذ عام 1841، حين اشترت باريس الجزيرة التي كانت تتعرض باستمرار لهجمات القراصنة، قبل أن تحتل جزر القمر بأكملها عام 1912.
اقرأ أيضاً: وديعة من زمن الاستعمار.. "مايوت" أرض عربية تحتلها فرنسا حتى اليوم
وفي وقت لاحق، غيَّرت باريس اسم الجزيرة من الاسم العربي القديم "جزيرة الموت" إلى "مايوت"، وكانت تُسمَّى كذل لأنها محمية بشُعب مرجانية تحيط بها وتحطم السفن القادمة إليها.