مع القيادي في حركة حماس أسامة حمدان

ثأر الأحرار يثبت المعادلات ويعزز توازن الردع والرعب، كيف أخفق الاحتلال بعدوانه الغادر وماذا أنجزت المقاومة؟ هل فشل الإسرائيلي في تهشيم وحدة الساحات؟ هل تكرس مبدأ قوة المقاومة في وحدتها؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>الناطق العسكري لسرايا القدس أبو حمزة: إنّنا في سرايا القدس نزفُّ إلى العُلى ثُلّةً مِقدامةً من قادتنا وشعبنا ومقاومينا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>زياد النخالة: وها نحن نخرج من هذه المعركة وسلاحنا بأيدينا ومقاتلونا مازالوا في الميدان جاهزين.</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: نحن في عمليات الاستهداف لا نرى فَرْقًا بين قيادي في حماس أو قيادي في الجهاد، فالردّ على الجرائم الإسرائيلية التي تُرتَكب سيكون من قِبَل المقاومة، وربما يتقدّم أبناء هذا الفصيل &nbsp;الذي استُهدِف قائده في اللحظات الأولى لكن بكلّ تأكيد لن يتوقّف الردّ على فصيل من دون آخر.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: ثأر الأحرار يُثبّت المعادلات ويُعزّز توازن الردع والرعب، كيف أخفق الاحتلال بعدوانه الغادر وماذا أنجزت المقاومة؟</p> <p>فشل إسرائيلي جديد في تهشيم وحدة الساحات وتكريسٌ لمبدأ قوّة المقاومة في وحدتها، فأيّ أثر؟</p> <p>القيادي في حركة حماس السيّد أسامة حمدان أهلًا بِكَ ضيفًا عزيزًا في برنامج بإيجاز، نوَّرتنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: أهلًا وسهلًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: أهلًا بِكَ.</p> <p>نحن ننطلق من انتصار في هذه المواجهة ثأر الأحرار من الذكرى الـ75 للنكبة، عندما نتحدّث عن قوّة المقاومة في ثأر الأحرار هذا يُعطينا المؤشّرات الإيجابية، ماذا تقولون في هذه الذكرى اليوم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: بسم الله الرحمن الرحيم، لا شكّ أنّها ذكرى أليمة ابتداءً على الشعب الفلسطيني وألمُها لا ينطلق فقط من الجرائم التي ارتُكِبت والمجازر وترحيل الشعب الفلسطيني، نحن نتحدّث عن تدمير أكثر من 500 بلدة فلسطينية، نتحدّث عن قتل أكثر من مئة ألف فلسطيني آنذاك وترحيل 700000 فلسطيني أو طردهم من بلادهم بالقوّة، لكن المؤلِم الأكثر أنّه كان هناك شيء من التواطؤ إن صحّ التعبير من بعض القوى الإقليمية آنذاك.</p> <p>بكل الأحوال، نحن بعد 75 عامًا من النكبة نقف لنسأل أنفسنا أين نحن، بلا شكّ في عام 1948 كان هناك عجز فلسطيني عن المقاومة نتيجة الاحتلال البريطاني الذي قوّض كلّ إمكانيات العمل الوطني والمقاوِم، وأنا أُذكّر هنا أنّ بريطانيا كانت تُعاقب بالإعدام على وجود ذخيرة وليس فقط سلاح، واليوم نحن نجد أنفسنا في مشهدٍ مختلفٍ تمامًا، هناك قلعة للمقاومة في غزَّة وهناك انتفاضة في الضفة وهناك صمود في القدس وأبناء الـ48 هويّتهم لا تزال عربية فلسطينية رغم 75 عامًا من الاحتلال ومُحاولة مَسْخ الهوية، ونحن لا نقف وحدنا في الميدان بل نحن جزء من فريقٍ كبيرٍ في المنطقة، مُحور المقاومة الذي يتماسك ويزداد قوّة.&nbsp;</p> <p>إذًا نحن بعد 75 عامًا لا زلنا نشعر بألم النكبة ولكننا لم نقعد في أماكننا نتيجة هذه النكبة، التجربة الفلسطينية تطوَّرت على مدى العقود الماضية وصلت إلى ما نحن عليه أنّها تصنع مُعادلات تستطيع أن تضغط على الإسرائيلي وتبدأ في البحث عن مسارات التحرير بل وتطرُق أبواب هذه المسارات.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: هذا يدفعنا للسؤال، ما الذي أُنجِز في مواجهة ثأر الأحرار في هذا الانتصار الجديد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: أعتقد في ثأر الأحرار هناك ثلاثة عناوين رئيسية ينبغي النظر إليها:&nbsp;</p> <p>العنوان الأول، عنوان تثبيت المُعادلات. الاحتلال عندما بدأ عمليّته الغادِرة باغتيال ثلاثة من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي كان يُريد أن يكسر مُعادلة الردع التي أطلقتها أو ثبّتتها المقاومة على مدى السنوات الماضية ويريد أن يُقسّم وحدة المقاومة بدل من أن تكون وحدةً واحدة هو يستهدف جزءًا منها ويُحاول أن يُحيّد الباقي في إطار عملية تاريخية فرّق تسُد، وأراد الاحتلال أيضًا أن يُعيد غزَّة إلى مُربّع الدفاع عن النفس بدل من أن تكون غزَّة جزءًا من مشروع التحرير. أعتقد بعد جولة المواجهات هذه كلّ هذه الأهداف سقطت، المقاومة لا تزال قادرة على الردع ولا تزال مُتماسِكة ولا تزال ساحات المقاومة واحدة.</p> <p>أما المسألة الثانية التي أعتقد أنه تمّ إنجازها في هذه المواجهة، أنّ المقاومة استطاعت أن تقول للقاسي والداني إذا كان الاحتلال دائمًا يقول أنه يخشى من مواجهةٍ مع حزب الله ويتحسّب لمواجهةٍ مع حماس فإنّه اليوم بات أيضًا يخشى من مواجهةٍ مع الجهاد الإسلامي وهذا أيضًا إضافة للمقاومة وإضافة لدور ومكانة المقاومة.</p> <p>أما المسألة الثالثة، فهي تقول أنّ الحال الوطنية الفلسطينية بمُجملها، وهنا أتحدّث عن المقاومة وعن الشعب، قدَّمت نموذجًا رائعًا في التماسُك وفي الاستعداد للتضحية وفي الصبر، وهذا أيضًا كان جزءًا من رهان العدو أنّ مزيدًا من الضغط على الشعب الفلسطيني ربما يصنع أزمة بين المقاومة وبيئتها لكن البيئة هذه كانت أقدر على الثبات والتضحية ممّا ظنّ الإسرائيلي وممّا حتى ظنّ بعض المُقرَّبين من المقاومة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: لم نسمع أيّة كلمة فيها عتب حتى وليس فقط تأفّف.</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: صحيح.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: هناك متانة أسطورية على مستوى الحاضِنة الشعبية رغم ظروف القطاع.</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: هذا صحيح، القطاع مُحاصَر منذ قرابة ال 15 عامًا ولكن الشعب الفلسطيني عندما يجد أنّ قيادته تتقدّم في المواجهة وأنّ كبار القادة يلقون الله شهداء الشعب الفلسطيني يسبق القيادة حينها ويُقدّم ما هو أكبر. لا شكّ أنّ حال الصمود والثبات التي حصلت في هذه المواجهة كما في ما سبقها قدّمت نموذجًا مُهمًّا، أنّ كلّ الضغوط على الشعب الفلسطيني لا يُمكن أن تفصل بينه وبين مقاومته التي يُؤمِن بها والتي يثق أنّها تُحقّق الإنجاز تلو الإنجاز.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: وهناك صورة مُختلفة تمامًا بينما شهدناه كحاضِنةٍ شعبيةٍ في أرضنا المحتلّة فلسطين والتفّت في قطاع غزَّة حول المقاومة، ومشهد أيضًا الخوف والهَلَع في الجبهة الداخلية بـ(إسرائيل).</p> <p>&nbsp;إسمح لي أن أسألك حول نقطة مُهمّة لأنّ الإسرائيلي صَوَّب كثيرًا وأراد أن يُقدِّم أنّه ينفرد بفصيل دون آخر، اليوم عندما تقولون سيّد أسامة حمدان بأنّ الاحتلال إذا كان يحسب حساباً لمواجهة حماس أو حزب الله اليوم يحسب حساباً أيضًا لمواجهة حركة الجهاد الإسلامي هذا كلام مُهمّ لأنّه أيضًا أُريد أن يُقدّم أنّ حركة حماس لا تريد إلا أن تكون الأقوى وصاحبة القرار، اليوم أنتم في حركة حماس ضمن وحدة المقاومة يهمّكم أن تكون حركة الجهاد في موقعٍ تخشاها إسرائيل وتكون لها هذه المكانة من القوّة الميدانية في قطاع غزَّة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: الفلسفة التي نُؤمِن بها ونحملها في حركة حماس أنّ قضية فلسطين هي قضية أُمّة وبهذا المعنى أنّ الشعب الفلسطيني يجب أن يكون كلّه مُنخرطاً في المقاومة وأنّ الأمّة تُساهم في هذه المقاومة. حتى نُحقّق انخراط الشعب الفلسطيني في المقاومة يجب أن يكون الكلّ قادراً على المقاومة، ولذلك نحن في غزَّة عندما اقترحنا فكرة تشكيل غرفة العمليات المشتركة لقوى المقاومة لم يكن هذا بغرض الاستحواذ على المقاومة ولا احتواء المقاومة، حال المقاومة أكبر من أن يتملّكها فصيل أو فريق فلسطيني بعينه، ولذلك كان الهدف هو أن نُطوّر قدرة المقاومة على كلّ الصُعُد وفي كلّ الفصائل، واليوم في هذه المعركة رأينا إضافة إلى شهداء الجهاد هناك شهداء من الجبهة الشعبية وهناك شهداء من لجان المقاومة، لأنّه المطلوب اليوم أن تُصبح كلّ القوى المقاوِمة وكلّ الأجنحة العسكرية قادرة على القيام بدورٍ كبيرٍ في المقاومة، وهذا هو عنوان النصر، ونحن عندما كُنّا نتحدّث عن المُصالحة الفلسطينية كُنّا نتحدّث عن مُصالحة على قاعدة المقاومة لأنّنا نُؤمن أنّ الجامِع الوحيد لشعبنا هو المقاومة وأنّ المشروع الأصيل لشعبنا هو المقاومة، أنّ المسار الوحيد لاستعادة حقوقنا هو المقاومة، هذا لا يكون باستفراد فصيل ولا يكون بمحاولة فصيل الاستيلاء على عنوان القوّة، ولهذا كُنّا معنيين ومازلنا أن تكون قوى المقاومة كلّها قادرة. إذا أراد العدو أن يستفرد بالجهاد الإسلامي فيجب أن يعرف أنّ الكلّ سيصطفّ وراء الجهاد الإسلامي والكلّ سيكون عَوْنًا للجهاد الإسلامي بطُرقٍ مختلفةٍ. نحن في غرفة العمليات نُهَنْدِس معركتنا كما نُريد وليس على أحد إلا أن يجد أنّ هذه المقاومة تقف صامدة، ثابتة، وتُحقّق الإنجازات وهذا الذي حصل بفضل الله.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: كلمة هَنْدَسة هذه كلمة يجب أن نقف عندها ليست بمفهوم ما أراد الاحتلال أن يُقدّمه بأنّ هذا الفصيل تُرِك لوحده وأنّ حركة حماس لم تكن ضمن المعركة، لذلك نسأل عنها بمعنى نحن عندما وصلنا إلى قبل ساعات من وقف إطلاق النار كان المشهد قد يذهب إلى سيناريوهات مُختلفة، القرار هنا كيف كان يُدرس وخصوصًا عندما تمّ الحديث أنّه نحن مستعدّون لإطالة أمد هذه المواجهة وقادرون على ذلك؟ ما السيناريوهات التي وُضِعَت وخصوصًا في رسائل الميدان، بكل غرفة العمليات المشتركة والقرار الذي كان مُشتركًا صحيح، لكن نسمع منكم أنتم حركة حماس في هذه الغرفة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: هناك قرار سياسي كان واضحًا من اللحظة الأولى على مستوى القيادة المقاوِمة أنّنا لا يجب أن نسمح للعدو بأن يخرج من هذه المواجهة وقد حقّق أهدافه، وثانيًا يجب أن نُحقّق ولو حدًّا ما من الأهداف الإضافية أو أن ننحِتَ شيئًا جديدًا في مُعادلة العدو، وهذا الأمر تُرِك بعد ذلك في تفاصيله الميدانية لغرفة العمليات التي كانت تعمل بشكلٍ مُنظّمٍ وبشكلٍ دائمٍ، وأنا أقول هذا الأمر يعرفه الناس جميعًا في الميدان المقاومون بكلّ فصائلهم.&nbsp;</p> <p>الآن في فعل المقاومة هناك كان عمل ميداني، عندما نتحدَّث عن غرفة عمليات مشتركة يجب أن يفهم الجميع أنّها فعلًا غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة بما يصلها من معلومات نتيجة العدوان، ما يصلها من معلومات نتيجة العمل الاستخباري للمقاومة، على ضوئها ترسم الخطوات باتجاه الأهداف. ولذلك كان لدى المقاومة الاستعداد، وهذا ما أُبلِغ به كلّ الوسطاء، أنّ لدى المقاومة الاستعداد للمضيّ قُدُمًا ليس أيامًا وأسابيع بل شهوراً إذا اقتضى الأمر ذلك، لا يمكن أن ينجح العدو في تحقيق أهدافه أو الاستفراد بفصيلٍ من دون آخر. ولهذا في اليوم الثالث أو الرابع أدرك العدو أنّ هذه المعادلة مُقفلة بمعنى لا يمكن أن يكسر وحدة المقاومة وأنّ اغتيالات القادة في حركة الجهاد لا يمكن أن تُضعِف أداء حركة الجهاد، ورأينا في اللحظات الأخيرة قبل دخول التهدئة حيِّز التنفيذ كيف كان أداء المقاومة حتى اللحظة الأخيرة أداءً قويًا وقادرًا بمعنى أنّ الذي طلب التهدئة والذي سعى إليها رغم كلّ الضجيج الإعلامي كانت هي حكومة العدو لأنّه أدرك أنّ استمرار هذه المعركة أو المواجهة سيُحبط ما يُسوّقه من إنجازات، هو في الضربة الأولى أعلن أنّه حقّق إنجازًا باغتيال ثلاثة من قادة سرايا القدس وأراد أن يُنهي الصورة أو يُقفل صورة المواجهة على هذا النحو، المقاومة واصلت أداءها، نعم تقدّم في هذه المعركة شهداء من قادة آخرين، ثلاثة قادة آخرين، لكن المُحصّلة النهائية أنّ العدو فشل في أن يقول لجمهوره أو الحكومة الإسرائيلية فشلت في أن تقول لجمهورها أنّها حقّقت إنجازًا والدليل أنّ الصواريخ ظلّت تسقط على المستوطنات، غلاف غزَّة أصبح مهجورًا تمامًا، في تل أبيب علا صوت الصراخ نتيجة الإصابات التي حقّقتها صواريخ المقاومة.</p> <p>إذًا لم يستطع أن يُقفل المشهد كما أراد بل أُقفل المشهد على حالٍ من النجاح للمقاومة والإنجاز في مواجهة الاحتلال.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: المعادلات عادةً تتغيّر بتغيُّر التوازنات والتوازنات هي وليدة القوّة، ولو أردت أن آخذ منك جملة بمعنى، قوّة المقاومة هل تأثّرت بعد هذه المواجهة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: أنا أعتقد أنّ أيّة معركة تنشأ أو تقع لا شكّ أنّ فيها إصابات، ولكن في المُحصّلة العامة أعتقد أنّ المقاومة خرجت من هذه المواجهة أكثر تماسكًا، وهذه قوّة إضافية، وأكثر قُدرة، دعيني أقول إنّ الصاروخ الذي أصاب تل أبيب كان عَلاوة على أنّه صاروخ جديد يدخل الخدمة وهي رسالة أنّه لدى المقاومة أدوات جديدة، هو أيضًا كان نوعًا من الاختبار لدى المقاومة في إمكانية أن يكون لهذا الصاروخ وأمثاله فاعلية إضافية في المواجهة.</p> <p>إذًا المقاومة نجحت في أن تخرج من هذه المواجهة أكثر تماسكًا، أكثر قوّةً، أكثر قُدرةً. والأهمّ من ذلك نجحت في أن تقول للعدو أنّه لا يُمكن أن يُستفرد بفصيلٍ من دون آخر في أيّة مواجهة قادمة بإذن الله.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: اليوم عندما نتحدّث عن الخلاصات والنتائج ونتحدّث عن إخفاقٍ حقيقي وهزيمةٍ إسرائيليةٍ وتكريس لمعادلات الردع وتوازن الرعب، هناك الآن العين على الضفة وهناك تصعيد باتجاه الضفة واقتحامات من الاحتلال لمدن الضفة، والعين أيضًا على المسجد الأقصى لاسيما أنّنا الخميس أمام الموعد حتى الآن المُعلَن لمسيرة الأعلام، والسؤال بأنّه أُغلقت مواجهة وبالتالي لن تكون هناك إمكانيات حتى على مستوى القرار أو القوّة المقاوِمة لفتح مواجهة إذا ما أراد الاحتلال أن يَكسر الخطوط الحُمُر التي وضِعَت حول المسجد الأقصى والتي كرَّسها سيف القدس؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: طبعًا ليس بالضرورة أنّه لن تكون هناك مواجهة أخرى إذا ما تجاوز العدو الخطوط الحُمُر، أحد أهمّ المُعادلات التي رسّختها سيف القدس ثمّ وحدة الساحات أنّ المقاومة ليست مشروع دفاع عن النفس فقط وليست مشروع استنزاف للعدو فقط، المقاومة هي مشروع تحرير، وبالتالي أيّ تجاوز لأيّة خطوط حمر يعني أنّ المقاومة سيكون لها فِعلُها وقرارُها، بمعنى أنّه إذا ظنّ العدو أنّ إقفال المواجهة التي حصلت في ثأر الأحرار يعني تأمين عدوان جديد في الضفة أو تأمين ما يُسمّى مسيرة الأعلام في القدس فهذا وَهْم، هذا أولًا.</p> <p>ثانيًا، هناك محاولة إسرائيلية لتقويض فُرَص تصاعُد المقاومة في الضفة، الاعتقالات والمواجهات التي تتمّ اليوم هي جزء من مسار رُسِم مع الأسف في لقاء العقبة ثمّ في لقاء شرم الشيخ، ونحن نعتقد أنّ هذا المسار رغم كلّ الجهود التي تُوضَع لدعمه هو مسار سيؤول إلى الفشل لأنّ إرادة الشعب الفلسطيني أكبر، والأهمّ من ذلك أنّ الجيل الذي يُواجه العدو اليوم هو الجيل الذي نشأ في ظلّ التسوية، نشأ في ظلّ أوسلو، نشأ في ظلّ مشروع دايتون، نشأ في ظلّ التنسيق الأمني، ورغم ذلك يخرج مُقاوِمًا وهو الجيل الذي يُقاوِم على اختلاف فصائله مُوحَّدًا، يعني نحن نتحدّث عن عرين الأسود نتحدَّث عن كلّ الفصائل، نتحدَّث عن كتيبة جنين نتحدَّث عن كلّ الفصائل، كتيبة تول كرم وغير ذلك من المواقع نحن نتحدَّث عن أبناء الفصائل مُجتمعة الذين يشتركون سويًا في المقاومة وهذه قوّة إضافية للمقاومة.</p> <p>المسألة الثالثة في ما يتعلّق بمسيرة الأعلام، هناك ضجّة إسرائيلية ستكون عالية حول مسيرة الأعلام في مُحاولةٍ للتغطية على الفشل الذي حصل في مُواجهات ثأر الأحرار، ونحن نتوقّع ذلك، ولهذا لن نتعامل مع المسألة على قاعدة الحال الإعلامية أو الظاهرة الصوتية التي ستُطلقها مسيرة الأعلام بل سيكون التعامل على الوقائع الميدانية التي ستُحاول مسيرة الأعلام العمل من خلالها، إذا كانت هذه المسيرة في سياقاتها التقليدية فهذا شيء وإذا حاول العدو أن يخترق من خلالها خطوطًا حمراً فهذا أمر آخر.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: وأنتم جاهزون للمعركة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: نحن جاهزون لهذا، وأنا أقول أكثر من ذلك، أبناء مدينة القدس سيكون لهم دور كبير كما في كلّ مرة في هذه المواجهة في مواجهة مسيرة الأعلام.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: بأيّ معنى؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: بمعنى أنّ أبناء المدينة الذين حَموا المسجد الأقصى في مراحل مُختلفة سيُدافعون عن الأقصى وسيُدافعون عن مدينتهم أيضًا إنْ شاء الله تعالى.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: هذا في الإيمان بهم، لكن أيضًا في التحضير الميداني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: ليس فقط مُجرّد إيمان وإنّما ثقة بوقائع إنْ شاء الله سيراها الناس.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: هذه تحذيرات في القدرات الميدانية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: ليست تحذيرات، هذا شعب بات اليوم يُدرك أنّه كُلّما قاوَم أكثر ربما تكون هناك تضحيات ولكن كُلّما تراجع العدو إلى الوراء.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: إلا أنّ هذا الموضوع هو مَحلّ مُتابعة بالنسبة للاحتلال، بن غفير تحدَّث بأنّه يُفترَض أن يكون الاستكمال في الضفة، وأيضًا هناك عضو المجلس الوزاري المُصغَّر في حكومة الاحتلال وزير الاستخبارات في إسرائيل "كاتس" تحدَّث بأنّه سيكون هناك تلويح باغتيال كلّ مَن يُحاول عرقلة الفعالية المُقرَّرة الخميس &nbsp;المقبل، وتحدَّث بأنّه أيّ شخص سيُحاول التأثير في التنظيم أو المسّ بها أو حتى إطلاق الصواريخ هذا سيجعل جميع قادته على طاولة التصفيات كما فعلنا ذلك مع حركة الجهاد الإسلامي ويبدو أن الكلام مُوجّه لحركة حماس؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: أولًا أنا أعتقد أنّ هذا التصريح يدلّ على غباءٍ سياسي، هو خاض معركة طويلة اغتال عدداً من قادة الجهاد وظنّ أنّ هذا سيُضعِف الجهاد الإسلامي وسيُوقِف قُدرته على المقاومة، &nbsp;اكتشف أنّه حتى اللحظة الأخيرة في المواجهة لا زالت قدرة الجهاد الإسلامي عالية ولا زالت المُقاومة مُتماسكة.</p> <p>موضوع الاغتيالات التهديد به أصبح وراء ظهورنا، نعم القادة يُمكن أن يرتقوا شهداء لكن اليوم المسار بات واضحًا والمسيرة باتت مُتواصلة ولا يستطيع أن يُهدِّد بالاغتيالات.</p> <p>المسألة الثانية، عندما اغتال الاحتلال القادة في كلّ التاريخ لم تحصل أيّة انحرافات في مسار المقاومة، نحن نتحدَّث عن اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي وعن اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وعن اغتيال أبو علي مصطفى، كلّ هذه الاغتيالات ومن بعدهم صف طويل من القادة الميدانيين والسياسيين ورغم ذلك المقاومة اليوم تتصاعد وتزداد ولم يحصل أيّ انهيار في جبهة المقاومة، هو الخَلَل في المقاومة إذا حصل خَلَل في أصل الفكرة أنّ هل المقاومة &nbsp;مُجدية أو غير مُجدية، لكن طالما أنّ أصل الفكرة ثابت فكلّ مَن يصعد إلى القيادة بالعكس مَن يأتي قائدًا بعد شهيد يكون العبء والمسؤولية والالتزام عنده أكبر لأنّه لا يُريد فقط أن يُحافظ على تاريخ وإرث هذا الشهيد بل يُريد أن يُضيف إليه وهذه الإضافة دائمًا تكون عنوانًا جديدًا لصعود المقاومة بإذن الله.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهين: عندما نتحدَّث عن الذي شهدناه كوحدة ساحات وهو إنجاز فلسطيني خالص بمعنى القوّة والاقتدار وأيضًا الالتفاف الشعبي، لكن تحدّثت أنت أيضًا عن أنّ هذه المقاومة اليوم في واقعها لديها أيضًا ضمن محور وهذا يُوسّع القوّة وحتى التأثير على مستوى المنطقة، وتمّ الحديث عن غرفة عمليات محور المقاومة تلك التي كانت على اتصالٍ مباشرٍ مع غرفة العمليات المشتركة في قطاع غزَّة. أيّ دور لعبته هذه الغرفة في مسار المواجهة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: بعيدًا عن أيّة تفاصيل لأنّ إدارة المعركة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: لماذا بعيدًا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: لأنّ إدارة المعركة فيها تفاصيل كثيرة ربما لم يحن الوقت للحديث عنها وقد لا يحين الوقت للحديث عنها قريبًا، هذا جزء من أسرار قوّة المقاومة، لكن بات معروفًا لدى الجميع أنّ المقاومة وهي تُدير أيّة معركة إنّما تُديرها ككلٍ مُتكاملٍ وهذا الكل المُتكامل يلعب أدوارًا تتعلّق بطبيعة المقاومة، ربما الدور في هذه المُواجهة يختلف عنه في مُواجهة قادمة أو اختلف عنه في مُواجهة سابقة لأنّ طبيعة المُواجهة هي التي تفرض هذه الأدوار. &nbsp;لكن ما أريد أن أقوله بكلّ ثقة وأريد أن يطمئن الجميع له أنّ كلّ مُواجهة مع الإحتلال تُعزِّز تماسك هذا المحور وتُعزِّز قدرته على العمل المشترك، ودعيني أقول تبدو وكأنّها مُناورة بالذخيرة الحيّة لمرحلةٍ قادمةٍ ومُواجهةٍ قادمةٍ عنوانها التحرير بإذن الله سبحانه وتعالى.&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: نحن نتفهّم ونحن أيضًا عندما نسأل نكون حصيفين بالسؤال لأنّه لا يُمكن أن نُساهم بشكلٍ أو بآخر وأنتم أكثر حكمة وحتى تقدير من أن تصل للإسرائيلي أيّة معلومة قد تُطمئنه أو تصل إجابة يبحث عنها. لكن أيضًا في عملية التأثير كان هناك كلام للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في خِضَمّ هذه المواجهة قال لن نتردّد في الدخول المباشر، وهذا يُعتبَر في الأدبيات المرة الأولى بهذا الوضوح في الرسائل للاحتلال الإسرائيلي بأنّه إذا ما استدعت المسؤولية أن نقوم بخطوةٍ أو خطواتٍ سنقوم بذلك. وحتى قائد قوّة القدس إسماعيل قاآني تحدّث بكلام أيضًا بالتزامن أنه لن نهدأ حتى نُزيل كيان الاحتلال ودعم للمقاومة وشعب المقاومة والشباب الفلسطيني. هذا أيضًا كيف ترونه؟ وبالنسبة إليكم نحن أمام مرحلة جديدة انطلاقًا من هكذا مُعطيات في المحور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: أولًا أنا أريد أن أقول إنّ حديث سماحة السيّد حسن نصر الله ليس جديدًا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: لذلك استخدمت أدبيات الكلام؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: سبق وأشار إلى أنّ أيّ استهداف إسرائيلي في لبنان لأيّ لبناني أو غير لبناني يعني ردًا من المقاومة وهذه رسالة واضحة أنّ المقاومة في لبنان لن تتردَّد في الدخول على الخط إذا اقتضت الأمور ذلك. ربما التصريح هو نقلة إضافية في هذا الاتجاه، في يوم القدس العالمي الكل يتذكّر أنّ الرئيس الإيراني السيّد رئيسي خاطب الشعب الفلسطيني في غزَّة وكان خطابه واضحًا في تأكيد التزامات تجاه المقاومة وتجاه الشعب الفلسطيني وتجاه تحرير فلسطين. الحديث الذي تفضّل به قائد قوّة القدس، وزير الخارجية الإيراني إبّان المواجهة اتصل بالقيادة السياسية للمقاومة بالأخ إسماعيل هنية والأخ زياد نخالة كلّ هذا هو كما قلت هو طبيعة الأدوار التي تتمّ أو الأعمال التي تتمّ بإطارٍ من التفاهم والانسجمام بما يخدم المواجهة ضدّ الاحتلال.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: كلّه مُنسّق؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: وهذا كلّه يأتي في إطارٍ من التفاهم.&nbsp;</p> <p>العلاقة داخل مُكوّنات هذا الفريق ليست علاقة لا شكلية ولا علاقة يهمّها المظهر بقَدْر ما هي علاقة تخدم مسارًا واضحًا وهو مسار التحرير، ولذلك ربما ما يَظهر في الإعلام هو أقلّ بكثير مما يجري في الواقع، دعيني أقول أنه يُشبه رأس جبل الجليد إذا أردت أن أُشبّه المسألة.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: كلّه مُنسّق وكلّه كان جادّاً بما تمّ طرحه؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: بكل تأكيد.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: أريد أن أُمرّر سؤالاً وإنْ كان في خارج الحديث مُباشرة عن المواجهة الأخيرة، لكن جاءك الكثير من المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي وكُثر سألوا وحسان يسألك: "ما الجديد في علاقة حماس بسوريا؟".</p> <p>&nbsp;</p> <p>أسامة حمدان: الجديد أنّ العلاقة استقرّت والوضع صار طبيعيًا في هذه العلاقة، كثرة السؤال تُوحي وكأنّه هناك شيء مختلف، الأمور استقرّت، العلاقة تذهب في مسارها الطبيعي، وأنا أعتقد أنّه على الجميع أن يكونوا مُطمئنين أنّنا تجاوزنا هذه المرحلة السابقة وأنّنا أصبحنا اليوم في إطارٍ لا أقول علاقة عادية بل علاقة إيجابية ومُتطوّرة في سياق ذات المشروع مشروع المواجهة مع الاحتلال وتحرير فلسطين بإذن الله سبحانه وتعالى.</p> <p>&nbsp;</p> <p>راميا الابراهيم: شكرًا جزيلًا لكم السيّد أسامة حمدان القيادي في حركة حماس على هذه المشاركة معنا في برنامج بإيجاز.</p> <p>والشكر لكم مشاهدينا أينما كنتم، موعد جديد يتجدّد الأسبوع المقبل ودائمًا بإيجاز، إلى اللقاء..&nbsp;</p>