سافيو وبسام: غربة الشباب اللبناني الساحرة
⚠️تم تصوير الحلقة قبل السابع من اكتوبر من عام 2023 تمشي في باريس فتحتار ما إذا كنت سافرت، ام سافر الوطن معك! شباب تسكنهم احلام كبيرة، سكنوا العاصمة الفرنسية. هل مررت يوماً في مكان عام، لتعصف في أذنك الحانٌ فيروزية؟ أم صادفت كوميدياً يفاجئك بكاميرته وحرارة استقبال عربية؟ سافيو وبسام، عُرفا كلبنانييَن في باريس، وعرفتهما الجماهير العربية على السوشيل ميديا، هل يخنق الشوق طعم الحياة في الغربة، ام لا شيء مستحيل؟
نص الحلقة
<p> </p>
<p>تمشي في باريس فتحتار إذا ما كنتَ قد سافرتَ أم سافر الوطن معك، شبابٌ تسكنهم أحلامٌ كبيرة سكنوا العاصمة الفرنسية، هل مررتَ يوماً في مكانٍ عام لتعصف في أذنك ألحانٌ فيروزية أم صادفتَ كوميدياً يفاجئك بكاميرته وحرارة استقبالٍ عربية؟ سافيو وبسام عُرفا كلبنانييْن في باريس وعرفتهما الجماهير العربية على السوشيل ميديا، هل يخنق الشوق طعم الحياة في الغربة أم لا شيء مستحيل؟ </p>
<p> </p>
<p>لانا مدوّر: أنرتَ فرنسا. </p>
<p>بسام وهبة: فرنسا منيرة بأهلها. </p>
<p>لانا مدوّر: أين نحن الآن؟ </p>
<p>بسام وهبة: هذا مركز الشركات في فرنسا ونحن نعمل هنا. </p>
<p>لانا مدوّر: كم موظف يوجد هنا؟ </p>
<p>بسام وهبة: حوالى 275 ألف و673 موظفاً. </p>
<p>لانا مدوّر: منذ متى أنت في فرنسا؟ </p>
<p>بسام وهبة: منذ ثلاث سنوات. </p>
<p>لانا مدوّر: قبل انفجار بيروت أم بعده؟ </p>
<p>بسام وهبة: بعده. </p>
<p>لانا مدوّر: قرّرتَ الهجرة؟</p>
<p>بسام وهبة: هو ليس قراراً بالهجرة، كان قراري مبنياً على مجرّد السفر. </p>
<p>لانا مدوّر: كيف تصف حياتك قبل هذا القرار؟ </p>
<p>بسام وهبة: فيها نجاحات وخيبات وعمل وحركة وصعود ونزول. </p>
<p>لانا مدوّر: ما الذي حققته خلال 29 عاماً؟ </p>
<p>بسام وهبة: الاستمرارية، حياتي سارت في طريقين، الطريق العلمي حيث نلتُ الشهادة الجامعية والطريق الفني والمسرحي.</p>
<p>لانا مدوّر: من النادر أن تجد شخصاً يجمع بين العلم والفن، هل أنت شغوف بالإثنين؟ </p>
<p>بسام وهبة: شغفي الأكبر هو الفن ولكن العِلم في وقتنا الحالي ضروري لاستمراريتي، حين بدأتُ لم يتمّ توجيهي بشكل صحيح في لبنان أو في العالم العربي بشكل عام، دائماً ما يُقال إن الفن لا يُطعم خبزاً وهذا غير صحيح. أعتقد أن الطريق الفني يستلزم نَفَسَاً طويلاً وجهداً وتعباً ومردوده ليس سريعاً. </p>
<p>لانا مدوّر: أيّة هندسة درستَ؟ </p>
<p>بسام وهبة: الاتصالات. </p>
<p>لانا مدوّر: هل كان هذا خيارك؟ </p>
<p>بسام وهبة: نعم، أحبّ عالم التكنولوجيا والكومبيوتر والإنترنت.</p>
<p>لانا مدوّر: هل أنت نادم على خيارك؟ </p>
<p>بسام وهبة: كلا، كل ما فعلته أضاف إليّ. </p>
<p>لانا مدوّر: هل ساعدك ذلك في عملك الفني؟ </p>
<p>بسام وهبة: نعم في طريقة التفكير، في كيفية الوصول إلى الحل بشكلٍ أسرع، نحن نتعلّم الرياضيات في المدارس من أجل التحليل. </p>
<p>لانا مدوّر: المسرحيون ينظرون إلى الفن بطريقةٍ جدّية، أنت مطّلع ومثقّف مسرحياً وفنياً، ما تقدّمه على وسائل التواصُل هل ينتقص من هذه الجدية؟ </p>
<p>بسام وهبة: قرأتُ جملة ذات مرة وعلقت في ذهني، إذا أردتِ أن تخبري الحقيقة لشخص قومي بإضحاكه، الجدية في الموضوع الذي أريد قوله للشخص بطريقة سلسلة ومُضحكة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل وجودك في فرنسا ساعدك على رؤية الأمور بطريقة أوضح؟ </p>
<p>بسام وهبة: بالتأكيد، السفر يعلّم الكثير.</p>
<p>لانا مدوّر: حين تراقب الوضع في لبنان من بعيد هل تراه بصورةٍ شاملة أكثر؟</p>
<p>بسام وهبة: صحيح، أنظر إلى ما يحصل في لبنان وأنا بعيد عنه. </p>
<p>لانا مدوّر: ما الذي يُزعجك في الوضع اللبناني؟ </p>
<p>بسام وهبة: الوضع السياسي والاقتصادي. </p>
<p>لانا مدوّر: لقد حققتَ ما عجز الكثير من الكوميديين على تحقيقه، أنت تنتقد الوضع من دون أن تؤذي أحداً وهذا يستحيل أن يحدث في لبنان، أنت لا تنتقد خطاً سياسياً ولا تسمّي أناساً معيّنين، كيف بإمكانك أن تحقّق هذا التوازن؟ </p>
<p>بسام وهبة: عندما تتحدّثين عن كيفية تعاطي الشخص مع مَن حوله يمكنكِ عدم المساس بالمعتقدات، أنا أركّز على الأمور التي تجمعنا. </p>
<p>لانا مدوّر: أخبرني عن اليوم الأول الذي وصلتَ به إلى فرنسا.</p>
<p>بسام وهبة: صعب أن تحزمي حقيبة واحدة، أنا لم أسافر بغرض السياحة، مَن يسافر يحصل على فرصة جديدة وعليه استغلالها. </p>
<p>لانا مدوّر: هل من الجميل أن يكون الشارع هو مسرحك؟ </p>
<p>بسام وهبة: شكسبير يقول إننا نعيش في مسرحٍ كبير وكلٌّ منا يؤدّي دوره.</p>
<p>لانا مدوّر: هل تشعر بأنك تقدّم مسرحاً من خلال مقاطع الفيديو القصيرة.</p>
<p>بسام وهبة: طالما أنني أتفاعل مع الناس فأنا في مسرح. </p>
<p>لانا مدوّر: هل هذا ما يميّزك عن الأشخاص الذين يقدّمون المحتوى الكوميدي على مواقع التواصُل؟ </p>
<p>بسام وهبة: أعتقد ذلك، قبل أن أقف أمام الكاميرا وأتحدّث فأنا على علاقة مسبقة مع خشبة المسرح والجمهور بتكوين شخصية معيّنة وإضافاتها، هذه الخبرة أحدثت الفرق.</p>
<p>لانا مدوّر: ما هو هدفك الكبير؟ </p>
<p>بسام وهبة: هدفي هو تقديم المسرح مجدّداً والتمثيل في الدراما اللبنانية.</p>
<p>لانا مدوّر: لو كانت حياتك عبارة عن كاتب ماذا سيكون عنوانه؟ </p>
<p>بسام وهبة: ساعي بريد. </p>
<p>لانا مدوّر: هذا أحد الأدوار التي قدّمتها. </p>
<p>--------------------------------------------------</p>
<p>لانا مدوّر: كم هي الاحتمالية أن يمشي الشخص في الشارع هنا ويستمع إلى أغنية لفيروز، جميل. مرحباً سافيو.</p>
<p>سافيو هيكل: بخير، كيف حالكِ؟ </p>
<p>لانا مدوّر: هل تحمل هذه الآلة الكبيرة؟ </p>
<p>سافيو هيكل: نعم. </p>
<p>لانا مدوّر: هل أنت عازف بيانو؟ </p>
<p>سافيو هيكل: أعزف البيانو وأغنّي. </p>
<p>لانا مدوّر: منذ الصِغَر؟ </p>
<p>سافيو هيكل: نعم.</p>
<p>لانا مدوّر: كم كان عمرك؟ </p>
<p>سافيو هيكل: كنتُ بعمر الثامنة وشاركتُ في "The Voice Kids" بموسمه الأول بعُمر العشر سنوات. </p>
<p>لانا مدوّر: منذ متى أنت في فرنسا؟ </p>
<p>سافيو هيكل: منذ سنة.</p>
<p>لانا مدوّر: سنة واحدة فقط أحدثتَ خلالها كل هذه الضجة على مواقع التواصُل؟ </p>
<p>سافيو هيكل: الأمور حدثت بسرعة.</p>
<p>لانا مدوّر: كيف بدأتَ بعزف الألحان العربية؟ </p>
<p>سافيو هيكل: الأمر في البداية كان بغرض الترفيه، حين وصلتُ إلى فرنسا لم يكن لديّ بيانو فبدأتُ بالبحث عن أماكن وجود البيانو فوجدتها في مراكز التسوّق الكبرى.</p>
<p>لانا مدوّر: يعني أينما وجدتَ بيانو تعزف عليه.</p>
<p>سافيو هيكل: نعم. بحثتُ عمّا يميّزني كلبناني فبدأتُ بعزف الألحان اللبنانية والعربية ومع مرور الوقت بدأ الناس بالتجمّع حولي، وهذا ما سنح لي فرصة التعرّف إلى الكثير من اللبنانيين هنا الذين يقومون بتصويري والغناء معي.</p>
<p>لانا مدوّر: حين يقترب الناس منك ماذا تشعر؟ </p>
<p>سافيو هيكل: كنتُ خجولاً في البداية لأنني أعزف في أماكن عامة. </p>
<p>لانا مدوّر: سافيو أنت تعزف وتغنّي ولكن ماذا تدرس هنا؟ </p>
<p>سافيو هيكل: أدرس الرياضيات والحَوْسبة التطبيقية وهذا التخصّص غير موجود في لبنان، وجدتُ فيه كل المواد التي كنتُ أحبّ دراستها في المدرسة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل تحبّ الرياضيات؟</p>
<p>سافيو هيكل: نعم والاقتصاد والمعلوماتية أيضاً. </p>
<p>لانا مدوّر: كم عُمرك؟ </p>
<p>سافيو هيكل: 19 عاماً. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تعيش في فرنسا لوحدك؟ </p>
<p>سافيو هيكل: في منزل خالي. </p>
<p>لانا مدوّر: كيف كان شعورك حين أتيتَ إلى فرنسا؟ </p>
<p>سافيو هيكل: لديّ حب الاكتشاف والتعرّف إلى الثقافات المختلفة، كنتُ متحمّساً جداً بالمجيء إلى بلد جديد ذي نظام مغاير للبنان، شعرتُ بالسعادة واعتدتُ لاحقاً، ما يؤلمني هو اشتياقي إلى عائلتي، لا أعرف إذا ما كنتُ سأبقى هنا وهذا هو هدفي، أشتاق ولكنني جئتُ إلى هنا لتأمين مستقبل أفضل لي ولعائلتي. </p>
<p>لانا مدوّر: ما هو الأصعب في العيش هنا؟ </p>
<p>سافيو هيكل: الروتين، أنا طالب عليّ أن أحضّر طعامي بمفردي وأن أدرس.</p>
<p>لانا مدوّر: هل تطبخ؟</p>
<p>سافيو هيكل: نعم أحياناً. </p>
<p>لانا مدوّر: هل من الجميل أن يعيش الإنسان لوحده؟</p>
<p>سافيو هيكل: أعتقد أن الإنسان يحبّ أن يجرّب هذا الأمر أحياناً، أن يتحمّل مسؤولية نفسه.</p>
<p>لانا مدوّر: أنت من عائلة مترابطة، تعيش مع والدتك وأختك وجدّتك، كيف عشتَ طفولتك؟ </p>
<p>سافيو هيكل: أنا من عائلة تحبّ الموسيقى، أمّي تمتلك صوتاً جميلاً وكانت تغنّي في كورال الكنيسة وأختي أيضاً تحبّ الغناء وأبي يحبّ التلحين، كنتُ مُحاطاً بهذا الجو الموسيقي.</p>
<p>لانا مدوّر: وشجّعوك على المشاركة في The voice. حين أصبح لديك متابعون على إنستغرام وبدأت مقاطع الفيديو الخاصة بك تنتشر ويتمّ الثناء عليها لأنك تمنح المشاعر الجميلة للناس، ماذا تكتسب أنت من خلال هذا الأمر؟ </p>
<p>سافيو هيكل: محبّة الناس تُسعدني جداً وأنا فخور بأنني أمثّل ثقافتنا اللبنانية. </p>
<p>لانا مدوّر: أنت كشاب في التاسعة عشرة من عمرك ما هو طموحك؟ </p>
<p>سافيو هيكل: هدفي الأول هو متابعة التعليم والحصول على الدبلوم، من خلال الإنستغرام والتيك توك وعدد المتابعين تلقّيتُ عروضات لحفلات فسافرتُ إلى إيطاليا وشاركتُ في بعض الأعراس في باريس، كذلك شاركتُ في مهرجانات بعلبك خلال الصيف في لبنان، وهذه كانت من أجمل التجارب.</p>
<p>لانا مدوّر: مواقع التواصُل فتحت لك الكثير من الأبواب.</p>
<p>سافيو هيكل: مواقع التواصُل هي وسيلة مهمة إذا أحسنّا استخدامها. </p>
<p>لانا مدوّر: متى اكتشفتَ أنك تريد أن تكون ممثّلاً؟ </p>
<p>بسام وهبة: في السنة الجامعية الأولى أحسستُ بميلي لهذا الموضوع، كنتُ أشارك في العروض المسرحية في المدرسة. </p>
<p>لانا مدوّر: ما هي المرحلة الأصعب في حياتك أو الحدث المؤلم؟</p>
<p>بسام وهبة: كانت مرحلة الانتقال إلى الجامعة والعمل من أجل تأمين أقساط الجامعة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل كنتَ تعمل أثناء الدراسة؟</p>
<p>بسام وهبة: نعم. </p>
<p>لانا مدوّر: هل كانت أقساط الجامعة باهظة؟ </p>
<p>بسام وهبة: معدّل وسطي.</p>
<p>لانا مدوّر: ماذا عملتَ؟ </p>
<p>بسام وهبة: نادل في مطعم، عملتُ كذلك في شركة دعم فني، وعملتُ في مجال الرسوم المتحرّكة وكذلك كنتُ أدرّس الطلاب. </p>
<p>لانا مدوّر: متى أصبحتَ مرتاحاً مادياً؟ </p>
<p>بسام وهبة: بعد خمس سنوات من العمل، ثم حصلت الأزمة الاقتصادية وبدأتُ أنطلق من جديد.</p>
<p>لانا مدوّر: ما هي أكبر خسارة عشتها؟ </p>
<p>بسام وهبة: لم أكن أريد السفر، ولكن تبيّن لي أن خياري لم يكن خاطئاً. </p>
<p>لانا مدوّر: متى تكتئب؟ </p>
<p>بسام وهبة: ليس بمعنى الاكتئاب، أشتاق إلى أصدقائي الذين افترقتُ عنهم، عملي في فرنسا وهذا النمط السريع من الحياة.</p>
<p>لانا مدوّر: هل هناك حادثة وفاة أثّرت بك؟</p>
<p>بسام وهبة: أنا قريبٌ من جدّتي أدامها الله، أخاف دوماً من فقدانها وأنا بعيد. وفق الثقافة اللبنانية لا يمكنكِ الرسوب في فصل دراسي، على سبيل المثال درستُ الاقتصاد ومن ثم عدلتُ عن هذا الخيار، من حقّي أن أجرّب وأغيّر، نحن نخاف من الفشل في تجربةٍ ما. </p>
<p>لانا مدوّر: هل فشلتَ سابقاً ونفعك هذا الفشل؟ </p>
<p>بسام وهبة: التجارب، في الجامعة لم أكن أفلاطونياً وكنتُ أحمل المواد. </p>
<p>لانا مدوّر: بسام أنت شاب لبناني تعيش في فرنسا، هناك خلاصة تجربة لك حتى الآن، ماذا تقول للشباب اللبناني الذي يطمح بمغادرة البلد؟</p>
<p>بسام وهبة: أقول لهم عيشوا اللحظة لأن القلق يتأتّى من المجهول، لا يعرف الشخص ماذا سيحصل معه غداً، لا تضع مخطّطات لفترات طويلة، فلتكن مخطّطاتك قريبة. </p>
<p>لانا مدوّر: سافيو ما هي الذكرى الأصعب التي عشتها في حياتك؟ </p>
<p>سافيو هيكل: وفاة والدي منذ حوالى الثلاثة أشهر، كنتُ في فرنسا حين تلقّيتُ الخبر، أصعب ما يمكن أن يتلقّاه الإنسان في الغربة هو خبر الموت. </p>
<p>لانا مدوّر: صِف لي هذه اللحظة. </p>
<p>سافيو هيكل: كل العائلة كانت تعلم بالأمر إلا أنا، بدأوا باستدراجي رويداً رويداً وإخباري بضرورة حجز تذكرة سفر إلى لبنان، لم أستوعب ماذا يجري، خالي هو مَن أخبرني. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تشعر بأنك وحيد؟ </p>
<p>سافيو هيكل: نادراً، أنا على تواصُل دائم مع عائلتي، هم الأقرب لي ويشجّعونني دائماً. </p>
<p>لانا مدوّر: هل تشعر بأن الأفق مسدود في لبنان؟ </p>
<p>سافيو هيكل: للأسف نعم وإلا لما أتيتُ إلى هنا، لو كان كل شيء مُتاحاً من ناحية التعليم والمواصلات والماء وكل المتطلّبات الأساسية التي يحتاجها الإنسان ليحيا حياةً كريمة. </p>
<p>لانا مدوّر: أنت شاب متفائل والابتسامة لا تفارق وجهك، أشعر بأن هذه الابتسامة تخفي حساسية معيّنة خاصةً وأنك فنان تشعر بالأمور بعُمق أكثر من الآخرين، صحيح؟ </p>
<p>سافيو هيكل: في المدرسة كانوا يسمّونني صاحب الطاقة الإيجابية وأنظر إلى الأمور بعُمق، حينما يفكّر الإنسان كثيراً بأمرٍ ما يراه بطريقةٍ مختلفة عن الآخرين. </p>
<p>لانا مدوّر: أنت تعرف ماذا تريد ومخطّطك في الفن، تعرف النمط الذي تريده.</p>
<p>سافيو هيكل: الحمد لله أنا أسير على الطريق والفرَص تتجلّى أمامي.</p>
<p>لانا مدوّر: بالتأكيد أنك تخطّيتَ الكثير من المستحيلات، مثل ماذا؟ </p>
<p>سافيو هيكل: تقديم موهبتي أمام الجميع.</p>
<p>لانا مدوّر: هل كان ذلك مستحيلاً؟ </p>
<p>سافيو هيكل: حين أرى الشباب الموهوبين في سنّي من دون تسليط الضوء عليهم إما لأنهم في لبنان أو لأنه ليست لديهم الشجاعة الكافية لنشر مواهبهم على مواقع التواصُل، وإما لأنهم غير محاطين بمَن يشجّعهم ويدعمهم، الأمر كان مستحيلاً بالنسبة لي ولكنني قرَّرتُ أن أقدّم موهبتي على مواقع التواصُل. في حفل التخرّج من المدرسة غنّيتُ أغنية وطنية إسمها "بغنّيلك يا وطني"، نظرتُ إلى أهالي رفاقي وعائلتي وتساءلتُ هل سيبقى الوضع كما هو؟ هل حقاً سوف أسافر بعد أسبوعين؟ لدينا أمل دائم بأن يتحسّن الوضع. </p>
<p>لانا مدوّر: صِف لي لبنان بجملة.</p>
<p>سافيو هيكل: لبنان هو قلبي، لا شيء مستحيل إذا اعتمدنا على الله.</p>
<p>بسام وهبة: لا شيء مستحيل بأن تصل إلى هدفك إذا أردتَ.</p>
<p> </p>
<p>ربّما نعم، الأحوال ليست على ما يرام في أوطاننا، لا ترقى الظروف إلى مستوى آمالنا ولكن لا يمكننا أن نقف ونتفرّج ونستسلم، ببساطةٍ علينا القتال، خارج الوطن أو داخله كلنا محاربون والمعارك تكسر المستحيلات، فتذكّر دائماً أنَ لا شيء مستحيل.</p>