زياد الرحباني... فنان على طريق المقاومة
رحيله ليس خسارة عادية! كما أن سيرته الشخصية والفنية، لم تكن سيرة عادية. زياد الرحباني أكثر من مبدع عبقري، إنه ظاهرة فريدة! بكلماته وموسيقاه وشخصياته المسرحية، وأسلوبه في التعبير والسخرية والنقد، شكل حالة استثنائية في تاريخ الثقافة والفن العربيين. عاش قريبا من الناس، غرف من تجاربهم وحكاياتهم وأوجاعهم ولغتهم. والآن سيبقى بينهم، سيعيش على لسانهم، وفي وجدانهم. ابن عاصي وفيروز، هو أيضاً ابن الحرب الأهلية، ابن الشارع، ابن الأسئلة الهادرة. ماذا أخذ من المؤسسة الرحبانية؟ وكيف تمرد عليها؟ وما الذي أعطاه للأغنية الشعبية العربية؟ هل يمكن الفصل بين خياراته السياسية وإبداعه؟ أوليس فنه الساخر وسيلة احتجاج، ورفضاً للظلم والاستغلال والاحتلال، وفضحا لعيوب المجتمع، ونكئا لجراحنا؟ هذا الابن المشاكس، كتب وألف وعاش «ع هدير البوسطة»، أي في قلب الواقع الشائك. أليس هذا الواقع، هو الذي قتله في نهاية المطاف؟