الجوع... آفة القرن الواحد والعشرين

الأزمة الغذائية أشبه بظل عملاق يغطي كوكبنا بأكمله. نعرف الأسباب، ولكننا مع ذلك غير قادرين على إيقاف هذا الظل، فضلاً عن القضاء عليه. والأكثر تضرراً هم دائماً شعوب الجنوب. في القرن الحادي والعشرين، من المهين للكرامة الإنسانية أن يعاني ما يقرب من 800 مليون شخص الجوع في كوكب ينتج ما يكفي لإطعام الجميع. المقارنة بين ما يحدث في أوكرانيا وغزة تؤكد وجود بُعد عرقي يؤثر في السياسات الدولية والقانون الدولي.

نص الحلقة

ألييدا غيفارا مارش: مرحباً، كيف حالكم؟ هل أنتم بخير؟ سعيدة جداً بكوني معكم من جديد. اسمي (ألييدا غيفارا)، أنا طبيبة كوبية، وأم لابنتين أفتخر بهما كثيراً.

منذ نعومة أظفاري التزمت بقضايا الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وسيادتها وهويتها.

فقد ربتني والدتي على هذا النهج، المستوحى من قوة ومحبة شعبي، ومن قدوة وإرشادات والدي، (إرنستو غيفارا)، المعروف أكثر باسم (تشي).

اليوم سنتحدث عن موضوع حساس للغاية، يمثل المأساة التي يعيشها قسم كبير من البشرية.

تخيلوا أن الإحصائيات تقول إن 11 إنساناً يموتون كل دقيقة بسبب الجوع، وملايين الأشخاص في العالم مهددون باستمرار بسوء التغذية.

مشهد: [00:01:03- 00:01:47]

ألييدا غيفارا مارش: الأزمة الغذائية أشبه بظل عملاق يغطي كوكبنا بأكمله.

نعرف الأسباب، ولكننا مع ذلك غير قادرين على إيقاف هذا الظل، فضلاً عن القضاء عليه.

والأكثر تضرراً هم دائماً شعوب الجنوب.

هل سنكون قادرين يوماً ما على القضاء على الجوع؟

في عالم تحكمه الشركات المتعددة الجنسيات في مجال الإعلام أو التضليل الإعلامي،

يقدم لكم هذا البرنامج مساراً مختلفاً كل أسبوع،

ربما يكون متمرداً إلى حد ما. إذا أردتم متابعتنا، فافعلوا ذلك، (ببساطة)، مع (ألييدا غيفارا).

عرض

ألييدا غيفارا مارش: كان (أركوس بيرغنيس) نائباً لوزير الصناعة عندما كان أبي وزيراً، وكان يروي العديد من الحكايات عن أبي.

إحداها لفتت انتباهي كثيراً لأنها كانت تتحدث تحديداً عن تقشف أبي.

عندما كان يعقد اجتماعات، على سبيل المثال، في الوزارة، والتي كانت أحياناً طويلة ومعقدة، كان يقدم الماء والقهوة فقط.

في أحد الأيام، ذهبوا إلى نشاط مشترك مع وزارة الداخلية، وزارة التجارة الداخلية، عفواً.

وهناك تم إعداد طاولة، ووُضعت المقبلات، والشوكولاتة، وكل هذه الأشياء، وعقدوا اجتماعهم بشكل جيد جداً.

في نهاية الاجتماع، طلب أبي من الموظفين في وزارة الصناعة البقاء هناك.

عندما غادر الرفاق الآخرون، قال لهم: ما فعلتموه اليوم مخجل.

الجميع أصبحوا جادين بعض الشيء. قال لهم: "هناك رفاق أكلوا حتى قطعتين من المقبلات".

وقف (أركوس بيرغنيس) وقال: نعم، حصل ذلك أيها القائد. رأيت رفاقاً أكلوا حتى قطعتين من المقبلات.

نظر إليه أبي بجدية وقال: وأنت؟ لقد وضعت ما استطعت من الشوكولاتة في سترتك.

ويقول (أركوس بيرغنيس) إنه فوجئ لأنه كان يقسم أنه لم يكن يراه عندما وضع الشوكولاتة في سترته للأطفال، كانت للأطفال.

لكن أبي قال: التقشف يجب أن يبدأ من المنزل، دائماً من المنزل.

وهذا ما كان يفعله في منزله، حقاً. هكذا كان، متقشفاً جداً دائماً.

ومن الأشياء التي لفتت انتباهنا كأطفال أن أبي كان لديه القليل جداً من الوقت معنا، كان يلعب عندما يستطيع، كان يقرأ لنا بعض الكتب، لكن الهدايا، قليلة جداً.

ألييدا غيفارا مارش: ولكن ذات مرة كتبت له أمي عندما كان في أفريقيا، في إحدى رحلاته إلى أفريقيا،

 وأخبرته أنني بدأت أظهر علامات الخوف من الظلام.

تخيلوا، أبي كان يحملني بين ذراعيه إلى السرير في الفجر ويقبلني بقوة،

وفجأة أصبحت أرى رجلاً، لم أكن أراه تقريباً، في الظلام، وبدأت أتقبل ذلك ببعض الصعوبة

ولكن أيضاً الأطفال في هذا العمر عادة ما يخافون من الظلام.

لذلك اشترت أمي كتاباً صغيراً كان اسمه "الأسد الصغير الصديق"، شيء من هذا القبيل.

وقرأته لي، وكان يتكلم عن طفل خائف، مثلي تماماً، ولكن كان هناك أسد ساعده.

وعندما يرافقه الأسد الصغير في كل مكان، يفقد الطفل الخوف.

وعندما روت لي هذه القصة، أصبحت هكذا. أنتظر شيئاً آخر، أليس كذلك؟

لأرى إذا ما كان سيظهر لي أي أسد. وهي أخبرت أبي بذلك.

وللمرة الأولى، أحضر لي أبي دمية أسداً محشوّاً. إنه هذا الذي هنا.

هذا الأسد معي منذ أكثر من 60 عاماً، ورافقني في كل مكان.

كنت آخذه إلى الحمام، كنت آخذه إلى كل مكان، وأذهب إليه معه.

وقد أزال خوفي. لقد تغلبت حقاً على الخوف من الظلام بفضله،

وكان إحدى الهدايا القليلة التي تركها لي أبي.

صوت الرئيس الكوبي:

ميغيل دياز كانيل: في القرن الحادي والعشرين، من المهين للكرامة الإنسانية أن يعاني ما يقرب من 800 مليون شخص الجوع في كوكب ينتج ما يكفي لإطعام الجميع.

 أو أنه في عصر المعرفة والتطور المتسارع لتقنيات المعلومات والاتصالات، لا يعرف أكثر من 760 مليون شخص، ثلثاهم من النساء، القراءة والكتابة.

الدول الممثلة في مجموعة الـ77 + الصين، حيث يعيش 80% من سكان العالم،

لا تواجه فقط تحدي التنمية، بل أيضاً مسؤولية تعديل الهياكل التي تهمشنا من التقدم العالمي وتحول العديد من شعوب الجنوب إلى مختبرات لأشكال متجددة من الهيمنة.

هناك حاجة ملحّة إلى عقد عالمي جديد وأكثر عدلاً.

ألييدا غيفارا مارش: ما يقرب من 800 مليون شخص يعانون الجوع في العالم.

800 مليون! قول هذا في القرن الحادي والعشرين هو عار حقاً.

حالياً، الأغذية أغلى بنسبة 42% مما كانت عليه قبل 5 سنوات.

المنتجات الأساسية، مثل الألبان واللحوم والحبوب والسكر، تصل إلى أسعار قياسية منذ عام 1961. ارتفعت أسعار القمح عالمياً بنسبة 50%.

ولكن بعد الصراع الروسي الأوكراني، ارتفعت بالفعل بنسبة 80%.

ولكن انتظروا، ففي السوق العالمية، بدأت الذرة أيضاً تعطي إشارات، فقد ارتفع سعرها بالفعل بين 25% و30%.

في نظام يكون فيه الغذاء سلعة، سيكون الجوع مرتبطاً مباشرة بالسعر الذي يتم الوصول إليه،

لأنه عندها لن تتمكن الفئات السكانية ذات القوة الشرائية المنخفضة من الحصول عليه.

تتأثر دول الجنوب العالمي أكثر من غيرها بارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ولكن أيضاً، سكانها الأكثر ضعفاً هم الأكثر عرضة لخطر الموت جوعاً.

مجدداً، التفاوتات تثقل كاهل شعوب الجنوب.

ألييدا غيفارا مارش: تستخدم الأسر في الشمال العالمي 17% من دخلها لشراء الطعام.

لكن الأسر في الجنوب يجب أن تستخدم 40% من دخلها لشراء الطعام.

ماذا يعني هذا؟ أنه عندما ترتفع أسعار هذه الأطعمة، سيشعر سكان الشمال ببعض الانزعاج.

بالطبع، عليهم أن ينفقوا أكثر قليلاً.

لكن سكان الجنوب سيتعين عليهم الاختيار بين الأكل أو بقية أمور حياتهم.

بينما لا تفي أغنى الدول بالتزامها بتقديم 0.7% على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي كمساعدة إنمائية رسمية،

يتعين على أفقر الدول استخدام 14% من ناتجها المحلي الإجمالي لدفع الفوائد المرتبطة بالديون الخارجية.

ألييدا غيفارا مارش: يتعين على أغلبية الدول الـ134 التي تشكل مجموعة الـ77 + الصين، والتي تمثل 80% من البشرية،

استثمار أموال أكثر بكثير في سداد الديون الخارجية مما تستثمره في الصحة والتعليم.

كيف نرجو تنمية مستدامة والحبل لا يزال يضيق حول أعناقنا؟ (أي تنمية مستدامة يمكن تحقيقها مع هذا الحبل حول العنق؟)

في الزاوية

نص على الشاشة

جوع أكثر من أي وقت مضى       

-

الأزمة الاقتصادية تتجاوز الحروب كسبب رئيسي لانعدام الأمن الغذائي

-

أكثر من 35 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد؛

منهم 9 ملايين يعانون سوء التغذية الشديد، مع خطر على حياتهم.

-

تقرير منظمة الأغذية والزراعة:

إذا لم تُتخذ إجراءات فورية، فبحلول عام 2030 سيصل عدد الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية المزمن إلى 600 مليون

-

تحذيرات من أن 200 ألف طفل في مالي قد يموتون جوعاً

-

الدول الـ15 الأكثر تضرراً من أزمة الغذاء هي:

أفغانستان - بوركينا فاسو – تشاد - جمهورية الكونغو الديمقراطية – إثيوبيا – هاييتي – كينيا – مدغشقر – مالي – النيجر – نيجيريا – الصومال - جنوب السودان – السودان – اليمن

أنطونيو غوتيريش: نحتاج إلى مؤسسات متعددة الأطراف فعالة،

لكن العديد من المؤسسات الحالية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ونظام (بريتون وودز) يعكس حقبة ماضية.

لم يكن للعديد من البلدان النامية رأي عالمي.

أعتقد أن الهيكل المالي العالمي يجب أن يستجيب بشكل أكبر لاحتياجات البلدان النامية.

أصحاب المعالي، التمويل يتطلب أيضاً تحركاً عالمياً.

العديد من الدول النامية عاجز عن سداد ديونه، ويعاني اقتصادياً من تبعات مستمرة لجائحة كوفيد، وأزمة المناخ التي تضغط على المجتمعات وتحرمها الموارد.

العديد من بلداننا، ببساطة، لا يملك الاستثمارات اللازمة للتكنولوجيا، للتنمية المستدامة أو للعمل المناخي.

يحتاج العالم إلى العدالة المناخية جنباً إلى جنب مع العدالة المالية العالمية.

يجب علينا أن نخلق مستقبلاً للبلدان النامية وجميعنا لدينا واجب دعمها.

صوت مجموعة الـ77 + الصين سيكون دائماً أساسياً في الأمم المتحدة.

وأنا أعتمد على مجموعتكم التي كانت دائماً بطلة التعددية لكي تتقدموا، وتستخدموا قوتكم وتناضلوا.

لتمثلوا النضال ضد عدم المساواة لعكس الظلم والنسيان الذي حدث على مدى قرون

ودعم نظام يكون جيداً للبشرية جمعاء لا للمحظوظين فقط. شكراً جزيلاً.

ألييدا غيفارا مارش: نحو 900 مليون طن من الغذاء المنتج في العالم ينتهي به المطاف في القمامة في عام واحد.

هذا يوضح أنه يجب إجراء تغييرات جذرية في أنماط الاستهلاك.

قال (غوتيريش)، هدر الطعام فضيحة بيئية واقتصادية وأخلاقية.

عندما تراجع الأسباب التي تسبب الجوع دولياً، فإن أول ما يظهر هو الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ومن الممكن، بالطبع، أن يكون لديهم بعض الحق، ولكن ربما يكون هذا الأمر هو الأخير في السلسلة،

لأن النظام الغذائي العالمي كان على حافة الهاوية منذ فترة طويلة.

ألييدا غيفارا مارش: تأملوا في كلامي:

عندما كنت طبيبة في أنغولا، رأيت أطفالاً يموتون من الجوع.

ربما هذا أصعب شيء يمكن أن يمر به إنسان.

هؤلاء الأطفال يصلون إلى المستشفى في حالة سيئة جداً، ولا نستطيع فعل شيء تقريباً لإنقاذهم.

أن ترى تلك العيون الصغيرة تنظر إليك طالبة المساعدة، وأنت تعلم أنك لا تستطيع فعل شيء تقريباً... هذا من أصعب ما يمكن.

هل رأيتم يوماً طفلاً يموت جوعاً بين أيديكم؟

من الصعب جداً تقبّل أنه في اللحظة نفسها كانت أوروبا تتخلّص من فائض الحليب في البحر حتى لا ينخفض سعره في السوق.

هل تدركون ما أعنيه؟

صوت ألييدا غيفارا (في الخلفية): الأزمة الغذائية تتفاقم كل عام،

ودائماً هناك من يسعى للربح، كمن يصطاد في الماء العكر.

المحاصيل العالمية الكبرى تُحوّل إلى عقود آجلة وتُدرج في محافظ صناديق الاستثمار، التي تتلاعب بها كما لو كانت أوراق لعب.

وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي، يبتعد المستثمرون عن الأصول العالية المخاطر

مثل الأسهم التكنولوجية والعملات الرقمية،

ويفضّلون الرهان على الغذاء وسلع أساسية أخرى مثل النفط والأسمدة.

ألييدا غيفارا مارش: كل هذا يؤدي إلى زيادة الضغط على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ومع ذلك، فإن التأثير الأهم الذي يعانيه النظام الغذائي هو جائحة كوفيد-19

وبالطبع، الركود الاقتصادي الذي تلاها.

عندما توقف العالم بسبب كوفيد-19، توقف ملايين الأشخاص عن العمل.

إذا لم تعمل، فلن تحصل على راتب.

صحيح، أليس كذلك؟ ولكن، إضافة إلى ذلك، كان الوضع أسوأ بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم وظائف غير رسمية لأنهم لم يتلقوا أي شيء على الإطلاق.

إذا لم يكن لديك مال، كيف تشتري الطعام؟ وإذا لم تشترِ الطعام، فماذا يحدث؟ يزداد الجوع.

باختصار، أدى الجمع بين فقدان القوة الشرائية والأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية

إلى معاناة أكثر من 800 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في عام 2020.

ألييدا غيفارا مارش: وفقاً للأمم المتحدة، يمثل هذا الرقم 100 مليون شخص أكثر من العام السابق.

خلال السنة الأولى من الوباء، ذهب واحد من كل 10 أشخاص إلى النوم من دون تناول الطعام اللازم ليوم واحد.

صوت ألييدا غيفارا: تم أيضاً توسيع استخدام المحاصيل الغذائية لإنتاج الوقود الحيوي.

بين الزراعة لإطعام البشر أو الزراعة لإنتاج الإيثانول الحيوي، فإن الثاني أكثر ربحية.

ولا يتردد المنتجون في البيع لمن يدفع أكثر مقابل المنتج.

على سبيل المثال، 40% من إنتاج الذرة في الولايات المتحدة مخصص لتوليد الإيثانول.

ألييدا غيفارا مارش: ولكن هناك عامل آخر لا يمكننا إغفاله وهو عبء الاستعمار.

في كينيا، على سبيل المثال، فرضت الإدارة الاستعمارية البريطانية على المزارعين التوقف عن إنتاج الأشياء التي يحتاجون إليها للعيش.

وفرضت عليهم زراعة البن والشاي والخشب لأن هذا ما أرادوا تسويقه.

هذا يظهر ازدراء المستعمرين للسكان الأصليين.

تخيلوا كيف يمكن أن يطلب من شعب كينيا إنشاء مثل هذه المزارع بينما لديهم مشاكل خطيرة في سوء التغذية. كيف يمكن ذلك؟

ألييدا غيفارا مارش: على الرغم من أنكم قد لا تصدقون، وفقاً للخبراء،

فقد زاد الإنتاج العالمي للغذاء.

في عام 2021، كان إنتاج الحبوب في أوروبا أكبر بخمس مرات من إنتاج أفريقيا.

ولكن يجب الإشارة إلى أن 62% من هذا الإنتاج،

هل تعلمون لماذا استخدموه؟ لإطعام الماشية.

صوت فيدل كاسترو

فيدل كاسترو: الجوع، الرفيق الذي لا ينفصل عن الفقراء، هو ابن التوزيع غير المتكافئ للثروات والظلم في هذا العالم.

إن الرأسمالية، والليبرالية الجديدة، وقوانين السوق المتوحشة، والديون الخارجية، والتخلف، والتبادل غير المتكافئ، هي التي تقتل الكثير من الناس في العالم.

لماذا يتم استثمار 700 مليار دولار سنوياً في النفقات العسكرية،

ولا يتم استثمار جزء من هذه الموارد في مكافحة الجوع، ومنع تدهور التربة، والتصحر، وإزالة الغابات بملايين الهكتارات كل عام، وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي،

وتأثير الاحتباس الحراري الذي يزيد من الأعاصير، ونقص الأمطار أو زيادتها، وتدمير طبقة الأوزون،

وغيرها من الظواهر الطبيعية التي تؤثر في إنتاج الغذاء وحياة الإنسان على الأرض؟

لماذا نضيف إلى كل هذا سياسات إجرامية، وحصارات سخيفة تشمل الغذاء والدواء لقتل شعوب بأكملها جوعاً ومرضاً؟

أين الأخلاق، والتبرير، واحترام أبسط حقوق الإنسان، ومعنى هذه السياسات؟

فَلْتسُد الحقيقة لا النفاق والكذب. لندرك أن الهيمنة والغطرسة والأنانية يجب أن تتوقف في هذا العالم.

الأجراس التي تُقرع اليوم من أجل الذين يموتون جوعاً كل يوم ستُقرع غداً من أجل البشرية جمعاء

إذا لم ترغب، أو لم تعرف، أو لم تستطع أن تكون حكيمة بما يكفي لإنقاذ نفسها. شكراً جزيلا.

ألييدا غيفارا مارش: إما أن يعي العالم المشاكل الحقيقية التي نواجهها ويبحث عن حلول فورية أو أننا نتجه مباشرة نحو الهاوية؟

ولكنني أود أن أقول أكثر من ذلك، في عالم يسمح فيه النظام الاقتصادي الحالي لمجموعة صغيرة من الناس بتكديس ثروات هائلة،

ولعدد كبير من الناس بتكديس فقر هائل، لن نتمكن من حل الأسباب الجذرية التي تسبب الجوع.

لقد قلناها مرة، الرأسمالية عاجزة عن تحقيق العدالة الاجتماعية.

ألييدا غيفارا مارش: لقد اعترفت الأمم المتحدة بأنه بالوتيرة الحالية لن يتم تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.

أولاً، لن يتم القضاء على الفقر ولن نحقق القضاء التام على الجوع.

عند الاستماع إلى خطاب قائدنا الأعلى في قمة منظمة الأغذية والزراعة في روما عام 1996، تذكرت ما قاله الشاعر الإنجليزي (جون دون)، والذي استخدمه (هيمنغواي) لاحقاً كعنوان لإحدى أفضل رواياته.

ألييدا غيفارا مارش: من لا يسمع صوت الجرس عندما يقرع؟

لا أحد يعيش معزولاً عن الآخرين، فكل إنسان هو جزء من هذا العالم، قطعة من الإنسانية.

موت أي إنسان يؤلمني، لأني جزء من البشر جميعاً.

لذا، لا تسأل: لمن تُقرع الأجراس؟ إنها تُقرع من أجلك!

النهاية