الآراميون في المشرق
الآراميون في المشرق، ممالكهم، مدنهم، حياتهم، لغتهم، ديانتهم، عمارتهم، عباداتهم، زراعتهم، صناعاتهم، تجارتهم، بيئتهم الاجتماعية، آرام دمشق، حضورها وملوكها ودورها التاريخي.
نص الحلقة
<p> </p>
<p>المحور الأول:</p>
<p>غسان الشامي: أحيّيكم، قراءة التاريخ من خلال العِلم والمُعطيات الأثرية أمرٌ بالغ الأهمية، والاتّكاء على المراجع العلمية والأكاديمية غير المُنحازة ضرورةٌ ونسقٌ أخلاقي مطلوب. أن تكون في الشام معنى ذلك أنك تشتمّ رائحة آرام، فآرام دمشق قادت عبر التاريخ تحالفاً ضدّ آشور، فيما برز ملكها حزائيل ومعناه إيل يرى أو الله يرى وابنه برحدد أو ابن حدد، وحدد أهم آلهة المشرق القديم الذي اشتهرت دمشق وحلب بعبادته. في حوارنا مع الدكتور محمود حمود العالِم والصديق سنتكلّم عن الظهور الآرامي وممالك الآرامية، وعن بيئتهم وعمرانهم وتجارتهم وبيوتهم وحياتهم الاجتماعية ولغتهم التي سادت حوالى 1200 عام، وكل ذلك من كتابه المرجعي عنهم "الآراميون" لكن بعد تقريرٍ عن دمشق الآرامية.</p>
<p>تقرير: </p>
<p>تأسّست مملكة دمشق الآرامية أواخر القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وقد نمت وامتدّت حدودها إلى الفرات شمالاً ووادي اليرموك جنوباً ومنابع العاصي غرباً والبادية شرقاً، وتبعت لها جميع سوريا الداخلية والشمالية وحوران.</p>
<p>تصادم ملكها حدد عزّر مع العبرانيين وتبعه الملك رزّون الذي بسط سلطانه عليهم، كما يروي ملوك الآشوريين في حوليّاتهم قصص رحلاتهم الحربية إلى مملكة آرام </p>
<p>دمشق التي وقفت بصلابةٍ ضدّ حملاتهم على بلاد الشام، حيث وقف ملكها حدد عزّر مع ملك حماه أرخوليني في جيش التحالف السوري الشهير والكبير ضدّ الملك الآشوري شلمنصّر الثالث في معركة قرقر، وذلك في سهل الغاب عام 858 قبل الميلاد وأجبروه على الانسحاب. </p>
<p>تابع شلمنصّر هجومه عام 841 فتصدّى له ملك دمشق الآرامي حزائيل الذي تحصّن في جبل سنيرو في القلمون، فتجنّب الحرب الجبلية وهاجم المدن والقرى في الغوطة وحوران، ثم عاد الآشوريون وحاصروا دمشق بعد عشر سنواتٍ فخرّبوا غوطتها في عهد ملكها برحدد الذي أقام تحالفاً من 16 ملكاً من ملوك دويلات شمال بلاد الشام الآرامية والمدن الكنعانية.</p>
<p>ومن الملوك الذين حكموا بعد ذلك دمشق خديانو، وكان معاصراً للملك الآشوري تجلاتبلاصّر الثالث الذي ورد ذَكره في نقشٍ مسماري على إحدى المسلّات، وأعقبه في الحكم آخر ملوك دمشق ردين أو رصين الذي دفع الجزية للملك الآشوري الذي دمّر معظم ديار المملكة، فقطع أشجار الغوطة ثم احتلّ دمشق عام 732 ودمّرها وهجّر سكانها.</p>
<p>لم يُعثر في أقدم عاصمةٍ مأهولةٍ في العالم إلا على القليل من الآثار التي تعود للآراميين منها لوحٌ حجري في أحد جدران الجامع الأموي، وعليه رسمٌ يمثّل أبا الهول كان موجوداً في معبد الإله الآرامي حدد الذي أقيم على أنقاضه معبد جوبيتر الروماني ثم كاتدرائية يوحنا فالجامع الأموي.</p>
<p>وهناك نقشان عاجيّان وُجد الأول في موقع أرسلان طاش خداتو القديمة، والثاني في كلخ العاصمة الآشورية، وهما يعودان إلى القرن التاسع نُسبا إلى الملك حزائيل، كما عُثر في تلّ القاضي على مسلّةٍ تحمل نقشاً آرامياً يُعتقد أنه يصف نصراً حقّقه الملك برحدد الأول في تلك المناطق.</p>
<p>وهناك نقشٌ مدوّنٌ على لجام فرسٍ برونزي يشير إلى حزائيل وحملاته عُثر عليه في جزيرة ساموس اليونانية، إضافةً إلى قطعتين أخريين في معهد أبولون نُقش عليهما ما يشبه ذلك.</p>
<p>غسان الشامي: تحيّةً لكم من أجراس المشرق، شكراً دكتور محمود على تلبية دعوة الميادين وأجراس المشرق، سيّدي كيف ومتى بدأ الظهور الآرامي في المشرق؟ </p>
<p>محمود حمود: بدايةً أرحّب بكم وأشكركم أستاذ غسان على هذه الاستضافة وأهلاً بكم في دمشق. في الحقيقة الآراميون كنظرة تقليدية مُتعارَف عليها أنهم ظهروا في منطقة بادية الشام منذ حوالى النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد، وكانوا جوّالين وأخذوا يتغلغلون شيئاً فشيئاً في الحواضر والمدن، وأيضاً أنشأوا بعض المدن على مُفترقات الطرق وعلى طرق التجارة وفي المناطق التي فيها موارد مهمة، ولكن إذا بحثنا عن الإسم فهناك ذِكرٌ لهم منذ الألف الثالث قبل الميلاد، فقد ورد ذِكرهم في وثائق إيبلا التي تعود إلى حوالى 2400 قبل الميلاد باسم آرامكي بمعنى إقليم آرام، وورد أيضاً في تل أبو صلابيخ في العراق أكثر من مرة، ويذكر أيضاً نارام سين حفيد شاروكين الأكادي حوالى 2371 إلى 2334 يذكر أكثر من مرة كلمة آرام وشيخ آرام وإقليم أو مدينة آرامي التي كانت تقع بين دجلة والزاب الأعلى. أيضاً إذا جئنا إلى وثائق ماري التي تعود إلى عهد زمريليم حوالى 1780 قبل الميلاد ذُكروا أكثر من مرة مع صفة الآراميين الأحلامو الذين استوطنوا وادي الفرات وكانوا يتاجرون مع ماري، ولاحقاً في أوغاريت ورد ذِكرهم كمزارعين، حقول الآراميين، بن آرام، أيضاً ذُكروا كبدوٍ في النصوص المصرية "الشاسو"، وأيضاً في نصوص المنطقة الرافدية مع السوتيين، أما تسميتهم كأحلامو...</p>
<p>غسان الشامي: أحلامو أم أخلامو؟</p>
<p>محمود حمود: أحلامو أو أخلامو جاءت من الحلم والعقل، شيوخهم هم الذين أسّسوا مدنهم. </p>
<p>غسان الشامي: كل هذا بين منتصف الألف الثاني قبل الميلاد؟</p>
<p>محمود حمود: حوالى 1250 حتوشيلي الثالث ملك الحثّيين أرسل رسالة إلى ملك بابل الكاشي كدشمان يُعلمه فيها أن الطريق ليست آمنة بسبب هؤلاء الأحلامو الآراميين. لاحقاً أيضاً تجلاتبلاصّر الملك الآشوري في حوالى 1100 إلى 1074 قبل الميلاد يذكر أيضاً أنه قام ب 28 حملة ضدّهم خلال 14 عاماً من حكمه ودمّر بلادهم من عانة في العراق في الفرات الأوسط وكان إسمها سوخي وحتى كركميش التي هي جرابلس على الحدود التركية على الفرات الأعلى في شمال سوريا، وأيضاً عبَر الفرات ودمّر ستّاً من مدنهم في جبل البشري الواقع بين الرقّة والديروجنوباً إلى تدمر حيث كانوا يستوطنون هناك.</p>
<p>غسان الشامي: سيّدي من المُلاحَظ من مراجع مختلفة ومن كتابك أن الآراميين لم يُنشئوا سوى ممالك مدن صغيرة، هل توصّلتَ لماذا؟ </p>
<p>محمود حمود: نعم، أنا وضعت أكثر من تفسيرٍ لهذا الأمر، عندما قاموا بتأسيس هذه الممالك وأغلبها سُمّيت "بيت" بيت جبّاري وأصبح إسمها شمأل، بيت زماني أسّسها زمان، بيت آغوشي أسّسها ياحانوآغوشي.</p>
<p>غسان الشامي: يعني مدن عائلية.</p>
<p>محمود حمود: الشيخ ومجموعة حوله من المحيطين به. </p>
<p>غسان الشامي: نحن نقول بيت فلان وعائلة فلان. </p>
<p>محمود حمود: أما المدن التي كانت الحواضر المهمة كدمشق وحماه فسُمّيت آرام حماه، آرام دمشق، أيضاً آرام صوبا الموجودة في البقاع ويُعتقد أنها كانت في عنجر أو في سلسلة لبنان الشرقية التي كانت دمشق أيضاً تابعة لها قبل أن تستقل، ثم أصبحت هي تابعة لدمشق بعدما سيطر عليها تجلاتبلاصّر الثاني في العام 732 وقسّمها إلى 16 ولاية. أحياناً كانوا يتعرّضون إلى ضغوطٍ وحروب فكانت هذه الدويلات تتحالف في ما بينها، وكانت منها دويلات مهمة مثل آرام دمشق التي كانت تصل إلى الفرات، لكنهم لم يشكّلوا وحدةً بسبب هذه العقلية البدوية، وأنت تعلم نحن أبناء المشرق ونعرف هذا الفكر المشرقي الذي يؤمن بالحُكم المُطلق والسيادة المُطلقة، فلا يمكن أن يؤمنوا بالوحدة وتشكيل إمبراطورية كما فعل الكثير من الإمبراطوريات مثل الإمبراطورية الأكادية في مصر وغيرها، فكان من الصعب تحقيق وحدة شاملة لكل هذه الدويلات والممالك التي أنشأوها. من هنا إلى بلاد الرافدين كان هناك الكثير من الدول في بلاد الرافدين، دوبونتسومر الباحث الفرنسي يقول إن آرام هي بلاد الرافدين والشام.</p>
<p>غسان الشامي: على عكس ما يظنّ الكثيرون أن الدويلات الآرامية هي فقط دويلات بلاد شامية.</p>
<p>محمود حمود: أبداً، هي رافدية أيضاً والكلدانيون، الإمبراطورية الكلدانية أو البابلية الحديثة من 612 إلى 539 قبل الميلاد كانت كلدانية، وقبل ذلك أسّسوا في بلاد الرافدين بيت ياكيني وبيت فوقودو والعديد من الممالك، بيت شعلاني في بلاد الرافدين أيضاً، وسكنوا مناطق الدولة الآشورية في ظلّ قوّة الدولة الآشورية الوسيطة والحديثة والدولة البابلية أيضاً الوسيطة والحديثة.</p>
<p>غسان الشامي: إذا وضعنا هذه الخارطة، لنبدأ بممالك الجزيرة السورية دكتور محمود.</p>
<p>محمود حمود: هناك الكثير من الإمارات في الشمال في طور عبدين، قبيلة تيمانا أسّست ثلاث إمارات هي نصيبين، غيدارا، وخُوريزانا أو حوريزانا وهي سلطان تيب الآن وجاء منها الكثير من الاكتشافات، أيضاً جنوباً على سفوح جبال طور عابدين ضمن الأراضي التركية. </p>
<p>غسان الشامي: حالياً ضمن الأراضي التركية لأنه قبل 1919 كانت شمال شرق سوريا. </p>
<p>محمود حمود: تسميتها حتى الآن هي سورية، إذا لم تكن عربية فهي سريانية، ديار بكر كان إسمها آمدي أو آمد وهي عاصمة لهذه المملكة التي إسمها بيت زماني، أُسّست عام 1200 قبل الميلاد وظلّت حتى القرن التاسع قبل الميلاد. إذا جئنا إلى داخل الحدود السورية نجد مملكة مهمّة جداً إسمها مملكة بيت بخياني وعاصمتها جوزانا أو حَلَف أو تل حَلَف حالياً نقّبت فيه بعثة ألمانية بقيادة ماكس فون أوبنهايم عام 1911 و 1913 و 1927 و 1929 حيث وجد اكتشافاتٍ مهمة جداً، وللأسف ذهبت هذه الاكتشافات إلى متحف برلين وتعرّضت للقصف، ومن أهمّها واجهة متحف حلب التي بُنيت على نموذج معبد بيت هيلاني، وأعطت هذه الاكتشافات الكثير من النتائج، وقد عُرف من حكّامها أبي سلامو وكبّارا الذي له نقش يقول"فعلتُ ما لم يفعله آبائي". هناك أيضاً مدينة قريبة جداً من تل حلف إسمها تل فخيرية وُجِد فيها تمثال هديسعي وعليه نقش بالآشوري المسماري والآرامي، وقد كان إبن شمشنوري حاكماً لهذه المدينة. </p>
<p>غسان الشامي: إبن شمس. </p>
<p>محمود حمود: نعم، هذه المدينة نقّبها ماكس مالوين عام 1935 وزوجته الروائية أجاتا كريستي التي كتبت معظم رواياتها في طريقها إلى الشرق. إذا اتّجهنا جنوباً هناك بيت خالوبي على مصبّ الفرات، الخابور على الفرات وعاصمتها سورو وهي قرغيزيا حالياً. هناك إمارة لاقي وعاصمتها سيرقو وقديماً كان إسمها ترقة في الألف الثاني وأصبح إسمها سيرقو مع الألف الأول في الفترة الآرامية، جنوباً هناك سوخي التي تقع بين ترقة وعانة أو خانات.</p>
<p>غسان الشامي: وممالك سوريا الوسطى؟ </p>
<p>محمود حمود: حماه أهمّها ولُعش، كانت تحكمها عائلة من بقايا الحثّيين اللوفيين الذين أتوا من الشمال، ومن أهمّ ملوكها توعي وقد اغتصب زكير الحُكم منهم وأصبح يحكم هذه المدينة وضمّ لُعش الواقعة شمالاً وكانت تُسمّى نُخاشي بين حلب وحماه، وأيضاً اشتهر بالتحالف الذي قام ضدّ شلمنصّر في معركة قرقر شمال غرب حماه الذي قاده حزائيل ملك دمشق في هذه المعركة التي وقعت حوالى العام 853 قبل الميلاد، وللمرة الأولى تُذكَر كلمة "عربي" في التاريخ بشكلٍ واضح، وقد شارك في هذه المعركة الشيخ جنديبو العربي. </p>
<p>غسان الشامي: أو جندب. </p>
<p>محمود حمود: نعم ومعه ألف هجّان، نقّبت بعثة دنماركية أيضاً في تل حماه وقدّمت الكثير من النتائج المهمّة. </p>
<p>غسان الشامي: دمشق من ممالك سوريا الجنوبية؟ </p>
<p>محمود حمود: نعم. </p>
<p>غسان الشامي: هل نخصّص بعض الوقت لمملكة دمشق؟ </p>
<p>محمود حمود: دمشق هي من أهمّ الممالك وأعظمها على الإطلاق، وصلت حدودها من وادي اليرموك جنوباً إلى نهر الفرات وإلى البقاع غرباً، تأسّست حوالى العام 1100 قبل الميلاد وظلّت حتى القرن الثامن.</p>
<p>غسان الشامي: يعني عاشت 200 أو 300 عام؟ </p>
<p>محمود حمود: أكثر، أغلب الروايات والأخبار الموجودة عن دمشق جاءت من العهد القديم، التنقيبات للأسف لم تقدّم عن دمشق إلا القليل، وُجِدَت هناك نقوش وأحد النقوش نقش السفيرة الذي يذكر آرام العليا وآرام السفلى، فقد تكون آرام السفلى تدلّ على دمشق، أيضاً هناك ذِكر لحزائيل ملك دمشق ومعناه إيل يرى أو الله يرى، وُجِد لهذا الملك نقش على العاج في أرسلان طاش وآخر في نينوى في العراق، وأيضاً وُجِد على لجام فرس في ساموس إحدى الجزر اليونانية.</p>
<p>غسان الشامي: وإبنه برحدد؟</p>
<p>محمود حمود: من ملوكها برحدد الأول والثاني وإبن حزائيل، وآخر الملوك كان رصين وهو الذي أعدمه تجلاتبلاصّر وسلخ جلده في العام 732 قبل الميلاد، أيضاً رزون من أوائل الملوك على دمشق الذين عُرفوا في القرن الحادي عشر، لكن لا توجد اكتشافات عن دمشق.</p>
<p>غسان الشامي: ولم يبقَ أيّ موقع آرامي في دمشق؟ </p>
<p>محمود حمود: لم تحصل تنقيبات بسبب السكن، أقدم مدينة لا زالت مسكونة، طبقات فوق بعضها، فقط هناك لوحة وُجِدت في أحد جدران الجامع الأموي وهو كان معبد حدد ولاحقاً معبد جوبيتر في العصر الروماني، لكننا اكتشفنا منذ فترة في موقع قرب دير عطية وهو موقع مغمور اكتشفناه حديثاً وجدنا فيه قطعة من الفخّار كُتِب عليها بيت رحمان يشير إلى وجود معبد، وهناك الكثير من الأختام التي تعود إلى الفترة الآرامية، ووجدنا كمّاً هائلاً من السقالات الطينية والحجرية التي تدلّ على وجود صناعة مهمة جداً للنسيج، وهي تقع على تخوم البادية كدليل على أنها كانت مركزاً تجارياً مهماً. أيضاً إذا اتّجهنا إلى الجنوب هناك الكثير من الإمارات أو الدول الآرامية التي كان بعضها تابعاً لدمشق وبعضها الآخر تدير نفسها بنفسها كجيشور مثلاً على سفوح الجولان، بيت معكة.</p>
<p>غسان الشامي: وإمارة أو مملكة صوبا في لبنان، وهناك مملكة أخرى في البقاع.</p>
<p>محمود حمود: بيت رحوب على الليطاني أيضاً، إمارات جميلة، صحيح أن هذه الإمارات لم تتوحّد سياسياً ولكنها كانت مهمة جداً حضارياً وثقافياً وأعطت الكثير لهذه المنطقة وللأجيال.</p>
<p>غسان الشامي: هل نبدأ نحن وإيّاك بقراءة الآراميين والزراعة؟ قلتَ إنهم بالأصل بُداة ولكن اكتشفنا أن لديهم زراعة، كيف كانت زراعتهم؟ ماذا كانوا يفعلون؟</p>
<p>محمود حمود: النظرة التقليدية لهم أنهم بُداة لكن حقيقةً هناك بعض الباحثين خاصةً في اللغة وجدوا جذور اللغات المُستخدمة، طبعاً كانت الأكادية في إيمار على سبيل المثال حوالى 1500 أو 1600 قبل الميلاد جذورها مُتشابهة جداً مع الآرامية، وهذا دليل على أن هناك استمرارية ولا شيء جاء من الخارج، كلّه إبن هذه الأرض وجماعات بشرية تتلاقح وتنتقل وتجول إلى ما هنالك. الزراعة من أهمّ الأنشطة التي مارسوها، اختيارهم لهذه المناطق التي أنشأوا فيها مدنهم ليس عبثياً، كانوا يختارون المناطق الخصبة الواقعة على طرق التجارة نظراً لأهمية التجارة والتي نشطت على دورهم ووصلت إلى أقاصي العالم القديم، وصلت إلى الهند شرقاً وإلى مصر. يأدي أو شمأل في الشمال، هذه المملكة قامت قرب الغابات نظراً لأهمية الغابات كمصادر الخشب ولخصوبة منطقتها. </p>
<p>غسان الشامي: أين موقعها؟ </p>
<p>محمود حمود: حالياً قرب عنتاب ضمن الأراضي التركية وغربها مملكة دانونا التي وُجِدت فيها نقوش فينيقية أيضاً، والفينيقية هي نفس لغة الكتابة الآرامية. اهتمّوا بالزراعة وتربية الماشية، هناك لوحات أثرية حجرية تُظهر أحدهم وهو يقوم بتلقيح النخيل وبيده كوز، وقد ذكرت إحدى النصوص أن هناك 365 فائدة من النخيل حيث كانوا يصنعون من سعف النخيل الحصر والسلال إضافةً إلى الدبس وإلى ما هنالك، أيضاً الزيتون كان مهماً، الكروم، القمح، الشعير كان مأكولهم الأساسي وكان معياراً للقيمة حيث لم يكن هناك نقد، كانت هناك الفضة والذهب والشعير وتبادل السلع، الحصان كان مهماً جداً، هناك نقش في يأدي أو شمأل يُظهر أنه لكثرة الأحصنة أصبح الحصان يساوي شيقلاً واحداً وبيت زماني قدّمت لأحد الملوك الآشوريين آشورناصربال حوالى 4600 حصان. </p>
<p>غسان الشامي: إسمح لنا أن نُكمل بعد الفاصل، ممتعٌ ما تقول، أعزّائي فاصل ونعود إلى الحوار مع الدكتور محمود حمود من دمشق، موضوعنا "الآراميون"، انتظرونا.</p>
<p>المحور الثاني: </p>
<p>غسان الشامي: تحيّةً لكم مجدّداً من أجراس المشرق، دكتور محمود حمود انتهينا في الفصل السابق بالزراعة وتربية الحيوانات والأحصنة والتدجين، ولكن أريد أن أسألك عن البيئة الاجتماعية للآراميين.</p>
<p>محمود حمود: الآراميون شعب نشيط جداً ومكافح، يعملون في الزراعة وماهرون جداً في الحِرَف وفي التجارة أيضاً، هناك بيئة تساعد على هذا الاحتراف وعلى هذا النشاط، التربية كانت شيئاً مهماً جداً لديهم، هذه الأساطير التي نعرفها في المنطقة مثل أسطورة بعل وموت وهذا الصراع، موت ابتلع بعل، هي أسطورة دموزي الرافدي وأدونيس أيضاً وأوزيريس المصري، هي انعكاسٌ لهذا الواقع الزراعي وهذا الفكر الذي يؤمن بالزراعة وأن ربّ البرق والعواصف والأمطار فتنبت الأرض، وهناك فصل موت عندما يذهب إلى العالم السفلي. </p>
<p>غسان الشامي: هذا في الأسطرة لكن عملياً في الحِرف ما هي صناعاتهم وحِرَفهم؟ ذكرتَ مثلاً في شمأل صناعة السلال من النخيل.</p>
<p>محمود حمود: كانوا متفوّقين جداً في الصناعات، على سبيل المثال أول مَن قام باستخراج الحديد بشكلٍ واسع، الحديد كان أغلى من الذهب في فترةٍ من الفترات، أميركركميش أرسل إسوارة من الحديد إلى ملك ماري يسمخ إدّو للتفاخر بها لأن الحديد كان أغلى من الذهب بضعفين وأغلى من الفضة بثمانية أضعاف، فكان الحديد نادراً. الآراميون استخرجوا الحديد وأوجدوا مهنة الحدادة من خلال تفحيم الحديد وطرْقه لتخليصه من الشوائب، وانتشر الحديد وكان ثورةً في عالم الصناعة، حتى أن الفتوحات الآشورية والحروب التي انتصر فيها الآشوريون وهذه الإمبراطورية الواسعة تُعزى لهذا السبب، وجود الحديد الذي صنعوا منه أسلحتهم. صنعوا الكثير من الأدوات الزراعية والمحاريث، عُرف عنهم الاحتراف في الصناعات الكمالية مثل صناعة العاجيات، صناعة النحاس، أحد الملوك الآشوريين أخذ من مدينة حطينة في وادي العمق حوالى ألف إناءٍ من النحاس عليها نقوش، كما يذكر أيضاً أدد نيراري الثالث الذي حكم في العام 810 قبل الميلاد أنه أخذ من دمشق ألف إناءٍ من النحاس، احتياطي دمشق من الحديد كان يُقدَّر ب 125 طناً في تلك الأيام، وكان مصدره من القدموس، من راجو في عفرين. </p>
<p>غسان الشامي: راجو قرب مملكة شمأل.</p>
<p>محمود حمود: في عفرين غرباً تتبع لبيت أغوشي وعاصمتها أرفاد، ومن الرطبة في العراق التي كانت مصدراً مهماً أيضاً. عملوا أيضاً في صناعة الذهب والحليّ، وفي إحدى الاكتشافات في العام 1993 على ما أظنّ لقبر أميرة آشورية في نينوى وُجد 23 كيلوغراماً من الحليّ والذهب والأحجار الكريمة معظمها كان من صناعةٍ سورية. بالنسبة إلى الصناعات العاجية كانت هناك مدارس، كانوا يتبارون. لديّ بحثٌ جديد عن الفِيَلَة والعاجيات سيصدر قريباً إن شاء الله، الفِيَلة كانت تعيش في البلاد وكان يتمّ اصطيادها وللأسف انقرضت، إذاً كانوا بارعين في عملية صناعة العاج من الفِيَلة، وهناك صناعات متعدّدة غنية جداً مثل النحاس والفضّة، استخدموا كمعيارٍ للقيمة بعض الأرغفة، معيار للتبادل التجاري كالنقود على شكل الرغيف وكُتِب عليه "برراكيب" وهو ملك شمأل، ووزنه حوالى النصف كيلو، هذا قبل أن توجد النقود في ليديا اليونانية والتي هي غرب الأناضول بمئة عام حوالى 730 قبل الميلاد، النقود الأولى وُجِدت في العام 630 قبل الميلاد وكان الآراميون أوّل مَن أوجدها.</p>
<p>غسان الشامي: الصناعة تأخذنا إلى التجارة، أنت قلت إنهم أنشأوا مدناً على مفاصل طرق التجارة، علاقتهم بطرق المواصلات وبالتجارة وهل أمسكوا فعلاً بالتجارة العالمية؟ </p>
<p>محمود حمود: سبب هذا الثراء الذي كان في الممالك الآرامية رغم عمليات السلب التي تعرَّضت لها مدنهم، نشاهدها الآن في التنقيبات الأثرية في هذه المدن الجميلة التي لها واجهات زاهية جداً كما في عين دارة وكركميش وجرابلس الحالية وتل حلف تدلّ على غنى وثراء ناتج من التجارة وتحكُّمهم بمفاصل التجارة وطرق التجارة العالمية التي استهوت وسال لها لعاب خصومهم وحاولوا السيطرة عليها. هناك الكثير من المواد التجارية التي وُجِدت في أماكن قصيّة في اليونان ومصروإيران، وموقع حسنلو الذي وُجِدت فيه صناعات سورية من الذهب والنحاس في شمال إيران، وكانوا يأتون بالنحاس من ألاشيا في قبرص ويتاجرون بالمنتجات الزراعية. أيضاً في عصرهم وُجِد الجَمَل الذي لم يكن معروفاً بكثرة، هذه السفينة التي تخترق الصحراء لم تكن مُسْتَخدَمة قبل هذه الفترة، فبالتالي كان وسيلة النقل الأساسية في القوافل التجارية هو الحمار، وكانت تصل الأعداد أحياناً إلى ألف حمار للقافلة، الحمار يستطيع أن يحمل حوالى 90 كيلوغراماً بينما الجَمَل يحمل مئات الكيلوغرامات ويستطيع أن ينتقل أسبوعاً كاملاً من دون أن يشرب، فحقّق ثورةً وهذه التجارة قرّبت العلاقات الثقافية والأفكار بين الأمم والبلدان، فكان لهم دورٌ كبير في ربط هذا العالم القديم للآراميين. أيضاً صدّروا منتجاتهم وصناعاتهم عبر هذه الطرق، واستخدموا الموانئ لتصدير هذه المنتجات إلى البحار، وتولّى إخوانهم الفينيقيون التصدير عبر البحر وأيضاً عبر الأنهار وكانت تجارتهم تصل إلى الهند.</p>
<p>غسان الشامي: سيّدي المدن الآرامية اندثرت ولكن هل توصّلتم إلى نموذج العمران الآرامي؟ </p>
<p>محمود حمود: اهتمّوا جداً بأبنيتهم ومعابدهم وقصورهم، القصور الآرامية ليست كالآشورية أو قصور الشرق القديم بل كانت متواضعة وصغيرة ولكنها جميلة، عُرِف على سبيل المثال مخطط بيت عيلاني أو هيلاني في الممالك الآرامية، وهو عبارة عن ساحة ثم منصّة مرتفعة قليلاً ثم المبنى الذي يتمّ الدخول إليه برواق، ثم المدخل وقاعة كبيرة وقاعة الاستقبال خلفه وعدّة حجرات، وُجِد في تل حلف وفي شمأل وفي تل طعينات في لواء الإسكندرون حالياً الذي تحتلّه تركيا، وعلى الرواق كما في حلف ثلاثة أعمدة كل عمود عليه تمثال من نوعٍ معيّن بأشكالٍ خرافية جميلة جداً، كانوا يتباهون بتزيين أبنيتهم بهذه اللوحات الجميلة كما في كركميش، بيوتهم كانت بسيطة.</p>
<p>غسان الشامي:هل كان بناؤهم عشوائياً؟ ألم يكن يوجد تخطيط مُدني عندهم؟</p>
<p>محمود حمود: كلا لا يوجد، توجد مدن لها أسوار.</p>
<p>غسان الشامي: ولكن هل يوجد تخطيط مُدني كالمدينة الرومانية أو الإغريقية؟</p>
<p>محمود حمود: ورثوه عن سابقيهم، هناك أكروبول أو قلعة في الوسط وهذه القلعة فيها المعبد والقصر وفيها حصن أو سور يحيط بهذه الأبنية المهمة، وأيضاً مدينة مُنخفضة كما في عين دارة وشمأل، سور دائري مزدوج تخترقه بوابات وشوارع شعاعية تصل إلى المركز الأكروبول أو المدينة العليا، هذه موجودة في معظم مدنهم وهناك مواقع بسيطة عبارة عن قرى عادية لا يوجد لها مُخطّط.</p>
<p>غسان الشامي: هل دمشق القديمة آرامية الطابع؟ </p>
<p>محمود حمود: عُرِف عن هذا الموقع الشطرنجي والشوارع المتقاطعة في الفترة الهلنستية مع دخول الإسكندر، وبُنيت فيها المعابد وتطوّرت من الفترة الهلنستية والرومانية والبيزنطية ولكن لم يُكتشف أي شيء من هذا العصرالآرامي ولا قبله، هناك بعض الكِسَر الفخّارية التي تشير إلى وجود استيطان في هذه العصور قبل العصور الكلاسيكية الهلنستية والرومانية. </p>
<p>غسان الشامي: هل كانت كل مدنهم مُسوّرة؟ </p>
<p>محمود حمود: معظم مدنهم لأنهم كما تعلم كانوا يتعرَّضون دائماً لحملات الملوك الآشوريين ويبنون هذه الأسوار للحماية. عُثر على نصّ في تل آفس في العام 1904 قرب إدلب وكانت تنقّب فيه ستيفاني ماتسوني الباحثة الإيطالية حتى قبل الأحداث.</p>
<p>غسان الشامي: طلبتْ منا أن تذكر ذلك، أن نرى ماذا حصل هناك خلال تحرير إيبلا. </p>
<p>محمود حمود: صحيح، وُجِد نقشٌ هناك، زكير ملك حماه ضمّ لُعش إليه، مملكة دمشق قادت تحالفاً من 16 ملكاً وأميراً ضدّه وحاصروه في حزرك، فيصف هذه الأحداث وكيف أنهم بنوا سوراً أعلى من سور مدينته وحاولوا اختراقه، ولكنه بفضل الآلهة وبعل شمين استطاع الانتصار عليهم.</p>
<p>غسان الشامي: هل أسوار دمشق هي آرامية؟ </p>
<p>محمود حمود: بعض أسوار دمشق من الفترة الرومانية ومن الفترات الإسلامية والأيّوبية خاصةً.</p>
<p>غسان الشامي: سيّدي لا يمكن أن نتكلّم عن الآراميين وهذا النموّ العظيم لهم من دون أن نتكلّم عن دور المرأة الآرامية، هل كان لها دورٌ فعلي في حياة الآراميين؟ </p>
<p>محمود حمود: أُعطيت المرأة حقوقاً مساوية للرجل حتى في الطلاق، وكان لها حرية الطلاق إذا شاءت، وكانت بعض شروط الزواج مثل اليوم كالمهر وإلى ما هنالك. هناك جزيرة إسمها إلفنتين قرب أسوان وُجِد فيها الكثير من النصوعلى أوراق البردي أن أحدهم طلب الزواج من امرأة فطلب والدها منه ست شواقل من الفضة كمهرٍ لها، طبعاً كانت تشتري كل شيء تأخذه معها من هذا المبلغ. أيضاً مقابل هذه المرأة العظيمة التي كانت تعمل بجدّ، هي كانت الرجل الثاني أو العمود الثاني في بناء الأسرة الآرامية المتماسكة القوية، وتقوم بتربية الأولاد وتشارك الرجل في الأعمال الزراعية وفي الحقل وأعباء المنزل عليها، أيضاً هناك نساءٌ عملنَ في الصفقات والاستثمار التجاري مع الملوك.</p>
<p>غسان الشامي: ولكن لم يتدخّلنَ في السياسة.</p>
<p>محمود حمود: تدخّلنَ أيضاً، في البلاط الآشوري كانت هناك نساء آشوريات أجرينَ صفقاتٍ مع النساء الآراميات، وأيضاً يجب أن نذكر أن من أهمّ النساء الآراميات اللواتي تزوّجنَ الآشوريين هي سمورامات وسميراميس العظيمة التي تزوّجت من شمشي أدد الخامس وأنجبت منه أدد نيراري وحكمت حوالى خمس سنوات لأنه كان صغيراً، وكانت تقود الحروب وكانت حكيمة وفائقة الجمال. هناك أيضاً زكوتو التي تزوّجت من سنحاريب في القرن السابع وأنجبت منه آسرحدّون، كانت صاحبة القرار. </p>
<p>غسان الشامي: بدأ الوقت يضيق وأريد أن أنهي ما قرأته، لقد قرأتُ الكتاب باستمتاع وأريد أن أوصل للسادة المشاهدين بعض ما توصّلتُ إليه، العبادات، الآلهة الآرامية؟ </p>
<p>محمود حمود: هناك تداخُل في المجمّع الديني وهذا يدلّ على التسامُح وعلى العقلية المنفتحة للآراميين، هناك آلهة رافدية، كنعانية، آشورية، شمش إله العدالة والحكمة كان آشورياً، نبو إله الحكمة والأدب والكتابة كان بابلياً، إيل إلهٌ كنعاني، سين إله بابلي وعُبد باسمه عند الآراميين وباسم شهر أيضاً أو سحر، وأيضاً عبدوا رشف وكانت لهم آلهتهم الخاصة مثل ركب إيل، نيرغال، وير، وحدد من أهم آلهتهم وكان له معابد منذ الألف الثالث قبل الميلاد في حلب ومنذ الألف الأول قبل الميلاد في دمشق، وتحوّل هذا المعبد إلى معبد جوبيتر وإلى كنيسة يوحنا وبعدها إلى الجامع الأموي.</p>
<p>غسان الشامي: سيّدي لا يمكن أن نتغاضى عن اللغة الآرامية، ربمّا هم لم يستطعوا السيطرة عسكرياً، ولكن هذه اللغة الآرامية كيف أتت ومن أين وكيف سيطرت لأنني سأسألك بعدها عن أحيقار. </p>
<p>محمود حمود: لم تكن لديهم كتابة ولكنهم تبنّوا الكتابة الجُبيلية الفينيقية من 22 حرفاً وكتبوا بها، وسيطرت على كل اللغات. كان الآشوريون يكتبون باللغة المقطعية، ويحتاج الكاتب أن يتعرّف على آلاف المقاطع الصعبة جداً والمُعقدّة، ولكن بتعّرفهم على هذه اللغة أصبحوا يستخدمونها، ووُجد الكثير من النقوش المكتوبة بالآرامية والمسمارية الآشورية ومنها هديسعي هذا التمثال الذي وُجِد عليه النصّ المزدوج الآرامي والآشوري. الكتابة الحثّية اللوفية ظلّت موجودة وظلّ الحثّيون يعيشون في هذه المنطقة، وتوجد أيضاً نقوش كما في أرسلان طاش عليها ثلاث لغات: المسمارية الآشورية، اللوفية، والآرامية. هذه اللغة في القرن الخامس ومع الإمبراطورية الأخمينية وسيطرتها على المنطقة حوالى 539 حتى 332 و 333 قبل الميلاد أصبحت لغةً عالمية، هناك نقوش اكتُشِفت في جورجيا وأرمينيا وفي الهند وأفغانستان وإيران ومصر بهذه اللغة. </p>
<p>غسان الشامي: أحيقار. </p>
<p>محمود حمود: أحيقار كان وزير ومستشار الملك الآشوري سنحاريب.</p>
<p>غسان الشامي: هل هو آرامي؟ </p>
<p>محمود حمود: طبعاً. </p>
<p>غسان الشامي: كتابه بالآرامية.</p>
<p>محمود حمود: نعم، لم يكن له ولدٌ واقترب تقاعده فتبنّى إبن أخته نادان وقدّمه إلى الملك كخلفٍ له، لكن إبن أخته وشى به إلى الملك الذي أمر بإعدام أحيقار، لكن السيّاف لم يعدمه وخبّأه في بيته لأنه أراد أن يردّ الجميل له، ولكن عند الحاجة إلى هذا الحكيم جاء به السيّاف إلى الملك فسعد الملك جداً وأمر بمعاقبة إبن أخته على فعله وعلى وشايته به و"اتّقِ شرّ مَن أحسنتَ إليه". </p>
<p>غسان الشامي: سأذكر شيئاً عنه إذا سمحتَ لي.أعزائي يقول أحيقار في وصيّةٍ لما يُسمّى إبنه "لا تسِر في الطريق من دون سلاحٍ لأنك لستَ تدري مَن يلقاك، لستَ تدري متى يلقاك أو يقابلك عدوّك". شكراً دكتور محمود على تلبية دعوة الميادين وأجراس المشرق سيّدي، سلامٌ عليكم وسلامٌ لكم. </p>
<p> </p>