السوبرانو تانيا قسيس

تواصل السوبرانو تانيا قسيس مشوار عشقها وشغفها... من أغنية إلى أخرى، ومن مسرح إلى آخر، ومن مدينة إلى سواها، ومن مهرجان إلى مهرجان... تراكم تجربة تنأى بها عن الفن التجاري المسيطر والطاغي، صاحبة صوت عذب وإحساس جميل واختيارات مختلفة. تمزج تانيا قسيس بين الغناء الأوبرالي والغناء الشعبي المعاصر بأسلوب متقن سلس.

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>المحور الأول</p> <p>زاهي وهبي: مساء الخير. تُواصلُ ضيفتنا مشوار عشقها وشغفها من أُغنية إلى أُخرى ومن مسرحٍ إلى آخر ومن مدينةٍ إلى سواها ومن مهرجانٍ إلى مهرجان، تُراكِمُ تجربةً تنأى بها عن الفنّ التجاريّ المسيطر والطاغي. صاحبةُ صوتٍ عذبٍ وإحساسٍ جميلٍ واختياراتٍ مُختلفة. تمزِجُ بين الغناء الأوبرالي والغناء الشعبيّ المُعاصِر بأسلوبٍ مُتقنٍ سلِس. فنانةٌ راقية يُسْعَدُ "بيت القصيد"، بيت المُبدعين العرب، بحضورها. أهلاً وسهلاً بـ "السوبرانو" والصديقة "تانيا قسّيس"، نوّرتِ "بيت القصيد"&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: شكراً، Merci كثيراً "زاهي" على هذه المقدّمة الحلوة&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: أهلاً وسهلاً. غنيّتِ "جينا على مصر" في آخر إطلالة لكِ في "مهرجان القلعة" إذا لم أكن مُخطئاً باللهجة اللبنانيّة، لكنّها تتحدّث عن (مصر). سؤالي هو العودة إلى (مصر) كيف كانت وكيف كان استقبال الجمهور؟ كأنّ علاقتكِ مع (مصر) و(القاهرة) تصبح أقوى رويداً رويداً</p> <p>تانيا قسّيس: صحّ. بصراحة كانت أجمل بكثير مما كنت أنتظره. أنت تعلم أنّ أول دخول لي إلى (مصر) كان في عام 2019 عندما غنّيت في ذاك الاحتفال الكبير في "المدينة الإداريّة الجديدة"</p> <p>زاهي وهبي: في الافتتاح&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: في الافتتاح وفي وجود الرئيس "عبد الفتّاح السيسي"، فهذا كان باباً كبيراً جداً لي وجميلاً جداً كوني لم أكن قريبة أبداً من الشعب المصري ولم يكونوا يعرفون فنّي ولا ما أقدّمه مع أنّي كنت أغنّي كثيراً لفنّانين مصريين قُدامى مثل "أسمهان" و"ليلى مراد" وغيرهما. جاءت "كورونا" وجاء كلّ هذا الابتعاد عن كلّ شيء، عن المسارح والموسيقى. وعندما رجعت لأول مرة منذ عدّة أشهُر، لا أدري، كان إحساساً جميلاً جداً وشعوراً حلواً جداً أن الشعب عندما يُحبّ أو يتذوّق نوعاً موسيقياً مُعيّناً يحسّ بنفسه أنه مرتبط إلى هذا الحد بالفنّان الذي يُقدِّمه. أنا أحسست جرّاء السوشال ميديا والـ يوتيوب" بتفاعل المصريين الذي كان يزداد، لكنه شعور مختلف عندما تلتقي بالناس&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: مع احترامي لكلّ المُدن والشعوب، كم النجاح في (مصر) هو نجاحٌ مُضاعَف؟ كم يحسّ الفنان بأنه فعلاً يمشي على سكّة مضبوطة عندما يشعُر بأن صار له جمهور في (مصر) وصار له مستمعون في (مصر) التي نسمّيها نحن (هوليوود) العرب؟</p> <p>تانيا قسّيس: أكيد، هذا مهم جداً لسببين. السبب الأول أنّ أهمّ النجوم والفنّانين كانوا من (مصر)، لا يُمكننا أن ننكُر كم أعطت (مصر) من إبداع، وحينما يكون الشعب المصري معتاداً على هذا القدر من الأغاني الحلوة فهي شهادة مهمّة جداً أن ينال فنان من خارج (مصر) الشهرة في (مصر). ثانياً كما نعلم، كلّ الفنّانين اللبنانيين الذين نجحوا عالمياً في العالم العربي بدأ نجاحهم في (مصر)، فكان هذا النجاح بالنسبة لي مهماً جداً وأنا سعيدة جداً به خاصةّ وأنّ نوعي الموسيقي ليس قريباُ جداً لأنّني لست في الطرب الشرقي وخلافه. فكانت عندي علامة استفهام، كم سيشعرون بأنفسهم قريبين من الموسيقى التي أُقدّمها؟</p> <p>زاهي وهبي: نعم، كم يتقبّلون ما تغنّيه. أيضاً قدّمتِ أُغنية في اللهجة المصريّة مع الأُستاذ "عمر مُصطفى" المُلحِّن من كلمات الشاعر "مُصطفى ناصر" إسمها "حكايتك فيّ" وليس "حكايتك معايا"، وحضرتكِ أيضاً تُحضّرين لأغنية ثانية إسمها "ح أعمل إيه"؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: نعم، "ح اعمل إيه" من ألحان "طوني كرَم"&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: نعم. كأنّ النجاح في (مصر) أو الوصول إلى (مصر) شجّعك على الغناء باللهجة المصريّة؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: في البداية هي لهجة أُحبّها كثيراً وأُسَرّ أثناء الغناء بها، مع أنني كنت أقلق من ألّا يكون اللفظ دقيقاً وصحيحاً ولم أكن أريد أن أُخطئ، و"عمر مُصطفى" العمل معه رائع، حتى "مُصطفى ناصر" الذي كتب الشِعر ساعدني كثيراً في اللفظ. أمضيت الكثير من الوقت لأتأكّد من أنني ألفُظ في طريقةٍ صحيحةٍ، لكنّها كلهجةٍ مصرية أُحبّها كثيراً وأشعُر بأنّها جميلة جداً موسيقياً وكان هذا شيئاً حلواً جداً لي، هذا أولاً. ثانياً، أن أشتغل مع مُلحِّن إلى هذا القدر أبدع في ألحانه، أعني " عمر مصطفى" معروف جداً&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: معروف طبعاً&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: فكنت سعيدة جداً في الصداقة الموسيقيّة التي ربطتنا لأننا اشتغلنا عن جدّ في طريقة جميلة جداً معاً. أحببت أن الناس المصريين وغير المصريين أحبّوا الموسيقى، حتى تفاعُل الأجانب كان جميلاً لأنّ الموسيقى ليست عربيّة، الموسيقى لاتينيّة قليلاً وخفيفة ومعروف أنّ جوّها صيفي قليلاً&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: قبل أن أسألكِ عن اختلاف اللهجات واختلاف الأمكنة، أعني عن كمّ يختلف الغناء بين مدينة وأُخرى وجمهور وآخر، دعينا نسمع ما يقوله الأستاذ "عمر مُصطفى" عنّكِ ثمّ نعود إليكِ&nbsp;</p> <p>كلام يوصل - الملحّن عمر مُصطفى:&nbsp;</p> <p>- "تانيا قسّيس" لها مستقبل كبير وأعتقد أنها ستُضيف للموسيقى كثيراً في الفترة القادمة</p> <p>- مُجتهدة جداً وتشتغل 24 ساعة، تحبّ شغلها جداً. أول مرّة جرّبت صوتها لمدة 16 ساعة مع أنّ أول تجربة صوت كانت حلوة جداً لكنّها مُصمّمة على أن تجوِّد أكثر وأكثر وأكثر</p> <p>- هي من الناس الذين رأيتهم يغنّون فوراً من دون تردّد، إحساسها عالٍ جداً وأُحبّها جداً وأُحبّ الشغل معها</p> <p>- ما يجمع بيني وبينها أنّها "Hyper" كما أنا وفي إمكاننا أن نقدِّم موسيقى مُختلفة وفي شكلٍ مُختلف، هي نشِطة جداً وأنا نشِط جداً وفي إمكاننا أن نبتكر شيئاً مختلفاً&nbsp;</p> <p>- صديقة عزيزة عليّ ومن الأصدقاء الذين أُحبُّهم جداً ولها مواقف معي أيضاً كانت جميلة جداً في (بيروت)، وأعتقد إنْ شاء الله بإذن الله يا رب تستمر الصداقة لمدى الحياة</p> <p>- والله أنا أرى أنّ "تانيا" من الأصوات المُميّزة، صوت لبناني مُميّز، عندها طريقة في الغناء وفي إمكانها أن تُشكِّل نفسها في أنواع الموسيقى في طُرُق كثيرة وأرى أـنّ مستقبلها سيكون إنْ شاء الله كبير لأنّها مُجتهدة&nbsp;</p> <p>&nbsp;- في ممارسة تعاوننا الفنّي وجدت أنّها مُطيعة جداً، عندما أقول لها أنّ هذا اللحن يليق بك تستجيب وتُغنّيه فوراً، لا تناقش وتقول لا هذا لن يليق، لا، هي مُستجيبة جداً في عرضي للأغاني لها ومُميّزة وتكون الأشياء مُميّزة لأن صوتها خامة في إمكانها أن توظِّفها في كثير من الأشياء&nbsp;</p> <p>- السؤال الذي أرغب في طرحه عليها، والله لا توجد عندي أسئلة أستطيع أن أطرحها، مُجتهدة جداً ولم تترك لي شيئاً لأسأله. أعني سؤال مثل ماذا؟&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: تحيّاتنا لـ "عمر مُصطفى" مع حِفظ الألقاب</p> <p>تانيا قسّيس: أُريد أن أشكره كثيراً على هذا الكلام الحلو لأنّ الإحساس مُتبادَل عن جد. أُسَرّ كثيراً في الشغل معه&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: كم هو مهمّ وجود تناغُم بين المُغنّي والمُلحِّن، بين الكلمة واللحن؟ كم تحرصين على وجود تقارب مع الناس الذين تشتغلين معهم؟ أعني وجود تقارب في وجهات النظر أو في النظرة إلى الفنّ والأُغنية ودور الغناء في الحياة</p> <p>تانيا قسّيس: بصراحة، أشعُر أنّ كلّ الأُغنيات التي قدّمتها كانت تتحدّث عن الأشياء التي أرغب أن قولها ون دون أن أكون أنا مَن كتبت الكلمات لأن علاقتي دائِماً مع المُلحِّن والكاتب قريبة. "مصطفى" فَهِمَ عليّ فوراً وعرِفَ ما كنت أبحث عنه وأحببت وجهة نظره في الفنّ الذي أُقدِّمه وأين يرغب أن يراني، وأشكره كثيراً جداً على ما قاله. "مروان خوري" أيضاً عندما اشتغلت معه وطلبت منه أُغنية وطنيّة لم أكن أُريدها أن تشبه الأغاني، فتجالسنا معاً كثيراً وتحدّثنا كثيراً ليعرِف ما هي وجهة نظري بالوطن وفي أيّة طريقة أريد أن أُقدِّم هذه الأُغنية</p> <p>زاهي وهبي: ماذا ترغبين في قوله من خلال الغناء "تانيا"؟ مثلاً إذا أحدهم سألك: لماذا تغنّين؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: الغناء بالنسبة لي تعبير، أنا شخص كنت في طفولتي خجولة جداً ولم أكن أستطيع التعبير عن قصصٍ أريد أن أقولها. كنت بنتاً مُطيعة وكنت أسمع الكلام وكنت هادئة جداً، كنت أسمع كثيراً وأُحاول أن أكون المثل الحلو، عرِفت؟&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: لم تعودي خجولة ومُطيعة؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: ليس أنني لم أعُد خجولة، أعطتني الموسيقى ثقة أكبر بنفسي ولكنّي ما زلت أشعُر أنّ هناك أشياء لا أثق بنفسي كثيراً فيها، الموسيقى صارت وسيلة للتعبير عن أشياء لم أكن أستطيع قولها في الكلام. أحياناً كثيرة في الأحاديث أو في المقابلات ثمة أشياء لا أستطيع قولها، لكنّي أشعُر أنها تصل في الموسيقى في طريقةٍ مُبطّنة ومن قِبَل شخص آخر، دائِماً أنا أقول: "الكاتب قال"، لكن أن تكون أغلب كلمات الأُغنيات التي أقولها فيها أشياء أنا أريد قولها، أعني دائماً هناك اتجاه في ما أريد أن أقوله. أغتنم فرصة أننا تحدّثنا عن أُغنية "جينا على مصر" في بداية الحديث التي هي أيضاً كلمات وألحان "جوني فينيانوس"، الذي أيضاً أنا قريبة منه ويساعدني كثيراً في شغلي وأشكره على هذه الأغنية، هذه الأُغنية كانت أيضاً وِجهة نظرنا نحن كلبنانيين بالنسبة لماهيّة شعورنا عندما نذهب إلى (مصر)، ومن أجل هذا كنّا نريدها في اللهجة اللبنانيّة وليس في اللهجة المصريّة، أن تكون عن جد من أحدٍ لبناني. من أجل هذا شغلي دائِماً مع الكتّاب والمُلحّنين مهمّ لي ومن اللازم أن تربطني صداقة معهم لكي يفهموا أو يعرفونني أكثر لنستطيع تقديم شيء معاً</p> <p>زاهي وهبي: ما رأيك في أن تُعبرّي غناءً؟ تفضّلي، الميكرو لو سمحتِ&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: إذا أردنا أن نُعبِّر عن شيء مُعيّن هناك الكثير من المواضيع، لكنني في هذه الفترة دخلت أكثر في المجال الرومانسي. ما دمنا كنّا نتحدَّث عن "عمر مُصطفى" سأغنّي أول أُغنية أطلقتها معه&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: تفضّلي</p> <p>تانيا قسّيس: (تغنّي)&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: حلو كثيراً، جميل جداً. "تانيا"، كم اليوم في هذا الزمن الضاغِط المليء بالأزمات والحروب في الكوكب، مع إيقاع سريع للحياة، كم نحن في حاجة فعلاً لفُسحات رومانسيّة؟ كم نحن في حاجة لأن نسمع شيئاً غير الخبيط والضجيج والصراخ؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: الفن دائماً ردّة فعل، ردّة فعل على الواقع الذي نعيشه. أحياناً في هكذا أوضاع تحتاج لأن تُصرِّخ وتقول أشياء تؤلمك، أشياء ثقيلة في حياتك، وأحياناً الموسيقى هي علاج فتهرب من هذا الموضوع إلى موضوعٍ آخر يختلف كثيراً وتتّجه إلى شيء آخر. إجمالاً أنا لا أحب أن أحكي عن أشياء سلبيّة وأهرب من السلبيّاـت، أُحب دائِماً أن يكون كلّ ما أقوله إيجابياً. عندما أشعُر بأنني أمرّ في فترة ليس فيها إيجابية كثيراً كوضع عام أذهب إلى شيء خاص أكثر، على شيء موضوعه الحنين أو شيء أرغب في مشاركته مع الناس</p> <p>زاهي وهبي: أكيد سنتحدّث عن أُغنياتكِ التي لها علاقة بالواقع العام، وأنتِ غنّيتِ أشياء كثيرة وطنيّة لـ (بيروت) وأشياء للسلام بين مُجتمعاتنا وشعوبنا، ولكن هل يُمكننا أن نقول إنّكِ انتقلتِ من الغناء الأوبرالي أو الكلاسيكي إلى الغناء الشعبي؟ يطغى على صورة وإسم "تانيا قسّيس"، أعني عندما نقول "تانيا قسّيس" نتّجه إلى الغناء الأوبرالي و"أفيه ماريا" مع أنّ عندكِ كثير من الأُغاني الشعبيّة والرومانسيّة الجميلة للحقيقة التي تسنّى لي سماعها ومشاهدتها حتى في كليبات</p> <p>تانيا قسّيس: شكراً. صحيح، دائِماً الأغنية التي تنال شهرة أكثر هي التي تطغى على صورة الفنان وإسمه. دائِماً عندما تُفكِّر في أيّ فنان مغنّ هناك أُغنية تذكّرك بهذا الفنان وكلّ ما يأتي لاحقاً يكون دائماً في خيال هذه الأغنية التي نالت شهرة. عرفني الناس أكيد بـ "أفيه ماريّا" مع الآذان فدخلنا في جوّ ديني قليلاً وتراتيل، حتى هناك مَن يظنّون أنني أُرتِّل فقط، بينما الترتيلة الوحيدة التي عندي هي الـ "أفيه ماريا" لأنها كانت بالنسبة لي رسالة، كانت أكثر من ترتيلة</p> <p>زاهي وهبي: وكان جميلاً جداً هذا المزج بين الآذان والترتيل وسبق أن تحدّثنا عنه وأنا لا أريد أن أُكرّر، تحدّثنا عنه منذ تسع سنوات</p> <p>تانيا قسّيس: وهذا الشيء هو جزء منّي، هو جزء من شخصيّتي ومن الأشياء التي عبّرت عنها بطريقةٍ عفويّة جداً. لكن أكيد، كلّ الأعمال التي قدّمتها لاحقاً لربما لم يتابعها الناس كثيراً</p> <p>زاهي وهبي: ما الذي ينقص؟ هل هو الدعاية أو التسويق؟ ماذا ينقص حتى تكون هذه الأعمال حاضرة أكثر ومعروفة أكثر؟</p> <p>تانيا قسّيس: أظنّ أنّ مجال الفنّ تغيَّر كثيراً في السنوات الأخيرة. نحن نعلم أن الإنتاج يلعب دوراً كبيراً جداً. أنا صراحةً طوال هذه السنوات وضعت ثقلي على الإنتاج الفنّي كأغنية&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: راقية دعينا نقول&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: ليس فقط راقية بل مضمون الأغنية. كنت أضع في إنتاجي الثقل على الكلام، على اللحن، على الكليب إذا كان من اللازم أن يُصوَّر أم لا. في أغلب الأحيان لم أكن أُصوِّر لأنني كنت أشعُر أنني كنت أعطي على المسرح إحساساً أجمل من الكليب. أُحب أن يكون إحساس الأُغنية ظاهراً. عندما تضع كلّ ثقلك الإنتاجي على هذه الأشياء ولا تستخفّ بأشياء بل تضع لها ميزانية أقلّ أو غيره، عندما تصل إلى التسويق تكون قد قطعت&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: تكونين قد صرفتِ كلّ الميزانيّة&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: تكون قد وصلت إلى أخر قدرتك على الإنتاج، وتشعُر أنّ الأغنية إنْ نجحت ستنجح لوحدها. هذه ربما كانت رؤيتي التي هي غير صحيحة الآن لأنّ التسويق اليوم هو جزء مهمّ جداً من نجاح الأُغنية</p> <p>زاهي وهبي: حضرتكِ بعيدة عن الغناء الذي نسمّيه تجارياً أو غناء كيفما كان الذي المهم أن يُغنّى في الملاهي الليلية مع الاحترام لكلّ مزاج وكلّ&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أكيد، ثمة أغانٍ أصلاً لكلّ وضع ومن اللازم أن يكون هناك تنوُّع في الأنواع&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: لكن كم تشعرين أن هناك جمهوراً وذوّاقة للألوان الرومانسيّة والألوان التي تحتوي على مضامين مثلما تتفضّلين حضرتكِ؟</p> <p>تانيا قسّيس: بصراحة أقول هناك كثيرون ومن اللازم أن تصل الأغنية للناس، هذا ما اختبرته. أعني الناس الذين أتعرّف عليهم والذين نعتقد أنّهم بعيدون لأنّهم يسمعون أنواعاً موسيقيّة مغايرة، عندما تقترح عليهم هكذا أُغنية أو تُسمِعهم هكذا أُغنية يحبّونها، هذا إنْ كانت الأُغنية حلوة</p> <p>زاهي وهبي: طبعاً&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: وربما لا يحبّونها، ثم هناك أذواق ولا تستطيع إرضاء الجميع، لكنّي أقصد أنّ الأُغنية، ولست أتحدّث عن أغنياتي بالخصوص، لكن إجمالاً في هذا النوع الموسيقي، إذا وصلت الأُغنية للناس سيحبّونها. لكن المُشكلة اليوم أنّ الإعلام لا يوصِل هذا النوع من الأغاني، الإذاعات والتلفزيونات تبحث اليوم عن محتوياتٍ أُخرى لأنّك اليوم تتّجه إلى أشخاصٍ منوّعين وعليك أن تتأكّد من أنك تجمع العدد الأقصى من الناس لأنّ هذا عمل الإعلام، فلا تستطيع أن تأخذ نوعاً موسيقياً يمكننا أن نسمّيه Niche وتخاف ولا تضمن أن الناس سيتابعون مُشاهدة هذه المحطة</p> <p>زاهي وهبي: من زمان عندما كان الفنّ لا يزال مُحافِظاً على جوهره كانت الإذاعات تدفع للفنّان عندما تبثّ أُغنياته</p> <p>تانيا قسّيس: صحيح، لا يزال الأمر هكذا في (أوروبا)&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: اليوم على العكس، أيّ فنّان مهما كان مُستواه، ونضع كلمة فنّان بين مزدوجين، ومعه مال في إمكانه أن يفرِض أُغنيته حتى نحفظها غصباً عنّا أثناء وجودنا في السيارة وغيرها&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: لا يترك مجالاً ضيّقاً للآخرين</p> <p>زاهي وهبي: كم يمكن أن تستفيدي من وسائِل التواصل الحديثة، من الـ "سوشال ميديا"، من هذه الأشياء التي صارت موجودة اليوم بين أيدينا؟ أحسّ أنّك مُقصِّرة قليلاً في هذا المجال&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أنا أضع الكثير على صفحاتي، أغنياتي كلّها موجودة على صفحاتي على الـ "سوشال ميديا" وكلّما أصدرت شيئاً جديداً أنزّله على صفحاتي وأُنزِّل الأُغنية في أشكال متعدّدة وفي الطريقة التي أرغب في تقديم نفسي بها. لست من النوع الذي يضع صورة كلّ يوم صباحاً وصباح الخير ومساء الخير وأنا أكلت هكذا اليوم، هذه ليست شخصيّتي. لا أُريد أن أكون على وسائِل التواصل الاجتماعي شخصاً مختلفاً عما أنا عليه كلّ يوم، أحاول قدر إمكاني أن أكون أُشبه حياتي اليومية على صفحات وسائل التواصل، أعني كيف إذا أنت صديقي وأُحكيك، ثمة تفاصيل لن أتشاركها معك لأنّ لا قيمة لهذه التفاصيل، أضيء على القصص المهمّة. لكن وسائل التواصل اليوم لكثرة ما صارت مُشبَّعة بالمعلومات، وأنت تعرف من نفسك عندما تقوم بـ Scroll، لا تتوقّف، والقصص التي تحبّها لم تعُد تضع like عليها، لم تعُد تتوقّف عندها لتضع like، الأشياء التي تحبّها تشاهدها وتُكمِل لأنّ وقتك صار أقصر وهناك أشياء كثيرة جداً لتشاهدها على الـ "سوشال ميديا" وكذا موقع&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: مع كلّ هذه الخيارات صرنا نضيع أحياناً&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: صحيح. لكنّي كنت أسمع اليوم&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: تفضّلي</p> <p>تانيا قسّيس: لا بأس قاطعتك، أتحدّث عن مقابلة أحببت فيها ما قاله الضيف، أنّك أحياناً تشاهِد ألف مشاهدة أو ألف إعجاب وتجدهم قليلين والآن صرت ترى أرقاماً بالمليون وتقول إنّهم قليلون، لكن إذا وضعت ألف شخص في غرفة تجد أنّهم كثيرون جداً. إذاً اليوم، حتى الذين عندهم 200 أو 500 ألف مشاهدة أو إعجاب، صار الناس اليوم مهووسين جداً بالأرقام، يجد المرء أنها أرقام كبيرة وينسى حجم الأشخاص، لكن إذا فكّرَ أنه سيضعهم في غرفة سيُدرِك كم هم كثيرون</p> <p>زاهي وهبي: صحيح، "تانيا قسّيس" مع حفظ الألقاب سنتابع مع حضرتكِ. قبل أن أسألكِ عن اختلاف الأمكنة والغناء مثلاً في (أوروبا) وفي (مصر) وفي (لبنان) والفرق بينهم، علاقتكِ بـ (بيروت) أحسّ أنّها علاقة مميّزة جداً وأشعر بأنّك مُتعلِّقة جداً بمدينتنا وعاصمتنا، صحيح؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: صح</p> <p>زاهي وهبي: ما الذي يُميِّز (بيروت) بالنسبة لحضرتكِ؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أُحبّ التناقُض فيها، وأشعر بأنّ هذا شيء جميل، حلو أن يكون عند المرء هذا القدر من الـ Diversity أو التنوّع&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: تحسّين أنها حنونة وقاسية&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أحسّها قديمة وجديدة، أحسّها حلوة وبشعة، أحسّها حزينة وفرِحة، أحسّها خضراء وأحسّها مليئة بالباطون</p> <p>زاهي وهبي: بنايات وزجاج وباطون&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: حسَب، كلّ زاوية منها تشعرك بشيء مُختلِف، وأشعر أنا كفنانة بأنني إذا استطعت أن أكون هكذا فهذا يزيدني قوّة ويكون شيئاً حلواً. دائماً أقول، أتمنّى أن يكون جزءاً منّي يشبه المدينة لأنّ هذه هي الحياة أصلاً التي تتأرجح بين صعود ونزول، قصص حلوة وقصص بشعة وقصص متناقضة قليلاً</p> <p>زاهي وهبي: تظلّ (بيروت) مدينة مُلهِمة رغم كلّ شيء. كم هي مُلهمِة بالنسبة لكِ؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: هي مُلهِمة لأنّها متنوِّعة، لو كان كلّ شيء حلواً لما كانت تلهمك ولو كان كلّ شيء بشعاً أكيد لن تلهمك. دائماً في (بيروت) تُفاجأ بشيءٍ جديد، هذا هو الحلو فيها&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: دائماً "الضدُّ يُظهِرُ حُسْنهُ الضِّدُّ في الشِعر". دعينا نسمع تجربتكِ مع تجربة وحادثة مؤلمة جداً هي جريمة تفجير أو انفجار مرفأ (بيروت). نسمع تجربتكِ خصوصاً وأنّ منزلكِ في (الأشرفيّة) وقريب على مرفأ (بيروت)، ونتوقّف مع استراحة سريعة ثمّ نتابع "بيت القصيد"</p> <p>ربورتاج - تانيا قسّيس:&nbsp;</p> <p>- عندما حدث الإنفجار لم أكن في المنزِل، كنت في (الأشرفيّة) ولم أكن بعيدة، كانت خضّة</p> <p>- أوّل شيء فعلته هو أنّني ذهبت لعند أهلي لأنّ أهلي كانوا في الجبل وصادفت أنّهم نزلوا إلى (بيروت) في ذاك النهار، كان همّي الوحيد أن أتأكّد أنهم بصحةٍ جيّدة &nbsp; &nbsp;</p> <p>- لا أُخفي عليكِ، بكيت كثيراً، بكيت إلى درجة أنّ الجارة سمعتني مع أنّها بعيدة قليلاً عنّي</p> <p>- أخي كان قادماً وكان يخفي قدومه كمفاجأة ولم يكن يريد أن يُخبِر أهلي، وكان الاتفاق أن يأتي لينام عندي لمدة يومين وبعد ذلك يذهب لرؤيتهم، وأعلم أنّ أخي عندما يشتغل يأتي ويجلِس على هذه الطاولة. كلّ الزجاج المتطاير كان على الطاولة، وعندما رأيت الطاولة قلت لنفسي: يا عذراء، قطعنا في شيء كان ربما سيكون بشعاً جداً. تركت أشياء من دون ترميم قصداً، تركت الطاولة مجروحة وتركت الكنبة ممزّقة قليلاً، أحسست أن هذه الأشياء مهمّة في حياتي لأنّها تذكّرني دائِماً بأنّ الحياة لحظة وأنّ كل ما تفعلينه، من أنكِ تريدين أن تقومي بما هو أحلى وأحلى وتريدين أن تكون حياتكِ كاملة وأن يكون منزلك كاملاً وأن تكوني أنت كاملة، لكن في لحظة يختفي كلّ شيء ولا يعود لأيّ شيء معنى ولا قيمة. أصلحت الأشياء التي كانت مهمّة وأساسيّة لي وأشياء تركتها لأن لا أهمية لها في الحياة، في إمكاننا أن نعيش من دونها&nbsp;</p> <p>المحور الثاني</p> <p>&nbsp;تتمة ربورتاج - تانيا قسّيس:</p> <p>&nbsp;- أنا أحببت كثيراً في حياتي، أحببت شخصاً كثيراً جداً وكنت سأتزوّجه، كنت مخطوبة وسأتزوّجه، وبسبب مشاكل وضغط عائلي لم تتمّ هذه الفرحة. أنا عانيت، ولا مرّة تحدّثت في هذا الموضوع، أنا عانيت كثيراً مع عائِلتي في علاقتي هذه وأثَّر هذا الشيء كثيراً عليّ، وتعلمين، عندما تكونين صغيرة لا تريدين أن تُزعِلي العائِلة، تتأثّرين بالعائلة وتشعرين أيضاً أنّكِ لستِ مُستقلّة. إذا وقفت العائلة ضدّكِ في شيء تشعرين نفسكِ لوحدِك لأنه لا سَنَد عندكِ سوى هذا الشخص، ولأن الوسواس يدخل إلى رأسك ويقول لك: لربما لا يمشي الحال مع هذا الشخص، فتقولين لنفسك: إذا لم يمشِ الحال سأُصبح لوحدي في النهاية. هذه الدوّامة التي عشتها كانت صعبة جداً حينها، والآن أقول لك أجل، ليتني أستطيع أن أُحبّ مثل أوّل حبّ، هذا لا يعني أنني لا أُحب، أُحب وعندما أُحب أُحب للآخِر لكنّي أخاف، أخاف كثيراً. هذا الخوف، إذا سألتني اليوم ما هي مشكلتكِ في الحياة أقول لك، مشكلتي هذا الخوف</p> <p>زاهي وهبي: لكن الخوف "تانياً" يكون أحياناً عائِقاً كبيراً أمام تقدّمنا في الحياة سواء في مهنتنا أو في المجتمع أو في أيّ أمرٍ كان&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: صح، لهذا أنا أقول إنّ هذا الخوف هو مشكلتي. هناك أناس يقولون لك إنّ الخوف جيّد ويجعلك تُفكِّر كثيراً وتُخطّط جيداً</p> <p>زاهي وهبي: أوكي، نفكِّر ونُخطِّط لكن&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أعلم ذلك، لكن هذا شيء صعب الخروج منه عندما تكون قد عشت تجربة. الآن أوكي أنا نضجت وكبرت وصرت مُستقلّة وصارت القصص مختلفة، من أجل هذا صرت أعرِف، كما كنت أقول في الربورتاج، إنني صرت مُشاغبة في العائِلة، يعتبرونني المُشاغِبة في العائِلة. ليست هذه المشكلة لكن تُصبِح كلّ علاقاتك مع الناس يعتريها الخوف، لا أدري عندي مشكلة الخوف ومشكلة الوثوق والتأمين للناس&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: مشكلة أن تثقي في الآخرين وتشعرين بأمان معهم. حسناً، كم مهمّ أن يوجّه الأهل أولادهم؟ لكن أيضاً كم مهمة الاستقلالية وأن يتركوا الخيارات لأولادهم في الحياة لكي يختاروا ما يريدونه وليس أن يفرض الأهل على أولادهم، لأن هذا يضيّعهم&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: بالنسبة لي هذا شيء أساسي، وأنا أشعُر بأن أكبر غلط أن يضغط الأهل على أولادهم سواء كانوا صغاراً أم شباباً&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: أولاد يعني صبيان وبنات لأنّ في بعض الدول العربيّة الولد يعني صبي&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: لا لا، وبنات أيضاً، خاصةً البنات، لأنّ الشباب في العالم العربي يقرّرون ويعرفون ما يريدونه بينما البنت من اللازم أن يكونوا يعرِفون أكثر منها لأنّها ضعيفة ويحتال الرجل عليها، عندك الكثير من هذه القصص، ولا تعرِف كم تستطيع أن تتّكل على هذا الرجل في الحياة وكلّ هذه الأحاديث. لكن سأقول لك شيئاً أقوله للأهل، لا تجعلون أولادكم يندمون على قرارات أنتم اتّخذتموها&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: دعهم يندمون على خياراتهم هم إذا كان ثمة ندم&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: مئة في المئة، وأنا أعرِف الكثير من الناس، ليس لأعطي مثالاً وأقول أنّني أشيد بهذا الشيء، لكن هناك أناس تزوّجا وأنجبا ولم ينجحا واضطرّا إلى ترك بعضهما البعض، لكنهما سعيدان لأنهما أنجبا هذا الولد إلى هذه الحياة وكلاهما يعطيانه الكثير من الحبّ. هناك أناس يقولون لك أن يكون الولد مع كلا الزوجين أفضل لأنه ينمو في طريقة أفضل، لكن في الآخِر هذا الشخص أنجب ولداً، وكان سيعيش الحياة التي كان يُخطّط لها ولم يكن يضمن أن ينجح زواجه، في الآخر لا أحد يدري، أناس قد يفارقون الحياة مع أنهم متزوّجون وزواجهم ناجح&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: ربما سؤال بديهي وتقليدي لكن على سيرة الحب، كم الحبّ مُلهِم، كم الحب يعطي دافعاً للإنسان في حياته؟</p> <p>تانيا قسّيس: في حياته يُعطي الكثير، وتشعر بأنّ الحياة مثل الطيران عندما يكون إلى جانبك شخص يُحبّك ويساندك وأهمّ شيء أن يُشعِرك أنك فريد ومُتميّز لأن الشخص عندما يُحبّك يشعِرك بأنك ملك أو ملكة. لكن في الأغاني، في الإلهام</p> <p>زاهي وهبي: في الشِعر</p> <p>تانيا قسّيس: في الشِعر يشعرِك العكس، ليس ألا يكون بينكما حب بل ألم ووجع الحب هو ما يجعلك تكتب</p> <p>زاهي وهبي: هل غنّيتِ للحب المفقود أو للحبّ الذي ضاع؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أوّل أُغنية كتبتها من كلماتي بالإنكليزيّة، أنا لا أكتب بالعربيّة بل بالإنكليزية والفرنسيّة، كان إسمها one last Dance عندما تركنا بعضنا أنا وخطيبي، وكتبت بالضبط ما كنت أشعر به. كانت المرّة الأولى التي كتبت فيها ولم أكن أدري أنني أجيد الكتابة، كرّت الكلمات وصرت أكتب من دون أن أشعُر&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: هل نغنّي حب؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أجل، لكن حب حلو، أو لا سأقول لك ماذا سنغنّي&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: تفضّلي. يظلّ الحب حلواً مهما عذّبنا، مهما خسّرنا، مهما يُحدِثه بنا ويُبكينا &nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: ثمة نسختان من الحب عندي، ما رأيك في أن أغنّيهما وراء بعضهما البعض؟</p> <p>زاهي وهبي: أوكي&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أول أغنية ستكون رومانسيّة (تغنّي)، هذا وجه أو نسخة&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: والوجه الثاني؟</p> <p>تانيا قسّيس: (تغنّي)&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: حلوة كثيراً "تانيا" الأنماط المختلفة، وصوتكِ يساعِدك وتجربتك في الغناء الأوبرالي تعطي آفاقاً أوسع لصوتكِ. دعينا نذهب برفقة زميلتنا "غادة صالِح" إلى بيتكِ&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أريد أن أوجِّه تحيّة كبيرة لـ "غادة" إذا تسمح لي&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: وأنا أوجِّه لها تحيّة&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أريد أن أشكرها، عن جد رائِعة وكان الشغل معها حلو جداً&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: نذهب لتستقبلينا في بيتكِ ثمّ نعود إلى الاستديو&nbsp;</p> <p>قطع وصل - تانيا قسّيس:&nbsp;</p> <p>&nbsp;- أنا لست مشاغبة بل ثوريّة قليلاً في العائِلة لأنني الوحيدة التي أُحدِث لهم مشاكل، مع أنني أبدو لطيفة جداً أنا أكثر واحدة أُحدِث مشاكل</p> <p>- أولويّاتي أن أستيقظ مسرورة كلّ يوم. كيف ولماذا وما الذي يجعلني أكون مسرورة؟ أشياء كثيرة. بالنسبة لي كلّ يوم جديد، كل يوم أصحى من النوم وعلى بالي شيء جديد أريد أن أُحقّقه. أنا شخص يستهويني التحكّم في كلّ شيء في المهنة لأنني أريد أن يكون كلّ شيء جيداً جداً فيها. التحكّم أحياناً يجعلكِ تشعرين أنّ هذا التحكّم لم يعُد حلواً، لأنّك لكثرة ما تفكّرين بهذا الشيء الذي تفكّرين به، في الآخِر عنما تستعرضين محاولاتك لأن تجعلينه حلواً ولكثرة ما تفكّرين به سيكون أقلّ جمالاً مما تظّنين. هذا يعلّمني قليلاً، ولم أصل بعد إلى أن أقتنع بألّا أكون كماليّة إلى هذا الحدّ، لكنّي لم أصل إلى هذه المرحلة، أحاول&nbsp;</p> <p>- على بالي أن تكون عندي راحة البال التي كانت عندنا عندما كنّا صغاراً. الآن صرت أفهم ما كانوا يقولون لنا عندما كنّا نرجع من المدرسة مُتعبين من الامتحانات ونقول: ما هذه المصيبة، عندي امتحان، فيقولون عندما تكبرين ستعرِفين ما هي المصائِب والمسؤوليّة. الآن صرت أفهم ما كانوا يقولونه الأهل، الآن تشعرين أنّ عندكِ مسؤوليّة</p> <p>- الآن العُمر الذي يُخيفني هو عُمر أهلي أكثر مني، اليوم عيد ميلاد والدي. سيصير عمره ثمانين، وعن جدّ والدي عشقي الأوّل، أُحبّه كثيراً. أتمنّى له أيّاماً حلوة إن شاء الله لأنه تعِب كثيراً في حياته والآن في آخِر حياته مع هذه الأزمة في البلد أحسّ انّه، Sorry لأنني أصير عاطفية &nbsp;</p> <p>- كما تعلمين، دائماً أغنّي وجع. عندما كنت أعيش خارِج (لبنان) كان ألمي هو الاغتراب، الآن ومع العُمر أُغنّي الحب لكنّي أحاول دائماً أن يكون في أُغنياتي ما أريد أن أقوله كما أشعر. أعني عندما أخبِر قصصاً أو أُلمِّح إلى أشياء تعني لي كثيراً في الأغاني من دون أن يكون الموضوع عن هذه الأشياء. هذا لي علاج، عن جد أحكي عن أشياء تعني لي</p> <p>- في حياتي اليومية أنا، ليس أنني عفويّة لكنّي أُحبّ الحياة، أُحب الأكل، أُحب الضحِك، أُحبّ السفر. أحياناً أشعُر بأن الناس الذين يرونني على التلفزيون يرون وجهاً آخر، يرون الحال التي أنا فيها، هادئة ومبتسمة وأعلم ما أُريده من حيث أنّ عندي خطّ فنّي مُحدّد أُحبّه، لكنّي لم أصل إلى ما أريده. أشعر بأن ما يراه الناس ربما 20 % مما أرغب في تقديمه لهم&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: إن شاء الله تقدّمين المزيد والمزيد، أنا أُحيّي تأثّركِ عندما ذُكِرَ الوالد الله يطيل عمره. لماذا عندك هذا القدر من التأثُّر عندما يُذكَر والدكِ الله يطيل عمره إن شاء الله لما بعد المئة بكثير&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: إن شاء الله يا رب. لأنّه أولاً ساعدني كثيراً في كلّ ما أقوم به، أعلم كم يُحبّني وأعلم أنّ الظروف أحياناً تجعله يأخذ مواقف معيّنة</p> <p>زاهي وهبي: على عكس رغبتكِ ربما</p> <p>تانيا قسّيس: نعم، على عكس رغبتي أو رغبة أشخاص آخرين، وأحسّ أن هذا الشيء أحياناً جعلني لا أمضي وقتاً كافياً معه. أخاف من هذا الوقت لأنّي أشعر أنّ على بالي أن أُمضي وقتاً أكثر معه لكن، لا أدري، الحياة لا أريد أن أقول صعبة، هذا لا شيء نسبياً لكنّي أشعُر بأنني لا أستفيد بعد من الوقت معه مثلما أنا أُريد</p> <p>زاهي وهبي: كم مهمّ أن نُمضي أوقاتاً مع الناس الذين نُحبّهم ويُحبّوننا؟ مع أهلنا خصوصاً الذين نشعُر أنهم باقون معنا إلى الأبد وأحياناً في غمضة عين، طبعاً أطال الله عُمر أهلكِ وكلّ أحبابكِ، نخسرهم&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أكيد، وحتى العكس. أحياناً في كثير من الأوقات أُفكِّر في العكس، أقول بأنّني أُسافر كثيراً&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: ممكن أن نذهب نحن&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: وممكن أن أذهب أنا في يوم قبلهم ولا أريدهم أن يشعروا أيضاً أنّهم لم يُمضوا الكثير من الوقت معي، أعني في كلتا الحالين</p> <p>زاهي وهبي: إن شاء الله كلّ الصحّة والعافية لكِ ولهم. هلّ نهدي والدكِ غناءً وهلّ غنّيتِ له من قبل؟</p> <p>تانيا قسّيس: من زمان كان يحبّ أغنيتين كثيراً&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: وهما؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: الترتيلة وأُخرى سأهديها له غناءً ولكنها بالإنكليزيّة&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: وترتيلة أيضاً، لا مانع&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: كلاهما بالإنكليزيّة لكن هذه الثانية تتحدّث عن الأب</p> <p>زاهي وهبي: أوكي</p> <p>تانيا قسّيس: إسمها Papa Can You Hear Me، منذ سنوات لم أُغنِّها. أرجعتني الآن إلى شيء قديم جداً لكنّي أعلم أن هذه الأغنية ستعني له الكثير، ليست منذ زمنٍ بعيد</p> <p>زاهي وهبي: لمَن الأُغنية؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أُغنية من فيلم Yentel وغنّتها "باربرا سترايساند" ومن ألحان "ميشال لو غراند"&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: تفضّلي&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: (تغنّي)&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: جميل جداً ومؤثِّر جداً</p> <p>تانيا قسّيس: شكراً</p> <p>زاهي وهبي: عادةً نتحدّث أكثر عن الأُمّهات، واليوم نهدي هذه الأُغنية إلى كلّ الآباء ولذكرى الآباء الذين رحلوا&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أجل حقّهم، وأمّي أُحبها كثيراً أيضاً وأوجّه لها تحيّة&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: نمسّيهما بالخير والإهداء لكلّ الآباء ولأرواح الآباء الذين رحلوا. ماذا تقول الترتيلة؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: الترتيلة هي "أبانا الذي في السماوات" لكنها بالإنكليزية. أتريدني أن أؤدّيها؟&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: نحن في أجواء الميلاد&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: إن شاء الله أتذكّرها. حتّى في هذه الأُغنية، عندما غنّيتها أرجعتني في الحدّ الأدنى إثنتي عشرة سنة أو أكثر حتى، منذ أيام (باريس)&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: عدتِ إلى عُمر السبع أو الثماني سنوات؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: ونصف السنة</p> <p>زاهي وهبي: تفضّلي</p> <p>تانيا قسّيس: (تغنّي)&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: ممنون، ممنون، ألف شكر. أريد أجوبة لو سمحتِ سريعة قليلاً قبل أن يُداهمنا الوقت. كم يختلف مزاج المُغنّي بين مدينة وأُخرى؟ وحضرتكِ غنّيتِ في (بيروت) وفي (القاهرة) وفي أماكن كثيرة أُخرى. هل ثمة فرق؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: لا أعتقد أنها مزاج، هي تتعلّق أكثر في ماهيّة علاقتك مع البلد أو مع الجمهور الذي يأتي لمشاهدتك التي هي أهم من البلد، أعني حسب الجمهور المتلقّي. أحبّ دائماً أن أُقدِّم لهم أشياء من بلدهم طبعاً، أذهب إلى (الأرجنتين) وأُغنّي بالإسبانيّة وأرقص تانغو على المسرح، أذهب إلى (البرازيل) وأُغنّي بالبرتغاليّة، أذهب إلى (كوريا) وأُغنّي بالكوري، أعني دائماً أقدِّم للجمهور شيئاً يُشبهه&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: وتغنّين في خمس لغات وأكثر أعتقد، وهذا يعطيكِ آفاقاً واسعة في هذا العالم. المزج بين الغناء الأوبرالي والغناء الشعبي أو الغناء التعبيري</p> <p>تانيا قسّيس: أحبه كثيراً، أعني مثل هذه الأُغنية التي غنّيتها الآن. أحسّ عندك طبقة قليلة من البوب ثمّ تعلو وتنخفض وهذا موجود كثيراً في الغناء الأجنبي بينما في الغناء العربي موجود في نسبةٍ أقل وأنا شخصياً لا أحب الغناء بالعربي على طبقة عالية، أحبه في مدّات وموّالات لكنّي لا أحبه مع الكلام</p> <p>زاهي وهبي: تحبّين "القرار" أكثر من "الجواب"&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: بكثير، أحسّ أنّ اللغة العربيّة تحتاج إلى دفء</p> <p>زاهي وهبي: صحيح. هل تتطوّر علاقتكِ مع اللغة العربيّة مع الوقت؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: تتحسّن. في البدايات كانوا يصلِّحون لي كثيراً مخارِج الحروف لأنّ بصراحة تنشئتي أجنبية كثيراً، لكنّي أشتغل كثيراً على هذا الموضوع&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: قبل أن يكون مسك الختام بصوتكِ، إذا عُرِضَ عليكِ التمثيل هل لديك رغبة التمثيل؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: كثيراً. أنا قدّمت مسرحيّات غنائيّة أجنبيّة مثل Phantom of the Opera وWest Side &nbsp; Story و"ريمي زغب" فأرغب في ذلك وربما في يوم في العربيّة، لماذا لا؟</p> <p>زاهي وهبي: أو مسرح استعراضي غنائي&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: أُحب ذلك كثيراً. أنا أرقص أيضاً على المسرح وقدّمت أشياء مع رقص لكن في طريقة تُشبه Broadway. أرغب في ذلك كثيراً أكيد &nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: و" أكاديميّة تانيا قسّيس" التي تعلّمين فيها موسيقى وغناء؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: هذه الأكاديمية هي الـ Baby بالنسبة لي، أشعُر بأنّها كلّ ما أردت أن أُحقّقه في صِغري وأريد أن أوصله إلى الناس. الأكاديميّة كبرت الآن في (بيروت)، عندنا الكثير من الأساتذة المغنيّن الذين يُعلّمون الغناء والآلات الموسيقيّة والرقص وكلّ شيء، والآن افتتحنا أول فرع لنا في (دبي) أيضاً. أحب أن أرى اللمعة في عيون الأولاد وفي أعين أهاليهم عندما يكونوا فخورين بهم&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: كم أهميّة التربية الفنيّة والموسيقيّة؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: مهمّة كثيراً أكيد وأساسيّة. من أجل هذا أحببت، من خلال الأكاديميّة، أن نحاول قدر إمكاننا أن نكون قريبين من الناس والا تكون المادّة هي العبء، ولا تكون حصصهم أن يدخلوا إلى الصفّ ويغنّون فحسب، نعطيهم فُرص الغناء على المسرح، حتى أثناء تحضيري كليبات لأغانٍ أُحب أن أُشرِكهم حتى يكتسبوا الخبرة&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: ما جديدك "تانيا"؟&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: جديدي مجموعة جديدة من الأغاني. أنا في طور الانتهاء من الألبوم الذي بدأت به مع "طوني كرم" الذي كتب لي أغلب الأُغنيات&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: وهو يكتُب ويُلحِّن&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: يكتب ويُلحِّن. أغاني الألبوم في اللهجة اللبنانيّة وفيه أغنية في اللهجة المصريّة مبدئياً، نبحث إذا ما سنضعها في الألبوم أو لا، وأُغنية أو أغنيتان بالفُصحى، "يا زمن" التي نزلت إلى الأسواق وربما أغنية أُخرى، وإن شاء الله ينتهي العمل على الـ "سي دي" في آخر السنة. الأُغنية المصريّة الثانية من كلماته وألحانه، وهناك أغنية أُخرى أيضاً مع "عمر مُصطفى" سجّلتها والأن أُسجِّل الموسيقى، واتفقنا أن نحضِّر لأغنية ثالثة، لا أشبع من "عمر"، مبدئياً سنبدأ بالثالثة أيضاً. أمّا الحفلات فستكون الآن في (مصر) وأنسِّق حالياً مع دار الأوبرا لحفلة في أوّل السنة القادمة مبدئياً، وأحاول أو أعاود تركيب فكرة الـ Show التي نفذّتها في عام 2019 في "كازينو لبنان" والتي كانت فيها مجموعة من أغنياتي ولوحات أيضاً استعراضيّة، أرغب في تقديم هذا الشيء لربّما في "دار الأوبرا" أو في حفلة أُخرى&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: قبل أن أُعطيكِ مسك الختام غناءً، أشكرك كثيراً على تشريفكِ "بيت القصيد" وأشكر فريق العمل ومشاهدينا في كلّ أنحاء العالم، ومسك الختام مع حضرتكِ "تانيا"&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: شكراً، سأُهديكم أغنية باللهجة المصريّة لأننا تحدّثنا عن (مصر)، لكنها أُغنية معروفة "أنا قلبي دليلي"&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: ونحمِّلكِ لـ (مصر) وللمبدعين المصريين في زياراتكِ كلّ الحبّ</p> <p>تانيا قسّيس: شكراً. Merci لك يا "زاهي" على هذه الحلقة الحلوة كثيراً، Merci&nbsp;</p> <p>زاهي وهبي: بوجودكِ دائِماً "تانيا"&nbsp;</p> <p>تانيا قسّيس: (تغنّي)&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>