الفكر المتطرف

الفكر المتطرف... جذوره وسماته، منطقه وأساليبه، بنيته المعرفية والمنهجية... ما هي علاقة التطرف والتكفير بالجهاد ودور المعرفة الدينية الحقيقية في وقف التطرف والتشدد والأصولية؟

نص الحلقة

<p>المحور الأول:&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: أحيّيكم، الفكر المتطرّف آفة العصر وربّما جميع العصور لأنّ مَن ينظّرون له ويعتنقونه هم إلغائيون، وبإمكانهم شطب حياة مَن يخالفهم الرأي والمعتقد، ولقراءة انعكاساته يجب أن نعرف جذوره ومساراته وما ترتّب على المجتمعات من جراء اعتناقه، كما يجب قراءة بنيته المعرفية والمنهجية وأثره في العلاقات بين الشعوب والأديان وحتى بين أتباع الدين الواحد. الدكتور عبد الأمير زاهد عراقي الجنسية، نجفي الإقامة، يحمل شهادة دكتوراه في الأديان المقارَنة ودكتوراه في فلسفة الدين ودكتوراه في القانون الدولي، وكان عميد كلية الآداب في جامعة الكوفة، ولديه أكثر من 67 مؤلّفاً منها: "دراساتٌ في الاقتصاد الإسلامي"، "الفكر السياسي الإسلامي"، "نقد الأسس الدينية للأصولية المعاصرة"، "التأويل وإشكالية التفسير"، "جدل التراث وعلمانية الغرب"، سنحاوره في التطرّف بعد تقريرٍ عن هذه الآفة.</p> <p>تقرير:</p> <p>التطرّف ظاهرةٌ اجتماعية مرتبطةٌ إلى حدٍّ كبير بالظروف التاريخية والسياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية التي تحكم مسار المجتمع، والتطرّف عملياً هو التبنّي أو التمسّك بأفكارٍ أو أيديولوجياتٍ أو معتقداتٍ متشدّدة، ويرتبط بالجمود العقائدي والانغلاق العقلي وبعدم القدرة على تقبّل أيّة معتقداتٍ أخرى، بحيث يصبح المتطرّف مستعدّاً لمواجهة الاختلاف في الرأي بالعنف.</p> <p>يأخذ التطرّف أشكالاً متعدّدة منها التطرّف الفكري والتطرّف المظهري أي إثارة الرأي العام بالخروج عن المألوف من حيث المظهر، والتطرّف الديني وهو مجاوزة حدّ الاعتدال فكراً وعملاً، والتطرّف السياسي والتطرّف الوجداني والتطرّف الأخلاقي والتطرّف في المشاعر.</p> <p>يرتبط التطرّف بالتعصّب الأعمى والعنف ويتسبّب بصراعاتٍ مدمّرة داخل المجتمع، كما يرتبط بالتدهور الثقافي والفكري والعلمي والفني، ويعطّل الطاقات الإنسانية وكذلك يفتّت المجتمعات.</p> <p>وتُعدّ فئة المجتمع الشابّة الأكثر عرضةً للتطرّف الذي تعتبر الأمم المتحدة أن التصدّي لتزايده العنيف والذي يفضي إلى الإرهاب يشكّل تحدياً صعباً للمجتمع الدولي، وأن القضاء عليه يتطلّب تضافر جهود الأمم في عالمنا المعاصر الذي يعاني من حروبٍ ناجمةٍ عن التطرّف العرقي والديني والمذهبي أدّت إلى سقوط ملايين البشر، ومثالٌ على ذلك الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي ومذابح الأرمن والسريان ومذابح رواندا، والعنف المتطرّف الذي تقوم به إسرائيل ضدّ الفلسطينيين ومحاولتها تثبيت دولةٍ دينية بالقوّة.</p> <p>أما التطرّف في وجهه الاقتصادي فيتمثّل في سرقة الدول الكبرى ثروات الشعوب الصغيرة والسيطرة على مجتمعاتها.</p> <p>غسان الشامي: تحيّةً لكم من أجراس المشرق، أحيّيك دكتور عبد الأمير زاهد، شكراً سيّدي على حضورك في أجراس المشرق، أريد أن أبدأ معك من سؤالٍ عن جذور التشدّد أو التطرّف، أين تكمن هذه الجذور؟&nbsp;</p> <p>عبد الأمير زاهد: بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً أقدّم خالص احترامي وتقديري للقناة المميّزة في العالم العربي، قناة الميادين، ولكلّ كادرها الفني والإداري، ولجنابك أستاذ غسان كل الشكر والتحية.</p> <p>غسان الشامي: أهلاً وسهلاً بك.</p> <p>عبد الأمير زاهد: للإجابة على هذا السؤال، بتقديري أن الفكر الإسلامي يستند إلى ثلاثة مصادر، المصدر الأول هو النصّ، والمصدر الثاني هو السيرة النبوية، والمصدر الثالث هو التجربة السياسية الإسلامية التي تمثّلت بنظام الخلافة، هذه المصادر الثلاثة شكّلت العقل المعرفي الإسلامي في عصوره المتعدّدة وفي تراكماته. اللحظة الأولى التي حصل فيها نوعٌ من التطرّف الديني في تقديري ومن وجهة نظري هي تلك اللحظة التي طالبت الدولة في مطلع تأسيسها الأول بعد النبي، الذين امتنعوا عن دفع الزكاة طالبتهم بالدفع من خلال عملية الإكراه والقسْر وعملية القتل والإبادة الجماعية، هذا الموضوع الذي حصل في اليمامة تحت عنوان الردّة والمرتدّين، وأُدمج معهم أولئك الذين تحفّظوا أو اعترضوا على شكل الحكم ونمطه شكّل بادرة أولى من بوادر العنف تحت غطاءٍ ديني أو تحت طائلةٍ دينية. الجذر الآخر لهذا هو جذر الخوارج، والخوارج ليس إرهاب دولة لمواطنيها كما في الجَذْر الأول إنما إرهاب الجماعة للمجتمع بشكلٍ عام وتحدّياً من هذه الجماعة للدولة، وهذا النمط من الإرهاب شكّل نموذجاً معيّناً يمكن أن يكون مصدراً من مصادر الإرهاب المعاصر أو الأصولية المتشدّدة المعاصرة. الجذر الثالث هو ذلك الذي حصل بعد سقوط عقلانية الاعتزال وانحياز الفكر الديني نحو السلفية أو نحو النصّ والنصوصية الحَرفية التي يُقرأ بها هذا الدين من خلال ما أُطلق عليه نظرية السلف أو نظرية علم أهل الحديث الذي تزعّمه الإمام أحمد بن حنبل، ثم الجَذْر الرابع هو تيار الحنابلة الذي ظهر في القرنين الرابع والخامس والذي تزعّمه أبو علي البربهاري الذي طوّر من أفكار الإمام أحمد باتجاه عملية التشدّد السلفي. الجَذْر الخامس هو جَذْر ابن تيمية الذي يُعتبر واحداً من كبار منظّري الفكر المتشدّد المتطرّف، ثم ما تنازل عنه من فكر الوهّابية والأصوليات الإسلامية المتجذّرة من الوهّابية وأصوليات الإخوان، ثم بعد ذلك ظهور الجماعات الجهادية القتالية التي اعتمدت على هذا التراث المتراكم من عصر الخوارج إلى عصر حركة التحرير وعصر الإخوان الذي من رَحْم هاتين الحركتين خرجت الجهات الجهادية أو القتالية.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: ما هي سِمات الفكر المتطرّف دكتور عبد الأمير؟</p> <p>عبد الأمير زاهد: سِمات الفكر المتشدّد أو المتطرّف أقسّمها على محاور ثلاثة، المحور الأول هو المحور المنهجي، والمحور الثاني هو المحور الاجتماعي والسياسي. في المحور المنهجي هناك بِدعة جديدة هي ربط ما هو من مجال الفروع إلى مجال العقائد، بمعنى ربط العبادة باعتبار أن العبادة من الفروع في مجال العقائد والتوحيد بمعنى أن قضية التوحيد بالفَهْم الأصولي المتشدّد انعكست على موضوع العبادة، وبالتالي أيّ نوعٍ من الخلل الذي يصيب هذا النمط من التصرّف العبادي يمسّ التوحيد وبالتالي يكون مقدّمة للتكفير، هذه السِمة الأولى. السِمة الثانية لهذا الفكر المتشدّد هي السمة التي تحتكر الحقيقة لنفسها، بالتالي هي ترى أنها تمتلك الحقيقة الكاملة الخالدة التي لا نقاش فيها، وبالتالي أغلقت كل أبواب التعدّدية والنقد والحوار والاجتهاد، هذا في الجانب المنهجي. في الجانب الأنثروبولوجي الاجتماعي هي قسّمت المجتمع قسمة ثنائية إلى متشدّد مؤمِن وغير متشدّد كافر أو مرتدّ، وبالتالي وضعت شَرْخاً عمودياً في عموم المجتمع المسلم وجعلت هذا المجتمع يتصارع على وَهْم أن الذين لا يتّفقون في مقولاتهم العقائدية مع المتشدّدين هم في جانب المرتدّين والكَفَرة. من الناحية السياسية نجد أن هؤلاء بُغاة دولة، هم يريدون أن يصنعوا دولة ولا يريدون أن يصنعوا مجتمعاً، وهناك فرق في الاستراتيجية بين مجموعةٍ تريد أن تصنع دولة وبين مجموعة تريد أن تصنع مجتمعاً، هؤلاء يريدون أن يصنعوا دولة، وعلمتُ أن حضرتك تعرف تماماً أن حركة داعش أسمت نفسها بالدولة الإسلامية، والدولة هنا تعني أن هناك فكر سياسي يريد أن يطبّق نموذجاً معيّناً على مجتمعٍ سواء قَبِل المجتمع هذا الفكر أم لم يقبله، فهناك قوّة مكرِهة ومقسِرة لهذا المجتمع على قبول هذا النمط من الدولة المتخلّفة والتي تؤمن بزمنٍ مقدّس مضى عليه ألف سنة. إذاً السمات الثلاث المنهجية والاجتماعية والسياسية هي سماتٍ متجانسة مع بعضها البعض تكوّن بمجموعها صورة بانوراما لهذا النوع من الفكر المتشدّد.</p> <p>غسان الشامي: بعد هذا التوصيف، هذه السمات وهذه الجذور هل يصحّ أن نُطلق على التطرّف مصطلح فكر؟</p> <p>عبد الأمير زاهد: إذا أخذنا مصطلح الفكر بمعناه العام أي بمعنى نواتج التفكير العقلي المستند إلى عقلٍ معرفي فهذا فكرٌ ولكنه فكر سلبي إقصائي يتميّز بأنه يُشيع ثقافة الكراهية والقتل والإبادة والقتل العشوائي، أما إذا أخذنا الفكر بمعنى النضج والتراكم العلمي والبرهانية والانفتاح على تجارب المجتمعات البشرية فهذا ليس فكراً إنما هذا تراجُع فكري وتقهقُر فكري إلى منطقة السلب والسلبية. &nbsp;&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: أين يلتقي برأيك هذا الفكر المتطرّف وأين يختلف عن جوهر الدين؟</p> <p>عبد الأمير زاهد: يا سيّدي المشكلة كالآتي، قدّمتُ لجنابك في المقدّمة أن الدين عبارة عن نصّ وسيرة أنبياء وتجربة ما بعد الأنبياء، هذه المصادر الثلاثة أنتجت فكراً مدوَّناً وسرديات مدوَّنة ومصادر فكرية، هذه المصادر الفكرية معبَّرٌ عنها في الثقافة الإسلامية بتفسير القرآن الكريم وبكتب الرواية والحديث النبوي وشروح الحديث، وبالتالي الأحكام السلطانية التي وصّفت سياسة الدولة العباسية والأموية. من مجموع هذه السرديات الفكرية ينتزع الأصوليون والمتطرّفون ما يريدون أن يستندوا إليه بوصفه أدلّة على ما يذهبون إليه من ثقافة الكراهية والقتل وإهدار حقوق الإنسان، وأضرب لك مثلاً، هم حينما يفجّرون في الأسواق والشوارع العامة ويسألهم سائل لعلّ هذا التفجير يقتل مَن يؤمن بأفكاركم كيف تقتلونه؟ يجيبون بأن الله تعالى أنطق النبي صلّى الله عليه وآله بأن كلٌّ يُبعث على نيّته ومقاصده، وبالتالي يستخدمون هذا النمط من النصّ الذي وجهته وجهة أخرى والذي ينظّر لقضيةٍ أخرى، يأخذونه ويجتزئونه من عموم هذه السُّنّة المطهّرة فيوظّفونه لأغراضهم الإجرامية، بمعنى أنهم يلتقون مع جوهر الدين في أخذ النصوص الدينية والاستفادة منها وتوظيفها لأهدافهم ولأغراضهم، هذا الالتقاء الأول، الالتقاء الثاني أنهم يأخذون شكليات التديّن ومظاهره الخارجية فيُشيعون للآخرين أنهم مصداق التديّن مثل إبقاء شعر الرأس والملابس القصيرة وإطلاق اللحى وإلى آخره من مظاهر التديّن التأريخي القديم، هذا أيضاً يُشيع للآخرين بأن هؤلاء حَمَلة هذا الدين. يختلفون مع جوهر الدين في أربعة أشياء، الشيء الأول أنهم يضربون نظرية الاستخلاف التي جاء بها القرآن الكريم الذي جعل الإنسان هو محور التشريعات والقوانين ومحور إعمار الكون، هم يلغون هذا الإنسان الذي هو المحور، هذا اختلاف منهجي ورئيسي وكبير. الأمر الثاني هم يختلفون مع جوهر الدين في موضوع المقاصد التي تختفي وراء النصوص الدينية وهي مقاصد الرحمة والإحسان وإعطاء الناس حقوقهم، وبالتالي تكريم الإنسان، الباري في القرآن الكريم يقول "وكّرمنا بني آدم"، هذه المقاصد الكبيرة يختلفون فيها ولذلك هم يهدرون حق الإنسان في الحياة، حقّه في الرأي، في الاعتناق، في النقد، حقّه في ممارسة الحياة بالطريقة التي تلائمه، هذا كله يُهدر وبالتالي هذا من جوهر الدين هم يختلفون معه. أخيراً هم يقدّمون صورة لدينٍ عبارة عن شريعة دموية بينما الدين هو شريعة محبّة ومودّة، وما فازت المسيحية في أوروبا إلا لأنها قدّمت نفسها باعتبارها مثالاً للمودّة والمحبّة والأخوّة بين البشر، بالتالي نحن المسلمون أحقّ من أن نقدّم أنفسنا بهذه الصورة لكن المتشدّدين والمتطرّفين الإرهابيين قدّمونا للناس على أننا قَتَلة وحَمَلة منهج إرهابي دموي يُبيد الناس لأجل آراء لا ندري متى تصحّ ومتى لا تصحّ.</p> <p>غسان الشامي: سيّدي من خلال قراءتي لما كتبتَ عن هذا الموضوع، أنت تفكّك البنية المعرفية للتطرّف، آمل منك أن تفكّكها أيضاً للسادة المشاهدين.&nbsp;</p> <p>عبد الأمير زاهد: يا سيّدي أنا أعتقد أن البنية المعرفية لهذا التطرّف ترتكز في الأساس على ثلاث قضايا مهمة، القضية الأولى أن هذا التراث الديني الذي بلغ 1400 سنة من عمره يتناسل ويتكاثر ويتراكم يُترك بقضّه وقضيضه ويُعتمد مثلاً على كتاب إبن تيمية فقط، وكأن هذا التراث الكبير الذي يعبّر عنه آدم ميتيز بالتراث الضخم في القرنين الرابع والخامس، هذا التراث كله يُختزل برأيٍ واحد وتُختزل 880 تفسيراً للقرآن الكريم بتفسير إبن كثير. لاحِظ أن عملية الاختزال هذه هي عملية انتقائية سوداوية غارقة بالسلبية باعتبار أن هذا التراث هو تراث متنوّع كبير قزحي تراه من جوانبه المتعدّدة، يعطيك ألواناً متعدّدة، يعطيك رؤية متنوّعة بينما هم يأتون فيلغون كل هذه الجهود المعرفية التي بذلها الرازي والبيضاوي والطوسي وحتى البخاري ومسلم، ويستندون في قضية معيّنة إلى إبن تيمية، حتى أن قائلهم يقول إن أي حديثٍ لا يعرفه إبن تيمية فهو حديث لم يصدر عن النبي.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: لهذه الدرجة؟</p> <p>عبد الأمير زاهد: نعم، الأمر الآخر هم بعد أن يختزلوا هذا التراث بهذه الكتب المتعدّدة يأتون فيرتّبون ويركّبون عليها نظريتهم التي تدعو إلى عملية تمزيق المجتمعات ونشر موضوع التشدّد ووضع القتل مقابل الإيمان، فإما أن تؤمن بما يقولون وإما يُهدَر دمك. عندما أقرأ لأبي محمّد المقدسي أو الزرقاوي أو أبو أيمن الظواهري أو نقرأ رسائل كتبها أسامة بن لادن لا نجد فكراً دينياً كما نقرأه عند المعتزلة والرازي والزمخشري والطوسي والطبرسي وغيرهم من كبار العلماء إنما نقرأ فكراً أحادياً مغلقاً متّجهاً وجهةً واحدة لا يقبل أبداً عملية التصحيف أو التفكيك. الأمر الثالث والأخير في وجهتهم أنهم يتحوّلون من دُعاة إلى قَتَلة، القرآن الكريم يقف من غير المسلم أو غير المؤمن بشكلٍ عام موقفين، الموقف الأول أن يكون هذا الآخر مُعتدياً أو غير معتدٍ، فإذا كان مُعتدياً فيُردّ اعتداءه بما نصطلح عليه بالجهاد والمقاومة والممانعة، أما إذا كان غير معتدٍ فالموقف منه هو الحوار الحسن، الحكمة، الموعِظة الحسنة، التبشير، والإسعاد، وعملية الترغيب في اعتناق الفكر الإسلامي باعتباره فكراً مستنيراً، بينما حين نقرأ ما يُطلق عليه في أدبيات أو سرديات الأصوليين الإرهابيين لا نجد هذا المعنى إنما نجد أن جريمة القتل هي حكمهم على كل مَن يخالفهم حتى في الفروع الصغيرة.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: إسمح لي بما تبقّى من هذا المحور، أيضاً أنت فكّكتَ البنية المنهجية للفكر المتطرّف، بأقلّ من دقيقتين إذا سمحت لي.&nbsp;</p> <p>عبد الأمير زاهد: المشكلة الكبيرة أستاذ غسان أنهم يستندون إلى حديث الفرقة الناجية، وحقيقةً كلهم يبدأون أحاديثهم به ويُطلقون على أنفسهم الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية، في الحقيقة أنا قمتُ بدراسة هذا الحديث وطرقه وأسانيده ومروياته والكتب التي روته، ودرستُ أيضاً تعارضات هذا الحديث مع ما ثبتت صحّته من الأحاديث الأخرى فوجدتُّ أنه متعارض تماماً ومتعارض مع القرآن الكريم أيضاً لأن القرآن الكريم يبشّر بالرحمة والمغفرة للجميع، نجد أن هذا الحديث يقول إن كل المسلمين في النار إلا فرقةً واحدة، قيل مَن هي؟ قال ما أنا عليه والسلف من أصحابي، وهذا الحديث من جهة الوثاقة السَنَدية ساقط ومن جهة الدلالة المتنيّة متعارض مع ما هو أصحّ منه، وبالتالي مستندهم الأساسي الذي يقفون عليه هو هذا الحديث الذي هو ساقط سنداً ومنتهٍ دلالةً وبالتالي لا يصحّ. أنا أفضّل أن نقول إن نزع الشرعية الدينية من الاستدلال الأصولي للإرهابيين واحدة من الخطوات المهمة في تنقية العقل الإسلامي من مشكلة الإرهاب.</p> <p>غسان الشامي: سنتابع بعد الفاصل دكتور، أعزائي فاصل ثم نعود إلى الحوار مع الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد من النجف الأشرف، انتظرونا إذا أحببتم.</p> <p>المحور الثاني:</p> <p>غسان الشامي: تحيّةً لكم مجدّداً من أجراس المشرق، دكتور عبد الأمير زاهد أريد أن أكمل في بقية الديانات والتطرّف فيها وتحديداً الديانات الإبراهيمية وهذا أيضاً مبحث من مباحثك، ولكن قبل ذلك أريد أن أسألك عن عقيدة السلف الصالح.&nbsp;</p> <p>عبد الأمير زاهد: أولاً المتتبّع تاريخياً لظهور مصطلح السلف لا يجد هذا المصطلح لا في القرن الأول ولا في القرن الثاني ولا الثالث وإنما ظهر في القرن الرابع أي قرن تطوُّر الفكر الحنبلي، ما كان قبله هو مصطلح المؤمنون والإيمان أولاً. ثانياً نلاحظ أن قضية السلف تُربَط بلفظ الصالح وهذا الصالح إما وصف أو قيد، فإذا كان وصفاً فهذا يعني أن هناك سلفاً غير صالح، وإذا كان قيداً فهذا يعني أيضاً أن هناك سلفيات غير صالحة. النقطة الثانية بعد دراسةٍ أركيولوجيةٍ لهذا الموضوع وجدنا أن هناك اضطراباً كبيراً جداً في قضية السلف الصالح، الرأي الأول الذي يستند إليه أغلب المتشدّدين قديماً وحديثاً وحتى في العصر الوسيط يقول إن المراد بالسلف الصالح هم أصحاب القرون الثلاثة مستندين إلى حديثٍ يقول إن خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه، بمعنى أن قرن الصحابة وقرن التابعين وقرن أتباع التابعين هو السلف الصالح عند أكثر القائلين به. الرأي الثاني كي يُدخِل آخرين ويصل إلى عصر إبن تيمية يمدّ زمن السلف الصالح إلى القرن السادس أو السابع، وبالتالي يكون موضوع السلف ممتدّاً زمنياً، حتى أن محمّد رمضان سعيد البوطي رحمه الله حينما كتب رسالته الصغيرة والثمينة بعنوان "السلفية مرحلة زمنية وليست مذهباً دينياً" شرح هذا الموضوع ووضّحه، وبيّن أن موضوع السلف والسلفية لا يصلح أن يكون عقيدةً بقدر ما يصلح أن يكون مرحلة تاريخية مرّ بها الفكر الإسلامي، لكن بسقوط عقلانية الاعتزال بسبب سلطة المتوكّل والانتقال في سياسة الدولة من سياسة عقلانية إلى سياسة نصيّة برز هذا النمط من التفكير الذي يُطلَق عليه "عِلم أهل الحديث"، وأهل الحديث هم أهل السلف والذي يروي الحديث وينقله ويدرّسه ويشرحه هم فقط أولئك الذين يُعتبرون من القرّاء والفقهاء وكبار رجال الدين، حينئذٍ تحوّل المسار المعرفي من مسار الاعتزال أي مسار البَرْهَنة ومسار العقلانيات ومسار شراكة الإنسان مع النصّ إلى مسارٍ آخر هو مسار القراءة الحرفية النصوصية، مسار التمسّك بالنصوص، مسار الوقوف عند زمنٍ محدّد، هذا الزمن المحدّد هو الذي يجب أن يسود وهو الذي يجب أن تُصحَّح عليه كل الأزمان المتأخّرة، القرن الحادي والعشرون الميلادي يصحّحه القرن السابع أو الثامن الميلادي وهذا عكس المسار التاريخي أي عكس مسار التراكم التاريخي. السلفية هي مفهوم سياسي أولاً وليس مفهوماً دينياً لكن تحوّل من خانة المفاهيم السياسية إلى خانة المفاهيم الدينية.</p> <p>غسان الشامي: وعقيدة البراء والولاء ما علاقتها بالتطرّف؟</p> <p>عبد الأمير زاهد: عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين هي عقيدة قرآنية، قبل قليل قلتُ لحضرتك إن هؤلاء يأخذون شيئاً من التراث الديني ويوظّفونه لمراميهم وأغراضهم. القرآن الكريم ثبّت مسألة الولاء والبراء ولكن الولاء لمَن لم يحارب الدين ولم يحارب الإسلام والمسلمين، الولاء للمسلم مطلقاً أياً كانت مدرسته، اجتهاده، توجُّهه، طريقته في فَهْم العبادات والمعاملات على أساسٍ إسلامي، والبراء مع مَن يعتدي على الوجود الإسلامي ثقافةً أو فكراً أو مجموعةً بشرية. نحن في ما نعتقد من مسألة الولاء والبراء أن الولاء متّسع والبراء مضيَّق جداً لأنه بحدود المعتدين، الإرهابيون والأصوليون ضيّقوا موضوع الولاء ووسّعوا موضوع البراء بمعنى أنهم جعلوا الولاء فقط لمَن يؤمن بمقولاتهم، وجعلوا موضوع البراء لمَن لا يؤمن بمقولاتهم وهم كُثُر، وبالتالي اتّسع نطاق البراء وتضيّق نطاق الولاء وهذا عكس ما ثبّته القرآن الكريم في مفهومي الولاء والبراء. &nbsp;&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: سيّدي ما دمنا دخلنا في الموضوع الأصولي ما هي أسس الأصولية في الديانات الإبراهيمية الثلاث؟</p> <p>عبد الأمير زاهد: حينما كنتُ في بيروت قرأتُ كتاباً عن الأسس الأصولية للديانات الإبراهيمية لأستاذٍ من أساتذة جامعة القديس يوسف، هذا الرجل يذهب إلى أن الأديان بطبيعتها تحمل جانباً عنفياً، ويبدأ باليهودية ويرى أن مقولة"اقتلوا بعضكم"كعقابٍ على عبادة السامري أو عبادة الثور، وما ورد في الإسرائيليات وفي شروح التوراة وفي التلمود، يوظّف كل هذه الأفكار والمفاهيم إلى أن قضية الدم والعنف هي قضية مؤصّلة جداً في الفكر الديني اليهودي، ثم يعلّق على قضية ذبح إبراهيم لولده إسماعيل ويرى أن هذا المنطق دموي أيضاً، ثم يأتي إلى المسيحية ويترك كل ما في العهد الجديد من آياتٍ فيها الإحسان والرحمة والخُلُق والمودّة والأخوّة فيأخذ بعض الآيات المجتزأة، ويرى أيضاً أن المسيحية هي عبارة عن دينٍ جاء بالدموية والإرهاب، ثم يأتي إلى الإسلام وهكذا يُثبت بأن الإسلام هو عبارة عن عمليات قتلٍ مستمرة وإبادة واستئصال، ويتحدّث عن مسألة المعارضة الفكرية والسياسية إلى آخره، ويخلص من هذا جميعاً إلى أن مفهوم الأديان الإبراهيمية مرتكز على أساسٍ عنفي. بعد قراءة هذا النمط من التوجُّه لهذا الرجل وهو الآن ميّال إلى مسألة الديانات الشرقية أي البوذية والكونفوشيوسية باعتبارهما أدياناً وفلسفات سلامٍ، أنا أقول إن قراءة الدين قراءةً شمولية غير مجتزأة تبيّن لك أن المعتدي على أهل الديانة فقط هو الذي يجب أن يُقاوَم، مشروعية المقاومة مرتبطة ارتباطاً أساسياً بالعدوان، متى وُجد العدوان شُرّعت المقاومة لهذا العدوان أياً كان، ما عدا هذا كل البشر يتمتّعون بحق الحوار وحق الموعظة الحسنة وحق الحكمة في التخاطب سواءً كانوا يقبلون آراءنا أو لا يقبلونها بشرط عدم العدوان. مفهوم السلام بين الأمم يؤسّسه القرآن الكريم على هذه القاعدة أن الأمم كلها على اختلاف دياناتها وثقافاتها ومعتقداتها.</p> <p>غسان الشامي: الناس سواسية كأسنان المشط.</p> <p>عبد الأمير زاهد: نعم، يجب عليها أن تكون متوائمة، تقبل الآخر، تتفاهم معه، تتحاور معه، وبالتالي متى ما بدأ العدوان كانت المقاومة هي الردّ والدليل على ذلك أن الله تعالى يأمر المسلمين بعدم البدء بالحرب "أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير"، إذاً الإذن جاء بعد العدوان عليهم، بالتالي موضوع الجهاد والحركات الجهادية هو فرعٌ عن وجود عدوان على الوجود الإسلامي وهذا مختفٍ تماماً في تفكير الجماعات الأصولية.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: دكتور عبد الأمير ما الفرق بين الحاكمية السياسية والحاكمية الشرعية سيّدي؟&nbsp;</p> <p>عبد الأمير زاهد: الجذر التاريخي لمفهوم الحاكمية ظهر أثناء عملية انفصال باكستان عن الهند في موضوع القارة الهندية مطلع القرن الماضي. كان هناك شخص في باكستان إسمه أبو الأعلى المودودي الذي وضع ديباجة الدستور الباكستاني الذي فصل باكستان باعتبارها بلداً مسلماً عن الهند. لاحِظ أن المسلمين يعيشون في الهند الآن أفضل من المسلمين الذين يعيشون في باكستان، باكستان الآن هي ميدان للعمليات الإرهابية وساحة لنمو الجماعات الإرهابية من بيشاور إلى منتصف الجغرافيا الأفغانية، في حين أن الهند الآن تُعتبر من الدول المتقدّمة صناعياً والتي تفهّمت الديمقراطية وعملت بها، والمسلمون الآن يتمتّعون بحرية عالية جداً في الهند. هذا الرجل، أبو الأعلى المودودي حينما كتب الديباجة لدستور باكستان بعد الانسلاخ عن الهند كتب مفهوم الحاكمية، ومفهوم الحاكمية فيما يراه المودودي هو أن المجتمعات يجب أن تُحكم عن طريق الشريعة الإسلامية، وهذه كلمة حق لأننا أيضاً نقول إن الشريعة الإسلامية هي أسمى الشرائع وأفضلها وأحسن الأديان وأحسن الثقافات، ولكن مع وجود الإنسان الشريك للنصّ الديني لأن الله تعالى حينما أنزل المُحكَم أنزل مقابله المتشابه، وفتح الباب للعقل الإنساني أن يكون شريك النصّ المُحكَم. حضرتك ترى أن الفقهاء والأصوليين جميعاً حينما يستعرضون أصول الأحكام يقولون القرآن والسنّة ثم ينتقلون إلى الإجماع، إلى القياس، إلى العقل، إلى سدّ الذرائع، إلى العُرف، بمعنى أن هذا المنتَج البشري يكون شريكاً للنصّ، مفهوم الحاكمية يُلغي هذه الشراكة ويعطّلها تماماً ويجعل الإنسان حبيس فَهْمٍ زمني لنصٍّ معيّن، مثلاً فَهْم عصر إبن تيمية أو عصر إبن القيّم أو عصر إبن كثير، وهذا الفَهْم يجب أن يكون هو الفَهْم المقدّس، هو الفَهْم الذي يتعالى على النقد وبالتالي يقف التأريخ. الحاكمية حينما تريد أن توقف تطوُّر التاريخ وتطوُّر المجتمعات تأمر بعنوان، هذا العنوان المقدّس هو حاكمية الشريعة ولكن مضمون هذه الحاكمية هو عملية تعطيل العقل الإنساني من أن يكون شريكاً للنصّ وموضّحاً له وشارحاً ومفسّراً ومطوّراً له ومستفيداً منه لتطوير المجتمع الإنساني.</p> <p>غسان الشامي: سيّدي ما أثر التطرّف أولاً على العلاقات بين أصحاب الدين الواحد؟&nbsp;</p> <p>عبد الأمير زاهد: "المسلم أخو المسلم أحبّ أم كره"، حديثٌ نبوي صحيح في سنده وفي متونه ورواياته كلها جاءت بأسانيد ذهبية. حينما نقول المسلم أخو المسلم فهذا يعني أن تعدُّد الثقافات، تعدُّد المناهج، تعدُّد المدارس، تعدُّد المسالك، تعدُّد الرؤى في عملية فَهْم الدين أمرٌ متاح لجميع المسلمين، بالتالي حينما يكون هذا الموضوع فهذا يعني أننا ننطلق من مشروعية إسمها مشروعية التعدّدية في فَهْم الدين، وهذه التعدّدية حينما ننطلق منها كمشروعية فكرية وسياسية واجتماعية نكون جميعاً أمّةً متجانسة، هذا التنوّع وهذا التعدُّد وهذا الشكل يضيف قوّةً إلى هذا الفكر المستند إلى القرآن الكريم والسنّة النبوية. عندما يأتي التطرّف فيُلغي موضوع التعدُّد ويُجبر الناس على مسلكٍ واحد ورؤية واحدة، وهذه الرؤية لا تنتمي إلى عصر الناس إنما تنتمي إلى عشرة قرون أو سبعة قرونٍ مضت، بالتالي يكون هذا النوع من القسر أو العسف مدعاة للتقاتل والتنازُع والتناحُر والحروب الأهلية. أنظر إلى ما يحصل الآن في أفغانستان، عودة طالبان أخيراً في شهر أغسطس الماضي إلى السلطة دعت جماعات داعش أن يقاتلوا طالبان رغم الكثير من التشابُه في الرؤيتين لكن هناك خلافات، أُلغي هذا التشابُه وتمّ إعمال المختلفات، ولهذا تجد الدماء يومياً وهناك مجازر وضحايا وقتلى بالرغم من أن الساحة الآن هي ساحة للتطرّف عموماً.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: وأخيراً تفجير قندوز.</p> <p>عبد الأمير زاهد: أحسنتَ، أنظر إلى شمال سوريا وما حصل بين الجماعات المتعدّدة التي ترتكز كلها على أساس الفكر الأصولي وفكر الحاكمية والفكر المتشدّد من داعش إلى النصرة إلى سرايا الإسلام وبقيّة المسمّيات. فإذاً أخي العزيز جنابك حينما تسأل عن التأثير السلبي السيّىء على وحدة المسلمين نجد أن هؤلاء بإلغائهم للتعدّدية، تعدّدية مسالك الفَهْم يؤسّسون لعملية حربٍ أهلية بين المسلمين في ما بينهم، وبالتالي ربّما سيبقى المسلمون متخلّفين وتتحكّم بهم الإرادات الغربية لأنهم ضعفاء ويتقاتلون مع بعضهم. أكثر ما قرّح عيوننا هو ما قاله ترامب عن المسلمين والعرب إنهم لا يعرفون الحداثة ويتقاتلون.</p> <p>غسان الشامي: إسمح لي أن أسألك أيضاً عن أثر هذا التطرّف على العلاقات بين الأديان، على علاقة الإسلام والمسلمين مع الأديان والشعوب الأخرى، هل هذا التطرّف يجعل المسلمين كما قال بن لادن "فسطاطاً لوحده وبقيّة العالم فسطاطٌ آخر"؟&nbsp;</p> <p>عبد الأمير زاهد: يا سيّدي محمّد بن الحسن الشيباني واحد من تلاميذ الإمام أبي حنيفة كتب كتاباً في القرن الثاني وهو توفّى في العام 187 هجرية إسمه "السِيَر"، وبعد ذلك جاء فقهاء الحنفية فشرحوا هذا الكتاب ومنهم السرخسي حينما شرح هذا الكتاب في كتاب أسماه "شرح السِيَر الكبير". محمّد بن الحسن الشيباني قسّم العالم آنذاك إلى قسمين: دار الإسلام ودار الحرب، فكل بلدٍ يعيش فيه مسلمون وتُقام شعائر الإسلام فيه سمّاه دار الإسلام، وكل بلدٍ لا تُقام فيه شعائر الإسلام سمّاه دار الحرب، وبالتالي أنشأ ثنائية جيوبوليتيكية في العالم أن هناك فسطاطاً إسلامياً وفسطاطاً غير إسلامي، هذا الفسطاط الإسلامي هو فسطاط أهل الجنّة والفسطاط غير الإسلامي هو فسطاط أهل النار، وبالتالي نشبت هذه الحروب بين المسلمين وغيرهم تحت عنوان الفتوحات لكن هذا العنوان هو عنوان بعملية عدم الاعتراف بأحقيّة الأديان الأخرى، في حين أن القرآن الكريم يدعونا إلى الاعتراف والاحترام للأديان والأنبياء والشرائع السابقة، وهذا كلّه يختزله الأصوليون في عملية اعتبار غير المسلم مطلقاً كافر ويجب أن يُقتل ويُسبى وتُصادَر ملكيته، المخالفون من المسلمين يحكمون عليهم بهذا الحكم، فكيف بمَن هو غير مسلم! إذاً وجود الأصوليات الإسلامية مدعاةٌ لحربٍ دينية بين المسلمين وغيرهم.</p> <p>غسان الشامي: أنا أريد أن أشكرك، كان لديّ الكثير من الأسئلة ولكن آمل أن نلقاك في بيروت أو بغداد. أعزائي كل الشعوب التي تقدّمت تركت خلفها ذكرياتٍ أليمة عن التطرّف والتعصّب والإلغاء، ولا مناص لبلادنا سوى بالتخلّص من هذا كله. شكراً عميماً للدكتور عبد الأمير زاهد على حضوره في أجراس المشرق، شكراً للزملاء في البرنامج والميادين على جهدهم، سلامٌ عليكم وسلامٌ لكم.&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>