الميلاد مع جوقة "لونا للغناء الجماعي"

سهرة ميلادية وتراتيل حسب الطقسين السرياني والبيزنطي بالعربية والسريانية والآرامية، ومشاركة العيد مع جوقة لونا للغناء الجماعي بقيادة حسام بريمو ومشاركة الياس زيات من كاتدرائية سيدة النياح في دمشق.

نص الحلقة

<p>أجراس المشرق</p> <p>25-12-2021</p> <p>&nbsp;</p> <p>المحور الأول:</p> <p>غسان الشامي: ميلادٌ بهيٌّ لكم أينما كنتم، في ذلك الزمان جاء السيّد الناصريّ الجليليّ ليقول للناس "أحبّوا بعضكم بعضاً"، حرفان خطيران محور رسالته، الحاء والباء، حرفان أقلقا روما وسلطتها ومجمع السنهدريم اليهودي فاتّفقا على قتل الولادة المجيدة، المولود في مغارة والمبجَّل من الرعيان والمجوس اجتاح العالم بحرفين، بالحاء والباء، وبهما يحيا الإنسان. في هذا العام ميلادنا دمشقي، أوَليست هي المدينة الأقدم التي تولد مجدّداً عندما يظنّ مَن يكرهها أنها غابت، ميلادنا شاميٌّ من كنيسة سيّدة النياح البهيّة، المقرّ البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك، وتحيي معنا هذا العيد جوقة قوس قزح بقيادة الأستاذ حسام بريمو في تنوُّعٍ ترتيلي بين الآرامي والسرياني والبيزنطي، ويشاركنا الأستاذ الياس زيّات، ميلادكم فرح، أيامكم دفءٌ وأمان، وسنبدأ بالصلاة الربّانية بالآرامية التي علّمها السيّد المسيح لتلاميذه على الجبل وبلغته الآرامية، أستاذ حسام تفضّل.</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: أستاذ حسام أوبوختي بيشمويا، أبانا الذي في السماوات، مَن حقّقها بالآرامية؟ مَن أوّل مَن أطلقها؟&nbsp;</p> <p>حسام الدين بريمو: حقّقها الأستاذ جورج رزق الله رحمه الله، ربّما هناك مَن سبقه ولكن لم يُعرف أحدٌ قبله حقّق أوبوحتي بيشمويا، حقّقها بالنموذجين "أعطنا خبزنا وخبزنا الجوهري أعطنا اليوم"، كل أهل معلولا ينشدونها. &nbsp;&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: معلولا البلدة الآرامية.</p> <p>حسام الدين بريمو: نعم.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: أنت من معلولا؟</p> <p>حسام الدين بريمو: كلا، أنا شامي معلولي آرامي.</p> <p>غسان الشامي: معلوليتشوْممتَ.</p> <p>حسام الدين بريمو: نعم، لحّنتُها بهذا الشكل كي تكون قريبة من روح الناس وإن شاء الله تسري.</p> <p>غسان الشامي: دائماً في معلولا في كنيسة مار سركيس وباخوس تقرأون "أبانا الذي في السماوات"، أيضاً لحّنها الأستاذ رزق الله؟</p> <p>حسام الدين بريمو: الأستاذ رزق الله كان يقول كل ما يخطر في باله ثم ينساه، كان يلحّن ويفيض ولكنه لا يخزّن، حين لحّنتُها أسمعته إياها وسُرّ بها.</p> <p>غسان الشامي: شكراً. أستاذ زيّات نحن نريد أن نسمع منك ترتيلة، بدأنا بالآرامية وسننتقل إلى البيزنطي، هل هو بيزنطي أم أنطاكي؟</p> <p>الياس الزيات: المُتعارف عليه أنه بيزنطي لأنه كان في الفترة البيزنطية لكن دعنا نسمّيه الترتيل الكنسي.</p> <p>غسان الشامي: ولكن الذي جاءنا به هو دمشقي، يوحنا الدمشقي، أوّل كتابٍ جاءنا "الألحان الثمانية" هو ليوحنا الدمشقي.</p> <p>الياس الزيات: يوحنا الدمشقي هو أوّل مَن نظّمها في ثمانية ألحان.</p> <p>غسان الشامي: نريد أن نسمع منك ترتيلة "العذراء أمّ الإله".</p> <p>حسام الدين بريمو: سوف نسرقها منه ونؤدّيها في جوقة قوس قزح.</p> <p>غسان الشامي: تفضّل.&nbsp;</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: شكراً،أستاذ الياس أولاً على أيّ لحنٍ بيزنطي هذه الترتيلة؟</p> <p>الياس الزيات: على اللحن الخامس.</p> <p>غسان الشامي: ماذا يقابله في المقام العربي؟&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: الخامس بالذات له عدّة فروع، ربّما يكون النهوَند والأساسي هو بيّات حسيني.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: البيّات لوحده والحسيني لوحده، بيا بالسرياني وحَسينو بالسرياني.</p> <p>الياس الزيات: هو نفسه الحَسينو، يُسمّى البيّات الحسيني أو مقام الحسيني اختصاراً ولكن هو نفسه، وأيضاً ربّما يكون مقام الحصار ضمن اللحن الخامس.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: هل معروف مَن لحّن هذه الترتيلة؟&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: هذه الترتيلة نظمها القدّيس نكتاريوس وتُرجمت لاحقاً إلى العربية.</p> <p>غسان الشامي: أنا أسألك لأن الكثير من السادة المشاهدين لا يعرفون كيف جاءت الألحان السريانية والعربية، للفائدة فقط، مع العيد فائدة معلوماتية. أستاذ حسام بريموعمانوموريو أي الله معنا بالسريانية، هل نقدّمها؟&nbsp;</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: أستاذ حسام على أيّ لحنٍ هذه الترتيلة؟&nbsp;</p> <p>حسام الدين بريمو: أيضاً على نهوَند ولكن لم يُعرف متى لُحّنت، أعتقد أنها تلحين جديد وليس قديماً، حاولتُ الاستفسار ولم أجد لها أيّ أصلٍ قديم، ولكن لأنها بسيطة وجميلة ولأن اللبنانيين أعادوها وعلى الأغلب الرحابنة فقد سرت، اليوم يقرأها السريان، الموارنة، الكاثوليك والأرثوذكس لأنها جميلة ولأنها عمانوموريو، لأنها جوهر الميلاد.</p> <p>غسان الشامي: نأمل في الميلاد أن يكون الله معنا.</p> <p>حسام الدين بريمو: إن شاء الله.</p> <p>غسان الشامي: الآن ترتيلتان للأستاذ زيّات، "المسيح وُلِد فمجّدوه" و "أيها المحبّ البشر" هل نسمع بعد إذنك؟</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: شكراً، سيّدي علي أيّ لحنٍ هاتين الترتيلتين؟&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: بيزنطياً على اللحن الأول وشرقياً بيّات.</p> <p>غسان الشامي: فيه طربٌ أقرب للشعبي البيّاتي، بالسرياني بيّا، من حيّاكم الله وّبياكم، من العزاء، فيها لحن تعزية، متى وُجِدت هاتان الترتيلتان؟ &nbsp;</p> <p>الياس الزيات: لا نعرف تاريخهما بدقّة ولكنهما من ألحان متري المرّ الذي ترجمهما عن اليونانية في الفترة بين 1890...</p> <p>غسان الشامي: الذي أعاد تقميش الطقس البيزنطي.</p> <p>الياس الزيات: الذي ترجم أغلب القِطَع التي نرتّلها إلى اللغة العربية، الترتيل كلّه كان يونانياً في الأساس.</p> <p>غسان الشامي: سبحان مَن عرّبه. هوروعيم، الرعيان، هؤلاء الرعيان الذين جاؤوا بنعاجهم لتدفئة السيّد المسيح في المغارة، الرعيان الذين قادوا المجوس ملوك المشرق، الذين لحقوا النجم إلى المغارة ليقدّموا لهذا الوليد الإنساني ذهباً ولباناً، هوروعيم، تفضلّ.</p> <p>غسان الشامي: شكراً جزيلاً لكم أيها الجميلون والجميلات. فعلاً فيها فرح الرعيان، بكلمة هذه الترتيلة قديمة أم حديثة؟&nbsp;</p> <p>حسام الدين بريمو: أعتقد أنها جديدة بالأخصّ لأنها على العجم.</p> <p>غسان الشامي: ولكنها راقصة.</p> <p>حسام الدين بريمو: نعم، ربّما هذا هو الهدف، تعليم الأولاد كيف يعيشون فرح الميلاد بهذا اللحن.</p> <p>غسان الشامي: سنذهب وإيّاكم إلى فاصل، أعزائي نعايدكم دائماً على أن نسمع بعد الفاصل تراتيل للميلاد، من دمشق القديمة العتيقة، من كنيسة سيّدة النياح بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك، انتظرونا.</p> <p>المحور الثاني:&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: تحيّةً لكم مجدّداً من أجراس المشرق، حلقة عن الميلاد من دمشق، "افرحوا أيها الصدّيقون والآب سُرّ مرتضياً"، الآن سأستبقك وأقل لك إنها من اللحن الرابع البيزنطي ومقام السيكا أليس كذلك؟</p> <p>الياس الزيات: صحيح.</p> <p>غسان الشامي: شكراً، تفضّل.&nbsp;</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: إضافةً إلى الترتيل هناك فسحة من الطرب، هل كان شعبنا أو ناسنا يمزجون ما بين نشوة العلاقة مع السماء والطرب أستاذ الياس؟&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: بالتأكيد، اللحن الكَنَسي هو مأخوذ في الأساس من الألحان الشعبية كي يكون قريباً من الناس لجذبهم إلى الكنيسة ومحبّة الله، فأخذ كثيراً من اللحن الشعبي، واللحن المحلي هنا يحمل الطرب بشكلٍ أو بآخر، الموسيقى البيزنطية متأثّرة بالتأكيد بهذا اللحن.</p> <p>غسان الشامي: هل من تاريخٍ لهاتين الترتيلتين؟ هل من هويّةٍ معروفة؟&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: كما هي الحال بالنسبة لكل التراتيل، كانت تراتيل يونانية وتُرجمت بعدها إلى اللغة العربية، متري المرّ أخذ اللحن اليوناني كما هو وبنفس الجُمَل الموسيقية غالباً، حذف الكلمات اليونانية وركّب مكانها كلماتٍ عربية وربّما عدّل قليلاً على اللحن اليوناني لمطابقة الكلام العربي ولكنه حافظ على اللحن أكثر من الكلمة، هناك بعض الكلمات العربية التي لا تأخذ موضعها الصحيح بسبب التركيز على عدم التأثير على اللحن.</p> <p>حسام الدين بريمو: إذا سمحتَ لي بإضافة من غبطة البطريرك، علمتُ بأن معظم الألحان التي رُتّلت في اليونان تمّ تلحينها في اللاذقية بشكلٍ توثيقي وليس شفهياً فقط ومن ثم أعيدت ترجمتها إلى العربية.</p> <p>غسان الشامي: لقد سألتُ في بداية الحديث عما إذا كانت أنطاكية أم دمشقية ولكن سنعود إلى السريانية معك الأستاذ حسام، شبحولهوقولو أي سبحان هذه الكلمة، هذه من مقام نهوَند؟&nbsp;</p> <p>حسام الدين بريمو: نعم.</p> <p>غسان الشامي: وأنت تحبّ النهوَند، تفضّل.</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: أستاذ حسام أليست حزينة قليلاً بالنسبة للميلاد؟&nbsp;</p> <p>حسام الدين بريمو: هي حزينة قليلاً، هكذا أرادوا، الشجن أيضاً فيه شيء من القلب.</p> <p>غسان الشامي: هذه الترتيلة متى تُرتَّل ومَن قالها وكيف أتت؟&nbsp;</p> <p>حسام الدين بريمو: نحن استلمناها كما هي من السيّدة فيروز، سألتُ كثيراً ولم يُشر أحد إلى أنها قديمة، أنا أعتقد إنها جديدة. الألحان السريانية القديمة هي داخل الكنيسة اليوم والقداديس، وأنا عملتُ مع السريان لمدة، هي مختلفة قليلاً، أُلّف هذا لفرح الميلاد لذا لا أعتقد أنها قديمة وسألتُ ولم أحصل على إجابة تفيد بأنها قديمة.</p> <p>غسان الشامي: لن ننتظر عيد القيامة. في موضوع الميلاد صحِّح لي أستاذ الياس زيات من الواضح أن التراتيل الميلادية المعروفة هي البيزنطية أكثر من السريانية؟&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: إذا تحدّثنا عن التراتيل البيزنطية فهي تراتيل محدّدة وموجودة دائماً في كل طقسٍ ميلادي وتكون هي نفسها من دون تعديل، أما في تراتيل الطوائف الأخرى أو ما يُسمّى بالترانيم الميلادية أو الأغاني الميلادية فهي لا تُستخدم في الطقوس ولكنها كثيرة ومتجدّدة، ولكن بالنسبة إلى البيزنطي فهو محدّد ويتكرّر في كل عيد، نفس التراتيل ونفس الطقس.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: "لمّا حان أوان حضورك" من اللحن السادس، والمقام؟&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: الحجاز.</p> <p>غسان الشامي: نحن قريبون من محطّة الحجاز، تفضّل.</p> <p>حسام الدين بريمو: أنا والكورال.</p> <p>الياس الزيات: وأنا معهم.</p> <p>إنشاد</p> <p>حسام الدين بريمو: أستاذ غسان إسمح لي بتنويه، هؤلاء قوس قزح، هؤلاء ألوان ووراؤهم بالأخضر والأحمر ورود.</p> <p>غسان الشامي: ما شاء الله عليكم، الصبايا والشباب كلّكم قوس قزح بجماله وألوانه. أريد أن أسألك أستاذ الياس، هذه الترتيلة مَن وثّقها؟ هل هو معروف؟</p> <p>الياس الزيات: كانت ترتيلة يونانية وتعرّبت من قِبَل متري المرّ، هذا اللحن له، هناك ألحان أخرى لها مختلفة قليلاً في بعض التفاصيل والكلمات، كلمة مكان كلمة تناسب اللحن.&nbsp;</p> <p>حسام الدين بريمو: هذه أيضاً ليس فيها هذا الفرح الحيوي، فيها الفرح الداخلي والوجدان.&nbsp;</p> <p>الياس الزيات: الميلاد أو الطقس البيزنطي غالباً يكون مزيجاً بين الفرح والحزن لأنّ لدينا الحزن الذي يؤدّي إلى الفرح، كما كان الموت أولاً ثم القيامة التي ولّدت الفرح أيضاً هناك فرح بميلاد يسوع وحزن على الأطفال الذين قتلهم هيرودس في بيت لحم.</p> <p>غسان الشامي: "هليل هومر"، سبِّحوا ورنِّموا للمرنّمة الأستاذة كاثرين لاوو.</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: أحاول أن أتنافس وإياكما، هذا مقام بيا بالسرياني وبيّات بالعربي، وأقول للأستاذ زيّات عن ترتيلة أحبّها مذ كنتُ صغيراً "إنّ مخلّصنا قد افتقدنا من العلا من مشرق المشارق"، أنا مشرقي، "نحن الذين كنّا في الظلّ والظُلمة وصدفنا نور الحقّ لأن الربّ قد وُلِد من البتول"، تفضّل.</p> <p>الياس الزيات: نحن في أجراس المشرق.</p> <p>إنشاد&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: هذه الترتيلة على اللحن الثالث البيزنطي، المقام عجم. سنعجم عيداننا وكما بدأنا بالصلاة الربّانية "أبانا الذي في السماوات" نختم أستاذ حسام بريمو، تفضّل.</p> <p>إنشاد</p> <p>غسان الشامي: شكراً. أعزائي لا يُضاء سراجٌ ويوضع تحت المكيال بل على العتبة قدّام الناس، هكذا تحدّث السيّد المسيح طالباً من الناس أن يشعّوا بالحبّ والخير على مَن حولهم. ميلادٌ باذخ المحبة أتمنّاه لكم جميعاً من دمشق العتيقة شاكراً جوقة قوس قزح، والأستاذ حسام بريمو، والأستاذ الياس زيّات، وعازف البيانو الأستاذ إياد جنّاوي، وكل فردٍ في هذه الفرقة، أشكركم جميعاً أنتم الذين قدّمتم لنا فرح هذا العيد، كما أشكر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك والقيّمين على العمل فيها على استضافتنا في كنيسة سيّدة النياح التاريخية وتقديم كل التسهيلات لفريق الميادين، أشكر زملائي الذين جاؤوا من بيروت: مدير العمليات جهاد نخلة، ومنتج البرنامج هشام الهاشم، والمصوّر الزميل وسام الرمّوز، وفريق العمل التقني، من سوريا أعايدكم وأقول لكم سلامٌ عليكم وسلامٌ لكم. &nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>