اليمن ومعادلة الإقليم

في الحديدة حيث اللعبة الاستراتيجية عند شواطئ البحر الأحمر قدم أكثر من خمسة وعشرين ألفا من ضباط الجيش اليمني وجنوده بعد توحيد القوات المسلحة استعراضاً مهيبا بعنوان وعد الآخرة فهل ربط أصحاب القرار في صنعاء القدرة العسكرية والخبرة الميدانية بأم المعارك على أرض فلسطين ومن أجل القدس؟ ما المغزى والدلالة؟ ولماذا يكشف الرئيس مهدي المشاط أن الجيش يستطيع ضرب أبعد نقطة في البحر الأحمر؟ وهنا يبرز القلق في إسرائيل اذ بات ضرب الأهداف الإسرائيلية ولاسيما ميناء ايلات متاحا من أرض اليمن أما بالنسبة للعروض العسكرية فاعتبرها الطرف اليمني الآخر إعلان حرب خصوصا وأنها كشفت عن أسلحة مهمة ومتطورة وفي الوقت ذاته وجه السيد عبد الملك الحوثي كلامه للقريب والبعيد عن القدرات العسكرية وأن الحل يكون بإنهاء العدوان ورفع الحصار. من هنا كيف سيكون المشهد في اليمن وماذا عن الهدنة, وهل العرض العسكري يمهد لسلام حقيقي أم لعودة القتال مجددا؟ واي دور مقبل لصنعاء في معادلة الإقليم؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>كمال خلف: سلام الله عليكم مُشاهدينا في "لعبة الأُمم". في (الحُديدة) حيث اللعبة الاستراتيجية عند شواطئ (البحر الأحمر)، قدَّمَ أكثر من خمسة وعشرين ألفاً من ضباط الجيش اليمني وجنوده بعد توحيد القوات المسلحة استعراضاً مهيباً بعنوان "وعد الآخرة"، فهل ربط أصحاب القرار في (صنعاء) القدرة العسكرية والخبرة الميدانية بأمّ المعارك على أرض (فلسطين) ومن أجل (القدس)؟ ما المغزى والدلالة؟ ولماذا يكشف الرئيس "مهدي المشّاط" أن الجيش يستطيع ضرب أبعد نقطة في (البحر الأحمر)؟</p> <p>رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط: أجرينا الاختبار والمناورات على هذا النوع من السلاح وتمّ بإذن الله بنجاحٍ باهر. نعلِنُ لكلّ دول العُدوان أنّ باستطاعتنا أن نضرب أيّ نُقطة في البحر من أيّ منطقة في (اليمن). تمّ تطوير أسلِحتنا الأرضيّة والبحريّة في الفترة الأخيرة وباستطاعتها برّاً وبحراً اصطياد هدفها من أيّ جغرافيا في جغرافيا بلدنا (اليمن) ومن أيّ نُقطة في (اليمن)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: وهنا يبرز القلق في (إسرائيل)، إذ بات ضرب الأهداف الإسرائيلية ولاسيما (ميناء إيلات) متاحاً من أرض (اليمن). أما بالنسبة للعروض العسكرية فاعتَبَرها الطرف اليمني الآخَر إعلان حرب خصوصا وأنها كشفت عن أسلحة مهمة ومتطوّرة. وفي الوقت ذاته وجّه السيّد "عبد الملك الحوثي" كلامه للقريب والبعيد عن القدرات العسكرية وأن الحل يكون بإنهاء العدوان ورفع الحصار</p> <p>زعيم حركة الحوثيين السيّد عبد الملك الحوثي: إن أرادوا أن يُخرِجوا أنفسهم من المأزق الذي وصلوا إليه نتيجةً لعدوانهم المسألة واضحة، وقف العدوان. أوقفوا عدوانكم، انهوا حصاركم، انهوا احتلالكم والمُشكلة تنتهي. قادمون بصواريخنا الباليستيّة وطائِراتنا المُسيّرة الفاعلة المُنكّلةِ بالأعداء البعيدة المدى. قادمون بإنتاجنا الحربي المُتميِّز وأنظمة الدفاع الجوّي. قادمون بأسلِحتنا البحريّة التي تُغرِق الأعداء وتوصِلهم بإذن الله تعالى إلى قعر البحر كما هو هلاك "فرعون". قادمون في العام القادم بالتصنيع المدني لنؤسّس فيه نهضة حضاريّة تخدِمُ وضع شعبنا الاقتصادي بإذن الله تعالى</p> <p>كمال خلف: ومن هنا كيف سيكون المشهد في (اليمن)؟ وماذا عن الهدنة؟ وهل العرض العسكري يمهّد لسلام حقيقي أم لعودة القتال مجدّداً؟ وأي دورٍ مقبلٍ لـ (صنعاء) في معادلة الإقليم ككُل؟</p> <p>المحور الأول &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>كمال خلف: مشاهدينا، في حلقة "لعبة الأُمم" لهذا الأُسبوع نستضيف من (صنعاء) وزير الإعلام في حكومة "الإنقاذ الوطني" الأُستاذ "ضيف الله الشامي"، ومن (لندن) رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الأُستاذ "عبد الباري عطوان"، ومن (عمّان) مدير "مركز القدس للدراسات السياسيّة" الأُستاذ " عُرَيب الرينتاوي". حيّاكم الله ضيوفنا واسمحوا لي أن أبدأ من (صنعاء) ببعض الأسئِلة للأُستاذ "ضيف الله الشامي". حيّاك الله أُستاذ "ضيف الله الشامي" واسمح لي أن أبدأ ببعض الاستفسارات والأسئِلة السريعة حتى تُعتبَر ركائِز ومنطلقات للنقاش. أولاً لماذا سُمّيَ العرض العسكري "وعدُ الآخِرة"؟ وهل هو ربطاً بالآية المعروفة في سورة "الإسراء"؟ وهل هناك دلالة سياسيّة كما فهمها كثيرٌ من المُحلّلين؟ هل فعلاً تؤكّدون ما نُشِر حول التسمية؟&nbsp;</p> <p>ضيف الله الشامي: بسم الله الرحمن الرحيم. في البداية تحيّة لكم أُستاذ "كمال" ولضيوفك الأعزّاء، الأُستاذ "عبد الباري عطوان" وضيفكم العزيز من (عمّان)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: حيّاك الله&nbsp;</p> <p>ضيف الله الشامي: لأنّ الحديث عن هذا الموضوع والحديث عن مُسمّى وعدُ الآخِرة هو بالفِعل أتى من قول الله سبحانه وتعالى: " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً". أتى منطلق هذه التسمية من خلال سعي العدوّ إلى مُحاولة النأي ببلدنا كما أشار السيّد القائِد في حديثه في العرض العسكري في (الحُديدة)، بأنّ العدو سعى ولا زال يسعى بأن ينأى ببلدنا عن أن يكون له دور في قضايا أُمّتنا الأساسيّة والقضايا المحوريّة لهذه الأُمّة وفي مُقدِّمها القضيّة الفلسطينيّة التي نعتبرها قضيّة موقف ومبدأ ودين نتعبّدُ الله به ونعتبرنا جزءاً لا يتجزّأ من هذه الأُمّة التي تنتصر لقضاياها وتنتصر لمواقف أمّتها وتنتصر لمبادِئها. فعندما أُطلِقَت هذه التسمية، هي رسالةً للأعداء جميعاً بأننا جزءٌ لا يتجزّأ من أمّةٍ تتحرّكُ رغمَ ما يُعانيه شعبنا وتعانيه بلدنا من حصار ومن عُدوان إجرامي عليها، إلّا أنّ القضيّة الفلسطينيّة قضيّة أساسيّة، قضيّة تجري في عروقنا ومبدأ ندين الله به. لذلك تأتي مثل هذه المُسمّيات لأننا كما أشار السيّد حفِظه الله، سنواصل بناء جيشٍ قويّ قادر على حماية البلد وتطوير قدراته ولكي يكون له دور كبير وبارِز وفاعل بإذن الله تعالى في الانتصار لقضايانا وقضايا أمّتنا وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة</p> <p>كمال خلف: التطوير العسكري وعرض الصواريخ والأسلِحة الجديدة وبناء القُدرات والخبرات القتاليّة والميدانيّة خلال حرب السنوات الماضية تمّ ربطها بمعركة مُقبلة مع (إسرائيل)؟ هكذا في شكلٍ واضح؟</p> <p>ضيف الله الشامي: السيّد القائِد في خطابه في العام 1442 هجري في خطاب "المولد النبويّ الشريف" عندما أشار إلى تصريحات "نتنياهو" حينها الذي حاول أن يُهدّد (اليمن) وأنّه ستكون له مواقف، أشار السيّد القائِد في خطابه وقال إنّ العدو الصهيوني إذا ارتكبَ أيّ حماقة في استهداف بلدنا أو الاعتداء على بلدنا فإننا سنضربُ أهدافاً حسّاسةً وأماكن حسّاسة، لذلك هذا التصريح ليس جديداً، وهذا العرض والارتباط بالقضيّة الفلسطينيّة ليس جديداً. فالسيّد قد أشار قبل عامين إلى هذا الموضوع لأنّ العدوّ الصهيوني هو عدوّ للأُمّة بأكملها. لذلك نحن ننطلق من منطلقات إيمان، من منطلقات أن نواجه مَن اعتدى علينا من أيّ جهةٍ كانت، وإذا كانت (إسرائيل) تحاول أن تقوم بمغالطات وتحاول أن تصنع من نفسها أنّها تريد السيطرة على المنطقة العربيّة، فنحن في (اليمن) نقول: نحن لسنا جزءاً يُمكن أن يخضع وأن يذهب للتطبيع ولسنا جزءاً يُمكن أن يذهب لأن يخون قضاياه وقضايا أمّته وقضايا وطنه. لذلك، كلّ هذه الأمور وكلّ هذه المُعطيات ستكون مبنيّة على الأحداث والوقائِع التي تجري. نحن نُعدّ أنفسنا ونُعدّ جيشنا بأن يكون لنا إسهام فاعِل في كلّ قضايا الأُمّة&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن الحرب التي شُنّت على (اليمن) شنّتها (السعوديّة) و(الإمارات) مع بعض الحلفاء الآخرين أغلبهم عرب سواء استعانوا من (السودان) أو من غيرها وليست (إسرائيل) مَن شنّ الحرب على (اليمن)</p> <p>ضيف الله الشامي: لذلك نحن ليس لدينا الآن، نحن لا يُمكن أن نقول بأننا سنستهدف هنا أو نستهدف هناك، لا نقول بأننا سنستهدف (إسرائيل) أو نستهدفهم. نحن نقول: أيّ اعتداء على بلدنا وأيّ عدوان على بلدنا من أيّ جهةٍ كانت ومن أيّ نُقطةٍ كانت، من حقنا الشرعي والإيماني وعلى كل المستويات أن يكون لنا حقّ الرد في أيّ مكان ومن أيّ مكان أتانا هذا التهديد. هذه الرسالة يجب أن يفهمها كلّ من يُحاول أن يعتدي على بلدنا من أيّ طرفٍ كان ومن أيّ جهةٍ كانت</p> <p>كمال خلف: هناك تهديد من (إسرائيل)؟&nbsp;</p> <p>ضيف الله الشامي: من أيّ جهةٍ كانت. نحن قلنا، سواءً من (إسرائيل)، سواءً من (السعودية)، سواءً من (الإمارات)، سواءً من أيّ بلد يأيتنا اعتداء نحن نمتلِك القدرة بإذن الله تعالى وبقوّة الله تعالى وبقرارنا القويّ وقيادتنا العظيمة. بفضل الله سبحانه وتعالى قيادتنا تمتلك الجرأة في القرار في أن تردّ على أيّ اعتداء على بلدنا من أيّ جهةٍ كانت&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن هل هناك اعتداء إسرائيلي أو هناك نيّة لاعتداء إسرائيلي؟ أنت توجّه خطابك لـ (إسرائيل) أيضاً. أنتم تعتبرون أنه ممكن أن تعتدي (إسرائيل) على (اليمن) أو اعتدت على (اليمن)؟&nbsp;</p> <p>ضيف الله الشامي: هذا الأمر يعود إليهم. إن قرّروا وارتكبوا حماقة في الاعتداء كما أشار السيّد القائِد في خطابه قبل عامين، فمعنى ذلك أنّه سيكون لنا ولقيادتنا ولجيشنا ردّ على أيّ اعتداء سواءً أتى من (إسرائيل) أو من غير (إسرائيل)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: واضح&nbsp;</p> <p>ضيف الله الشامي: هذا أمر وقضيّة محتومة لا يُمكن أن تتغيّر. أمّا في اعتبار (إسرائيل) عدو، فهي عدو لكلّ الأُمّة العربيّة والإسلاميّة في شكلٍ كامل وهو موقف مبدئي وأساسي وإيماني يجب أن يكون عليه كلّ العرب والمُسلمين. على كلّ مَن ينتمي إلى الدين الإسلامي أن يحمل موقف العداء لـ (إسرائيل) باعتبارها كياناً غاصباً يغتصبُ أرضاً عربيّةً إسلاميّةً ويُحاولُ تدنيس مقدّساتنا الإسلاميّة، نحن نتعبّد الله بعدواتنا لـ (إسرائيل)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: دعنا نسأل الأُستاذ "عبد الباري"، أسعد الله مساءك أُستاذ "عبد الباري عطوان" من (لندن). كيف قرأت "وعد الآخرة" وهذا الربط المُباشِر الذي عبّر عنه أكثر من مسؤول يمني؟ والآن معنا الأُستاذ "ضيف الله" وهو مسؤول رسمي كذلك، عبّر في شكلٍ واضح إنّ هذا هو شرح "وعد الآخرة"، وليس له أيّ تفسيرات أُخرى</p> <p>عبد الباري عطوان: أستاذ "كمال" تحيّة لك وتحيّة لضيوفك الكرام والسيّدات والسادة المُشاهدين. استمعت إلى ما تفضّل به الأُستاذ "ضيف الله" وأعتقد أنّه قدّم صورة واضحة، لكن قراءاتي ومفهومي للعرض العسكري ربما تُضيف إلى ما تفضّل به أُستاذ "ضيف الله". أعتقد أنّ الهدف من هذا العرض العسكري هو تحقيق عدّة رسائِل، الرسالة الأولى إلى جيران (اليمن) وإلى حتى داخل (اليمن) مفادها: نحن في صدد إعلان دولة يمنيّة عندما يتمّ دمج "اللجان الشعبيّة" مع الجيش ويكون هناك جيش واحد، هذا يعني جيش للدولة التي عاصمتها (صنعاء)، هذه أول نُقطة خاصّةً وأنّ التدريبات العسكريّة أوضحت حجم النظام، تنظيم العرض كان تنظيم دولة وليس تنظيم حركة وهذا واضح جداً. الرسالة الثانية كانت موجّهة بالدرجة الأولى إلى العدوّ الإسرائيلي، كانت موجّهة إلى (تل أبيب) عندما يقول الرئيس "المشّاط" بأننا نملك صواريخ تصل إلى أيّ نُقطة في أقصى (البحر الأحمر)، ما هي النقطة التي في أقصى (البحر الأحمر)؟ هي (إيلات)، هي (ديمونا) مركز المفاعِل النووي الإسرائيلي، الرسالة واضحة. أيضاً نُقطة ثالثة أو الرسالة الثالثة، عندما يتحدّث السيّد "المشّاط" عن صواريخ بحريّة جديدة وألغام بحريّة جديدة التي هي "مندب 1" و"مندب 2" و" رُبيج 1" و" رُبيج 2"، فهذا يعني بأنّ (البحر الأحمر) أو أمن (البحر الأحمر) أصبحَ جزءاً أساسيّاً من اهتمامات ومسؤوليّات الدولة اليمنيّة الجديدة التي تتبلور حسب قراءتي الشخصيّة. أمن (إسرائيل) البحري يقوم على ثلاث نقاط أساسيّة، طبعاً (باب المندب) وبعد ذلك (إيلات) (خليج العقبة) وساحل (البحر المتوسِّط). اللافت بأنّ هذه النقاط الرئيسيّة للأمن البحري الإسرائيلي أصبحت في أيدٍ عربيّة، في يد (اليمن) بالدرجة الأولى. في (البحر الأحمر) وأيضاً (إيلات) و(خليج العقبة) ومضائِق (تيران) و(صنافير) في يد (اليمن) والقوّة اليمنيّة الجديدة المُجهّزة والمتطوِّرة. بالنسبة لساحل (الأبيض المتوسّط) أصبح الآن أمن (إسرائيل) البحري على هذا الساحل في يد "حزب الله" و"حركة المقاومة الإسلاميّة" في (لبنان)، هذا يعني بأنّ الرسالة واضحة. نحن الآن على حافّة عدوان إسرائيلي، وربما حتى تأخُذ المقاومة زمام المبادرة وتنفِّذ وعدها وتحذيراتها بضرب حقل (كاريش) وضرب السُفن الإسرائيليّة ومنصّات الغاز والنفط الإسرائيليّة في (البحر المتوسِّط). أنا في تقديري "كمال"، حركة "أنصار الله" الآن تُقدِّم أوراق اعتمادها في أيّ حرب قادمة ضدّ العدوّ الإسرائيلي، حرب ستكون إقليميّة "حزب الله" فيها و(إيران) و(سوريا). وفي تقديري حتى عدم الردّ بشكلٍ مباشِر على العدوان الإسرائيلي على (دمشق) وعلى مطار (حلب)، ربما هذا تأخير لهذه الحرب. أنت أُستاذ "كمال" في أحد مقالاتك قلت بأنّ شهر سبتمبر/ أيلول الحالي هو من أخطر الأشهُر وربما يكون شهر الهجوم أو المواجهة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أنتقل إلى الأُستاذ "عُريب"، أسعد الله مساءك أُستاذ "عُريب الرينتاوي" في (عمّان). إذا كانت هذه الإشارات تصدُر من (اليمن) سواء في تفسير "وعد الآخرة" أو الحديث الصريح عن أنّنا سوف نستهدِف أبعد نُقطة في (البحر الأحمر) والإشارة إلى (إيلات)، لكن في مقابل ذلك أُستاذ "عُريب" تقارير إسرائيليّة كثيرة تتحدّث عن خطر قادم من (اليمن). نريد أن نفهم الصورة الآن، نحن كنّا خلال سنوات أمام حرب سعوديّة خليجيّة في (اليمن) وحرب داخليّة حيث بعض اليمنيين كانوا مع ما يُسمّى تحالُف عربي وإلى آخره، بمعنى أنّ (اليمن) كان في أتون حرب داخليّة وعدوان خارِجي (إسرائيل) ليست طرفاً فيه افتراضاً، والآن الحديث عن قلق إسرائيلي من (اليمن) وحديث عن أنّ (اليمن) جزء من معركة ضدّ (إسرائيل). كيف يمكن أن نفهم هذا التطوُّر الذي حصل؟</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: أشكرك وتحيّاتي لك ولضيفيك والمشاهدين والمشاهدات جميعاً&nbsp;</p> <p>كمال خلف: حيّاك الله&nbsp;</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: في الحقيقة أنا أجد نفسي متّفقاً مع القراءة العقلانيّة التي قدّمها الأُستاذ "ضيف الله الشامي" للمشهد ولدلالات الاستعراض العسكري ورسائله. هو كان واضحاً بأنّ (اليمن) سوف يردّ على من يعتدي عليه أيّاً كان هذا المُعتدي سواء (إسرائيل) أو "التحالف" أو غيره من الأطراف، والعرض العسكري أظهر بأنّ لدى اليمنيين ذراعاً طويلة يُمكن أن تصل إلى أهدافها في هذا المجال. لكنّ السيّد "الشامي" كما السيّد "المشّاط" و"الحوثي" لم يتحدّثا حقيقةً عن البُعد الإقليمي في هذا المجال وربّما يُمكننا إدراج العرض العسكري المهيب الذي شهِدته (الحُديدة) قبل أيّام في سياقات الأزمة اليمنيّة وفي سياقات الموقف اليمني من التحالف السعودي &ndash; الإماراتي ومن الفصول القادمة في المشهد اليمني. لا أُريد في الحقيقة أن أذهب بعيداً في رسم سيناريوهات الحرب الإقليميّة القادمة ودور (اليمن) وقصف (إيلات) وإغلاق (باب المندب)، أعتقد أن هذا ليس مطروحاً على جدول أعمال "أنصار الله" في هذه المرحلة إلّا من الزاوية الدفاعيّة إنْ تعرّضوا للضرب والاستهداف المُباشِر في هذا المجال. أُدرِج هذا الاستعراض في سياقين إثنين، الأول أنّنا أمام جيش وطنيّ يتشكّل ولسنا أمام ميليشيا كما جرت العادة أن توصف جماعة "أنصار الله" بأنّها جماعة حوثيّة مليشياويّة لا أكثر ولا أقلّ. ما شهِدناه هو استعراض عسكري لجيشٍ نظاميّ، ما شهِدناه هو رسالة قويّة إننا جاهزون للحرب وإنّنا جاهزون للسلام. عندما أتحدّث عن الحرب أتحدّث عن الحرب في (اليمن) وعليه ولا أتحدّث عن المسألة في بُعدها الإقليمي الواسع في هذا المجال. عندما أتحدّث عن السلام أتحدّث عن التهدِئة بما هي مُقدِّمة لسلام، فإن أصبحت التهدِئة مُقدِّمة للسلام وإنْ أوفت الأطراف بمندرجات التهدئة، وكان واضحاً في خطاب "المشّاط" والسيّد "عبد الملك الحوثي" بأنّ هناك مطالِب لها علاقة برفع الحصار، لها علاقة بالرواتب، لها علاقة بأشياء عديدة في الحقيقة جرى الاتّفاق عليها وهناك مُماطلة في تنفيذها. الهدنة في وضعها القائِم لن تستمرّ من وجهة نظر "أنصار الله" "الحوثي" إلّا إذا استُتبِعت بإجراءات تخفيف ورفع الحصار وحلّ المشكلة ثمّ فتح مسار سياسي. الاستعراض أعتقد يُهيّئ لأننا نرى ملامح دولة في الجنوب تكاد تكتمل في أحداث (شبوَة) و(أبين) التي هي دلالة على محاولات جدّية جادّة وحثيثة في الحقيقة لاستكمال الإمساك بدولة الجنوب. أحداث (حضرموت) في الأيّام الأخيرة تثير القلق في هذا المعنى، إذاً الشمال في الحقيقة يريد أن يُحضِّر نفسه أيضاً على هذا الصعيد. هناك حراك سياسي كثيف في (اليمن) وحوله سواءً بين الأطراف اليمنيّة، أُنظُر إلى انتقالات "حزب الإصلاح" وتوزيعه لقدميه، قَدَم في (صعدة) بالأمس وقَدَم آخر في (جدّة) و(الرياض)، أنظر إلى الحراك اليمني الذي يحصل في الخارِج، نحن أمام حراك سياسي قد يُمهِّد لمائِدة مُفاوضات. "الحوثي" يقول في شكلٍ واضح: نحن نريد السلام ولكن السلام المبني على القوّة والاقتدار، وهذه هي دلالة العرض العسكري، إن لم ننجح في الوصول إلى سلام مناسب فلنذهب إلى حرب ونحن جاهزون لها</p> <p>كمال خلف: بما أنّك تحدّثت عن الجنوب والشمال، هناك تساؤل حول نجاح حركة "أنصار الله"، نجاح القيادة في (صنعاء) في توحيد القوى العسكريّة وإعلان الجيش الوطني اليمني بينما وجدنا أنّ التحالف في الجنوب حتى الآن لم يستطع أن يقوم بهذه المهمّة، حتى اليوم هناك انقسامات تمنع&nbsp;</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: صحيح&nbsp;</p> <p>كمال خلف: ما هو تفسير ذلك؟ مع أنّ في الجنوب دوَل&nbsp;</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: "كمال" عزيزي، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى. هذه عبارة كرّرتها على "الميادين" أكثر من مرّة في وصف العلاقة بين أطراف التحالف الدولي في هذا المجال. نحن رأيناهم في إطار تحالف عربي ضدّ (اليمن) ولكن كانت هناك أجندات متصارِعة بين القوى، سواء (الإمارات) أو (السعوديّة)، هذا أولاً. ثانياً، في الجنوب هناك أيضاً قوى متصارِعة. لا يُمكن القول إنّ هناك قوى مهيمِنة ومُسيطِرة بالكامل، هناك "العمالقة" و "الطارق" و"الساحل" و"الانتقالي" و"القاعدة" و"داعش" و"الإصلاح" في بعض المناطق وهناك قوى عشائِريّة وهناك بقايا الشرعيّة في هذا المجال، لكن في تقديري هناك زخم إقليمي ودولي ربّما لبلورة دولة وربما هذا هو الذي يجري التركيز عليه. معارِك (شبوة) الأخيرة واستهداف "الإصلاح" في شكلٍ خاص، "الإصلاح" هو ثالث أكبر قوّة اقليميّة شعبيّة في (اليمن)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: إذاً (اليمن) إلى التقسيم أُستاذ "عُريب" وفق هذه الرؤية&nbsp;</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: أعتقد أنّ سيناريو التقسيم أولاً تريده (الإمارات) في شكلٍ علنيّ وفي شكل شبه رسمي، تتحدّث عنه في شكل شبه رسمي وتُحاذر الآن البوح بذلك لأنّ (السعوديّة) وإن كانت تُريد التقسيم إلّا أنّها لا تريد أن يتمّ ذلك تحت جناحها وفي الوقت الذي تنخرط فيه في مواجهة مُباشِرة، لكن تاريخياً (السعوديّة) مع تقسيم (اليمن). &nbsp;(يمن) ديمقراطي تقدّمي موحّد قوي مستقرّ عزيز، أعتقد أنّ هذا أمر يُقلق (المملكة العربيّة السعوديّة) لهذا في ظنّي نحن ذاهبون إلى هذا السيناريو، وانظُر إلى خرائِط المعارِك وخطوط التماس في هذا المجال، أعتقد أنّها تشي بما يدور في خلفيّة المشهد. الآن "الحوثي" يقول في شكلٍ واضح: نحن قوّة ضاربة في (اليمن)، نحن لسنا ميليشيا نحن جيش (اليمن)، إنْ ذهبتم إلى السِلم نذهب إلى السِلم من موقعٍ مقتدر وإنْ ذهبتم إلى الحرب فنحن جاهزون لها. أعتقد أنّ هذه هي الرسالة خلف استعراض (الحديدة)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أعود إلى (صنعاء). أُستاذ "ضيف الله الشامي"، طبعاً أُريد أن أسمع رأيك أُستاذ "ضيف الله" بما سمعت من ضيفيّ العزيزين، لكن أيضاً أريد أن نجيب على سؤال له علاقة برمزيّة (الحُديدة) لأنه أثار الكثير من التفسيرات أنّ العرض العسكري أُستاذ "ضيف الله " في (الحُديدة) وليس في (صنعاء) العاصمة، هذا كان له تفسيرين وربما أحدهما أو الإثنين معاً. &nbsp;الأول يتعلّق بالأهميّة الاستراتيجيّة لـ (البحر الأحمر) ورسالة لها علاقة بالإقليم ككلّ، وهناك تفسير آخر قال بأنّ (الحُديدة) هي رسالة داخليّة وهناك مَن قال أيضاً بأنّ العرض العسكري في (الحُديدة) أنهى اتفاق (ستوكهولم)، والعرض العسكري جاء ليُعطي رسالة للأطراف الداخليّة بأنّ هذا الاتفاق لاغٍ الآن. هل هما الرسالتان معاً؟ وأيهما فعلاً كانت في ذهن أصحاب القرار في (صنعاء)؟</p> <p>ضيف الله الشامي: يا سيّدي الكريم والسادة المُشاهدين وضيوفك الكرام، الرسائِل كثيرة جداً في إقامة هذا العرض العسكري المهيب في مدينة (الحُديدة) من عدّة نواحٍ وعدّة جوانب، من حيث الأسلِحة العسكريّة التي عُرِضت، من حيث القوّة البشريّة والجيش اليمني الذي سعى الأعداء في فترات سابقة إلى تمزيقه، إلى استهدافه، إلى اغتيال قياداته، إلى مُحاولة هيكلته ليصبّ في مصلحة وخدمة المُستعمِر الأميركي ومَن يدور في فلكه كذلك. الجيش اليمني اليوم ينتفض من تحت الركام ومن خنادق المتاريس ومن ميادين المواجهة ليقول للعالم بأنّ هذا الجيش اليمني بعد ثماني سنوات من التدمير، بعد ثماني سنوات من مُحاولة إركاعه، بعد ثماني سنوات من محاولة تفتيته وتمزيقه هو اليوم أقوى وهو اليوم أكثر صلابة وهو اليوم أكثر تماسكاً وهو اليوم أكثر عقيدةً قتاليّة وإيمانيّة وثقافة قرآنيّة وارتباط بالله وثقة وعزيمة وتوكُّل على الله من أيّ وقتٍ مضى. هو اليوم يسنده شعب يُمثِّل الصمود الأُسطوري وتسنده أجيال قادمة تمتلك من العزّة من الكرامة ومن الأنفة ومن الحميّة ومن الشجاعة ما لا يمتلكه الآخرون. اليوم هذا العرض العسكري قدّمَ رسائِل عديدة ومهمّة على كلّ المستويات، حتى اختيار المكان في "ساحة العروض" في (الحُديدة)، تلك الساحة التي أعلنَ العدوّ بأنّه سيخرُج أبناء (الحُديدة) لاستقبال قوّاته هناك بالورود فذهب الرئيس الشهيد "صالح الصمّاد" هناك ودعا إلى مسيرة البنادق وأعلنَ من تلك المنصّة ومن ذلك الميدان بأنّ أبناء (الحُديدة) ورجالها وأبناء الشعب اليمني سيستقبلون قوّات الغزو والاحتلال بفوّهات بنادقهم وخناجرهم، وخرجت مسيرة البنادق التي احتشدت في تلك الساحة وأتى العدوّ ليصل إلى تلك الساحة ويندحِر فيها ويُقتل فيها ويُدمَّر فيها وينسحب منها، وبعد كلّ هذا تأتي هذه القوّة البشريّة والقوّة العسكريّة لتقدِّم هذا العرض المهيب في تلك الساحة وفي ذلك الميدان. هي تُقدِّم رسالة للعدوّ بأنّ كلّ آمالكم وطموحاتكم ومساعيكم لتدمير هذا الجيش قد باءت بالفشل. كلّ سعيكم الكبير واستعانتكم بدول التحالف ومَن يقف خلفها أصبحت في الخسران والهزيمة لأننا اليوم حتى أثناء العرض في (الحُديدة) نعلم علم اليقين بأنّ النسق الأول الذي يقف في خدمة الأميركي والصهيوني أصبحَ اليوم يتقاتل مع بعضه البعض، أصبح اليوم يتلاشى، أصبحوا لا يمثّلون شيئاً ولا يُمثّلون دولة. هنا الدولة، هنا الجيش، هنا الحكومة، هنا الذين يتحرّكون في هذا الإطار. لذلك نحن عندما ننطلق من هذه المنطلقات ننطلق بقوّة ننطلق بإيمان وننطلق بعزيمة وننطلق بثبات. حتى الأسلِحة نفسها، عُرِض الكثير من الأسلِحة التي أُخذت غنيمة. حتى العربة نفسها التي تقدّم عليها قائِد العرض ليستعرِض القوّة هي عربة إماراتيّة مما كان يستعرض عليه القادة الإماراتيون في عروضهم العسكريّة لنقول لهم: حتّى آليّاتكم اليوم التي استعرضتم عليها وأنتم تريدون غزو بلدنا، ها نحن نستعرِض عليها قوّة جيشنا لنقول إنّكم ستُدفنون في تراب هذا الوطن إذا حاولتم غزوه وأردتم احتلاله&nbsp;</p> <p>كمال خلف: هذا كلام مهمّ لكن تحديد الأولويّة من عرض (الحُديدة) هو لـ (ستوكهولم) والداخل أم لـ (البحر الأحمر) والخارِج؟ هذا ما كنت أودّ أن نشير إليه</p> <p>ضيف الله الشامي: بالطبع، لأنّ الصوت كان متقطّعاً بعض الشيء فلم أسمع الصوت في كامل السؤال لكن من خلال المفهوم أنا أجبت عليك والحديث عن هذا الموضوع هو أنّ الرسائِل متعدّدة ليس للداخل فقط ولا للخارِج فقط، هو يحمل الرسائِل للجميع وهو يحمل رسالة سلام، أنّ هذا الشعب الذي دمّرتموه خلال ثماني سنوات هو اليوم أقوى مما كان عليه. فإمّا أن تكونوا ساعين للسلام وأردتم أن تُحقن الدماء وأردتم أن نعيش آمنين سالمين بحريّة واستقلال وسيادة كاملة فنحن جاهزون ومستعدّون لكلّ أنواع السلام بحريّة، بكرامة، بشرف، بإباء، بسيادة، باستقلال، ولا نقبل أيّ احتلال ولا بقاء أيّ جندي مُستعمِر ومحتلّ في بلدنا، وإلّا فإننا في جهوزيّة عالية لمواجهة أيّ اعتداء&nbsp;</p> <p>كمال خلف: قبل أن نذهب إلى فاصل، إذا أمكن أن تعطينا جواباً سريعاً أُستاذ "ضيف الله". اتفاق (ستوكهولم) انتهى بالنسبة لكم؟ يبدو لم يسمعني الأُستاذ "ضيف الله الشامي" &nbsp;</p> <p>ضيف الله الشامي: لم ينتهِ اتفاق (ستوكهولم) على الإطلاق ونحن دائِماً نتحرّك، هنالك خروقات تأتي من قِبَل العدو. نحن نقول إنّنا دائماً نتحرّك وفق مبادئ نعتمد عليها واللجنة ما زالت موجودة والإجراءات ما زالت موجودة وكلّ شيء يتحرّك على ما هو عليه، والعرض العسكري ليس كما يروِّج له الآخرون بأنّه اختراق وأنّه شيء من هذه المُسمّيات. كلّ شيء، كلّ محاولة للأعداء يُحاولون إثارتها تأتي في إطار مُحاولة الضغط ومحاولة التهرُّب من الاستحقاقات ومن الالتزامات التي التزموا بها، وهذا لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد لأننا أبناء بلد و(الحديدة) هي أرض يمنيّة وليست (ستوكهولم) وليست إقطاعيّة أو إمارة تابعة لـ (الإمارات) ولا إمارة تابعة لـ (المملكة العربيّة السعوديّة)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أُستاذ "ضيف الله الشامي" وضيوفي، سأتوقّف مع فاصل قصير بعده سنتحدّث عن الهُدنة لأنها تواجه صعوبات وهناك احتمال أن تنتهي هذه الهدنة وهناك استياء من (صنعاء) من عمليّة تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه أو الالتزامات. فاصل مُشاهدينا نعود بعده إلى "لعبة الأُمم"</p> <p>المحور الثاني&nbsp;</p> <p>كمال خلف: تحيّة من جديد مُشاهدينا في "لعبة الأُمم"، نتحدّث عن (اليمن) والعرض العسكري المهيب الذي حملَ رسائِل كثيرة ودلالات كثيرة أيضاً. أُستاذ "عبد الباري عطوان" في (لندن) نتحوّل إليك مباشرةً. هناك سؤال أيضاً في الرأي العام وأنا مهتمّ لسماع رأيك فيه حولَ القدرات العسكريّة اليمنيّة، كيف استطاعت دولة تعرّضت لحرب واستنزاف وحصار وجوع نقص في كلّ شيء أن تطوِّر قدرات عسكريّة وتقول أنا جزء من معادلة الإقليم وأنا دولة سوف أفرِض رأيي، بمعنى كيف استطاع (اليمن) واليمنيّون تطوير ما رأيناه في العرض العسكري في الوقت الذي كانوا يتعرّضون فيه لعدوان وحصار؟</p> <p>عبد الباري عطوان: أُستاذ "كمال"، مُشكلتنا في الوطن العربي أنّنا لا نفهم (اليمن) ولا نفهم هذا الإنسان اليمني لأنّ (اليمن) مرّ في مرحلة اضطراب. الدولة اليمنيّة كانت ضعيفة وكان الحصار على (اليمن)، لذلك لم نفهم طبيعة الإنسان العربي اليمني في شكلٍ جيّد. يا أخي هذا سليل حضارة، يا أخي الشعب اليمني شعب عظيم بكلّ معنى الكلمة. لماذا نستغرب أنّ هذا الإنسان اليمني العبقري نتيجة جينات حضاريّة تعود إلى آلاف السنين، لماذا نستغرب عليه أن يطوِّر قدرات عسكريّة هائِلة جداً؟ الآن هناك صحوة في (اليمن) في كلّ معنى الكلمة عندما يُطوِّر اليمني هذه الصواريخ التي وصلت إلى كلّ مكان، التي وصلت حتى (ينبُع) في شمال (المملكة العربيّة السعوديّة) ووصلت إلى (أبو ظبي) ووصلت الطائرات المُسيّرة إلى (دُبي). كان هناك قتال لمدّة ثماني سنوات وكان هناك رهان بأنّ (اليمن) سينهار وسيستسلم في عضون ثلاثة أشهُر على أقصى حدّ. هذا الإنسان اليمني المبدِع استطاع أن يطوِّر هذه الأسلِحة، أنت أعطيته الفرصة وأعطيته التكنولوجيا وأعطيته التدريب وهو أبدع في هذه الصواريخ، وهذه الصواريخ أصبحت دقيقة وأصبحت ذكيّة وأصبحت تُدرّس حتى في بعض الأكاديميّات العسكريّة. الأمر الآخر هو التخطيط "كمال"، ثمّة عقول يمنيّة جبارة، هذه العقول اليمنيّة تدرّبت وتعلّمت، هناك أصدقاء لـ (اليمن) وهو ليس معزولاً كليّاً عن العالم. في (اليمن) إرادة قويّة ورغبة في الاعتماد الذاتي على السلاح، هم يرون كيف الدول العربيّة الأُخرى التي اعتمدت على (روسيا) أو اعتمدت على (أميركا) فشلت في أن تخلِق لها سيادة حقيقيّة على الأرض والآن (اليمن) يقلب الصورة كليّاً ويقول هذه هي الصواريخ. اختيار (الحُديدة) لإقامة هذا العرض العسكري لم يكن بالصدفة، هذا اختيار ذكي جداً، اختيار عقول، اختيار أدمغة. الرسالة واضحة، نحن الآن انتقلنا من الأسلِحة البريّة إلى الأسلِحة الحربيّة، من المواجهة البريّة التي انتصرنا فيها إلى المعركة البحرية ونحن سنتحكّم بـ (البحر الأحمر)، (باب المندب) سيكون تحت رحمتنا، السفن الصديقة ستمرّ والسفن غير الصديقة والعدوانيّة ربما لن تمرّ على الإطلاق. كما قلنا اختيار إسم "مندب 1" للصاروخ البحري و"مندب 2" ليس صدفة، هذه مسألة مهمة جداً. الأمر الآخر "كمال" أنّ الأسلِحة اليمنيّة البحريّة لم تُستخدم، لم تُستهلك على الإطلاق، لم تدخل المعركة، فالرسالة أيضاً واضحة، أنتم تحرموننا من إثنتي عشرة سفينة محمّلة بالوقود لـ (اليمن) رغم أننا قبِلنا باتفاقيّات التهدِئة، لماذا تحتجزون هذه السُفن؟ &nbsp;أنتم التزمتم أيضاً بهذه الاتفاقيات للتهدئة وأن تكون هناك خطوط جويّة لـ (القاهرة)، لـ (عمّان)، لـ (بومباي) لدول كثيرة جداً، لماذا لم تُطبّقوا ذلك؟ حتى لم يتمّ الالتزام إطلاقاً بهذه الاتفاقيّات رغم أنّ المبعوث الدولي تعهّد بأنهم سيحترمون وسيوصلون الرواتب وسيحسّنون الأوضاع الاقتصادية وسيتدفّق الوقود إلى ميناء (الحُديدة)، لم يكن هناك أيّ حصار من هذا القبيل على الأقل في فترة الهدنة لكن ما حصل هو العكس تماماً. الآن مثلما تفضّلت أُستاذ "كمال" هناك حال من الغضب الشعبي. لماذا لا نذهب إلى (بومباي)؟ لماذا لا نذهب إلى (القاهرة)؟ لماذا لا نذهب إلى (عمّان)؟ لماذا لا نذهب إلى (جدّة) في (المملكة العربيّة السعوديّة) حيث هناك ما يقرب من مليون يمني؟ &nbsp;لماذا لا يتمّ تطبيق هذه الاتفاقيّات؟ أنا في تقديري، اختيار (الحُديدة) كان رسالة واضحة مفادها: نحن نُسيطر على (البحر الأحمر) ونحن نُسيطر في طريقة أو في أُخرى على (بحر العرب) وعلى (المحيط الهندي)، فالآن المعركة القادمة هي معركة بحريّة. (اليمن) بالمناسبة، وأنا أعيش في (بريطانيا)، خاض حرب السُفن، آخر سفينة إسرائيليّة ضُرِبت في (بحر العرب) كانت من قِبَل مُسيّرات يمنيّة وهذا كان السبب الذي دفع بـ (بريطانيا) إلى إرسال قوّات إلى محافظة (المُهرة) على وجه التحديد وما زالوا موجودين في تلك المحافظة على وجه التحديد. ما أُريد أن أقوله إنّ الرسائِل اليمنيّة قويّة جداً، هذه رسالة أشخاص مُهيئين للحرب وللانتصار فيها. دعني أرى دولة عربيّة صمدت ثماني سنوات يا أُستاذ "كمال"، دعني أرى، صمدت ثماني سنوات متواصلة، طبعاً باستثناء المقاومة الفلسطينيّة وهذه مقاومة، لكن نحن الآن أمام قوّة. هناك جيش وطني وصواريخ بعيدة المدى ومُسيّرات متطوِّرة جداً، وهناك الآن صواريخ حربيّة تستطيع أن تصل إلى (إيلات)، تستطيع أن تصل إلى كلّ مكان في (البحر الأحمر)، فهذه الرسائِل يجب أن تُستوعب جيداً. هذا ليس عرضاً عسكرياً الهدف منه استعراض الجنود رغم أنّ المشاركة كانت لخمسة وعشرين ألف جندي في هذا العرض، هذه مرحلة متطوِّرة جداً غير مسبوقة في (اليمن) وفي تاريخ (اليمن) الحديث. هذا هو الأساس وهذه هي الرسائل يا أُستاذ "كمال" ونحن علينا أن نتطلّع إلى قوّة جديدة ناهضة في (الجزيرة العربيّة) تتطوّر وتكتسب كلّ يوم خبرات جديدة وتكتسب مكانة جديدة. فأنا في تقديري، هذه هي الهدنة الأخيرة منذ شهرين وهي على وشك الانتهاء بعد عشرين يوماً، في تقديري لن تُمدّد لأنّ الطرف الآخر لم يستمرّ لسبب بسيط. عندما جاؤوا بفكرة الهدنة يا أُستاذ "كمال" جاؤوا باتفاقيّات الجمعة الحزينة أو Good Friday في (إيرلندا الشماليّة) والهدف منها تمديد شهرين ثمّ شهرين ثم شهرين لكي ينسى المقاتلون الحرب وترتخي عضلاتهم العسكرية والحربية ويتم ضخّ استثمارات ضخمة في (إيرلندا) الشماليّة بحيث أن يلتهي الناس بالرخاء الاقتصادي. هذا لم يحدُث في (اليمن)، على العكس، كان هناك تطبيق مُشوّه لاتفاقيّات الجمعة الحزينة في (اليمن)، والآن هناك حال غضب شعبي وهناك حال استياء. الشروط لم تتغيّر وامتدت الهدنة إلى شهرين آخرين ولم يتم تغيير هذه الشروط على الإطلاق، فأعتقد أنّنا أمام مواجهة قادمة ومواجهة ستطول ربما يمنيّة وأيضاً إقليميّة وخاصّةً مع (إسرائيل)&nbsp;</p> <p>كمال خلف: إسمح لي أن أسأل أُستاذ "عُريب" في قصة المواجهة بغضّ النظر عن مصير الهدنة التي سوف نسأل عنه الأُستاذ "ضيف الله" بعد قليل. هل تعتقد أنّ العودة إلى ما قبل الهدنة، أي ضرب العُمق السعودي وقصف سعودي على (صنعاء) وعلى (صعدة) وكذا، هل تعتقد أنّ هذا مُتاح في ظلّ الظروف الحاليّة؟ هل يُمكن العودة إلى ما قبل الهُدنة في ظلّ تعقيدات وتطوّرات؟ لا يُمكن أن نُغفل الحوار المتقدّم جداً الإيراني &ndash; السعودي الآن، كل التقارير تقول إنّ هناك شيئاً إيجابياً ومن الممكن أن يحدُث لقاء على مستوى دبلوماسي عالٍ بين الدولتين، ولا يُمكن أن نغفل أيضاً تطوّرات الإقليم والتطوّرات العالميّة. هل تعتقد أنّه ممكن إذا انتهت الهدنة العودة إلى الوضع العسكري السابق، ما كان عليه الوضع سابقاً؟</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: أولاً سيّدي، أعتقد أنّ الهدنة وتمديدها خيارٌ مُرجّح. لا أتّفق مع وجهة النظر القائِلة بأنّ الهدنة تحتضر وأنّ المواجهة قادمة لا ريب فيها. أعتقد أنّ تمديد الهدنة خيار مرجّح، وأعتقد أنّ الهدنة وتمديدها مطلب يمني في الأساس قبل أن يكون مطلباً إقليمياً، ودعني أقول إنّ (اليمن) ستتأثّر بمجريات الحوار السعودي الإيراني عبر القناة البغداديّة، ستتأثّر إيجاباً إذا تقدّمَ هذا الحوار ولكن الوضع اليمني ليس انعكاساً تلقائياً ومباشراً للعلاقات السعوديّة الإيرانيّة. أذكر أنني سألتُ مسؤولاً رفيعاً من جماعة "أنصار الله" ذات يوم: كيف تضربون (أبو ظبي) في الوقت الذي لم يُغادر فيه "طحنون بن زايد" (طهران) إلّا منذ بضعة أيام؟ فقال في شكلٍ واضح إنّ ضرب (أبو ظبي) و(دبي) في ذلك الحين، على هامش معارِك (مأرِب) و(شبوة)، كان قراراً من (صنعاء) ولا علاقة لـ (طهران) به وربما تكون (طهران) قد انزعجت من هذا القرار، هذا حديث مسؤول يمني رفيع من جماعة "أنصار الله"، ولأنّ المجالس أمانات لا أُريد أن أذكر إسماً في هذا المجال، هذا أولاً. في ظنّي أنّ المناخات الإقليميّة لا تدفع في اتجاه سيناريو تصعيد لا في (اليمن) ولا على مُستوى الإقليم وقد لا نصل إلى حلول. في ظنّي أنّ الوضع كما نشهده الآن، هناك رغبة دوليّة وإرادة دوليّة ناشطة مدعومة إقليمياً لتهدئة جميع الملفّات وقد لا نصل إلى حلول للأزمات&nbsp;</p> <p>كمال خلف: لكن أُستاذ "عُريب" ما يجري، التطوّرات الحاليّة هي العكس. الاتفاق النووي تعثّر على ما يبدو، والترسيم مع (لبنان) يبدو تعثّر والله أعلم</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: لا، الترسيم لم يتعثّر. ربما يؤجّل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسيّة اللبنانيّة والانتخابات الإسرائيليّة، ربما يؤجّل بالتفاهم وربما تُمّدد المهلة التي منحها "حزب الله" لـ (إسرائيل). إذا تتذكّر قصة سبتمبر/ أيلول، ربما يكون هذا جزء من البرنامج التفاوضي، وأعتقد أنّ الأمور ليست ذاهبة في اتجاه حرب إقليميّة جديدة، الأمور تتّجه نحو إطفاء هذه الأزمات، إدارة هذه الأزمات واحتوائِها وليس التصعيد. (إسرائيل) على سبيل المثال تُصعِّد في شكلٍ هستيري ومجنون في (سوريا). قبل أُسبوعين حيّدت مطار (دمشق) ومطار (حلب) والآن حيّدت مطار (حلب) للمرّة الثانية، والمعلومات التي تناثرت في الآونة الأخيرة أنّ (دمشق) ليست راغبة بفتح جبهة (الجولان) على سبيل المثال وأنّها طلبت من حلفائِها عدم فتح جبهة (الجولان، وهذا أمر مفهوم لدولة غارقة في جبهات قتال عديدة واسعة وخارِجة من إحدى عشرة سنة من المواجهات. الغضب الشعبي اليمني أنا أفهمه وأفهم تماماً الغضب الشعبي اليمني على التلكّؤ في تنفيذ مُدرجات الأزمة، ولكن إن سألت اليمني العادي في الشارع هل يريد العودة إلى مناخات الحرب الواسعة؟ سيعود إن كان هذا آخر الخيارات، ولكن في ظنّي أنّه يُفضِّل في الحقيقة الذهاب في مشوار التهدئة مسافات أيعد وستعمل صنعاء على دفع الأطراف إلى القبول بتنفيذ مندرجات التهدئة، وفي ظنّي أنّ الاستعراض العسكري في (الحُديدة) يأتي في هذا السياق. ملاحظة أخيرة أخي "كمال"</p> <p>كمال خلف: تفضل&nbsp;</p> <p>عُرَيب الرينتاوي: حكاية (باب المندب) ليست لعبة. حكاية (باب المندب) ليست لعبة وأرجو من الله ألّا يتورّط الإخوان في "أنصار الله" في أيّ عمل في هذا المجال. (باب المندب) ليس فقط مصلحة غربيّة. القاعدة الوحيدة لـ (الصين) خارِج أراضيها في (جيبوتي) على مقربة من (باب المندب). (إيران) بكلّ جبروتها، بكلّ قوّتها، بكلّ اقتدارها لم تُغلِق (مضيق هرمز). فأنا أعتقد أنّه لا ينبغي أن نطلب من اليمنيين أكثر من استطاعتهم في هذا المجال. سيناريو هدم المعبد ممكن ولكن هذا يحدُث عندما لا تكون هناك أيّ خيارات أُخرى أمام الناس، لكن لا أعتقد أنّ "أنصار الله" قد فقدوا كلّ الخيارات، لا يزال لديهم هامش واسع من الخيارات للاتصالات. الآن هناك حجيج من الجنوب باتجاه الشمال، الآن هناك تيّار على الأقل وازن وهذا ما نفاه بعض الإخوان في لقاءات سابقة داخل "الإصلاح"، يريد إصلاح ذات البين بين جماعة "أنصار الله" وبين "حركة الإصلاح". إن حصل ذلك فهذا تطوُّر دراماتيكي مُهمّ وGame Changer كما يُقال في اللغة الإنكليزيّة، Game Changer في معادلات الحرب والسلام في (اليمن) لأنّ "الحوثي" و"الإصلاح" في الشمال تحديداً قوى وازنة ومن شأن أيّ تفاهمات في ما بينها&nbsp;</p> <p>كمال خلف: أن تغيِّر المعادلة. أُستاذ "ضيف الله الشامي"، سأختم معك بالحديث عن الهدنة والاستياء من عدم التنفيذ. سمِعنا تهديداً صريحاً وواضحاً من (صنعاء) بأنّه إذا لم تدخُل السُفن، لم يتمّ التنفيذ، فإنّ هناك كلاماً آخر. ما هو الموقف بالضبط في (صنعاء)؟</p> <p>ضيف الله الشامي: بالطبع الهدنة التي نجدها إلى اليوم هشّة، ربما بقي أقلّ من شهر على انتهاء هذه الهدنة ولم نجد أيّ بوادر من قِبَل الطرف الآخر الذي التزم بأن يكون هناك وأتى بالوسطاء من الإخوة الأشقاء في (عُمان) وكذلك التواصل الأُممي والزيارات المكّوكيّة للقاء الوفد الوطني وحرصنا الكبير جداً على حقن الدماء وعلى أن نكون المستجيبين لأيّ نداءات للسلام ووقف هذه الحرب القائِمة وهذا العدوان على شعبنا اليمني لأنّنا نعرِف معاناة شعبنا ونعرِف أنّ شعبنا يُعاني مُعاناة كبيرة نتيجة هذا العدوان. لكن لا يعني ذلك أن تكون هنالِك تنازلات وأن يكون هنالك رضوخ لما يريده الأعداء. نحن نلتزم بالهدنة والتزمنا بها ولا يوجد أي اختراق حتى بشهادة الأُمم المتّحدة وبشاهدة كلّ المراقبين الدوليين، لم يحدُث من قِبلنا أيّ اختراق بينما أولئِك لم يلتزموا بصرف الرواتب، لم يفتحوا ميناء (الحُديدة)، لم يسمحوا باستمرار وفتح مجالات أُخرى وفتح مطار (صنعاء) بالكامل، لذلك هؤلاء لم يلتزموا بأيّ شيء. ولعلّ في هذه الهدنة والله أعلم والقيادة هي أدرى بذلك، ربما سيكون الموقف مُتغيّراً بعد انتهاء هذه الهدنة لأنّ العدو يُماطل ولا يسعى إلى الاستجابة ولا يُريد أن يكون هنالك أيّ انفراج لشعبنا اليمني لأنه يريد أن يعيش الشعب اليمني في حال من اللا استقرار وحال من اللا حرب. نحن لا يُمكن أن نبقى في هذه المنطقة الرماديّة إلى ما لا نهاية، إمّا أن يكون هنالك سلام كامل وشامل وهدنة تُفضي إلى حلّ كامل وشامل ووقف العدوان وفتح المطارات والموانئ، أو ربما ستُتّخذ القرارات في اتجاه آخر وربما سيكون هنالِك قرار آخر تتّخذه القيادة لأنها هي التي تتابع وهي التي تعمل على أن تُجنِّب البلد كلّ المُضايقات وكلّ الضغوطات التي تمارسها دول تحالف العدوان، ولكنها تسعى إلى أن تكون هناك عزّة وكرامة وحريّة وسيادة واستقلال وانتصار يعيشه شعبنا اليمني بتضحياته وفي كلّ ما قدّمه من صبر وصمود</p> <p>كمال خلف: أستاذ "ضيف الله الشامي" وزير الإعلام في حكومة "الإنقاذ الوطني" من (صنعاء) شكراً جزيلاً لك، أُستاذ "عبد الباري عطوان" رئيس صحيفة "رأي اليوم" من (لندن) أشكرك جزيل الشُكر، أُستاذ "عُريب الرينتاوي" مدير "مركز القدس للدراسات السياسيّة" من (عمّان) أيضاً لك جزيل الشُكر. مُشاهدينا "لعبة الأُمم" انتهت، شكراً للمتابعة. إلى اللقاء &nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>