تقرير: 33 مليون سوداني معرضون لخطر الإصابة بـ "الكوليرا"

تفاقم انتشار وباء الكوليرا في السودان و70% من إجمالي الحالات سُجّلت في الخرطوم والجزيرة والقضارف والنيل الأبيض، فيما أدى ضعف الاستثمار على مدى سنوات وتدمير محطات المياه والكهرباء والمرافق الصحية إلى حرمان الملايين من الحصول على مياه شرب آمنة.

  • من حملات التطعيم ضد الكوليرا في السودان (رويترز)
    من حملات التطعيم ضد الكوليرا في السودان (رويترز)

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، من تعرّض أكثر من 33 مليون سوداني لخطر الإصابة بمرض الكوليرا.

وتفشّت أكبر موجات الكوليرا خلال الشهر المنصرم في ولاية الخرطوم، حيث أُبلغ عن 22 ألف حالة من جملة 32 ألف إصابة سُجّلت في ولايات عديدة منذ بداية هذا العام.

وقال مكتب أوتشا، في تقرير ، إن "أكثر من 33.5 مليون شخص، بينهم 5.7 ملايين طفل دون سن الخامسة، معرّضون لخطر الإصابة بالكوليرا مع ازدياد الحالات في دارفور وتسجيل انتقال العدوى عبر الحدود إلى تشاد وجنوب السودان".

وأشار إلى أنّ وزارة الصحة سجّلت 83 ألف إصابة بالكوليرا و21 ألف وفاة مرتبطة بالمرض منذ بدء تفشّيه في تموز/يوليو 2024، حيث يواصل الانتشار في جميع أنحاء السودان وسط استمرار الحرب وانهيار البنية التحتية.

 وأفاد بأنّ 70% من إجمالي الحالات سُجّلت في الخرطوم والجزيرة والقضارف والنيل الأبيض، فيما أدى ضعف الاستثمار على مدى سنوات وتدمير محطات المياه والكهرباء والمرافق الصحية إلى حرمان الملايين من الحصول على مياه شرب آمنة.

و"الكوليرا"  عدوى إسهالية حادة تنجم عن شرب مياه ملوّثة أو تناول طعام ملوّث ببكتيريا ضمّة الكوليرا.

وهي مرض شديد الخطورة يمكن أن يتسبّب في إسهال مائي حادّ وخيم مع جفاف شديد. ويستغرق ظهور الأعراض ما بين 12 ساعة و5 أيام بعد تناول طعام أو شرب ماء ملوّث.

وتصيب الكوليرا الأطفال والكبار على حد سواء ويمكن أن تتسبّب في الوفاة في غضون ساعات.

 زيادة في حالات مشتبه بها 

وارتبط انتشار الكوليرا في الخرطوم والنيل الأبيض بهجماتٍ عسكرية على محطات الكهرباء، حيث أدى توقف عمل محطات المياه إلى تناول قطاع واسع من السكان مياه شرب ملوّثة.

وذكر مكتب أوتشا أن ولايات دارفور تواصل تسجيل زيادة في حالات مشتبه بها بالكوليرا، حيث يحد استمرار العنف وانعدام الأمن وتراجع الوصول الإنساني من عمليات التقييم وتقديم الخدمات.

 وقال إن منظمة الصحة العالمية وسّعت نظام الإنذار المبكر في 573 مرفقاً في دارفور، كما نشرت 7 ضباط صحة عامة في الخرطوم ودرّبت العاملين على مراقبة جودة المياه.

 السودان يواجه تحدّيات فيما يتعلق بالاستجابة للكوليرا

وأوضح أنّ منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف" قدّمت المياه النظيفة إلى 2.5 مليون شخص في دارفور من خلال الكلورة والنقل وزيادة السعة التخزينية، كما يجري إصلاح أنظمة المياه في الخرطوم والنيل الأبيض وتزويدها بالطاقة الشمسية.

 وذكر المكتب أن السودان يواجه تحديات فيما يتعلق بالاستجابة للكوليرا، منها وجود مصدر من كل أربعة مصادر مياه غير آمن، علاوة على أن أكثر من ثلث عيّنات المياه المنزلية التي فُحصت ملوّثة، مع ضعف الوصول إلى المناطق غير الآمنة.

ونظّمت السلطات الصحية حملة واسعة للتصدّي لتفشّي الكوليرا، حيث تمكّنت من السيطرة على منع تفشّي الوباء في الخرطوم عبر التطعيم وتوفير المحاليل الوريدية وتوسيع نطاق الخدمات الصحية.