عبر عرق الجسم .. مستشعر لمراقبة مرض السكري

يمكن أن يمثّل هذا الإنجاز العلمي الإيراني نقطة تحوّل في طريق الرصد غير الجراحي لمرض السكري، بينما تتطلّب طرق مراقبة نسبة السكر في الدم الشائعة عادة أخذ عيّنات الدم، وتعتبر عملية غير سارة ومتكررة بالنسبة للعديد من المرضى.

  • عبر عرق الجسم .. مستشعر لمراقبة مرض السكري
    يمكن لهذه التقنية توفير رصد غير جراحي و منخفض التكلفة للمرضى (الصورة: الوفاق الإيرانية)

أنجز باحثون إيرانيون جهازاً مستشعراً ذكياً قادراً على تتبع المؤشرات الحيوية لمرض السكري عبر عرق الجسم بشكلٍ لحظيّ.

وطوّر فريق من الباحثين من جامعة العلوم والتكنولوجيا في إيران، بالتعاون مع جامعتي تورنتو وعلوم الطب في طهران، مستشعراً قابلاً للارتداء يمكنه تحديد المؤشرات الحيوية لمرض السكري  بشكل فوري باستخدام عرق الجسم.

ويعمل هذا النظام المبتكر بتقنية "الفلورة" (إصدار الضوء من مادة ما بعد امتصاصها ضوءاً أو إشعاعاً كهرطيسياً)، حيث يتمكّن من كشف مركبات "الأسيتون" و "الأمونيا" بحساسية عالية، ونقل البيانات مباشرة إلى الهاتف الذكي.

ويمكن لهذه التقنيات توفير رصد غير جراحي ومنخفض التكلفة وفي متناول المرضى في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق المحرومة.

وتمكّن باحثون من جامعة العلوم والتكنولوجيا في إيران، وجامعة تورنتو في كندا، وجامعة العلوم الطبية في طهران، من خلال تعاون دولي، من تصميم وبناء مستشعر عرق قابل للارتداء قادر على تحديد المركبات العضوية المتطايرة VOC الموجودة في عرق الإنسان، وتتبّع نوعين محددين من المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرض السكري، وهما الأسيتون والأمونيا.

نقطة تحوّل في طريق الرصد غير الجراحي

كما يمكن أن يمثّل هذا الإنجاز العلمي نقطة تحوّل في طريق الرصد غير الجراحي لمرض السكري، بينما تتطلب طرق مراقبة نسبة السكر في الدم الشائعة عادة أخذ عيّنات الدم، وتعتبر عملية غير سارة ومتكررة بالنسبة للعديد من المرضى، فإن أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء القائمة على العرق تقدّم حلاً صديقًا للمستخدم بدقة عالية وبدون ألم أو سحب للدم.

ونشأ هذا البحث بالضبط استجابة لمثل هذه الحاجة: تطوير نظام قابل للارتداء يستخدم عرق الجسم كمصدر بيولوجي قيّم، لتوفير بيانات فورية ودقيقة للمريض والطبيب.

المستشعر المصمم هو جهاز ميكروفلويديك ثنائي القنوات، يوفر قدرة أخذ عينات العرق وتحديد المركبات المستهدفة في وقت واحد. والسمة البارزة لهذا المستشعر هي دقته العالية في تحديد الأسيتون والأمونيا، حيث تم الإبلاغ عن النطاق الخطي للكشف عن هذين المركبين على التوالي من 0.05 إلى 0.15 جزء في المليون (ppm) ومن 0.25 إلى 0.37 جزء في المليون، وحد الكشف الخاص بهما هو 0.01 و 0.08 جزء في المليون على التوالي، أرقام تشير إلى حساسية ملحوظة للجهاز.

ومن الميّزات الهامة لهذا النظام هي قدرته على الاتصال المباشر بالهواتف الذكية، حيث يتم نقل البيانات المسجلة إلى الهاتف لحظيًا، ويمكن للمريض أو الطبيب متابعة الحالة بشكل مستمر. وهذه القدرة تمهّد الطريق للإدارة الشخصية والفورية لمرض السكري.

هذا البحث ليس مجرد تقدم تكنولوجي، بل هو استجابة عملية لاحتياجات الصحة العامة. ويمكن لأجهزة استشعار العرق القابلة للارتداء، خاصة في المناطق المحرومة والنائية، توفير إمكانية الوصول إلى مراقبة صحية مستمرة ودقيقة. وهذا لا يقلل فقط من تكاليف الرعاية الصحية، بل يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الكشف المبكر عن المشكلات وتحسين جودة حياة المرضى.

اقرأ أيضاً: أمل جديد لمرضى السكري من النوع الأول.. خلايا بنكرياسية معدلة جينياً