ما علاقة لقاحات الأطفال بالتوحّد.. دراسة تحسم الجدل!
على مدار عقود طويلة ظل الجدل والمخاوف من ارتباط اللقاحات بمرض التوحّد عند الأطفال، إلّا أنّ دراسة حديثة واسعة النطاق حسمت هذا الجدل نهائياً.. ماذا كانت النتائج؟
-
لم يجد العلماء أي زيادة في خطر الإصابة بأي من الحالات المدروسة للتوحّد باللقاحات المعطاة للأطفال
أثارت المخاوف من وجود علاقة محتملة بين تطعيمات الأطفال ومرض التوحّد جدلاً واسعاً على مدار العقود الماضية، دفعت العلماء إلى إجراء دراسات موسّعة لاختبار هذه الفرضية.
وأكّدت دراسة دنماركية واسعة النطاق ونشرت نتائجها في مجلة "حوليات الطب الباطني"، أنّ لقاحات الأطفال لا تسبّب مرض التوحّد، بل قد تساهم في الوقاية منه، ما يعدّ صفعة علمية جديدة للمزاعم التي تربط التطعيمات باضطرابات النمو العصبي.
Good large scale, multi-year study on the effect of aluminum-containing #vaccines and several conditions from autism, to asthma, in children. It shows the vaccines used in Denmark have no effect in the occurrence of any condition in children.https://t.co/kbgyUjKGpJ
— Sylvain Rochon - 🇨🇦 Int'l Speaker & Author (@SylvainRochon) July 18, 2025
ففي دراسة من أضخم الدراسات من نوعها، حلل العلماء السجلات الصحية لأكثر من 1.2 مليون طفل ولدوا في الدنمارك بين عامي 1997 و2018، جميعهم تلقوا التطعيمات المدرجة ضمن البرنامج الوطني.
واعتمد فريق البحث على بيانات السجل الطبي الوطني، ودرسوا العلاقة بين اللقاحات والإصابة بخمسين حالة صحية مزمنة، من بينها أمراض المناعة الذاتية، مثل السكري من النوع الأول والحساسية والربو، بالإضافة إلى اضطرابات النمو العصبي، كالتوحّد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
ونظراً لأنّ معظم الأطفال تلقوا جدول اللقاحات نفسه، ركزت الدراسة على كمية الألومنيوم التي يحصل عليها كل طفل من خلال التطعيمات المبكرة.
ويُستخدم الألومنيوم في بعض اللقاحات كعامل مساعد لتعزيز الاستجابة المناعية، لكنه لطالما كان محل جدل بين مناهضي التطعيم، الذين زعموا بأنه قد يؤثر سلباً على الدماغ النامي.
إلّا أنّ النتائج أثبتت عكس ذلك، إذ لم يجد العلماء أي زيادة في خطر الإصابة بأي من الحالات المدروسة، بل على العكس، أظهرت البيانات أنّ خطر الإصابة بالتوحّد كان أقل قليلاً لدى الأطفال الذين تلقوا كميات أكبر من الألومنيوم عبر اللقاحات.
The supplemental sheet of that study shows a 100% unvaccinated cohort and its the same result: a slightly higher rate of autism even with zero childhood vaccines. And this makes sense since prenatal and infancy infections in the unvaccinated can damage the brain. pic.twitter.com/ydPe0CiAMS
— RtA (@RTheatheist) July 17, 2025
وقال البروفيسور أندرس هفيد، كبير العلماء وخبير علم الأوبئة في معهد "ستاتينس سيروم" التابع لوزارة الصحة الدنماركية: "ندرك أنّ بعض الآباء يشعرون بالقلق بشأن سلامة التطعيمات. وتُعد هذه الدراسة ردّاً علمياً واضحاً على تلك المخاوف، وتؤكد أنّ لقاحات الأطفال آمنة ولا تسبّب التوحّد".
وأوضح أنّ الدراسة تمثّل دعوة للأهل لاتخاذ قرارات مبنية على أدلّة علمية من أجل حماية صحة أطفالهم.
خلفية الشكوك حول علاقة اللقاحات بالتوحّد
تعود جذور الشكوك في علاقة اللقاحات بالتوحّد إلى دراسة مثيرة للجدل نشرها الطبيب البريطاني السابق أندرو ويكفيلد عام 1998، ربط فيها بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) والإصابة بالتوحّد.
لكن سرعان ما تمّ سحب تلك الدراسة، وفقدت مصداقيتها بالكامل، ليُدان ويكفيلد لاحقاً بسوء السلوك المهني، ويُشطب من سجل الأطباء عام 2010.
ورغم دحض تلك المزاعم بأكثر من دراسة علمية مستقلة، لا يزال تأثير هذه الشكوك ينعكس على نسب التطعيم.
ففي المملكة المتحدة، بلغت نسبة تغطية لقاح MMR نحو 85.2%، وهي أقل من النسبة المطلوبة لتحقيق "مناعة القطيع" البالغة 95%.
ويحذّر الخبراء من أنّ غياب إجراءات فعّالة لتحسين معدلات التطعيم سيؤدي إلى تفشّي أمراض يمكن الوقاية منها، وخسارة المزيد من الأرواح.
ومن جهتها، تحذّر منظمة الصحة العالمية من أنّ التردّد في تلقّي اللقاحات يُعدّ واحداً من أخطر التهديدات الصحية عالمياً، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ مواجهة المعلومات المضللة، وتوفير الثقة في النظام الصحي، باتا ضروريين أكثر من أي وقت مضى.
Countless studies have shown that thimerosal does not cause harm in humans - it does not cause autism or any neurodevelopmental harm.
— Dr. T (@GertrudRey) July 17, 2025
2) Nevertheless, out of an abundance of caution, thimerosal was removed from childhood vaccines. 2/4