تمرين بسيط للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب

دراسة جديدة تحذّر من أنّ 10 ساعات أو أكثر من السلوكيات المستقرة يومياً قد تزيد من خطر الإصابة بقصور القلب حتى بين أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام.

  • المشي لمدة 15 دقيقة يومياً  مهم للقلب والجسم (الصورة: مايو كلينك)
    المشي لمدة 15 دقيقة يومياً مهم للقلب والجسم (الصورة: مايو كلينك)

كشف باحثون أنّ المشي لمسافات طويلة يومياً أفضل لصحة القلب من المشي لمسافات قصيرة متعدّدة.

ويكفي المشي لمدة 15 دقيقة على الأقل - أو نحو 1500 خطوة - دفعة واحدة لتمرين القلب. كما أنه يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة الثلثين - مقارنةً بمن لا يمشون لأكثر من خمس دقائق دفعة واحدة.

وفي الإطار، يقول الدكتور ماثيو أحمدي، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة سدني: "بالنسبة للأشخاص الأقل نشاطًا، قد يعود الانتقال من المشي لمسافات قصيرة بين الحين والآخر إلى المشي لمسافات طويلة ومتواصلة ببعض الفوائد الصحية".

وتعدّ قلّة التمارين الرياضية من الأسباب المعروفة لأمراض القلب، وتوصي الإرشادات الصحية بممارسة ما يقرب من 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعياً لتقليل هذا الخطر.

ومع ذلك، فإنّ التمارين الرياضية لا تمثّل سوى جزء بسيط من النشاط اليومي الإجمالي، وفقاً لعلماء من مستشفى ماساتشوستس العامّ في الولايات المتحدة.

 العمل في وضعية الوقوف يهدّد أجسامنا!

وعلى عكس ما روّج له.. العمل في وضعية الوقوف يهدّد أجسامنا بحالات صحية خطيرة، وقامت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة JACC، بتقييم المعلومات الصحية من ما يقارب 90 ألف شخص مسجّلين في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

وقدّم المشاركون بياناتهم المسجّلة بواسطة مقياس تسارع يرتديه المعصم والذي سجّل تحرّكاتهم على مدار 7 أيام. كان متوسط ​​عمر المشاركين 62 عاما وكان نحو 56% منهم من النساء بمتوسط ​​وقت خامل في اليوم نحو 9.4 ساعات.

وقامت الدراسة بتقييم مقدار الوقت الخامل الذي ظهر فيه الخطر الأكبر للإصابة بأمراض القلب.

وقام العلماء بتقييم كيفية تأثير الوقت المستقر والنشاط البدني معاً على خطر الإصابة بأمراض مميتة مثل الرجفان الأذيني (AF) واحتشاء عضلة القلب (MI) وقصور القلب (HF).

وبعد متابعة المشاركين لمدة 8 سنوات، وجد العلماء أنّ نحو 3600 فرد أصيبوا بالرجفان الأذيني وأكثر من 1850 أصيبوا بقصور القلب، بينما أصيب أكثر من 1600 باحتشاء عضلة القلب.

الخطر يزداد بمرور الوقت

ويقول العلماء إنّ نحو 900 من هؤلاء المشاركين ماتوا بسبب أمراض القلب. ولاحظ الفريق أيضاً أنّ تأثيرات الوقت المستقر على المشاركين تختلف بحسب النتيجة. على سبيل المثال، بين أولئك الذين عانوا من الرجفان الأذيني واحتشاء عضلة القلب، بدا أنّ الخطر يزداد باطراد بمرور الوقت من دون أيّ تحوّلات كبيرة.

وبين أولئك الذين يعانون من قصور القلب وأمراض القلب، كانت الزيادة في الخطر ضئيلة حتى تجاوز وقت الجلوس نحو 10.5 ساعات في اليوم. وفي هذه المرحلة، وجدت الدراسة أنّ الخطر ارتفع بشكل كبير، ما يدلّ على تأثير "عتبة سلوكية" (أي تغيير سلوكي من شأنه أن يصل سلوك الكائن الحيّ مع حالات طوارئ ذات عواقب بعيدة المدى).

حثّ الناس على الحركة لتعزيز الصحة

وقد انخفضت بعض تأثيرات السلوك المستقر على مخاطر الرجفان الأذيني والاحتشاء القلبي بشكل كبير لدى المشاركين الذين التزموا بالمدة الموصى بها من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أو أكثر، وهي 150 دقيقة أسبوعياً.

ومع ذلك، حذّر العلماء من أنّ تأثيرات "الخطر الأعلى" لوفيات قصور القلب والأوعية الدموية "ظلت بارزة" لدى هؤلاء المشاركين.

وقال شان خورشيد، أحد مؤلفي الدراسة: "يجب أن تؤكّد المبادئ التوجيهية المستقبلية وجهود الصحة العامّة أهمية الحدّ من وقت الجلوس المستقر. قد يكون تجنّب أكثر من 10.6 ساعات في اليوم هدفاً واقعياً بسيطاً لتحسين صحة القلب".

اقرأ أيضاً: هل المشي 10000 خطوة يومياً هو الأكثر فائدة للجسم؟

وأفاد تشارلز إيتون، مدير قسم الطب العائلي بجامعة براون أنّ النتائج "تشير بقوة إلى أننا بحاجة إلى حثّ الناس على الحركة لتعزيز الصحة بشكل أفضل".