ما هو الفرق بين أعراض"كورونا" و"الإنفلونزا"؟
التمييز بين أعراض فيروسي "الإنفلونزا" و"كورونا" صعب ومربك، خصوصاً مع الارتفاع الذي تسجّله الإصابات بالسلالة الجديدة "ستراتوس".. كيف نميّز الأعراض بين الفيروسين؟
-
هل أنا مصابة بـ "الإنفلونزا" أو بفيروس "كوفيد"؟
يحذّر مسؤولون في قطاع الصحة في المملكة المتحدة حالياً من موجة موسمية متوقّعة لكلّ من الإنفلونزا و"كوفيد-19" (كورونا) مع قدوم فصل الخريف، ولكنّ التشابه الكبير في أعراض الفيروسين يجعل من الصعب التمييز بينهما.
عندما تتطوّر الأعراض وتتجاوز مجرّد "الرشح العابر"، يصعب تحديد طبيعتها بدقة، ولكنّ ثمة فروقاً في طريقة ظهور الفيروسين وفي مستوى الأخطار التي يطرحانها.
هل أنا مصاب بـ "الإنفلونزا" أو بفيروس "كوفيد"؟
حتى الآن، ما زال "كوفيد-19" يتسبّب بحالات مرضية خطرة، ولا سيما بين الفئات الأكثر هشاشة، مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والأمراض المزمنة والأطفال. ولكن للأسف، لا ينفك الفيروس يتطوّر، مع ظهور متحوّرات جديدة تنتقل بسهولة بين الناس عبر السعال أو العطس، أو حتى الحديث العادي.
مع قدوم كلّ خريف، تتواصل حملات التطعيم السنوية بهدف الحدّ من حالات الاستشفاء والوفيات الناتجة عن "كوفيد-19".
فقد شهدت أعراض "كورونا" عدة تغيّرات منذ عام 2020، عندما ظهرت الجائحة، إذ يعاني كثيرون الآن أعراضاً تشبه علامات نزلة البرد، مثل سيلان الأنف، أو التهاب الحلق، أو انسداد الجيوب الأنفية. ومع ذلك، تتسبّب بعض الحالات بالحمى أو القشعريرة، والسعال المستمر، والتعب، والصداع، إضافةً إلى ضيق التنفّس، أو فقدان حاستي التذوّق والشمّ. وقد تظهر أيضاً أعراض معوية من قبيل الغثيان والإسهال.
يقول الأطباء إنّ البحّة في الحلق (بسبب الالتهاب الحاد) أصبحت من أبرز العلامات المميّزة للمتحورات الأخيرة من "كورونا".
وتنقسم السلالة الجديدة "ستراتوس" Stratus، إلى متحورتين فرعيتين "إكس أف جي" XFG و"إكس أف جي.3" XFG.3.
وعلى الرغم من أنّ هذه السلالة تمثّل نسبة كبيرة من الإصابات الجديدة، بيد أنّ المتخصصين لا يشعرون بالقلق حيال تفشّيها، مشيرين إلى أنّ تحوّر الفيروسات وتغيّرها أمر طبيعي.
إنّ الفئة العمرية 65 عاماً فما فوق، وسكان دور الرعاية، ومرضى الحالات الصحية المزمنة.. جميع هذه الفئات يمكنها الحصول على جرعة معزّزة من لقاحات "كوفيد-19".
ما هي عوارض الإنفلونزا الطبيعية؟
الإنفلونزا عدوى تصيب الجهاز التنفّسي وتشتدّ عادة في فصل الشتاء، وتكون أكثر إنهاكاً للجسم بكثير من نزلات البرد العادية. فبينما تتسبّب نزلات البرد غالباً في سيلان الأنف، والعطس، ودموع العينين، وتهيّج خفيف في الحلق، تظهر أعراض الإنفلونزا بشكل مفاجئ، وتشمل الحمى، وآلام الجسم، والتعب الشديد.
في الشتاء الماضي وحده، تسبّبت الإنفلونزا في دخول أكثر من 8 آلاف شخص إلى المستشفيات.
خلال العامين الماضيين، ارتبط الفيروس بتسجيل 18 ألف حالة وفاة في المملكة المتحدة. ويشكّل الأطفال، والمسنون، والمصابون بأمراض مزمنة، وذوو الجهاز المناعي الضعيف، الفئات الأكثر عرضة للخطر.
بطبيعة الحال، يبقى التطعيم الوسيلة الأقوى للوقاية من العدوى. وتظهر البحوث أنّ لقاحات العام الماضي حالت دون وقوع آلاف الإصابات الشديدة، إذ تراجع عدد حالات الدخول إلى المستشفى بنحو الثلث بين من تجاوزوا سن 65 عاماً، وبأكثر من النصف بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً.
هذا الخريف، تقدّم لقاحات الإنفلونزا مجاناً للفئات السكانية التالية: المسنون فوق عمر 65 عاماً، والنساء الحوامل، والأطفال بعمر سنتين وثلاث سنوات لدى طبيب الأسرة، وتلامذة المدارس من مرحلة الروضة حتى الصف الـ11 باستخدام بخاخ أنفي. كذلك يحقّ للبالغين دون سن 65 عاماً، ممن يعانون حالات صحية معيّنة، الحصول على اللقاح المضاد أيضاً.
هل هناك ارتفاع بأعداد الإصابات اليوم؟
وفق "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" (UKHSA )، من المتوقّع أن ترتفع حالات الإنفلونزا و"كوفيد- 19" مع اقتراب فصل الشتاء، إلى جانب فيروسات موسمية أخرى مثل "الفيروس المخلوي التنفّسي" أي "آر أس في" (RSV) - الذي يستهدف القصبات الهوائية الصغيرة في الرئة ويسبّب التهاباً رئوياً خصوصاً لدى الرضّع الذين لم يتجاوزوا العام الواحد و"النوروفيروس" - من الفيروسات شديدة العدوى ويسبّب قيئاً وإسهالاً حاداً.
بحلول الـ10 من أيلول/سبتمبر الماضي، سجّلت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" ارتفاعاً بنسبة 7.6 في المئة في إصابات "كورونا" في أنحاء بريطانيا، مقارنةً مع الأسبوع السابق.
ويؤكّد المتخصّصون أنّ الخطر يبلغ ذروته خلال الأشهر الباردة، إذ تنتشر الفيروسات بسهولة أكبر في الأماكن المغلقة.
وفي هذا الإطار يدعو المسؤولون كلّ الأشخاص الذين يستوفون شروط الحصول على اللقاحات إلى عدم التردّد في أخذها، من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات وحماية الفئات السكانية الأكثر هشاشة وضعفاً. فعلى الرغم من أنّ الإنفلونزا و"كوفيد-19" ربما يكونان خطرين، فإنّ الوقاية والوعي المبكر يظلان الوسيلتين الفضليين للتصدّي لهما.