هل تحدث التمارين الرياضية نقلة نوعية في علاج سرطان القولون؟
تشير الدراسات ما قبل السريرية والرصدية إلى أنّ ممارسة الرياضة قد تُحسّن نتائج علاج السرطان. ومع ذلك، لا توجد أدلة قاطعة من المستوى الأول.
-
يُتهم الأطباء العامّون بعدم تقديم المشورة الرسمية بشأن فوائد التمارين الرياضية (AFP/Getty)
أفضت نتائج دراسة دولية جديدة نشرت في مجلة ""نيو إنغلاند" الطبية إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تقلل من خطر الوفاة والانتكاس لدى مرضى سرطان القولون، ما يفتح الباب أمام اعتماد الرياضة كجزء أساسي من العلاج.
نتائج الدراسة بحثت خلال مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري (ASCO)، مع التنويه إلى أن التمارين الرياضية المنظمة يمكن أن تقلل من خطر الوفاة لدى مرضى سرطان القولون بنسبة تصل إلى 37% خلال 8 سنوات من المتابعة.
وتمّ التركيز على 889 مريضاً بسرطان القولون من 6 دول، بينها المملكة المتحدة. وقارنت الدراسة بين مجموعتين: الأولى تلقّت برنامج تمارين بدنية منتظماً بإشراف مختصين، والثانية حصلت فقط على مواد تثقيفية عامة حول نمط الحياة الصحي.
Colon cancer patients who participated in a structured, 3-year exercise program after completing chemotherapy had a 28% lower risk of disease recurrence, new cancer diagnoses, or death during 5 years of follow-up compared to patients receiving usual care.
— Dr. Rhonda Patrick (@foundmyfitness) June 2, 2025
Additionally, these… pic.twitter.com/74ePBfYomS
وامتد برنامج التمارين لمدة 3 سنوات، وشمل جلسات أسبوعية خلال الأشهر الستة الأولى، ثم جلسات شهرية، إما حضورياً أو عبر الإنترنت. وراعى البرنامج احتياجات كلّ مريض، وتنوّعت التمارين بين المشي السريع والتدريبات باستخدام الأوزان أو في صالات الألعاب الرياضية.
نسب شفاء بعد التمارين
وأظهرت النتائج أنّ المرضى الذين مارسوا التمارين كانوا أقلّ عرضة لعودة المرض أو الوفاة، إذ بلغت نسبة الشفاء بعد 5 سنوات 80% في مجموعة التمارين، مقابل 74% في المجموعة الأخرى. كما سجّلت المجموعة النشطة بدنياً معدل بقاء على قيد الحياة بنسبة 90% بعد 8 سنوات، مقارنة بـ83% لدى المجموعة الأخرى.
وقالت البروفيسورة فيكي كويل، الباحثة الرئيسية في المملكة المتحدة: "تشير هذه النتائج إلى أنّ التمارين الرياضية ليست مجرّد وسيلة لتعزيز اللياقة، بل قد تكون عنصراً فعّالاً في تحسين فرص النجاة من سرطان القولون".
Colon cancer study offers more evidence for power of exercise
— PragmaticMom (@pragmaticmom) May 29, 2025
Patients who stay active can nearly eliminate survival disparity.https://t.co/Lw0OGCTld8 via Harvard University #Cancer #exercise #health pic.twitter.com/UUXj6eugXN
وأضافت أنّ هذه المعطيات يجب أن تدفع صنّاع السياسات (الصحية) إلى دمج برامج النشاط البدني ضمن الرعاية الروتينية لمرضى السرطان.
ومن بين المشاركين، روَتْ مارغريت توبريدي (69 عاماً) من شمال بلفاست تجربتها قائلة: "قبل تشخيصي، لم أكن أمارس الرياضة أبداً. اليوم، وبعد 5 سنوات، أرفع الأثقال وأمشي يومياً وأشارك في صفوف اللياقة مرتين أسبوعياً. التغيير مذهل من حيث القوة البدنية والنفسية".
ورغم التفاؤل الكبير، شدّد الباحثون على أنّ كلّ حالة مرضيّة فريدة من نوعها، ويجب استشارة الأطباء قبل البدء بأي نشاط بدني، لضمان ملاءمته للحالة الصحية للمريض.
ما هو سرطان القولون؟
تشير صفحة "مايو كلينك" إلى أن سرطان القولون هو نمو للخلايا يبدأ في جزء من الأمعاء الغليظة يسمى القولون. والقولون هو أول أقسام الأمعاء الغليظة وأطولها. أما الأمعاء الغليظة فهي الجزء الأخير من الجهاز الهضمي. ومهمة الجهاز الهضمي تحليل الطعام ليستفيد به الجسم.
يصيب سرطان القولون في الأغلب البالغين الأكبر سناً، لكن من الممكن أن تحدث الإصابة به في أي سن. ويبدأ عادةً في صورة تكتلات صغيرة من الخلايا تسمّى السلائل تتكوّن داخل القولون. ولا تكون السلائل سرطانية عامّة، لكن يمكن أن يتحوّل بعضها إلى أورام سرطانية في القولون مع مرور الوقت.