اتقان لغات متعددة يساعد على إبطاء شيخوخة الدماغ

دراسة حديثة تؤكّد أنّ الأشخاص الذين يتكلمون عدة لغات يمرون بشيخوخة بيولوجية أقل في دماغهم مقارنةً بالآخرين، وأنه كلما زاد عدد اللغات زادت قوة حمايتهم من الشيخوخة السريعة.

0:00
  • اتقان لغات متعددة يساعد على إبطاء شيخوخة الدماغ
    الأشخاص الذين يتقنون لغة واحدة أكثر عرضة لشيخوخة الدماغ

سلطت دراسة حديثة الضوء على كيفية تأثير عوامل نمط الحياة، مثل التعدد اللغوي، على عملية شيخوخة الدماغ، مشيرةً إلى أنّ الأفراد متعددي اللغات يمرون بشيخوخة بيولوجية أبطأ مقارنةً بأحاديي اللغة.

ووفق الدراسة يزداد التأثير الوقائي من شيخوخة الدماغ مع ازدياد عدد اللغات المنطوقة، ما يعزز المرونة المعرفية ويؤخر التدهور المرتبط بالعمر.

فقد حللت هذه الدراسة العمر البيولوجي لأكثر من 86,000 بالغ سليم تتراوح أعمارهم بين 51 و90 عاماً من 27 دولة أوروبية لفهم كيفية تأثير المهارات اللغوية على الشيخوخة.

الأشخاص الذين يتقنون لغة واحدة أكثر عرضة لشيخوخة الدماغ

كما قيّم الباحثون، عبر استخدام نموذج حسابي يسمى الفجوة العمرية السلوكية الحيوية، ما إذا كان العمر البيولوجي للفرد أكبر أم أصغر من عمره الزمني من خلال دمج مختلف المتغيرات الصحية ونمط الحياة، حسب ما ورد في موقع "فايز".
 
ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط هم أكثر عرضة بمرتين لتسارع الشيخوخة البيولوجية مقارنةً بمن يتحدثون لغات متعددة.

كما أنّ التأثيرات الوقائية كانت مرتبطة بالكمية، فكلما زاد عدد اللغات المعروفة، زادت قوة تأثير الحماية ضد الشيخوخة السريعة.

اقرأ أيضاً: دراسة تحدد العمر الذي تبدأ فيه أعضاء الإنسان بالشيخوخة

كذلك أظهرت البيانات أنه حتى عندما لا يستخدم الأفراد جميع لغاتهم بنشاط يومياً، فإنّ أدمغتهم تظل نشطة، ما يعزز الوظائف الإدراكية مثل الانتباه والذاكرة والتحكم التنفيذي، حيث تنشئ هذه التمارين العقلية نوعاً من الاحتياطي المعرفي، ما يساعد على تأخير ظهور التغيرات الدماغية المرتبطة بالعمر.

وراقب الباحثون بعناية مجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك التعليم والصحة البدنية والوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعرضات البيئية والظروف الاجتماعية لعزل تأثير التعدد اللغوي، وظلت النتائج متسقة رغم هذه الضوابط، مؤكّدة على الدور الفريد الذي تلعبه إدارة لغات متعددة في الحفاظ على صحة الدماغ.

وعلّق الدكتور أوغستين إيبانيز، الباحث الرئيسي في الدراسة، موضحاً أنّ إدارة لغات متعددة بنشاط "تعمل كتمرين مستمر لشبكات الدماغ المعنية بالوظيفة التنفيذية والذاكرة، ما يعزز المرونة على مدار العمر".

بدورها أكّدت الدكتورة لوسيا أموروسو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، على علاقة الكمية بالاستجابة، قائلةً: "كلما زاد عدد اللغات التي تتحدثها، زادت حمايتك من الشيخوخة المتسارعة".

ويحثّ الخبراء على النظر إلى التعدد اللغوي ليس فقط كمهارة تواصل، بل كعنصر أساسي في صحة الدماغ واستراتيجيات الشيخوخة. ويمكن أن يكون تشجيع برامج تعلم اللغات، وخاصة المشاركة في تعدد اللغات مدى الحياة، بمثابة أداة صحية عامة منخفضة التكلفة وقابلة للتطوير.

هذه النتائج تشير إلى أنّ الأفراد متعددي اللغات قد يحافظون على وظائف إدراكية أكثر حدة وصحة دماغية عامة أفضل مع التقدم في السن.

اقرأ أيضاً: دراسة: العلاقات الاجتماعية المتينة تبطئ الشيخوخة وتقلل الالتهابات

اخترنا لك