الأرض تنبض تحت أفريقيا لتشكيل حوض محيطي جديد.. ماذا يحدث؟

تقول عالمة جيولوجية وجدنا أنّ الوشاح (طبقة الأرض تحت القشرة) تحت منطقة "أفار الثلاثية" في إثيوبيا ليس موحداً أو ساكناً بل ينبض! والنبضات تتصاعد من الوشاح المنصهر جزئياً.. ما القصة؟

0:00
  • اكتشف علماء نبضاً عميقاً يشبه دقات القلب ينبض في منطقة
    اكتشف علماء نبضاً عميقاً يشبه دقات القلب ينبض في منطقة "أفار الثلاثية" في إثيوبيا بالقارة الأفريقية

اكتشف باحثون جيولجيون من جامعة "سوانسي" في بريطانيا نبضاً عميقاً يشبه دقات القلب، ينبض تحت قارة أفريقيا، حيث تلتقي ثلاث صفائح تكتونية في منطقة "أفار الثلاثية" في إثيوبيا.

وقال موقع "Sience Alert" إنّ هذا النبض تنتج عنه صهارة تصعد بقوة من الأسفل، مما يتسبب في تمزق القشرة الأرضية ببطء، في مراحل مبكرة من تشكيل حوض محيطي جديد.

وبتحليل العلامات الكيميائية للبراكين حول هذه المنطقة، حاول فريق بقيادة الجيولوجية إيما واتس، من جامعة "سوانسي"، فهم هذه العملية الجيولوجية العنيفة بشكل أفضل.

تقول واتس: "وجدنا أنّ الوشاح (طبقة الأرض تحت القشرة) تحت أفار ليس موحداً أو ساكناً، بل ينبض، وهذه النبضات تحمل بصمات كيميائية مميزة".

تضيف: "هذه النبضات الصاعدة من الوشاح المنصهر جزئياً تتشكل بواسطة الصفائح المتصدعة أعلاه، وهذا أمر بالغ الأهمية لفهمنا للتفاعل بين باطن الأرض وسطحها".

عادةً تخضع قشرة كوكبنا لعملية تجديد مستمرة، حيث تتحرك الصفائح التكتونية وتتصادم وحتى تنزلق تحت بعضها البعض. وتُعد مناطق التقاء هذه الصفائح بؤراً ساخنة للنشاط الجيولوجي، حيث تنتشر البراكين التي تعيد تشكيل السطح من الأسفل.

ووفق العلماء فإنّ منطقة تقاطع "أفار الثلاثية" في إثيوبيا، تلتقي الصفيحة العربية والنوبية والصومالية، حيث تتباعد كل منها في اتجاهات مختلفة، مما يخلق فجوة متسعة تحت مثلث أفار.

ومع ترقق القشرة الأرضية هناك، من المتوقع أن ينخفض السطح تحت مستوى البحر، مما سيؤدي إلى تشكيل حوض محيطي جديد قبالة البحر الأحمر.

ولأنه لا يمكن حفر الأرض لدراسة الوشاح مباشرةً، فقد لجأ فريق البحث إلى تحليل المواد البركانية التي قذفتها البراكين من الأعماق إلى السطح. وقاموا بجمع نحو 130 عيّنة من الصخور البركانية من منطقة "أفار الثلاثية" وصدع إثيوبيا الرئيسي، وأجروا تحليلات كيميائية متقدمة، مدعومةً بنمذجة حاسوبية، لفهم النشاط الجيولوجي تحت المثلث.

وكشفت النتائج عن وجود خطوط كيميائية مميزة متكررة عبر نظام الصدع، ناتجة عن عمود غير متماثل من المواد يرتفع من الوشاح.

ووفق العلماء تشير هذه النتائج إلى أنّ "أعمدة الوشاح وتياراته الصاعدة تتأثر بحركة الصفائح التكتونية أعلاه" – وهو اكتشاف "قد يغيّر طريقة فهمنا للنشاط البركاني والزلزالي وتفكّك القارات".

اقرأ أيضاً: جبل جليدي أسود نادر.. ماذا يحدث هنا؟

اخترنا لك