حقائق مرعبة.. ماذا يحدث لجسم الإنسان عند تحطم الطائرة؟

تحقيق تحليلي بريطاني يكشف عن ما يتعرض له الانسان داخل الطائرة عند تحطمها وسقوطها، والإصابات التي تؤدي إلى الموت، متحدثاً عن إصابات مرعبة.. ما السبب؟

0:00
  • الطائرة الهندية ارتطمت بمنى وأدت إلى انهياه
    الطائرة الهندية ارتطمت بمنى وأدت إلى انهياه

تسبّب تحطم طائرة الركاب التابعة للخطوط الجوية الهندية أخيراً في تصاعد المخاوف من السفر جواً، وسط سلسلة من الحوادث الجوية التي هزّت العالم.

وكانت شركة الخطوط الهندية قد أفادت بأنّ رحلتها رقم (171) من مدينة أحمد أباد في غرب الهند إلى مطار غاتويك في لندن تحطّمت.

وقال رئيس شركة "إير إنديا" ناتاراجان تشانراسيكاران في بيان: "بحزن عميق، أؤكد أنّ رحلة إير إنديا 171 بين أحمد أباد ولندن غاتويك تعرّضت لحادث مأساوي".

لكن يبقى سؤال مخيف من دون إجابة واضحة: ماذا يحدث لجسم الإنسان عند سقوط الطائرة وتحكمها؟

في خضم هذه المخاوف، كرّس محقق حوادث الطيران البريطاني، توني كولين، حياته المهنية لتحليل كيفية وقوع الوفيات في حوادث التحطم، سعياً لتحسين فرص النجاة، ورفع معايير السلامة. وقد توصل إلى نتائج مرعبة، لكنها مفيدة.

في اللحظات الأخيرة داخل الطائرة.. ما الذي يحدث لجسم الانسان؟

يقول كولين في التحقيق إنه عند سقوط الطائرة، فإنّ أكثر ما يسبب الوفاة ليس الحريق أو الغرق كما يُعتقد، بل الصدمة الجسدية العنيفة الناتجة عن الاصطدام.

وفي تقرير له عام 2004 قال كولين: "الإصابات تحدث بسبب ارتطام الجسم بهيكل الطائرة المنهار. وكثيراً ما تؤدي هذه الصدمة إلى بتر الأطراف، أو تهتك الأعضاء، أو سحق الجسم بالكامل".

ويضيف: "تتسارع الأحداث خلال ثوان قليلة. فمع الارتطام المفاجئ بالأرض أو الماء، يُدفع الجسم للأمام بقوة هائلة، ما يؤدي إلى:

- إصابات في الصدر لدى 80% من الضحايا (كسور في الأضلاع والقص والعمود الفقري).
- تمزّق القلب لدى نصفهم تقريباً، بسبب ضغطه بين العمود الفقري وعظام القفص الصدري.
- تمزق الشريان الأورطي (أكبر شريان في الجسم) في 35% من الحالات.
- إصابات دماغية في ثلثي الضحايا تقريباً.
- نزيف داخلي قاتل ناجم عن تمزّق الكبد أو الطحال أو الكلى في أكثر من ثلثي الحالات.
- كسور في الأطراف: الأرجل (74%) والذراعين (57%).

كما تشير الكسور في الساقين إلى أنّ الأرجل تتحرك للأمام وترتطم بالمقاعد أو تُحشر تحتها. أما كسور الرأس، فعادةً ما تكون ناتجة عن الاصطدام بمقاعد أمامية أو بأشياء متطايرة من المقصورة، مثل الأمتعة غير المؤمّنة في الخزائن العلوية.

ورغم أنّ أحزمة الأمان تنقذ الأرواح في كثير من الأحيان، رأى كولين أنها قد تسبب إصابات داخلية، خصوصاً عندما يدور الجسم فوق حزام الخصر، ما يؤدي إلى تمزق الأمعاء الدقيقة. وفي بعض الحوادث السابقة، فشلت أدوات التثبيت نفسها في تحمل قوة الاصطدام.

كذلك يتعرض الطيارون أيضاً لإصابات خاصة، مثل تهشم اليدين والقدمين بسبب وضعها على أدوات التحكم لحظة الاصطدام، أو إصابات الوجه نتيجة الاصطدام بلوحة العدادات.

هل هناك مقعد آمن في الطائرة؟

لا توجد قاعدة ثابتة، لكن بعض الدراسات تشير إلى أنّ المقاعد فوق الأجنحة – حيث يقع مركز الثقل – قد توفر حماية أكبر في حال سقوط الطائرة، مقارنةً بالمقاعد الخلفية أو الأمامية، التي قد تتعرض للارتطام أولاً.

كما توصّل كولين إلى حقيقة وهي أنّ تصميم المقاعد ذات الاتجاه الخلفي، كما في بعض مقصورات الدرجة الأولى، قد يكون أكثر أماناً للرأس والعنق عند حدوث الاصطدام.

ولم تكن أبحاث كولين مجرد عمل جنائي، بل كانت تهدف لتحسين فرص النجاة. فقد ساهمت تحقيقاته في تطوير تصاميم المقاعد والمقصورات، وتعزيز بروتوكولات الطيران، بالإضافة إلى دعم استخدام أدوات مثل "الصندوق الأسود" الذي يسجل بيانات الرحلة والذي يساعد المحققين في فهم ما حدث في اللحظات الأخيرة.

ورغم قسوة الحقائق التي تكشفها الحوادث، يظل الطيران من أكثر وسائل النقل أماناً. لكن فهم ما يحدث عند التحطّم يمكن أن يساهم في تحسين فرص النجاة، ووضع معايير أفضل، وتحفيز الركاب على الوعي والسلامة.

اقرأ أيضاً: دراسة: خطر الموت بحادث طائرة يتراجع خلال العقود الأخيرة

اخترنا لك