سوء معاملة الأطفال يؤثر على الحمض النووي وبنية الدماغ لديهم

باحثون يابانيون يكشفون في دراسة الآثار البيولوجية التي تترتب على سوء معالمة الأطفال والتي تنعكس بتغيير الحمض النووي لديهم وبنية دماغهم.. كيف؟

0:00
  • سوء معالمة الأطفال ينعكس عليهم عبر تغيير الحمض النووي وبنية دماغهم
    سوء معالمة الأطفال ينعكس عليهم عبر تغيير الحمض النووي وبنية دماغهم

توصل باحثون من جامعتي فوكوي وهيروشيما في اليابان في دراسة نشرت في مجلة Molecular Psychiatry،  إلى أنّ سوء معاملة الأطفال لا يترك آثاراً نفسية فحسب، بل يمتد تأثيره إلى المستوى البيولوجي أيضاً، وذلك عبر تغيير الحمض النووي وبنية الدماغ لديهم.

وقام الباحثون بتحليل الجينوم الظاهري، وهو مجموعة من العلامات الكيميائية التي تنظم نشاط الجينات، لدى الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من الإساءة. وأظهر التحليل أربع مناطق من الميثلة في الحمض النووي — ATE1، SERPINB9P1، CHST11، FOXP1 — مرتبطة بشكل ثابت بالتجارب الإسائية التي تعرض لها الأطفال.

وتُعد FOXP1 منطقة مهمة بشكل خاص، إذ تنظم الجينات المسؤولة عن تطور الدماغ، وترتبط الميثلة في هذه المنطقة بتغير حجم المادة الرمادية في القشرة الجبهية الحجاجية، ما يؤثر على العواطف والذاكرة والسلوك الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: ما هو المستوى الطبيعي للقلق لدى الأطفال؟.. خبراء يجيبون!

وبناءً على هذه العلامات، طور الباحثون مقياساً لمخاطر الميثلة يمكنه تحديد الأشخاص الذين لديهم تجربة سابقة بالإساءة من خلال الحمض النووي.

وتشير النتائج إلى أنّ عواقب الصدمة في مرحلة الطفولة تظهر ليس فقط في اضطرابات النمو العاطفي والذاكرة والتكيف الاجتماعي، بل أيضاً على المستوى الجزيئي من خلال تغيرات في التعبير الجيني.

وفي السياق، قالت البروفيسورة أكيمي تومودا، رئيسة فريق البحث: "تترك الصدمة في مرحلة الطفولة آثاراً طويلة الأمد ليس على الصحة النفسية فقط، بل على بيولوجيا الدماغ أيضاً"، مضيفة أنّ "فهم هذه الآليات سيساعد في ابتكار طرق للتشخيص المبكر ودعم الأطفال المعرضين للخطر".

ويُعد سوء معاملة الأطفال من أخطر مشكلات الصحة العامة. ويشير مؤلفو الدراسة إلى أنّ "النتائج مهمة ليس للطب فقط، بل أيضاً للممارسة القضائية والبرامج الوقائية، حيث يمكن أن تساعد المؤشرات الحيوية في الكشف المبكر عن عواقب الإساءة، وتوجيه العلاج، وتحسين حماية الأطفال".

اقرأ أيضاً: اكتشاف أربعة أنماط فرعية للتوحّد.. هل يوجد علاج؟

اخترنا لك