هكذا حضر زياد الرحباني في "ليلة المتاحف"!

الحناجر صدحت عالياً، الشباب اللبناني "جمهور زياد" رفع الأيادي، منهم لبس الكوفية و أطلق العنان لحنجرته.. مردداً أغانيه المؤثرة: "جايي مع الشعب المسكين"، عايشة وحدا بلاك"، أنا مش كافر"، "قوم فوت نام"، "يا زمان الطائفية"، "اسمع يا رضا" وغيرها.. 

0:00
  • هكذا حضر زياد الرحباني في
    زياد يرصّع "ليلة المتاحف" (غرافيك: ندين بدر الدين - الصور: خالد عيّاد - وزارة الثقافة)

"وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان".. هذا هو  زياد منصور الرحباني الذي رصّع اسمه ليل بيروت..

في تلك الليلة، صدح صوت الجميع "عايشة وحدا بلاك"، مع زياد، هم تقاطروا من كل لبنان إلى عاصمتهم أمام المتحف الوطني.

عنصر الشباب طاغٍ.. لحظهُ المسؤولون في الوزارة ومعهم الإعلاميون والمصورون الكثر، وذلك للمرة الأولى منذ تاريخ إطلاق هذا الحدث المهم، "هذا هو طيف زياد في كلّ مكان".. قالها أحد الشباب ملتحفاً بكوفية بيضاء!

  • الأيادي ارتفعت والأصوات صدحت
    الأيادي ارتفعت والأصوات صدحت

جهود مكثفة للوزارة وحضور فاق التوقعات.. والسبب؟

نكاد لا نجد مكاناً نقف فيه، حتى أن الحضور الكثيف أرخى بظلاله على التنظيم اللافت الذي حضرّته وزارة الثقافة اللبنانية، فكان هناك اختصار لجولة الوزير على متاحف بيروت.

لم تهدأ المسؤولة في مكتب الإعلام والعلاقات التابع لمكتب الوزير أمل منصور حتى اللحظات الأخيرة، وهي للأمانة اتصلت بي الساعة 11 ليلاً تلفونياً لتبلغني بضرورة مشاركتنا جميعاً في الحدث، وهذه رغبة وزير الثقافة د. غسان سلامة، وهو الذي قرر أن "ليلة المتاحف" لهذا العام ستكون تحية خاصة للمبدع زياد الرحباني.

 الوزير النشِط الذي تسلّم الوزارة بعد الزخم العارم في تاريخها مع الوزير السابق القاضي محمد وسام المرتضى كان أول الواصلين، وهو حرص على عدم مبارحة المكان حتى اللحظات الأخيرة.

  • صور زياد تصدّرت جدران المتحف الوطني في بيروت
    صور زياد تصدّرت جدران المتحف الوطني في بيروت

أردناها تحية لزياد

بعفوية، ردّ على سؤال "الميادين نت"،حول رمزية التحية لزياد "كان يجب أن تكون في بداية إطلاق الليلة، ولكن الظروف لم تسمح بذلك".

إذاً، ارتأى وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة أن تكون فعالية "ليلة_المتاحف" لهذا العام تحية خاصة الى المبدع زياد الرحباني، وتكللت واجهة المتحف الوطني عبر الإضاءة الفنية باسمه وصورته مع صدُوح أغنيته الشهيرة "عايشة وحدها بلاك".

الحناجر امتلأت عالياً، الشباب اللبناني "جمهور زياد" رفع الأيادي ملوّحاً، منهم من أطلق العنان لحنجرته مردداً أغانيه الكثيرة والمؤثرة: " أنا مش كافر"، "قوم فوت نام"، "يا زمان الطائفية"، "اسمع يا رضا" "عهدير البوسطة" وغيرها.. 

  • "عايشة وحدا بلاك".. تلهب حناجر الجمهور الشاب

وتوافق كل ذلك مع فيلم تضمن إضاءات على المعالم الأثرية والتاريخية، وذلك في مقر المتحف الوطني، بحضور المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري وموظفي الوزارة وحشد من المهتمين بالمتاحف والجمعيات والكشافة ووسائل الإعلام.

سلامة: لا أصدّق عينيّ!

 وزير الثقافة عبّر مثنياً بفرحٍ: "أنا لا أصدق عيني، أتنقّل من متحف الى متحف وأرى آلاف اللبنانيين وربما عشرات الآلاف يتنقلون من متحف إلى آخر، وخصوصاً أمام هذا الصرح العظيم الذي هو المتحف الوطني حيث يحتشد الآن الآلاف منهم بانتظار دورهم لزيارة الآثار والتراث الذي هو جزء من هويتنا".
أضاف: "ليلة المتاحف" فكرة أطلقناها منذ أكثر من 20 عاماً، ولكنها توقفت لستة أعوام بسبب الحرب وكورونا والضائقة المالية. ولكن اليوم كل متاحف لبنان مفتوحة أمام اللبنانيين من دون أي مقابل، والانتقال إليها مجاني أيضاً، من خلال باصات النقل المشترك".

  • الوزير سلامة: أردناها تحية خاصة لزياد
    الوزير سلامة شاخصاً نحو صورة زياد: أردناها تحية

وأضاف "أرى في هذا الجمع العظيم استجابة اللبنانيين الواسعة الصادقة والمتحمّسة لتراثهم وآثارهم ومتاحفهم، وهذا الأمر من شأنه أن يثلج صدور الكثيرين".

وتابع: "أشكر كل الذين حضّروا لهذه الليلة العظيمة، المديرية العامة للآثار التي عملت بجهد لإنجاح هذا اليوم، وأشكر زميلي نديم شويري الذي عمل منذ 6 أشهر لإنجاح هذا الحدث، كما أشكر الإعلاميين الذين جاؤوا لتغطية هذا الحدث. وأشكر أولاً الآلاف من اللبنانيين الذين استجابوا لدعوتنا وجاؤوا الليلة لزيارة هذه الأماكن الرمزية من تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم".

  • وضعت وزارة الثقافة ياصات بتصرف الحضور وتبدو المسؤولة فيها أمل منصور
    وضعت وزارة الثقافة باصات بالتصرف  وتبدو المسؤولة أمل منصور
  • من الجولة في متحف
    من الجولة في متحف "ميم"
  • في المتحف الوطني
    في المتحف الوطني
  • ناووس في المتحف الوطني
    ناووس في المتحف الوطني

لبنان سيستمر ويعيش ويحيا ويناضل 

وعن تكريم الراحل زياد الرحباني، قال سلامة: "لن تتفاجأوا  بتحية إلى الحبيب زياد الرحباني، فكانت الأضواء على درج المتحف التي أضاءت بالأماكن الأثرية في لبنان في لعبة ضوئية فنية مميزة".

ورداً على سؤال عما إذا كان لبنان سيستكمل صيفه بعد التهديدات بالحرب، قال: "لبنان سيستمر ويعيش ويحيا ويناضل ويعمل ويحضر ويفتح متاحفه وكأن لا عدو يتربّص به. نحن نعلم أن هذا العدو متربص بنا ولكن الطريقة الأفضل للرد عليه هو تمسكنا بتراثنا وثقافتنا ومتاحفنا".

  • ازدانت جدران المتحف الوطني بلوحات مضيئة حول آثار لبنان
    ازدانت جدران المتحف الوطني بلوحاتٍ مضيئة حول آثار لبنان

اقرأ أيضاً: زياد الرحباني.. "صار لازم ودعكم"

بعد تعذّر تنظيمها منذ عام 2019، عاودت وزارة الثقافة في لبنان بالتنسيق مع اللجنة الدولية للمتاحف الإعلان عن ليلة المتاحف في لبنان.كما فتحت المتاحف أبوابها أمام الزوار، في بيروت و صيدا و جبيل و طرابلس.
وقدّر عدد زوار المتاحف الذين شاركوا في هذه الفعالية بأكثر من 20 ألفاً.

اخترنا لك