التين شجرة مباركة.. فما أدراكم ما مربى التين؟!

تنتج السيدّة ليلى درة مربى التين الأخضر، وما يسمّى بـ "المعقود"، بطريقة تقليدية قديمة، في حين تكثر المعارض "البلدية" والقروية التي تبرز الوجه التراثي للبلدات وما يسمّى في لبنان "الضِيع"!

وفي منطقة الجبل - حيث الطابع القروي - الطاغي تنظّم البلديات والجمعيات والنوادي والتعاونيات معارض دورية تبرز فيها.

وفي الجامعة اللبنانية، دير القمر وأيضاً في عين وزين الشوف الأعلى، نظّم طلاب قسم العمل الصحي الاجتماعي نشاطاً بعنوان "يوم تراثي لبناني" حضره عميد كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية الدكتور ايلي حدشيتي، مدراء ومسؤولون، أساتذة من فروع كلية الصحة كافة، موظفون ومدرّبون، الطلاب وأهاليهم.

تخلّل النشاط فقرات عديدة منها العرس اللبناني القروي، رفع الجرن، عرض دبكة مقدّمة من فرقة SMA academy، عرض تمثيلي، ردّيات زجل، تعريف عن بعض القرى من مناطق مختلفة ،عزف قانون وأغانٍ قديمة، مأكولات لبنانية، حلويات عربية وسحب تومبولا.

السيدة درّة، أفردت مساحة لا بأس بها من المعرض للحديث عن المربيات "المعقود" أو "الططلة" كما تسمّى في بعض الدول العربية، وهي حدّثتنا عن صناعة المربى اليدوية، وقبل ذلك دعونا نعرف معلومات ومزايا و فوائد التين:

فوائد التين

ورد التين في آية مباركة من القرآن الكريم واسمها "سورة التين" وعدد آياتها 8،  وهو إلى ذلك يمتاز بحجمه الصغير الأقرب في التوصيف إلى الدمعة أو المماثل للإبهام، له قشر أرجواني أو أخضر صالح للأكل.

من الداخل، تجد نسيجاً وردياً ومئات البذور الصالحة أيضاً للأكل. يُعدّ من نبات عائلة التوت ومصدره الأساسي في منطقة تمتدّ من تركيا إلى شمال الهند. لكنه، يزرع في معظم دول البحر الأبيض المتوسط، حيث المناخات الدافئة. 

 يتغنّى الناس بالحديث عن فوائد التين، حيث استخدموه منذ القدم لعلاج حالات متعلّقة بالغدد الصماء، الجهاز التناسلي، الجهاز التنفّسي والهضمي. فضلاً عن استخدامه لتحلية الحلويات أو بديلاً عنها لأنّه يرضي الرغبة الشديدة في تناول السكريات. 

يُعتمد التين كعلاج منزلي من أجل تعزيز صحة الجهاز الهضمي، حيث يحتوي على الألياف المساعدة في تليين البراز وإضافة المخاط إليه مما يساهم في الحد من الإسهال. كذلك يعمل كمصدر بريبايوتك المحفّز لنمو البكتيريا الصحية في الأمعاء.

دراسات حول التين

في إطار فوائد التين، أظهرت دراسة أُجريت على 150 شخصاً يعانون من متلازمة القولون العصبي مع الإمساك أنّ تناول نحو 4 حبات من التين المجفّف (45 غراماً) مرتين يومياً ساهم في انخفاض الأعراض بشكل كبير، بما في ذلك الألم والانتفاخ والإمساك.

كما وجدت دراسة أخرى أنّ التين أدّى إلى تحسين غالبية أعراض الإمساك لدى الأشخاص المصابين بالإمساك الوظيفي مقارنة مع مكمّلات الألياف. تشمل هذه الأعراض عدد حركات الأمعاء وآلام المعدة وعدم الراحة. بالإضافة إلى ذلك، يقلّل التين من الجهد اللازم لتمرير البراز. 

تحتاج العظام إلى الكالسيوم والبوتاسيوم لزيادة كثافتها ومنع هشاشتها، والتين يعدّ مصدراً جيّداً لهذين المعدنين.

أشارت مراجعة عام 2018 نُشرت في Sains Malaysiana إلى وجود صلة قوية بين استهلاك التين وصحة العظام، حيث ذكر الباحثون أنّ محتوى هذه الفاكهة من المعادن يشبه إلى حد كبير محتوى حليب الأم منها. كذلك يساهم التين في التقليل من فقدان الكالسيوم في البول. 

سائل التين

يتدفّق السائل الأبيض أو ما يعرف بحليب التين من أطراف الثمرة غير الناضجة، الجذع أو الأوراق السميكة.

وهذا السائل يحتوي على 46% من الماء فضلاً عن بعض الدهون والبروتينات والسكريات و3% من المطاط. بالإضافة إلى أنزيمات مثل الفيستين. هذه المواد تعدّ السبب الأساسي في ذكر فوائد حليب التين، والتي تشمل:

يحتوي حليب التين على الفيستين، إحدى الفلافونويدات النادرة الموجودة في بعض الخضار والفاكهة، ومن بينها التين.

يُستخدم في علاج بعض الأمراض، حيث يحتوي على مواد كيميائية تكسر البروتينات وتقتل الديدان المعوية. كما يستخدم ذلك المنقى في إنتاج مادة الخياطة (الغرز) عند التقطيب وفي تحضير شرايين الحيوانات للزرع في البشر.

مكوّنات وعمل مربى التين:

-كوب ونصف كوب من التين الطازج المقطّع مكعّبات (6-10 حبات تين، بحسب حجم التين).
-نصف كوب من البرتقال المقشّر والمنزوع البذور والمقطّع مكعبات.
-كوب ونصف كوب من السكر (يمكنك تقليل الكمية بحسب الرغبة، مع العلم أنه لن يتماسك جيداً).
-ملعقة ونصف الملعقة من قشر البرتقال المبشور ناعماً.

-3 ملاعق كبيرة من عصير الليمون.
-ربع ملعقة صغيرة من الزنجبيل المطحون.
-ربع ملعقة صغيرة من القرنفل المطحون.
-ربع ملعقة صغيرة من القرفة.
-نصف ملعقة صغيرة من الزيت النباتي أو الزبدة. 

ويمكن أن نزيد كمية من كسر الجوز وفق حاجتنا ورغبتنا في المحتوى.

يوضع السكر والماء في وعاء فوق النار، ويخلطا معاً لمدة 10 دقائق. يُغسل التين ثمّ يُقطع ويضاف إلى الخليط السابق مع عصير الليمون، ويترك لمدة 25 دقيقة تقريباً فوق نار هادئة إلى متوسطة. ثم يُترك حتى يبرُد.

اقرأ أيضاً: فاكهة صغيرة تمنح فوائد كبيرة

يوضع مربى التين المُجهّز فيوضّب في "بَرْطَمانات" من الزجاج ويغلق بإحكام شديد (والبعض يستخدم الشمع لإحكام إغلاقه على المدى الطويل)  ويقدّم مع الطعام خاصة في القرى الجبيلة.