بعد 3400 عام على وفاتها.. فك لغز تدمير أثار الملكة الفرعونية حتشبسوت
بحث جديد ينسف فكرة التعرّض لمقتنيات الملكة حتشبسوت لكونها إمرأة، بل كان بدافع كراهية داخل أسرة زوجها تحُتمس الثالث لأنها كانت تعتبر "زوجة أب شريرة".. ما التفاصيل؟
-
تُحتمس الثالث زوج الملكة حتشبسوت أقدم على تشويه أثارها لدوافع عديدة
كانت الملكة حتشبسوت من أنجح من حكم مصر القديمة، لكن إرثها تمّ تدميره بشكل ممنهج بعد وفاتها على يد نجل زوجها تُحتمس الثالث الذي خلفها في السلطة.
فقد كشفت دراسة حديثة أنّ كون الملكة حتشبسوت إمرأة لم يكن العامل الأساسي لمحو آثارها. وكانت أسباب هذا المحو الممنهج لآثار حكمها الناجح موضع نقاش واسع.
وبيّن الباحث جون وونغ، من جامعة تورنتو في بحثه الذي نشر في مجلة "أنتيكويتي" واستند إلى دراسات حديثة أخرى، أنّ تُحتمس الثالث أقدم على هذا التشويه للملكة حتشبسوت لدوافع أخرى أيضاً، مما يدفع إلى التشكيك في صحة نظرية الرفض لتولي امرأة مقاليد الحكم.
Gender not main factor in attacks on Egyptian woman pharaoh: study.
— AFP News Agency (@AFP) June 24, 2025
She was one of ancient Egypt's most successful rulers, a rare female pharaoh who preceded Cleopatra by 1,500 years, but Queen Hatshepsut's legacy was systematically erased by her stepson successor after her… pic.twitter.com/vhpubt3ZYh
كانت الملكة حتشبسوت من أنجح حكام مصر القديمة، لكن إرث هذه الفرعونة التي سبقت كليوباترا بـ1500 عام، دمّره بصورة ممنهجة بعد وفاتها نجل زوجها تُحتمس الثالث الذي خلفها في السلطة.
وقال وونغ "إنّ السؤال عن سبب الحملة على هذه الفرعونة بعد وفاتها ينطوي على قدر من الرومانسية"، موضحاً دوافع اهتمامه بملكة حكمت مصر خلال حقبة ازدهار استثنائي.
ورجّح عدد من العلماء في الماضي أن يكون تُحتمس الثالث قد شنّ حملة تشويه ضد حتشبسوت بعد وفاتها بدافع الانتقام، لا سيما لأنه أراد القضاء على أي فكرة مفادها أنّ في وسع امرأة أن تحكم بنجاح.
وأكّد وونغ أنّ "طريقة فهم حكم حتشبسوت تأثرت دائماً بجنسها"، في إشارة إلى الاعتقاد السائد بأنّ تُحتمس الثالث ربما كان ينظر إليها على أنها "زوجة أب شريرة".
Queen Hatshepsut was one of ancient Egypt's most successful rulers, so why has her legacy been erased? A new study says her stepson eliminated evidence of her achievements and argues that far too much emphasis has been placed on her gender. https://t.co/wc3JVSEIXX pic.twitter.com/DGNYtbduGh
— AFP News Agency (@AFP) June 24, 2025
وحكمت حتشبسوت مصر قبل نحو 3500 عام، بعد وفاة زوجها تُحتمس الثاني، "وبلغت مصر في عهدها أعلى قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية"، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلام المصرية.
وكانت حتشبسوت في البداية وصيّة على عرش ابن زوجها، الملك المستقبلي، لكنها نجحت في ترسيخ سلطتها الخاصة، وفرضت نفسها كفرعونة.
وقال الخبراء إنّ الملكة حتشبسوت وسّعت طرق التجارة، وأوعزت بإنجاز مشاريع كبيرة، ومنها مقبرة لا مثيل لها في وادي الملوك بالأقصر، على الضفة الغربية لنهر النيل.
NEW Ancient Egyptian Pharaoh Hatshepsut is iconic for her role as one of Egypt’s few female pharaohs, but she also sustained political persecution after her death.#AntiquityThread on what shattered statues can tell us about one of Egypt's greatest rulers 1/16 🧵
— 🅰ntiquity Journal (@AntiquityJ) June 24, 2025
📷 @metmuseum pic.twitter.com/11Q5sALdEQ
وأعاد الباحث وونغ تقويم مواد التماثيل التالفة التي اكتشفت خلال أعمال التنقيب التي أجريت بين عامي 1922 و1928.
وأكّد وونغ في ضوء أبحاثه أنّ تُحتمس الثالث عمل بلا شك على محو أي دليل على إنجازات حتشبسوت، لكنه أوضح أنّ ذلك كان "ربما بدافع الضرورات الطقسية لا الكراهية الصريحة"، لذا "فربما كان تًحتمس الثالث يحاول الحد من سلطة حتشبسوت بطريقة عملية كانت مألوفة، وليس بدافع الحقد".
واكتشف المتخصص أنّ بعض تماثيل الملكة حتشبسوت تضررت على الأرجح لأنّ الأجيال اللاحقة أرادت إعادة استخدامها كمواد بناء، حيث لاحظ أنّ الاعتقاد الذي كان سائداً لمدة طويلة بأنّ "تماثيل حتشبسوت تعرضت لتشويه انتقامي".
كما أوضح وونغ أنّ فحصاً جديداً للمحفوظات أظهر "عدم صحة هذه الفكرة"، وأنها عوملت بالطريقة التي عومل بها أسلافها في ما يتعلق بالموت.
Mortuary Temple of Hatshepsut, built into sandstone cliffs at Deir el-Bahri, is adjacent to Valley of the Kings and directly across Nile River from Karnak in the ancient Egyptian city of Thebes. It was designed for Queen Hatshepsut, a woman whose two-decade reign in mid-15th… pic.twitter.com/6R4xqvh29z
— Archaeo - Histories (@archeohistories) April 2, 2025
يبيسبيسبس