خبراء يكشفون سر التأخير الدائم للبعض عن الدوام والمواعيد.. ليس كسلاً ولكن!

يعاني البعض غالباً من مشكلة التأخر عن الدوام، ويصف آخرون هؤلاء الأشخاص بأنهم كسالى. دراسة حديثة تفسّر علمياً هذه الظاهرة.. ماذا جاء فيها؟

0:00
  • خبراء يكشفون السر العلمي وراء التأخير الدائم عن الدوام والمواعيد
    الشخص المصاب بـ"عمى الزمن" ليس كسولاً بل يعاني من صعوبة حقيقية في تقدير الفترات الزمنية

كشفت دراسات حديثة عن تفسير علمي مدهش لظاهرة التأخير المتكرر التي يعاني منها الكثيرون، والتي غالباً ما تُعزى إلى "الكسل والإهمال".

وأظهرت الدراسة أنّ ما يعرف بـ"عمى الزمن" قد يكون السبب الكامن وراء عدم القدرة على الالتزام بالمواعيد. وهذه الحالة العصبية التي تختلف كلياً عن الكسل أو الإهمال، تؤثر بشكل جوهري على إدراك الفرد لمرور الوقت وقدرته على تقدير المدد الزمنية بدقة.

يرى الأطباء أنّ "جوهر هذه المشكلة يكمن في خلل بوظائفنا التنفيذية، تلك الآلية الدماغية المعقّدة التي تشمل الذاكرة العاملة والمرونة المعرفية. فالشخص المصاب بعمى الزمن ليس كسولاً، بل يعاني من صعوبة حقيقية في تقدير الفترات الزمنية، ما يجعله يخطئ في حساب الوقت اللازم للاستعداد صباحاً أو يغرق في العمل لساعات دون إدراك لمرور الوقت".

اللافت أنّ هذه الحالة يمكن أن تظهر أيضاً لدى الأفراد المصابين بالتوحّد، أو اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه (ADHD)، أو اضطراب الوسواس القهري (OCD)، أو إصابات الدماغ الرضحية، أو الاكتئاب، أو القلق، وحتى في حالات مثل مرض باركنسون والتصلّب المتعدد، حيث تؤثر التغيرات في مناطق مثل القشرة الأمامية الجبهية والمخيخ على معالجة الدماغ للزمن، وفقاً للخبراء.

يوضح الدكتور موران سيفانانثان، الطبيب النفسي في مركز "هنري فورد هيلث" في ديترويت بولاية ميشيغن، لشبكة "فوكس نيوز ديجيتال" أنّ "السمة الأساسية لعمى الزمن هي عدم القدرة على تقدير الفترات الزمنية". وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على قدرة الشخص على استخدام الوقت كمرشد لتنظيم يومه.

فيما تؤكد لوري سينغر، المحللة السلوكية المعتمدة في مركز "لوري سينغر للخدمات السلوكية" في كاليفورنيا، في  حديث لـ"فوكس نيوز ديجيتال: "أنّ الأشخاص المصابين بـ"عدم إدراك الزمن" (وهو اسم آخر للحالة) "غير قادرين على معالجة مرور الوقت بشكل صحيح".

وتضيف: "عادةً ما يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في معرفة مقدار الوقت الذي مضى أو المتبقي خلال أداء مهمة ما". على سبيل المثال، قد يخطئ شخص في تقدير الوقت اللازم للاستعداد في الصباح، فيسرع عند الخروج من المنزل ويصل متأخراً.

ويشير الخبراء إلى أنّ آخرين قد ينغمسون في نشاط ما (عارض يعرف بالتركيز المفرط)، ما يجعلهم يفقدون الإحساس بالوقت تماماً.

وغالباً ما يتضمن علاج "عمى الزمن" نهجاً متعدد الجوانب، حيث يطوّر الخبراء استراتيجيات ذكية للتعامل مع هذه الحالة، بدءاً من تحويل المهام الكبيرة إلى سلسلة من الخطوات الصغيرة، وصولاً إلى استخدام مؤقتات مرئية وأجهزة تنبيه. ويكمن المفتاح في خلق روتينات ثابتة "يتدرب بها الدماغ على توقع مسار الزمن"، مثل بدء كل صباح بنفس التسلسل من الأنشطة.

والأهم من ذلك كله هو "الفهم المجتمعي لهذه الحالة". فإدراك أنّ التأخر المزمن قد يكون عارضاً طبياً وليس اختياراً شخصياً، يمكن أن يغيّر بشكل جذري طريقة تعاملنا مع من يعانون من هذه المشكلة، ويفتح الباب أمام حلول أكثر تعاطفاً وفعّالية.

وينتقد أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عندما يصل على موعده بالتوقيت المحدد، فيما يبقى منتظراً، وعلّق قائلاً: "لا يزعجني حقاً عندما يكون لديك موعد، لا يمكنهم رؤيتك إذا تأخرت.. ولكنك تجلس منتظراً عندما تصل في الوقت المحدد.. مما يجعلني أرغب في تغيير مقدم الخدمة".

اخترنا لك