دمعة جورج خباز تسبقه.. ماذا بعد العالمية ووسام الاستحقاق اللبناني؟
يقف جورج خبّاز ساهماً، ربما هي لحظات وجل وخفر في حضرة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، الذي حرص على استقبال ودعم المبدعين والمؤثرين، فالفنان في داخل خبّاز في هدأة اندماجٍ لا بل التحامٍ دائم لا بل تام مع معجنهِ الإنسان!
-
تكاد الدمعة تفرّ من مقلتي جورج خبّاز - الإنسان- وهو يتقلّد وسام الاستحقاق اللبناني (غرافيك: إسماعيل آغا)
جامع الفن من أطرافه الـ 5 تأليفاً وإخراجاً و تمثيلاً وانتاجاً وتلحيناً، عصاميّ بامتياز، سفير لبنان الرفيع المستوى إلى قارات العالم وأصقاعه.
قد ترخي العائلات الفنية من خلال أعمالها وشخصياتها بظلالها على كلّ فردٍ فيها، وقد تستمد أو تُرفد بوهج الشهرة والاسم، وتحلّق في فضاءات الفن والإبداع والخلق..
لكن الحالة فريدة مع جورج خبّار، فالشاب أطل نجماً، منذ الإطلالة الأولى، ففي عام 1995 تسمّر اللبنانيون وربما أقرانهم العرب أمام موهبة تتسلل من خلالها نفحاتُ فرحٍ وحبور وواقع صادق عبر "تلفزيون لبنان".
"فش خلقك فش"، كلمة سحر أسبغت على الواقع محتوىً فاقعاً وصادقاً في آن، فمزجت بين خفة الشاب البتروني (مدينة البترون – شمال لبنان عام 1976) وموهبة ما في البحر من سحر وجمال.
منهم من قال إن الشاب وبعد 30 عقداً من ظهوره التلفزيوني الأول، قد كرّس مدرسة "العائلة الخبّازية"، وإن كان البعض يعتبره امتداداً طبيعياً لها، ولمن لا يعلم فإن الأسرة الفنية موجودة خلفه بقوة، فوالده الممثل اللبنانيّ جورج خبّاز الأب، والوالدة أوديت عطيّة، وهي صاحبة صوت رخيم، وعن الأشقاء حدّث ولا حرج: نيكولا (دكتوراه في السينما ورئيس قسم السينما في جامعةNDU )، ولورا ( ممثلة واختصاصية في تصميم إعلانات) وهي شريكته في أعماله الفنية.. ولا ننسى الخال الممثل غسان عطية.
-
جورج خبّاز الذي يستمد التميّز والحب من عائلته
جورج الإنسان قبل الفنان!
لعل معجِن جورج هو الطاغي، فالإنسان المهيمن في سلوكه ومحياه هو القالب- الغالب لما في داخله، وقلّما وجدنا فناناً "يضرب على الوتر الحساس"، في ما يقدّمه عبر الخشبة أو الشاشة، إن لم نقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من "كبرت البنوت"، إلى "يا وطني سامحنا" كلمات للتمسك بالعلاقات العائلية ووشائج الوطن الذي يعني جميع الأطياف، إلى التميّز اللبناني في العالم.. طرقٌ على الوتر المحبب لدى الناس، دمعة قد تنسّل في أي لحظة، وإطلاق عنان لأحاسيس ومشاعر تطلقها حنجرة خبار الذهبية.
"خايف تخلص الدني ونحنا بعد مش فاهمين
أنو الإنسان إنسان بغض النظر هوّي مين
ما حدا نقّى اسمو ولا حدا نقّى مينو
ولا حدا نقّى لونو ولا شكلو ولا دينو"!
كلمات بسيطة من دون تكلّف و"لفّ ودوران".. هي تدخل العقل قبل القلب بتواضعٍ ورقيّ، والأهم من كل ذلك، من دون استئذان!
لا غرو في ذلك هنا، فـ"المدرسة الخبّازية" الإنسانية تسبق الفنية الإبداعية، وهذه بوصلة كل فنان ناجح.
الفن من جميع أطرافه!
يرفل ثوب جورج خبّاز بعشرات الاعمال الفنية النوعية الرائدة الوارفة، و ربما لا تتسع صفحات تقارير للإضاءة عليها.
قد يحتار النقّاد في تناول ما كتبه وقدّمه، فـ "شارلي شابلن" انطبع في هيولى جورج منذ نعومة أظافره، وكان للفنان العربي دريد لحّام تأثيره أيضاً، قبل ولوجه أبواب العالمية مؤخراً.
الغزارة في أعمال خبّاز الفنية، لم تأتِ لمجرد إرضاء "العدّاد الفنيّ"، كما يسعى بعض أقرانه جاهدين لذلك، الرجل مدرار الإنتاج ها هنا، مع خاصية "خبّازية" تتجلى في الإبداع والتميّز والتجديد لا بل الجديد.
إلى العالمية درّ!
شهادة دكتوراه فخرية مستحقة بكل جدارة حازها خبّاز العام الماضي من جامعة الكسليك" اللبنانية، ويومها قال "شكراً لجامعة الوفاء "جامعة الروح القدس"الكسليك، لمنحي شهادة الدكتوراه الفخرية خلال حفل تخرّج طلاب دفعة 2024 ، ستبقى هذه المناسبة من أجمل ايام حياتي ، وسيبقى الوفاء المتبادل بيني و بين جامعتي إلى الأبد".
View this post on Instagram
وفي شهر نيسان/ أبريل الماضي أنجز الفنان جورج خباز تصوير أحد الأدوار الرئيسية في مسلسل إسباني ألماني مشترك للمخرجة السويدية ماريا فون هيلاند، في جزر الكناري – إسبانيا، مسجّلاً حضوراً عالمياً جديداً بعد فيلميه ما بين كندا وألمانيا.
View this post on Instagram
كرّت سبحة "العالمية" التي لا تنتهي، فقطف فيلم: "يونان"، للمخرج السوري المقيم في ألمانيا أمير فخر الدين، جائزة أفضل فيلم روائي طويل من الدورة 25 لمهرجان "روتردام" للفيلم العربي "لما قدمه من طرح إنساني عميق ولغة سينمائية رفيعة"، ومنح بطل الشريط جورج خباز جائزة أفضل ممثل، ليضيفها إلى جوائز عديدة مماثلة من أكثر من منبر مهرجاني عالمي.
ولن نعدد المهرجانات والاحتفالات التكريمية اللبنانية والعربية التي يكون عادة لخبّاز قسطٌ وافر من جوائزها.
تكريم رسمي: وسام الاستحقاق اللبناني
يقف جورج خبّاز ساهماً، ربما هي لحظات وجل وخفر في حضرة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، الذي حرص على استقبال ودعم المبدعين والمؤثرين، فالفنان في داخل خبّاز في هدأة اندماجٍ لا بل التحامٍ دائم لا بل تام مع معجنه الإنسان!
View this post on Instagram
تكاد الدمعة تفرّ من مقلتيه، وهو يسمع كلام المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في القصر الجمهوري د. نبيل شديد، يتلو مرسوم نيله وسام الاستحقاق الفضيّ: "تقديراً للموهبة التي جمعت بين الفن الراقي والرسالة الثقافية الهادفة".
يمرّ وميض 50 عاماً كالبرق أمام مقلتي المكرّم ، ها هو يرصد بخفر شريط صنوف إبداعه التي بدأت منذ لحظة وقوفه في عمر 4 سنوات على الخشبة، وصولاً إلى العالمية.. فالتكريم الرسمي.
منح رئيس الجمهورية جوزاف عون الفنان جورج خباز وسام الاستحقاق اللبناني الفضي، وذلك تقديراً لمسيرته الفنية الغنية، وعطاءاته المميّزة في مجال المسرح والتلفزيون، وأعماله الإبداعية التي تركت أثراً واسعاً في الساحة الثقافية اللبنانية والعربية.#الميادين_لبنان #لبنان pic.twitter.com/QzdMBhv5kY
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) June 5, 2025
هنيهات جميلة التقطت في قصر الرئاسة اللبنانية الأولى لجورج جورج خبار المستحِق.. قلبه في خفقان،"فمن جدّ وجد ومن زرع حصد"، ولسان حاله يقول "في الجعبة الكثير".. وكما وعدت دوماً سيبقى "اسمك وطني بالعالي"..