عالم روسي ينفي.. المذنب "أطلس/31" ليس مركبة فضائية

عالم روسي ينفي ما قاله عالم من جامعة "هارفرد" الأميركية بأنّ مذنب "أطلس/31" له أصل اصطناعي أو أنه مركبة فضائية، ويؤكّد أنّ خصائص المذنب لا تثبت ارتباطه بكائنات ذكية من خارج الأرض.

0:00
  • عالم روسي: مذنب 3I/ATLAS القادم من خارج نظامنا الشمسي لم يتفكك بعد اقترابه من الشمس
    عالم روسي: مذنب 3I/ATLAS القادم من خارج نظامنا الشمسي لم يتفكك بعد اقترابه من الشمس

أكّد ناثان إيزمونت، كبير الباحثين في معهد الدراسات الفضائية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أنّ الخصائص المميزة للمذنب 3I/ATLAS لا تثبت ارتباطه بكائنات ذكية من خارج الأرض.

وقال إيزمونت: "إنّ مذنب 3I/ATLAS القادم من خارج نظامنا الشمسي لم يتفكك بعد اقترابه من الشمس، وهو ما دفع العالِم آفي لوب من جامعة هارفارد إلى افتراض أنّ له أصلاً اصطناعياً".

وأضاف: "لقد استغلّ العالم الأميركي آفي لوب رغبة الكثيرين في العثور على دليل يؤكد أننا لسنا وحدنا في الكون. لكن المذنب 3I/ATLAS لم— and لن— يقدّم أيّ دليل من هذا النوع، فحركته تتوافق تماماً مع قوانين الميكانيكا السماوية دون أي سلوك غير اعتيادي. ولذلك، فإنّ تسارعه غير الجاذبي يُعد أمراً طبيعياً ومألوفاً في جميع المذنبات، كونه ناتجاً عن القوة التفاعلية المصاحبة لانبعاث الغبار والغازات من نواتها".

كما شكّك إيزمونت في الادعاءات المرتبطة باتجاه حركة المذنب، مشيراً إلى أنّ "مذنب هالي الشهير كان يتحرك بدوره مع عقارب الساعة، ولم يكن على الإطلاق مركبة فضائية"، مؤكّداً أنّ "الميزة الفريدة للمذنب 3I/ATLAS أنه مذنب نجمي المنشأ، لكن هذا لا يعني بأي حال أنه مركبة فضائية، رغم رغبة كثيرين في تصور ذلك".

لوب: المذنب "أطلس/31" له أصل اصطناعي

كلام العالم الروسي جاء ردّاً على ما أعلنه آفي لوب، العالم الفلكي في جامعة "هارفارد" الأميركية، والذي قال "إنّ الجسم الفضائي "أطلس/31" أظهر علامات تدل على أصل اصطناعي".

وكتب لوب في مدونة له على تطبيق "تليغرام" الفلكي، أنه "بالنسبة لمذنب طبيعي، فإنّ بقاء (أطلس/31) جسماً واحداً أمر مثير للدهشة".

وينصّ المنشور على أنّ الصور الملتقطة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أظهرت أنّ الجسم البينجمي لا يُظهر أي علامات تفكك بعد مروره بالقرب من الشمس، وأنه لا يزال موجوداً كجسم واحد نشط".
 
ووفقاً للعالم لوب، يكشف هذا الأمر عن شذوذ جديد في "أطلس/3"، والذي يجب الآن تفسيره من قِبل زملائه الذين لا يعتقدون أنّ الجسم الفضائي مذنب، بل مركبة فضائية غريبة.

وسبق أن اقترح لوب أنّ المناورة غير العادية الأخيرة للزائر الفضائي ربما كانت مرتبطة بقذف عمود غاز ضخم، مما كان سيؤدي إلى فقدان نصف كتلته.

اكتُشف الجسم البينجمي "أطلس/31" في الأول من تموز/يوليو الفائت. وحدد العلماء لاحقاً أنه مذنب من نظام شمسي آخر، ويبلغ قطر ذؤابته (سحابة من الغاز والغبار تحيط بنواته) نحو 24 كيلومتراً. وقدّر نموذج حاسوبي عمره بأكثر من سبعة مليارات ونصف المليار سنة، أي أكبر بثلاثة مليارات سنة من عمر الشمس. وقد يكون أقدم مذنب رُصد على الإطلاق.

وتفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع التقارير التي تحدثت عن أنّ "أطلس/31" هو مركبة فضائية.

وقال أحد الناشطين إنّ "حبس العالم أنفاسه بينما يُصدر علماء الفلك تحذيراً مُرعباً بشأن 31/ATLAS، وهي مركبة فضائية ضخمة تنطلق حالياً عبر الفضاء مباشرةً نحو الأرض. هذا ليس خيالاً علمياً، بل حدث فلكي حقيقي قد يتكشف خلال أيام".

في أيلول/سبتمبر الماضي، أفاد لوب بأنّ الجسم البينجمي "أطلس/31"، وخلال مروره عبر النظام الشمسي، قد خضع لـ"تطور غير طبيعي"، حيث بدأ لونه يتغير.
 
وفي آب/أغسطس الماضي، أفاد لوب بأنّ "أطلس/31" يُصدر ضوءه الخاص، المُشابه لتوهج مصابيح السيارات، على الرغم من عدم تحديد مصدر هذا التوهج، مشيراً إلى أنّ "أطلس/31" قد يكون جسماً اصطناعياً مزوداً بمصدر طاقة قوي قادر على توليد ضوء مرئي من على بُعد ملايين الكيلومترات.

وقد أجمع العلماء الروس على أن مذنب 3I/ATLAS، الذي يبلغ عرضه نحو 5.6 كيلومتر ويصل طول ذيله إلى 3 ملايين كيلومتر، لا ينتمي إلى نظامنا الشمسي؛ بل جاء من أنظمة نجمية أخرى.
واُكتشف هذا المذنب النجمي للمرة الأولى في 1 يوليو بواسطة شبكة التلسكوبات الآلية ATLAS التابعة لوكالة ناسا، والمخصّصة لرصد الكويكبات القريبة من الأرض والأجرام السماوية الصغيرة ذات المسارات الخطرة المحتملة.

ويُعد 3I/ATLAS ثالث جسم نجمي يرصده العلماء بعد اكتشاف كويكب ʻOumuamua في خريف عام 2017، والمذنب الثاني 2I/Borisov الذي اكتشفه عالم الفلك الروسي غينادي بوريسوف في أغسطس 2019.

اقرأ أيضاً: اكتشاف ثلاثة كواكب بحجم الأرض تدور حول نظام نجمي ثنائي قريب

اخترنا لك