مصر: انتشال 3 تماثيل أثرية ضخمة من قاع البحر قبالة ساحل أبو قير

في أول عملية تنقيب واسعة النطاق بعد 25 عاماً، وزارة السياحة والآثار المصرية تعلن انتشال ثلاثة تماثيل أثرية ضخمة قبالة الساحل الغربي لأبي قير بالبحر الأبيض المتوسط، تعود لمدينة متكاملة المرافق للعصر الروماني.

0:00
  • أعمال المسح والدراسة أكّدت أنّ الموقع الذي انتشلت منه التماثيل الثلاثة يمثل مدينة متكاملة المرافق تعود للعصر الروماني
    أعمال المسح والدراسة أكّدت أنّ الموقع الذي انتشلت منه التماثيل الثلاثة يمثّل مدينة متكاملة المرافق تعود للعصر الروماني

انتشلت السلطات المصرية ثلاثة تماثيل أثرية ضخمة من قاع البحر الأبيض المتوسطـ قبالة السواحل المصرية، بحضور  شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، وفعّاليات ثقافية، وعدد من سفراء وقناصل الدول الأجنبية في مصر، وفق ما ذكرت وزارة السياحة والآثار المصرية.

وأجريت الأعمال قبالة الساحل الغربي لأبي قير، حيث أكّدت الأبحاث وجود مدينة رومانية قديمة تضمّ معابد ومباني موانئ ونظاماً لإمدادات المياه في قاع البحر.

وتمّ انتشال ثلاث قطع أثرية بارزة، أولها تمثال ضخم من الكوارتز على هيئة أبو الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، وتمثال من الغرانيت لشخص غير معروف من أواخر العصر البطلمي مكسور الرقبة والركبتين، وتمثال آخر من الرخام الأبيض لرجل روماني من طبقة النبلاء.

ووفقاً لوزارة السياحة تعدّ هذه أولى عمليات التنقيب واسعة النطاق تحت الماء منذ 25 عاماً. يعتقد العلماء أنّ هذا المجمع المكتشف هو استمرار لمدينة كانوب القديمة.

وفي هذا الإطار، أشاد وزير السياحة والآثار المصري، بالجهود التي بُذلت لإخراج هذه القطع الأثرية الفريدة من أعماق البحر المتوسط إلى النور، مثمّناً الدعم الكبير الذي تحظى به الآثار من القيادة السياسية في صون الهوية الحضارية وحماية الإرث الإنساني الفريد لمصر.

وأكّد فتحي أنّ مصر ملتزمة التزاماً كاملاً بأحكام اتفاقية اليونسكو للحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه، موضحاً أنّ "بعض القطع ستظل في موقعها الأصلي تحت الماء حفاظاً على قيمتها التاريخية"، بينما يتمّ انتشال غيرها وفق معايير علمية دقيقة وضوابط صارمة تتيح استخراجها وحمايتها.

ومن جهته، أكّد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأهمية الاستثنائية لموقع أبو قير الأثري، الذي يمثّل شاهداً حياً على عظمة وتاريخ وحضارة مصر العريقة، موضحاً أنّ "عملية انتشال القطع الأثرية من مياه البحر المتوسط اليوم تأتي بعد مرور 25 عاماً على آخر عملية مماثلة شهدتها مصر منذ توقيعها عام 2001 على اتفاقية اليونسكو الخاصة بالحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه".

وأشار إلى أنّ "عملية الانتشال تمثّل خطوة محورية ضمن مشروع قومي تتبنّاه الدولة المصرية لتطوير خليج أبو قير، حيث نجح فريق من مفتّشي الآثار في المجلس الأعلى للآثار بالعمل تحت سطح البحر وكشفوا عن مبانٍي ثابتة ومنقولة غمرتها المياه عبر القرون، ربما نتيجة لتغيّرات جيولوجية أو زلازل أدّت إلى هبوطها تحت مياه المتوسط".

مدينة متكاملة المرافق تعود للعصر الروماني

ويُعدّ الموقع الذي تمّ فيه انتشال التماثيل أحد أهم الاكتشافات الأثرية التي جرى رصدها خلال أعمال المسح الأثري السابقة في غرب مدينة أبو قير، إذ لا تزال المنطقة تخبّئ بين طيّاتها أسراراً تكشف فصولاً جديدة من "حضارة مصر الغارقة" تحت مياه البحر المتوسط.

وأكّدت أعمال المسح والدراسة أنّ الموقع يمثّل مدينة متكاملة المرافق تعود للعصر الروماني، تضمّ مباني ومعابد وصهاريج مياه وأحواضاً لتربية الأسماك، فضلاً عن ميناء وأرصفة أثرية، ما يرجّح أنه امتداد للجانب الغربي من مدينة كانوب الشهيرة، التي سبق اكتشاف جزء منها شرق المنطقة.

كما تكشف الشواهد عن استمرارية حضارية عبر عصور متعدّدة تشمل المصري القديم، البطلمي، الروماني، البيزنطي، والإسلامي.

كما أسفرت أعمال البحث عن العثور على مجموعة كبيرة من الشواهد الأثرية المهمة، أبرزها أمفورات تحمل أختاماً للبضائع وتواريخ إنشائها، وبقايا سفينة تجارية محمّلة بالجوز واللوز والمكسّرات وفيها ميزان نحاسي كان يستخدم للقياس، إضافةً إلى تماثيل ملكية وتماثيل لأبي الهول، ومجموعة من تماثيل الأوشابتي، ومرساوات حجرية، وعملات من العصور البطلمية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، فضلاً عن أوانٍ وأطباق فخارية وأحواض لتربية الأسماك ورصيف بحري ممتد بطول 125 متراً.

اقرأ أيضاً: اكتشاف جديد حول الأهرامات المصرية يناقض المعتقدات القديمة

اخترنا لك