النرويج تراجع استثمارات صندوق النفط في شركات إسرائيلية خشية تمويل الحرب على غزة
وزير المالية النرويجي، ينس ستولتنبرغ، يأمر بمراجعة استثمارات صندوق النفط في شركات إسرائيلية، خشية تورط "أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم" بتمويل شركات متهمة بدعم العدوان على غزة.
-
النرويج تراجع استثمارات صندوق النفط في شركات إسرائيلية خشية تمويل الحرب على غزة
أصدر وزير المالية النرويجي، ينس ستولتنبرغ، أوامر بمراجعة استثمارات صندوق النفط بقيمة تريليوني دولار في شركات إسرائيلية.
وأوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنّ الأوامر جاءت على خلفية ورود شكاوى متكررة، تفيد بتمويل شركات تدعم الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية.
وأكدت الصحيفة أنّ ما وصفته بـ"أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم"، أصبح محط انتقادات لاذعة، حيث اتهمت أحزاب سياسية ونقابات عمالية ونشطاء صندوق النفط بالاستثمار في شركات تدعم احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية والعدوان على غزة.
ويأتي ذلك بعد أن ذكرت صحيفة "أفتنبوستن" النرويجية، أن الصندوق زاد استثماراته خلال العامين الماضيين في شركة "محركات بيت شيمش"، التي أعلنت أنها تتولى صيانة الطائرات التي استخدمتها "إسرائيل" في قصف غزة.
وأعرب رئيس وزراء النرويج، يوناس غار ستور، عن قلقه الشديد بشأن التقارير، وطلب من ستولتنبرغ التواصل مع بنك النرويج - البنك المركزي في البلاد، الذي يضم صندوق النفط - والحصول على "إجابات وافية".
الحرب في غزة تتعارض مع القانون الدولي
وقال ستولتنبرغ: "إن الحرب في غزة تتعارض مع القانون الدولي وتسبب معاناة شديدة، لذا من المفهوم أن تُثار تساؤلات حول استثمارات الصندوق في شركة محركات بيت شيمش".
وذكرت "فايننشال تايمز"، أنّ الحكومة الحالية في النرويج (يسار الوسط)، تتعرض لضغوط متزايدة من جانب المعارضة، بشأن هذه المسألة، قبل أسابيع فقط من الانتخابات البرلمانية المقررة في الـ8 من أيلول/سبتمبر المقبل
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنّه يُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها متقاربة للغاية، بحيث يصعب التكهن بنتيجتها في الوقت الحاضر.
الاستثمار النرويجي في الشركات الإسرائيلية
ذكرت الصحيفة أنّه كان لدى الصندوق حصة بقيمة 15 مليون دولار أميركي في شركة "Bet Shemesh Engines" في نهاية عام 2024، وفقاً لبيانات حصته، مما يمنحه حصة قدرها 2.1%.
وكانت قيمة حصة صندوق النفط، أعلى بأكثر من 4 أضعاف، مما كانت عليه في نهاية عام 2023، بعد وقت قصير من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ولم يكن لدى صندوق النفط النرويجي سوى 0.1% من أصوله البالغة تريليوني دولار في "إسرائيل" بنهاية عام 2024، وهو يستثمر في 65 شركة إسرائيلية بقيمة إجمالية قدرها 22 مليار كرونة نرويجية (2.1 مليار دولار).
واقترح مجلس الأخلاقيات المستقل - الذي يقدم توصيات بشأن الشركات التي ينبغي حظرها من محفظة صندوق النفط - منذ عام 2009، استبعاد 9 مجموعات إسرائيلية.
وقال الرئيس التنفيذي لصندوق النفط، نيكولاي تانجن، إنّ استثماره في شركة "Bet Shemesh Engines" تم من خلال مدير صندوق خارجي، وأن الشركة الإسرائيلية ليست مدرجة على أي قائمة استبعاد من مجلس الأخلاقيات أو الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى.
وأضاف أن الصندوق سيُطلع الآن على "المعلومات الجديدة"، وعندما سُئل عما إذا كان يفهم رد الفعل العنيف على هذه الكشوفات، أجاب: "بالتأكيد. أرى نفس الصور التي تراها - إنها لمشاهد مروعة".
كذلك، أعرب بعض المسؤولين في صندوق النفط عن استيائهم مما يرونه بطءاً في تنفيذ توصيات مجلس الأخلاقيات، ولا سيما مع توجيه غضب المحتجين النرويجيين عدة مرات إلى بنك النرويج في مقره الرئيسي في أوسلو.
وأعرب هؤلاء أيضاً عن قلقهم بشأن موازنة الغضب الشعبي إزاء الهجوم الإسرائيلي على غزة مع تجنب الوقوع في دوامة سياسية في "إسرائيل"، وخاصة في الولايات المتحدة، إذا سحب الصندوق استثماراته من عدد كبير جداً من الشركات الإسرائيلية.