واشنطن تعلن استعدادها لفرض رسوم على الصين بسبب النفط الروسي مع اشتراط مشاركة أوروبا
وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يتهم الصين بتمويل آلة الحرب الروسية من خلال مشترياتها من النفط الروسي، مهدداً بفرض رسوم جمركية جديدة شريطة مشاركة أوروبا، في ظل تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين بشأن المعادن النادرة.
-
وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت- أرشيف (أ ف ب)
قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، اليوم الأربعاء، إنّ الولايات المتحدة مستعدة لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي، داعياً حلفاء واشنطن الأوروبيين إلى المشاركة في هذا الإجراء كشرط لاتخاذه.
وأوضح بيسنت، خلال مؤتمر صحافي، أنّ "شراء الصين النفط الروسي هو الذي يغذي آلات الحرب الروسية"، مشيراً إلى أن "بكين تشتري 60% من الطاقة الروسية و90% من الطاقة الإيرانية".
ونقل المتحدث باسم وزارة الخزانة عن بيسنت أنّ واشنطن ستقدّم صوراً حصلت عليها من الحكومة الأوكرانية، تُظهر استخدام قطع صينية في الطائرات الروسية المسيّرة العاملة في أوكرانيا.
واشنطن تحذر من عواقب تقييد بكين تصدير المعادن النادرة
وفي سياق متصل، حذّر بيسنت من أن القيود التي تفرضها الصين على تصدير المعادن النادرة "ستضر بالعالم بأسره وليس بالولايات المتحدة فقط"، مضيفاً: "لا تنخدعوا، إنها الصين في مواجهة بقية العالم"، حد تعبيره.
وعلى الرغم من تصاعد حدة التصريحات، أشار الوزير الأميركي إلى أنه "متفائل" بشأن المحادثات مع بكين، مضيفاً في حديث إلى قناة "سي إن بي سي" أنّ المفاوضات تجري "على مستوى عالٍ جداً".
وبيّن أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يخطط للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ قريباً، على الرغم من تأكيده مؤخراً أنه "لم يعد هناك أي سبب لعقد اللقاء" المقرر على هامش قمة "أبيك" في كوريا الجنوبية أواخر الشهر الجاري.
وتصاعدت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بعدما جعل الصين هدفاً رئيسياً في إطار حربه التجارية الجديدة. وعلى الرغم من محاولات الطرفين التوصل إلى هدنة، إلا أن التهديدات المتبادلة ازدادت خلال الأسابيع الأخيرة.
وكان ترامب قد توعد الصين الأسبوع الماضي بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 100% على المنتجات الصينية الداخلة إلى الولايات المتحدة، بعدما قررت بكين فرض ضوابط إضافية على تصدير عناصر وتقنيات المعادن النادرة، كما لوّح بوقف استيراد زيت الطهي من الصين رداً على توقف الأخيرة عن شراء فول الصويا الأميركي.
من جهتها، ردت وزارة الخارجية الصينية بأن ضوابط التصدير "تتماشى مع الممارسات الدولية" وتهدف إلى "حماية السلام العالمي ومنع الانتشار"، مؤكدةً حرصها على "الحفاظ على أمن واستقرار سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية".
وفيما يتعلق بتهديدات ترامب التجارية، عبّر المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان عن أسفه لما وصفه بـ"النهج التصعيدي"، مؤكداً أنّ "الحرب التجارية لا رابح فيها، ولا تخدم مصالح أحد"، داعياً إلى "حل القضايا عبر الحوار وعلى أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة".
