"ذي إيكونوميست": طموحات ترامب في زيادة بيع الغاز المُسال تصطدم بعراقيل

مجلة "ذي إيكونوميست"، ترى أنّ ترامب يسعى لفرض الغاز الأميركي على العالم لتقليص العجز التجاري، لكن سياساته الحمائية ونقص البنية التحتية يعرقلان تحقيق هذا الهدف.

0:00
  • سفينة غاز طبيعي مسال (أرشيفية - رويترز)
    سفينة غاز طبيعي مسال (أرشيفية - رويترز)

يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة تشكيل الخريطة التجارية العالمية عبر الضغط على الحلفاء لشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي، في محاولة لتقليص العجز التجاري الضخم الذي تعاني منه بلاده. لكنه، وعلى الرغم من تصاعد نفوذ الولايات المتحدة كأكبر منتج ومصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، يواجه ترامب عراقيل كبيرة قد تُجهض هذه الطموحات، وفقاً لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية.

وتأتي أبرز هذه العراقيل من السياسات الحمائية التي فرضها ترامب نفسه، بحيث أدّت الرسوم الجمركية التي وضعها على واردات مثل الصلب إلى زيادة تكلفة إنشاء مشاريع تصدير الغاز والبنية التحتية المرتبطة بها.

ويعاني قطاع الطاقة، بحسب صحيفة "ذي إيكونوميست"، من نقص في خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز من مناطق الإنتاج إلى موانئ التصدير، في حين تعمل المحطات الحالية بأقصى طاقتها تقريباً. ونتيجة لذلك، تجد الشركات الأميركية نفسها غير قادرة على الاستجابة للطلب المتزايد بسرعة أو بكفاءة.

كما تواجه خطط ترامب عقبات دولية، فالحرب التجارية التي أطلقها أضعفت ثقة عدد من الشركاء التجاريين، وعلى سبيل المثال، الصين التي أوقفت استيراد الغاز الأميركي كلياً، والتي أوقفت الشهر الماضي جميع وارداتها من الوقود من خصمها في الحرب التجارية، على الرغم من أنها كانت من بين أكبر الأسواق المستهدفة في خطط التوسع.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، وهي جهة رسمية تُعنى بالتنبؤات، أن ينخفض نمو الطلب على الغاز في آسيا إلى 2% هذا العام، منخفضاً من 5.5% في عام 2024، بينما يتردد الأوروبيون في توقيع عقود طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، تخوفاً من أن تحظر لوائح المناخ استخدام الغاز يوماً ما، أو عودة الإمدادات الروسية بعد توقيع اتفاق سلام بشأن أوكرانيا.

ووفقاً لتحليلات الصحيفة، فإنه حتى لو زادت أوروبا وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، فلن تكون كافية لسد العجز التجاري الأميركي بشكل ملموس.

وفي هذا السياق، قدّرت شركة "وود ماكنزي" الاستشارية، أنه إذا حصل الاتحاد الأوروبي على جميع احتياجاته من الغاز الطبيعي المسال والديزل والنفط الخام الخفيف من أميركا، فسيقلل ذلك فائضه التجاري من السلع بنحو النصف فقط.

وختمت المجلة البريطانية، قائلة: إنّ "الحقيقة المرة هي أن أحلام السيد ترامب المتعلقة بالغاز الأميركي ليست أكثر من مجرد كلام فارغ".

اقرأ أيضاً: "سي بي أس": تحذيرات داخلية من انهيار اقتصادي بسبب سياسة ترامب الجمركية

اخترنا لك