"سي بي أس": تحذيرات داخلية من انهيار اقتصادي بسبب سياسة ترامب الجمركية

تقارير عن خلافات حادة داخل إدارة ترامب حول فرض تعريفات جمركية شاملة، وسط تحذيرات من مستشاريه من تداعيات كارثية على الاقتصاد والأسواق العالمية.

0:00
  • ترامب
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب (رويترز)

حذّر كبار المستشارين المقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أسابيع، من أن "بعض مقترحات التعريفات الجمركية قد تُخلّف آثاراً مدمرة على الأسواق المالية العالمية، وتُؤدي إلى انهيار الاقتصاد الأميركي".

وقالت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية، إنّه رغم حرص البيت الأبيض على إظهار جبهة موحدة خلف قرار فرض التعريفات الجمركية المُعلَن عنه في 2 نيسان/أبريل الحالي، والذي أُطلق عليه رسمياً اسم "يوم التحرير"، إلا أن الكواليس كشفت عن خلافات عميقة بين كبار مسؤولي الإدارة.

مصادر مطّلعة كشفت للشبكة، عن نقاشات محتدمة دارت في أروقة البيت الأبيض، سبقت الإعلان الرسمي بأيام. ففي أواخر آذار/مارس، "شهد مكتب رئيسة الموظفين سوزي وايلز جدلاً حاداً بين وزير الخزانة سكوت بيسنت والمستشار التجاري للرئيس، بيتر نافارو، حول مستقبل السياسة التجارية الأميركية".

وبحسب المصادر، كان نافارو يدفع بقوة نحو فرض تعريفات شاملة بنسبة 25% على كافة الواردات التي تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار، معتبراً أن "هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة استراتيجية لإعادة التوازن التجاري"، مؤكداً "ضرورة عدم إجراء أي مفاوضات، بل إبقاء الرسوم الجمركية كما هي لتوليد الإيرادات ودفع الشركات المصنعة إلى الإنتاج المحلي".

في المقابل، حذّر المستثمر في "وول ستريت"، بيسنت، من تداعيات هذا التوجه، مشيراً إلى سيناريوهات محتملة لاضطرابات اقتصادية حادة قد تزعزع الأسواق وتضعف الثقة الاستثمارية.

من جهته حرص مستشار ترامب إيلون ماسك، الذي لم يحضر اجتماعات اتخاذ القرار الرئيسية بشأن الرسوم الجمركية، على عدم التعبير عن استيائه الشديد من جوانب معينة من سياسة الرسوم الجمركية إلا في دوائر ضيقة جداً، على الرغم من أن "بعض ذلك ظهر في نهاية المطاف في انتقادات لنافارو على وسائل التواصل الاجتماعي"، داعياً علناً إلى إلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأشارت "سي بي أس نيوز"، إلى أنّه في الأيام التي تلت إعلان "يوم التحرير"، تراجعت الأسواق المالية، مما أثبت صحة بعض توقعات مستشاري ترامب، بحيث انخفضت تريليونات الدولارات من مؤشرات الأسهم الرئيسية، وأرسل سوق السندات إشارات مقلقة.

ورفعت شركات استثمارية بارزة في "وول ستريت"، من بينها "غولدمان ساكس"، تقديراتها لاحتمال حدوث ركود اقتصادي خلال الأشهر المقبلة، مستندة إلى مؤشرات مقلقة على أكثر من صعيد.

وفي هذا السياق، لم تقتصر التحذيرات على المستشارين والمحللين، بل امتدت لتشمل كبار التنفيذيين في كبرى الشركات الأميركية، ففي مقابلة، صرّح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان تشيس"، وهو أكبر مؤسسة مصرفية في الولايات المتحدة، بأن الركود يشكل "نتيجة محتملة" في ظل الظروف الراهنة.

اقرأ أيضاً: "استهداف الجامعات الكبرى".. كيف يضعف ترامب الاقتصاد الأميركي؟

اخترنا لك