"وول ستريت جورنال": التداعيات السلبية لسياسات ترامب التجارية بدأت بالظهور
صحيفة "وول ستريت جورنال" تكشف أن نتائج الرسوم الجمركية الصارمة وحملات قمع الهجرة التي أطلقها ترامب، بدأت تنعكس سلباً على الاقتصاد الأميركي، ما التفاصيل؟
-
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيفية)
بدأت نتائج السياسات الاقتصادية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا سيما الرسوم الجمركية الصارمة وحملات "قمع الهجرة"، تنعكس تدريجياً على الواقع المعيشي للأميركيين، بحسب ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن التطبيق غير المنتظم للرسوم الجمركية بدأ يظهر على رفوف المتاجر من خلال ارتفاع أسعار عدد من السلع، وسط بوادر واضحة لتباطؤ نمو الوظائف نتيجة التشدد في سياسات الهجرة.
وقالت الصحيفة الأميركية إنّه على الرغم من أن الاقتصاد الأميركي أبدى قدرة على الصمود أمام الحروب التجارية التي أطلقها ترامب، إلا أن استطلاعاً أجرته، أفاد بأن التأثيرات السلبية لتلك السياسات بدأت تصبح ملموسة بشكل أكبر.
وأضافت أنّه بعد تجاوز الولايات المتحدة لأزمتَي الجائحة ورفع الفائدة، يواجه الاقتصاد الأميركي الآن ضغوطاً من الداخل يصعب التنبؤ بنتائجها.
وأظهرت بيانات التضخم الصادرة مؤخراً لشهر حزيران/يونيو، أن النسبة السنوية بلغت 2.7%، بما يتماشى مع التوقعات، لكن ارتفاع أسعار واردات أساسية، مثل الأثاث والملابس، يشير إلى تداعيات مباشرة للرسوم الجمركية. ويتوقع محللون استمرار هذا الارتفاع في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
ووفقاً لمصرف "يو بي إس"، ارتفعت تكاليف السلع الأساسية، بأسرع وتيرة لها منذ ثلاث سنوات، ما دفع المحللين إلى ترجيح عدم عودة التضخم إلى مستوياته السابقة، التي سجلت 2.3% في نيسان/أبريل، قبل عام 2028 في حال استمرار السياسات الجمركية الراهنة وعدم حدوث ركود اقتصادي.
وفي هذا السياق، كتب عُمير شريف، مؤسس ورئيس شركة "إنفليشن إنسايتس"، في مذكرة للعملاء، أنّه "أظهر تقرير اليوم أن الرسوم الجمركية بدأت تُؤثر سلباً".
ولفتت الصحيفة، إلى أنّ بيع الديون الحكومية دفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى الارتفاع، تاركاً عائد سندات الثلاثين عاماً فوق 5% لأول مرة منذ أيار/مايو.
كما بدأت تظهر بعض التصدعات في سوق العمل. فبينما لا تزال بيانات القوى العاملة غير المصرح بها غير موثوقة، يبدو أن نمو التوظيف قد تباطأ في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على العمال الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.
وتقلصت القوى العاملة المولودة في الخارج بشكل ملحوظ منذ آذار/مارس، ويبدو أن المهاجرين الجدد أكثر تردداً في المشاركة في المسح الشهري الذي تُجريه وزارة العمل للأسر.
كذلك، قالت الصحيفة الأميركية، إنّ الأميركيين ما زالوا يُنفقون، ويواصل أصحاب العمل توفير فرص عمل جديدة، مشيرةً إلى أنّه يوم الثلاثاء، أعلنت بعض أكبر البنوك الأميركية عن أرباح ربع سنوية أفضل من المتوقع.
وطرحت "وول ستريت جورنال"، سؤالاً، عمّا إذا كان كل هذا سوف يصمد، وإذا لم يكن كذلك، فإلى متى يستطيع أكبر اقتصاد في العالم أن يواصل التقدم بقوة؟