ماذا يعني تقلب سوق الأسهم هذا الأسبوع بالنسبة للمستثمرين الأوروبيين؟
رغم اضطرابات الأسواق الأوروبية وتراجع الثقة، يرى خبراء أن التقلبات تفتح فرصاً استثمارية واعدة لمن يختار بحكمة ويوازن بين السيولة وجودة الأصول.
-
أسهم أوروبا (أرشيفية)
قالت قناة "يورو نيوز"، إنّ الأسواق المالية في أوروبا "لا تخفي توترها"، وأن الاضطرابات الأخيرة في أسواق المال "تكشف عن هشاشة البنية الاقتصادية، لكنها تفتح أيضاً نواف ذ جديدة لأولئك الذين يرون الفرص وسط الركام".
وأشار المحلل الاقتصادي نيك سوندرز في مقال بموقع "يورو نيوز"، إلى أنّ "ضخ الاستثمارات بشكل تدريجي ومدروس في شركات عالية الجودة قد يكون الخيار الأذكى في مواجهة العواصف".
ورأى سوندرز أنّ "المستثمرين الذين اعتادوا على وضوح الرؤية والقدرة على التنبؤ باتوا اليوم أمام واقع مختلف". لكن التقلبات، وإن أربكت حسابات البعض، تشكّل نقاط دخول مهمة في قطاعات لا تزال مُقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية.
واستشهد بالعقد الماضي على هيمنة السوق الأميركية على التدفقات الاستثمارية، الأمر الذي أدى إلى تراجع نسبي في تقييمات الأسواق الأوروبية والبريطانية. غير أن الرياح بدأت تتغيّر، مع توجّه متصاعد نحو إعادة اكتشاف الأسواق المحلية، لا سيما مع اهتزاز صورة الاستقرار في الولايات المتحدة.
كما لفت المحلل الاقتصادي إلى أنّ "شركات الرعاية الصحية، مثل شركات إنقاص الوزن العملاقة نوفو نورديسك، وأسترازينيكا، وروش، تُحقق أرباحاً مستقرة وتأثراً أقل بالدورات الاقتصادية. كما تُوفّر نستلة، ويونيليفر، ولوريال تدفقات نقدية ثابتة وبعض الحماية من التقلبات".
تأثير انخفاض الأسعار على الجودة
لا تزال حالة من عدم اليقين تخيّم على عدد من القطاعات الحيوية، خصوصاً مع تنامي المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية إلى تدفق كميات كبيرة من البضائع إلى السوق الأوروبية، ما قد يضغط على الصناعات المحلية.
وبحسب سوندرز، تبدو السوق الأميركية شبه مغلقة أمام السيارات الكهربائية الصينية، ما يُفسح المجال أمام شركات أوروبية كبرى مثل فولكس فاغن، وبي إم دبليو، وستيلانتس لالتقاط أنفاسها، بينما تضطر شركات مثل بي واي دي ونيو الصينية للبحث عن أسواق بديلة، ربما في الجنوب العالمي أو أميركا اللاتينية.
وفي خضم هذه التحولات، تزايدت حيازة المستثمرين للسيولة النقدية بشكل ملحوظ، انعكاساً لعزوف واضح عن المخاطرة وتراجع الثقة في الأسهم، حيث بات الكثيرون يفضلون الانتظار، والشراء عند التراجعات الحادة للأسعار.
ونتيجة ذلك، برزت صناديق سوق النقد والودائع المصرفية كوجهات مفضلة، وإن كانت محدودة الجدوى على المدى الطويل.
ورغم الحذر السائد، فإن الاحتفاظ بالسيولة قد يؤمّن نوعاً من الحماية على المدى القصير، لكنه لا يمثل استراتيجية ناجحة للاستثمار طويل الأمد. وهنا تبرز أهمية ضخ الاستثمارات تدريجياً في مجموعة منتقاة من الشركات عالية الجودة، مع اعتماد أسلوب تنويع مدروس يُوازن بين المخاطرة والعائد.
كما نصح سوندرز، في هذه المرحلة، باللجوء إلى الاستثمارات الجماعية بدلاً من انتقاء الأسهم الفردية، سعياً لتقليل التقلبات، وتجاوز العقبات التي قد تعترض طريق المستثمر في هذا المناخ المعقد والمتغير.